عرض مشاركة واحدة
  #85  
قديم 08-24-2010, 11:50 AM
 
بعد الغياب/ الجزء السادس والثمانون

#أنفاس_قطر#


جواهر في غرفتها بعد مارجعت من بيت أخوها عبدالعزيز
نادت عيالها..

كانت مقررة تقول لهم عن اختفاء أبوهم..
فكرت في كلام كثير.. كثير.. ومقدمات أكثر

لكن الحين وهي تشوف وجوههم العذبة قدامها
متعلقة في وجهها بترقب متخوف..
حست كل الكلمات تتبخر..

حاولت استعادة تماسكها.. عشانهم.. وعشان عبدالله اللي وعدته إنها تكون قوية..

أول من تكلم كان عبدالعزيز اللي قال بهدوء وثقة: يمه.. أنتي قلتي أنج تبغينا في موضوع مهم.. شنو هالموضوع؟؟ احنا قاعدين ننطرج..

جواهر بهدوء وحنان: أنا عمري كذبت عليكم في شيء؟؟؟

نوف وعزوز مع بعض باستنكار: حاشاج..

جواهر بنفس النبرة الهادئة الحنونة: يعني لو قلت لكم أنه أبوكم مهما طال غيابه بيرجع.. تصدقوني؟؟

نوف بتوتر: يمه أبوي مسافر في شغل..
صحيح تأخر يوم زيادة عن الـ3 أيام اللي هو قال.. بس ما أعتقد أنه بيطول أكثر كذا بعد..

جواهر برقة: ماجاوبتم على سؤالي..

عزوز بهدوء: أكيد يمه نصدقج..

جواهر بحنان وهي تلتفت على نوف: وانتي يانوف.. ماتصدقين أمج؟؟

نوف بتوتر: حاشاج يمه.. أكيد أصدقج..

جواهر بهدوء: وأنا أقول لكم واأكد لكم أن أبوكم بيرجع..

عزوز والقلق بدأ يلتهم تفكيره بعنف: يرجع من وين يمه؟؟

جواهر بتخوف غلفته بأكبر قدر من الهدوء ولهجة المساندة: أبوكم مفقود في العراق..


********************



مضى أسبوع على الأحداث الأخيرة...

عيال عبدالله بعد خبر اختفاء أبوهم.. أصيبوا بحالة حزن حادة..

عبدالعزيز ساعدته قوة شخصيته وهدوءه على التوازن.. وخصوصا مع إحساسه المتزايد بالمسئولية
وأنه هو رجل البيت في غياب أبوه..
دفن حزنه في صدره من أجل نوف على وجه الخصوص..

نوف أصيبت بانهيار عصبي حاد.. وبقيت في المستشفى لمدة يومين.. بدأت بالتماسك وهي عاجزة عن تخيل حياة بدون وجود والدها
كان الحزن في قلبها الصغير الغض أكبر من احتمالها..
لكن حنان أمها اللامحدود كان يدعمها ويطمن قلبها.. وخصوصا إن جواهر كانت تأكد لها بشكل دائم إن عبدالله بيرجع..
نوف فاتتها عدة أيام من بداية الدراسة في الجامعة.. وأصرت عليها أمها تداوم..
وخصوصا إن جواهر نفسها عادت لطالباتها ومحاضراتها.. رغم إحساسها المر بخواء روحها وحياتها في غياب عبدالله..
ولولا وجود عيالها في حياتها الله العالم أيش كان ممكن يصير لها..


نورة وعبدالعزيز كناري الحب الجديد..
نورة أدخلت روح جديدة في حياة عبدالعزيز.. بمرحها وجنونها وانطلاقها وامتلائها بالحياة
وعبدالعزيز أرضى قلبها المتعطش للحنان.. بحنانه المتدفق وروحه الشفافة..


سالم ومنيرة مازال الحال على ماهو عليه بين مد وجزر..
ولكن الأثنين أصبحوا يستمتعون جدا بصحبة بعض..
بينهم حديث مشترك ودي..
أحيانا يحتد سالم على منيرة ويعصب
لكنها تمتص غضبه بسرعة

ماجد ودلال مازالو يستمتعون بشهر عسلهم
ماجد مايعرف باللي صار لعبدالله
كان يتصل على عبدالله ويلقى تلفونه مقفول
بس كان يعتقد انه سوء الاتصالات او أن عبدالله مسافر
ماخطر بباله نهائيا أنه يكون عبدالله صار له شيء

خالد ومحمد خلصوا امتحاناتهم .. أثنينهم نجحوا..

