بعد الغياب/ الجزء الرابع والتسعون
#أنفاس_قطر#
مضى على سعود 3 أيام وهو مريض في المستشفى
يعاني من حمى ثقيلة جدا.. ودرجة حرارة لا تكاد تنخفض حتى تعود للارتفاع
الأطباء كانوا مستغربين من درجة الحرارة اللي ماكان لها سبب..
ماعنده التهاب من أي نوع
لكنهم استمرو في إعطاءه المضاد الحيوي في الوريد
حتى بدأت صحته بالتحسن
كانوا زملائه في المعسكر مايخلونه أبد..
كانوا يتبادلون البقاء عنده.. كل واحد حسب دوامه وحسب إجازته..
حتى القائد جاء زاره عشان يتطمن عليه.. وبعد السلامات المعتادة
قال له بود واحترام: ياولدي أنت متطوع .. ترى متى ماحبيت ترجع للدوحة.. تقدر ترجع..
ولو تبي ترجع الحين..
سعود باحترامه العسكري: لا سيدي.. أنا أصلا مقرر أمدد فترة تطوعي شهر زيادة..
سعود قضى الأيام الثلاثة اللي فاتت في ألم نفسي وروحي لا يمكن وصفه بالكلمات
ألم مر موجع حاد انغرز في عمق مشاعره وروحه
معرفته إن دانة كانت تحبه بصمت طول عمرها
وإن مشاعرها ناحيته كانت شيء يتجاوز الحب حتى
شيء نحره بقسوة..
شعر أنه خائن وضعيف ومايستحق حبها..
تركها وهي محتاجة له لسبب كان في رأسه هو.. وماله أي أساس من الصحة..
في الوقت اللي هي قررت تجي وراه عشان تثبت حبها له
فكان رده عليها
إنه طلقها
هكذا بكل سهولة
كانت كلمة الطلاق كلمة سهلة
سمح لنفسه أنه يحطم كل اللي بينه وبين دانة بكلمة
ذبحها وذبح نفسه بكلمة
سعود قرر مايرجع للدوحة إلا بعد انتهاء عدة دانة
لأنه خاف يرجع الدوحة يجبره إحساسه بقربها إنه يرجعها
(كما هو معروف: المرأة في عدة الطلاق.. يستطيع زوجها إرجاعها بدون موافقتها حتى)
(أنا مستحيل أرجع دانة مستحيل
عيني مكسورة منها
أشلون أرجعها وأنا ماأقدر أحط عيني في عينها..
كسرت نفسها وكسرت نفسي
وكسرت الشيء المذهل اللي كان يجمعنا بأحاسيسه
دانة فوق فوق ماأستحق
وأنا أستحق العذاب في بعدها..
وأستحق أني أتعذب ألف مرة بعيد عنها
يمكن عذابي يكفر شوي من ذنبي في حقها طول ذا السنين!!)
*****************
دانة لها 3 أيام في الدوحة..
خالد كان سبق له أنه أتصل في أبوه وبلغه بتطليق سعود لدانة
فلما وصلت دانة كان الكل عارف بالخبر..
والكل عرف أن سعود في لبنان
أبو خالد وأم سعود.. كلهم كان يتصلون في سعود يبون يعاتبونه ويعقلونه ويحاولون يصلحون بينهم..
لكن سعود ماكان يرد على أحد..
ومحمد قال لهم أنه في مهمة.. عشان كذا مايرد
دانة نهائيا ماقالت لأحد أي شيء
الكلمة الوحيدة اللي كانت تكررها لكل من يسألها عن سبب الطلاق: النصيب انقطع بيننا..
دانة أصبحت هادئة جدا.. وقليلة الكلام
كانت مجروحة بعمق..بعمق
وتعتصم بما تبقى من عزة نفسها عشان تصمد..
كل السيناريوهات خطرت ببالها لما سيحدث في رحلة لبنان
إلا السيناريو اللي يقول إنها بتطلع من الدوحة زوجة سعود
وبترجع لها طليقة سعود
ألمها كان شديد العمق والحدة والقسوة على روحها الشفافة..
وعلى قلبها المشبع بحب سعود
دانة ترعرعت ونمت ونضجت وحب سعود يتعمق في روحها وتتشرب به كل خلية من خلاياها حتى الثمالة.. حتى النخاع
لذا كان ألمها المتجذر على نفس مستوى عمق حبها المتجذر..
