بعد الغياب/ الجزء الثاني والتسعون
#أنفاس_قطر#
سعود عاجز عن سحب أنفاسه وهو يعلم أن دانة علمت بخطبته لفاطمة ويتخيل كيف جرحها الأمر:
(كنتي عارفة يادانة..
عارفة.. وساكتة..
أنا اللي ما أقساني عليش وعلى نفسي
آه يادانة آه
وش العظمة هذي كلها
أنتي مستحيل تكونين مخلوقة بشرية عادية
مستحيل
البشر مايحبون لذا الدرجة
وأنا اللي أعتقدت أنه حبي لش مافوقه شيء
حسستيني بحقارة مشاعري وتفاهتها قدام مشاعرش)
صفحة أخرى:
اليوم أتصلت بي إحدى صديقات الثانوية
أخبرتني أن والدها وأعمامها وشقيقها
سيحضرون غدا على الغداء لخطبتي
أنا كنت أعلم أن والدي عنده ضيوف أغراب على الغداء في الغد
ولكني لم أعلم انهم قادمين من أجلي
أُسقط في يدي
ماذا أفعل؟؟
في كل المرات الماضية.. حينما كان أحدا من صديقاتي أو معارفي يلمحون أنهم يريدون الحضور لخطبتي
كنت أغلق الباب فورا.. ولا أسمح بوصول الكلام لوالدي
ولكن الآن الرجال اتصلوا بوالدي مباشرة
توترت وقلت لصديقتي: "كان أفضل لو قلتي لي عشان أمهد لأبي؟؟"
سألتني بتردد: "ليه فيه أحد متكلم عليش؟؟"
أجبتها: لا ... لكن..
ماذا أقول لها؟؟ ماذا أقول؟؟
أنني قررت أنني لن أتزوج أبدا
لأني نذرت نفسي لرجل يكرهني
وعلى وشك الزواج من أخرى
على وشك أنه يذبحني
ورغم هذا أنا قررت أن اكون وفية لحبه لأخر يوم في عمري
ليتزوج هو .. ليكن سعيدا
أريده أن يكون سعيدا
حتى لو احترقت أنا بنار الغيرة
حتى وإن كانت الفكرة تشعل شراييني وأوردتي لهبا متأججا
ليتزوج هو
لكن أنا يستحيل أن أفعلها
يستحيل أن أسمح لرجل ان يقترب من حدود أي شيء هو لسعود
وأنا نذرت نفسي لسعود جسدا وروحا
أحبك ياسعود
الصفحة التالية مباشرة:
مازلت عاجزة عن تصديق ماحدث
سعود خطبني ووالدي ضربني
حدثان مستحيلان
ضرب والدي لي تجاوزته
لكن خطبة سعود كيف أتجاوزها؟؟؟؟؟
بالأمس كان على وشك خطبة أخرى
اليوم يجد نفسه مجبرا على خطبتي
حفاظا على عادات جاهلية بالية مقيتة
لا وألف لا..
أفضل أن أموت على أن أكون زوجة سعود
أن أصطلي بنار حب سعود وأنا أعلم أنه يكرهني ولكنه بعيد عني
أرحم ألف مرة أن أصطلي بنار حبه وأنا زوجته وأرى الكراهية في عينيه ..
وخصوصا أني سأكون سبب حرمانه ممن يريدها
هذا سيكون هو حكم الإعدام علي..
"أحبك ياسعود
والله العظيم أحبك
لكن يستحيل أتزوجك يستحيل
ومستحيل أخليك تضحي بحبك للي تبيها
مستحيل أخليك تضحي بسعادتك
عشان عادات المفروض تنقرض
كفاية تعيس واحد بيننا
أنا كنت الطرف التعيس في علاقتنا من البداية
وأنا اللي لازم أستمر في دوري
لكنك أنت لازم تكون سعيد.. لازم
أنا ممكن أستحمل تعاستي
لكن مستحيل أستحمل أنك أنت تكون تعيس
مستحيل"
سعود يزفر بحرقة كأنه يزفر نارا مشتعلة من جوفه
( آه يادانة .. آه
وأنا اللي كنت في تيك الفترة
متضايق إني بأتزوجش وأترك فاطمة
آه.. وألف آه
ما أغباني..