محمد تخرج أخيرا وبدأ بإنجاز معاملات التخرج..

خالد بعد نجاحه.. نفذ مع دانة مخططها اللي ماكان يعلم بإبعاده الحقيقية..
كان يكفي خالد أن تأمره دانة أخته الكبيرة الغالية اللي هو يصدقها في كل شيء تقوله عشان ينفذ وبس..
وخصوصا إن قصتها كانت محبوكة... وجانبها الرئيسي كان حقيقي فعلا..


******************



في غرفة مها والجازي...

مها تعد أوراق عمل مطلوبة منها.. والجازي تتصفح مجلة

عقب الجازي نطت عند مها لمكتبها وهي تقول برجاء: تكفين خلينا نروح لدانة شوي.. اشتقت لها.. فديتها.. وفديت ريحة سعود فيها..

مها وهي تكتب: أنتي راقدة على روحش.. هذا وأنتي تحبينها ذا الحب كله ماتعرفين أخبارها.. وإلا كالعادة أخر من يعلم..

الجازي بحذر قلق: ليه دانة صاير عليها شيء؟؟

مها بنبرة عادية: دانة سافرت عندها دورة أو شغل برا..

الجازي باستفسار: وين؟؟

مها هزت كتوفها: ما أدري.. ماقالت لي مزنة وين..


*****************


سعود في سكن المعسكر.. اليوم عنده أوف..

ومع كذا ماطلع مع بقية الشباب اللي راحوا لبيروت..
ونادرا ماكان يطلع معهم إلا لو ألحوا عليه بشكل محرج

كان قاعد في صالة السكن يتفرج على الأخبار في التلفزيون

دخل عليه واحد من زملائه في السكن.. وسلم وقعد قريب من سعود..

سعود بمودة أخويه: وش فيك نايف ماطلعت مع الشباب..؟؟

نايف بود: حشوة سني طاحت.. رحت عشان أسوي حشوة بدالها.. في المستوصف التابع للأمم المتحدة اللي جنبنا..

سعود بذات الأخوة: وعسى ضبطوه لك؟؟

نايف بعيارة: ضبطوا لي سني.. وسرقوا قلبي..

سعود بابتسامة: ياكثر ما ينسرق قلبك.. مابقى حد ماسرقه.. ذا المرة مجندة أمريكية وإلا صومالية؟؟؟

نايف بعيارة: لا والله إلا دكتورة قطرية!!

سعود باستغراب: دكتورة قطرية هنا..!!

نايف بهدوء: أنا مثلك استغربت يوم شفت الدكتورة اللي لابسة نقاب في المستوصف.. ولبسة النقاب لبسة قطرية أشمها عن بعد..
قربت شوي منها شفت فعلا شعار قطر عليها واسمها..
سألت عنها قالوا لي طبيبة أسنان
قلت تكفون حشوة سني ماطاحت إلا عشانها.. مايعالجني إلا هي..
بس الاستقبال قالوا لي: إنها شارطة ماتعالج إلا حريم وأطفال..
قلت لهم عمري 7 سنين بس ماصدقوني..
آه ياسعود ذبحتني عيونها في النقاب
ياحي الدوحة واللي في الدوحة..

سعود حس برعشة مرة تجتاحه وهو يتذكر دانة اللي أصلا ماتغيب عن باله.. لكن ذكر طبيبة الاسنان القطرية خلاها تحضر بكل العنف والحدة والتجسد..

سعود رد عليه بحدة: أحشم بنات ديرتك وغير بنات ديرتك من المستورات يا نايف..

نايف وهو يضحك ويقوم يبي يروح ينام: محشومين كلهم.. ولو تدري بعد أنها من قبيلتك وفخيذتك.. كان كليتنا بقشورنا يعني..؟؟

سعود نط برعب
واحتمال مرعب قاتل مدمر ينط لمخيلته
وهو يمسك يد نايف بعنف: شأسم الدكتورة ذي؟؟

نايف بألم: سعود تكفي يأخوي بتكسر يدي..

سعود وهو يعصر يد نايف أكثر: أقول لك شأسمها؟؟

نايف بألم أكبر: دانة هادي الــ


**********************



جواهر في مكتبها في الجامعة..

نجلاء تمدها بصحن في بسكويت..

جواهر تحط يدها على فمها وأنفها: لا تكفين نجلاء.. لا تقربينه مني ريحته تلوع الكبد..

نجلاء باستغراب: شنو ريحته تلوع الكبد ذي؟؟ أنتي أصلا تحبين هالبسكويت..