رجعت لشغلها..
وهي تحاول إنها تنغمس في الشغل بكل تفاني
عشان تلاقي لها شيء يلهيها
تهاني تقول لها بحرة: النذل الجبان طلقج..
دانة بهدوء: ماعليه تهاني لو سمحتي.. أنا ما أسمح حد يسب سعود قدامي..
تهاني بعصبية: صج غبية.. سعودوه طلقج وأنتي حتى الكلام ماتبين حد يتكلم عليه...
دانة بهدوء: هذا نصيب.. والله كاتبه..وسعود ولد عمي قبل وعقب..
تهاني بنفس حرتها: تدرين دانة.. أنتي لازم ترجعين لشغلج في الرميلة.. احرقي قلبه..
دانة باستنكار: لا تهاني.. مستحيل..
تهاني بغضب: لا تجلطيني.. هذا مايستاهل.. خلاص هذا هو ذلف.. قاعد مبسوط في لبنان يطالع في هذي وفي هذي
.. وأنتي تبين تقعدين تنفذين كل كلامه.. حتى عقب ماصار رجل غريب عليج..
دانة بحزن عميق: تهاني حبيبتي.. خلاص الموضوع انتهى.. أنا باقعد هنا في الصحة المدرسية والرميلة خلاص شغلي انتهى عندهم
******************
مها وفاطمة في الجامعة
رايحين يسلمون على جواهر في مكتبها لأنهم الفصل هذا ماخذوا مادة عندها..
مها بود: ياحليها مناري.. مكانها بيّن مالت على عدوها.. أشتقت لها ولقعدتها معنا في الجامعة..
فاطمة بعيارة: منيرة اسأليها الحين عن سالم بس.. في كل سالفة لازم تدخل اسم سالم..
وسالم قال.. وسالم سوى.. خنقتنا بسالم كل مانروح لها البيت
مها بنفس العيارة: ربي انتقم لذا الصبي اليتيم.. شلع قلب منور شلع.. استخفت البنية عليه.. عقبال مايرجع متعب وأستخف أنا بعد..
فاطمة بعيارة رقيقة: وأنا مالي نصيب استخف.. خاطري استخف..
مها وهي تضحك: أنتي مكتوب على وجهش وجه عانس.. من اللي بايع روحه يأخذش..
فاطمة تضحك: واحد مثل اللي باع روحه وخذج..
مها: وه.. فديته اللي خذني بس..
فاطمة وهي تحاول تتماسك من الضحك: هذا احنا وصلنا.. خلينا نسلم على عين السيح على قولت مناري..
البنات دقوا الباب
وقتها كانت جواهر تسولف مع نجلاء..والسوالف بدأت قبل طرق الباب بعدة دقائق
نجلاء بحنان: شأخبار الحمل معاج؟؟
جواهر بابتسامة متعبة: اللوعة والترجيع متعبيني شوي.. وغير كذا كل شي تمام.. الحمدلله..
نجلاء بتردد: ماجاتكم أخبار عن عبدالله؟؟
جواهر حست أن المها اللي مايخف ولا يتراجع بل كل يوم يتزايد يحضر بعنف قاتل موجع: مافيه أخبار... عبدالعزيز يوميا يتصل بالعراق.. وكل يومين ثلاثة يروح للخارجية يشوف لو وصلتهم أخبار..
نجلاء بود: إن شاء الله بيرجع..
جواهر بحزن عميق: اشتقت له يانجلاء اشتقت له.. كل ليلة أدور في الغرفة مثل المجنونة.. كأني اشوفه في كل زاوية من زواياها..
نجلاء بحزن: لازم تكونين قوية عشان نوف وعزوز..
جواهر بذات الحزن المصفى: أنا عشان نوف وعبدالعزيز متسلحة بكل القوة اللي أنا أقدر عليها..
الفترة القصيرة اللي أنا عشتها مع عبدالله كنت أحس أني خفيفة ومحلقة.. كنت رامية كل شي عليه..