وما أحقرني..
وما أتفهني..
كنت طول عمري معتز برجولتي وبشهامتي..
عمر ماشيء ماهزني مثل ماسويتي فيني"
الصفحة التالية مباشرة وبنفس تاريخ نفس اليوم السابق:
" إذا أنتي عايفتني مرة.. أنا عايفش عشرين مرة"
" إذا أنتي عايفتني مرة.. أنا عايفش عشرين مرة"
" إذا أنتي عايفتني مرة.. أنا عايفش عشرين مرة"
" إذا أنتي عايفتني مرة.. أنا عايفش عشرين مرة"
هذا كان رد سعود علي..
لا أعلم كيف فعلتها.. كيف أخذت رقم سعود من هاتف خالد
وكيف اتصلت به.. كان حبي له يسيرني
أردت أن أنقذه من كراهيته لي
وأنقذ حبه لها..
حينما وصلني صوته المتعب المشبع بعبق الرجولة
كدت أن اصاب بسكتة قلبية
أخر مرة سمعت صوته كان من عشر سنوات تماما
على سلم بيتهم وهو يكيل لي الشتائم
الصوت نضج بعمق موجع.. ولكن سيل الشتائم مازال مستمرا
ومعه سيل جديد من التجريح والألم
نحرني صوته
ونحرني بروده أكثر
أ لم نكبر سعود؟؟ أ لم نكبر؟؟
سنوات متطاولة مرت.. ماعرفت منك غير التجريح والقسوة..
يقول غدا سيكون عقد قراننا..
كأنه يقول لي: أن غدا سيكون سجنه وسجني..
أنا سأبدأ مرحلة جديدة من عذاب أعتاده قلبي وخلاياي
ولكنه هو سيبدأ بتذوق العذاب..
كم تمنيت لو كفيتك كل هذا..
كم أتمنى لو أستطعت أن أحمل الهم والألم وحدي
لتكون انت سعيدا
اريدك أن تكون سعيدا
لا ذنب لي بحزنك ياسعود..
كما لاذنب لقلبي الذي سار في طرقات حبك مسيرا لا مخيرا
" إذا أنتي عايفتني مرة.. أنا عايفش عشرين مرة"
وإذا كنت أحبك ألف مرة.. وأعشقك مليون مرة
وأذوب في هواك مليار مرة
أحبك ياسعود
أحبك
الصفحة التالية تاريخ يلي التاريخ السابق بعدة أيام:
اشتقت لكِ يا أوراقي
طردت مزنة خارجا.. حتى أختلي بك
عندي لك خبر مذهل يستحيل أن تصدقيه
سعود أصبح زوجي
هل تصدقين يا أوراقي.. يارفيقة دربي.. وكاتمة أسراري وشكواي
هل تصدقين؟؟
أنا مازلت غير مصدقة حتى الآن
يالا الكلمة العذبة: سعود زوج دانة
سعود لي أنا..
أعلم أن هذا الوضع قد لا يستمر..
ولكن الأيام السابقة التي عشت فيها بقرب سعود
ستكفيني زادا لبقية حياتي..
مرت أحداث كثيرة خلال الأيام السابقة
ماعاد يهم منها أي شيء
إلا أنني أصبحت زوجة سعود
رغم أني طلبت الطلاق منه..
لا أعلم أي قوة واتتني.. حتى أتجرأ وأقول له:
سعود ياقلبي أنت بعد أن أصبحت لي
أريد أن أنتزع قلبي من مكانه.. وان أتخلى عنك..
مزنة تسألني عن وضعنا.. أقول لها من خلف قلبي
لن نستمر معنا.. هو عصبي وأنا عنيدة
أحقا لن نستمر معا ياسعود؟؟!!
أنا مشوشة كثيرا
لا أريد أن أظلم سعود معي
أخشى أن يكون مجرد إحساسه بالمسئولية أو ربما الذنب
لأنه أخذني بدون حفل زواج ثم مرضت عنده
هو مايدفعه للتعامل الرقيق معي
آه.. يالاعذوبته ورقته..
كاد قلبي يتوقف من لمساته..
بل ربما هو توقف.. لذا دخلت للعناية المركزة..