جواهر بتعب: أحبه أول موب الحين..

نجلاء نطت لدرجة أنها كانت بتركب على مكتب جواهر وهي تصيح بفرح هستيري: حامل.. حامل.. صح؟؟

جواهر بتعب وحزن: إيه حامل..

نجلاء بغضب مصطنع: ياخاينة العشرة والصحبة.. يوم حملت بحمودي كنتي أول حد خبرته.. قبل جاسم حتى..

جواهر بود: أنتي عارفة ظروفي نجلاء.. وأنا توني سويت التست أمس..
رغم اني تعبانة صار لي كم يوم..وكنت تقريبا متأكدة من الحمل لأن الدورة لها أسبوعين متأخرة

نجلاء حزن رقيق: شنو جواهر؟؟ منتي بفرحانة بالحمل؟؟؟

جواهر بصدق: بالعكس.. فرحانة وفرحانة وايد والله العظيم.. اللهم لك الحمد والشكر..

نجلاء بود: زين ليش نظرة الحزن في العيون الحلوة؟؟

جواهر بحزن عميق: عبدالله يانجلاء.. عبدالله..
كان بيموت يبي طفل.. كان شفقان وايد على بيبي..
فوق ما تتخيلين كانت شفقته ولهفته..
ويوم أدري أني حامل.. مايكون جنبي أبشره..

نجلاء قربت من جواهر اللي كانت جالسة وحضنتها بحنان وقالت لها بحزن ومساندة: إن شاء الله بيرجع.. وبتبشرينه
وبيكون جنبج في الولادة.. مثل ماكان جنبج في ولادة نوف وعزوز..

جواهر وهي تشد على حضن نجلاء وتقول بأمل حزين: إن شاء الله يانجلاء إن شاء الله..


**********************


سالم ومنيرة قاعدين في الصالة.. يلفهم صمت لطيف
وأجواء الترقب المشحونة التي أصبحت تحضر بينهم كثيرا هذه الأيام تعبق حولهم..
إنذارا أما بالهدوء قبل العاصفة.. أو انهيار الحواجز

سالم قطع الصمت بتساؤل: منيرة.. الجامعة مهيب بدت؟؟

منيرة بتردد: بلى بدت..

سالم باستغراب: وانتي ليش ماداوامتي للحين؟؟

منيرة سحبت نفس عميق وقالت بهدوء: لأني انسحبت من الفصل الدراسي الحالي..


******************



سعود يقتحم مستوصف الأمم المتحدة.. وهو يسأل موظفة الاستقبال بصوت مقطوع الانفاس نتيجة لقطعه المسافة بين سكن القوات والمستوصف ركض: وين الدكتورة دانة هادي؟؟

الموظفة بحذر وهي تشوف شكل سعود المرعب المتغير من الغضب: وممكن أعرِف شو بدك فيا؟؟

سعود وهو يسحب نفس عميق ويحاول يتماسك: أنا زوجها.. وين هي؟؟ أبي أشوفها..

الموظفة بأدب: بغدون مسيو.. بس ياللي باعرفه أنو الحكيمة دانا بيجي خيا بياخدا.. وماسمعت انو زوجا هون...

سعود خلاص ماله مخ ياخذ ويعطي معها.. دخل على المستوصف وهو يفتح كل الأبواب..
في الوقت اللي موظفة الاستقبال اتصلت بدانة اللي كانت وقتها خلصت مرضاها وبتطلع..
وبلغتها الموظفة أنه فيه واحد معصب يقول إنه زوجها يدور عليها..

دانة حست قلبها طاح برجولها.. ونبضات قلبها كطبول الحرب المجنونة
أشلون عرف سعود إنها هنا...
ماخططت أنه اللقاء يكون كذا.. جية سعود وهو معصب كذا بتخرب كل مخططاتها..
الحين أشلون بتفهمه سبب جيتها وراه هنا..
أكيد الحين معصب بجنون.. وماراح يسمح لها تشرح أو تتكلم..

مع كذا دانة خذت نفس عميق.. وهي مقررة إنها تحاول تسيطر على الامور..

فتحت الباب وهي بنقابها وبالطوها الأبيض اللي تلبسه على العباية المسكرة عشان تشوف وين سعود..

عشان تتفاجأ

بسعود

واقف قدامها..


#أنفاس_قطر#
..
.
.
لكل اللي معصبين من القفلة
هالمرة تعصيبتكم ماراح تطول البارت الجديد نازل اليوم بالليل
.
.
__________________
أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!