قوته واحتوائه لكل شيء بثقة كانت موهبة مغروسة فيه
وكان يمارسهم بكل طبيعية بدون مايخل بشيء على حساب شيء
لكن أنا أحس بالتوتر من خوفي على عيالي واهتمامي بتفاصيل كل شيء في البيت
واللي زاد مدراء الشركات اللي يكلموني يسألوني عن أشياء ماعندي خلفية عنها..
وعبدالعزيز أخوي ماعنده خلفية عن شغلهم..
الحين أبي أطلب من أفضل يرشح لي واحد منهم يتسلم إدارة كل شيء لحد مايرجع عبدالله
عشان ما أبي أشغل بالي بموضوعهم..
نجلاء بحنان: الله يعينج ياجيجي الله يعينج
جواهر بألم مر: الله يرجع لي عبدالله سالم.. غير كذا ما أبي والله ما أبي..
وهم يتكلمون انطق الباب..
جواهر وهي تتماسك وتقول بثقة: تفضل
******************
بعد حوالي 3 أشهر ونص
جواهر في منتصف الشهر الخامس.. وضعها الصحي مستقر
انتهت فترة الوحم.. ولم تبدأ فترة الثقل بعد
لكن وضعها النفسي يصبح أكثر سوءا بكثير وبتعمق جارح.. وهي تخفي هذا الوضع عن الكل وتتسلح بقوة بالغة..
مازالت لا تنام إلا على ملابس عبدالله وفي مكانه..
شوقها له وافتقادها له أكثر من مؤلم.. أكثر من موجع.. أكثر من الألم والوجع ذاتهما..
ولكن ثقتها بعودته لم تتغير أو تتزحزح بل كانت تتزايد..
عبدالعزيز يدرس بجدية بالغة لأن جواهر قررت أنه يقدم اختبار البكلوريا الدولية في لندن بعد شهرين..
وفي حالة حصوله على البكلوريا هو غير مضطر لأكمال السنة المتبقية عليه
ويستطيع دخول الجامعة فورا العام المقبل..
جواهر قامت باتصالاتها ومراسلاتها بلندن من بداية زواجها بعبدالله لإدخال عبدالعزيز للامتحان.. ووصلت الموافقة قبل 3 أشهر
ومن يومها وجواهر أعدت له جدول محكم للدراسة.. وبدأت بتدريسه مايتعلق بتخصصها.. والباقي أحضرت له أفضل المدرسين في مجالهم..
جواهر كانت مصممة أن عبدالعزيز على الأقل يختصر سنة
وعبدالعزيز كان أكثر تصميما
وكان مستمرا في الذهاب للمدرسة
وهو غير منتبه للعيون التي مازالت تراقبه بحقد..
نوف اقتربت امتحاناتها الجامعية..
مازالت روحها مثقلة بالحزن لغياب والدها
لكن زيادة ارتباطها ببنات خال أمها حصة ونورة
كان يشغلها ويسليها.. الارتباط الذي كانت جواهر تشجعه
لمعرفتها بأخلاق بنات خالها
ولكن أكثر ماكان يشغل نوف هو حمل أمها
كانت تتصرف كما لو كانت هي أم جواهر
اهتمامها بأكل أمها وتناولها لفيتاميناتها بل كانت تصر أن تذهب معها لكل مواعيدها..
عدا موعد واحد لم تأخذها جواهر معها
كان موعد السونار..
جواهر أصبحت تعرف جنس المولود (بمشيئة الله)
نوف بتجن وجننت جواهر تبي تعرف
بس جواهر مارضت تقول لأحد
الوحيد اللي هي بتقول له بيكون عبدالله بس
نوف باستجداء: يمه تكفين علميني.. بأموت لو مادريت..
جواهر بحنان وهي تحضنها: بسم الله على روحك، كلها 3 شهور وتعرفين..
نوف باستجداء أشد: يمه تكفين أبي أعرف عشان أعرف وش أشتري أزرق وإلا وردي..
جواهر برقة وهي تبتسم وتمسح على شعر نوف: فيه شيء في المحلات اسمه "يونيسكس".. خلج من العيارة
تبين تشترين؟؟
اشتري أبيض وبيج وأخضر وأصفر
هذي كلها ألوان للجنسين..
نوف بدلال: يمه حرام عليج.. عشان خاطري..
جواهر برقة: لغير عبدالله مستحيل أقول..
#أنفاس_قطر#