جسدي ماعاد قادرا على احتمال دفء قربه ربما..
لذا ارتفعت درجة حراره مخي للدرجة القصوى..
(وجه مبتسم يبرز منه سنان متباعدان)
المخلوق أعلاه محتاج تقويم أسنان، يتم تحديد موعد لاحق في المستشفى
أما المخلوق النابض في جوفي فهو يتكتك
ومع كل تكة
يقول
أحبك ياسعود
لأول مرة يبتسم سعود منذ بدأ بالقراءة
ابتسامة متعبة.. حزينة
ودرجة حرارة سعود تتزايد
والحمى تثقل وطأتها عليه
الصفحة التالية مباشرة.. نفس التاريخ:
بكيت طويلا
مزنة استغربت مني وبشدة..
ما الذي قد يفجع امرأة في قول زوجها لها
أنه يحبها..
لم يقل أنه يحبني فقط بل قال
" وليه ما تقولين
عاشق ولهان
متيم
مغرم
مجنون
يعشق كل شيء فيك
من ريحتك
لابتسامتك
لصدى اسمه على شفايفك
أحبك
والله أحبك
ومن زمان
زمـــــــــان
قبل ما نولد حتى
لأن حبك الأسطوري اخترقني من الوريد للوريد
حبك أعاد تشكيلي
وإطلاق الإنسان في داخلي
هل فيه أمل أنه في يوم
بتستقبلني جنة حبك في أحضانها؟؟؟"
لا أصدق أن سعود هو من يقول لي هذا الكلام
لا أصدق
لا أصدق
أحقا سعود يحبني؟؟
أحقا لم تكن مشاعري طوال عمري مهدورة؟!
أحقا كان يحبني؟!
كيف يحبني وأراد الزواج من أخرى!!
لولا الخاطب الذي جاءني
أو كان سعود تمم خطبته منها
كيف؟؟ كيف؟؟
أ يعقل أن يكون كل هذا الكلام العذب ليس نابعا من قلبه؟!!
أشعر بالتوتر والقلق بل بالرعب
لا أريد أن أعود مع سعود لبيته
لا أريد أن يغلق علينا باب
أشعر بالرعب من مشاعري
وبرعب أكبر من مشاعره..
أحقا يحبني.. أحقا؟؟
آه ياسعود آه
ارحمني.. كن بقلبي رئيفا وشفيقا
فقلبي ماعاد يحتمل
أحبك ياسعود
الصفحة التالية مباشرة:
في حياتي كلها لم أكن سعيدة كما أنا هذه الأيام
بل أنا أشعر بشعور يتجاوز السعادة
إنها السعادة المصفاة
هذا التمازج الجسدي والروحي مع سعود
بعث في أوصالي سعادة ممتدة لا حدود لها..
سعود كله لي: روحا وجسدا ومشاعرا
روعته لاحدود لها
مذهل في كل شيء
في كلامه.. في شخصيته
في حبه.. وفي تعبيره عن هذا الحب
بكلماته.. همساته.. لمساته.. وقبلاته..
أغرقني في طوفان هادر من مشاعره الفياضة
شيء لم أحلم به ولا حتى في أعذب أحلامي
أريد أن أخبره كم أحبه
كم أعشقه
كم أذوب له وفيه ومن أجله
كم أنا سعيدة به وبحبه
ولكن أجدني متخوفة
من التعبير
والكلمات تجف على لساني
شيء في داخلي يمنعني من التعبير
تجربتي الطويلة مع سعود وقسوته وغضبه طوال عمري
تقف حائلا بيني وبين النطق
أخشى أن أسكب مشاعري التي حجزتها طوال عمري
والتي تجمعت طوفان هادر خلف سد ضخم
لو فتحت السد
سيصعب التراجع
ولو قسى علي سعود أو لفظني
لن يبقى شيء أعيش من أجله
ولكن مافائدة الكلمات حبيبي
أمام ماهو أكبر من الكلمات
رعشتي بين يديك
وتعلق عيني بك وهي ضارعة لك
وتمازج دقات قلبي بأنفاسك
أعلم أنك أصبحت تعلم أن حبي لك
يتجاوز حدود الأحرف والكلمات
أحبك ياسعود
#أنفاس_قطر#