عرض مشاركة واحدة
  #100  
قديم 08-24-2010, 11:59 AM
 
بعد الغياب/ الجزء المئة وواحد

#أنفاس_قطر#


في الدوحة...
عائشة عرفت بكسر رجل عبدالعزيز.. لكنها طبعا ماقالت لديمة تروح معها..

لانه ديمة من بعد طلتها البناتية مارضت نهائي تروح لبيت عبدالله.. ولها شهور مادخلت بيتهم..
فعائشة عارفة أنها ماراح تروح معها.. فقررت ماتقول لها شيء..

ديمة كانوا صديقاتها طالعين من عندها.. وكانت لابسة عبايتها لانها أصرت توصلهم إلى برا..

شافت أمها لابسة بتطلع: وين بتروحين يمه؟؟

عائشة باستعجال وهي تحط موبايلها في شنطتها: بأروح أشوف عزوز وأتحمد لجواهر سلامته..

ديمة نط قلبها في حلقها: ليه وش فيه عزوز؟؟

عائشة وهي مستعجلة: طاح وهو طالع من المسجد البارحة، وانكسرت رجله..

ديمة برعب: شنهو؟؟ زين يمه دقيقة.. أبدل وأروح معج..

عائشة بنفاذ صبر وجدية: شنو تبدلين هذي أنتي لابسة.. وانا تاخرت.. تبين تروحين أمشي الحين.. تبين تبدلين ماراح أنطرج.. أوديج بكرة..

ديمة وهي مو راضية: خلاص نمشي..

ديمة ماكانت تبي عزوز يشوفها وشكلها كذا..
لأنها كانت متأنقة لصديقاتها.. وعبايتها وشيلتها اللي هي طالعة فيها معهم كان فيها تطريز انثوي ناعم..

كانت تبي تفسخ الشيلة وتلبس حجاب..وتمسح الميكب اللي هي حاطته.. مع أنه كل اللي هي حاطته غلوس وردي وماسكرا خفيفة..

ماتبي عزوز يحس أنه أنتصر عليها.. أو يشوفها وهي أنثى حتى.. وهو اللي تعود عليها ولد مثلها مثله..


**************


سالم طلب من محمد أنهم يرجعون الدوحة الليلة
خلاص مافيه صبر يبي يرجع لمنيرة
يبي يشوف منيرة..
بيموت ويشوفها..
محمد حصل لهم حجز..

وسالم أتصل في منيرة وقال لها أنه بيرجع الليلة.. بس طبعا ماقال لها شيء ثاني

منيرة رجعت لبيتها .. وعلي بيقعد عندها لين يرجع سالم..


*****************



عائشة وبنتها يوصلون لبيت عبدالله..
عزوز كان قاعد مع أمه وأخته في الصالة الرئيسية ورجله ممدة قدامه.. وفي يده كتاب يدرس فيه

كان عندهم خبر أن عائشة جاية.. بس ما حد ظن أن ديمة اللي لهم شهور ماشافوها بتجي معاها..

عائشة دخلت بطريقتها المرحة اللطيفة الحنونة: السلام عليكم.. خطاك الشر يمه عزوز.. ماتعرف الركادة يا أمك..

البال والترحيب كان مع عائشة.. فماحد أنتبه للمخلوق الصغير الناعم المختلف اللي كان يمشي وراها بخجل وتردد..

لا يوجد إنسان قد يتغير 180 درجة خلال أشهر..
ولكن تغير الروح كفيل بعكس تغيير بالغ على الشكل..
وهكذا كانت ديمة..
بعد سنوات طويلة من تمترسها خلف الروح الصبيانية والنظارة الضخمة.. والتصرفات الذكورية..
هاهي تعود بطبيعية بريئة غير مصطنعة لعوالمها الأنثوية.. العوالم التي تناسبها بتلائم مذهل..
فمن يعرف ديمة قبل أشهر.. يستحيل أن يصدق أنها هي ذاتها هذه المخلوقة الصغيرة التي تكاد تذوب رقة وعذوبة..

صدمة ماحدث لديمة ومحاولة اغتصابها..
وتعنيف عبدالعزيز الحاد لها.. كلها كان لها دور في إعادة التوازن لروحها
أنها لم تكن يوما ولدا ولن تكون...
وخصوصا أن هذا كله جاء في وقت بدأت عائشة فيه بالانتباه لابنتها أكثر.. وهي تقلل عددعملياتها لأقل عدد.. وتركز عملها وقت دوام ديمة في المدرسة
لتقضي أطول وقت معها... وبالفعل بدأت الأم وابنتها في قضاء وقت مطول مع بعضهما

أما لجانب ديمة الآخر (التهكير) فبدأت تغتاله تغيرات خطيرة
فحينما يحصل التوازن النفسي لشخص ما
فهذا التوازن يبدأ بالتأثير على كل جوانب هذا الانسان
وهذا ماحدث لديمة
هاهي تعود لطبيعتها الأنثوية
وتعود لحضن أمها
لم تعد تجد الكثير من وقت الفراغ بين مدرستها وأمها ومذاكرتها وصديقاتها الجدد اللي عائشة دققت فيهم بشدة قبل تسمح لهم بتبادل الزيارات..
لكن التهكير كنوع من الأدمان صعب التخلص منه
لذا بدأت تحويله لاتجاهات أخرى تناسب توازنها النفسي
أغلقت تماما حسابها في الكاريبي قبل فترة قريبة..
وتوقفت عن قبول أي عمليات مدفوعة..
وأغلقت كل إيميلاتها السابقة
وأنهت علاقاتها بكل الهكرز لكن بطريقة تدريجية ذكية جدا استمرت لعدة شهور
لأن مثل هؤلاء كسب عدائهم أكبر مصيبة..

وبدأت بممارسة التهكير كنوع من الواجب الانساني والديني
فكانت تتسلى بتخريب أو أغلاق المواقع غير الأخلاقية.. أو المواقع التي فيها تطاول على الدين الإسلامي أوالرسول صلي الله عليه وسلم..

وبهذا كانت تستغل موهبتها وترضي إدمانها التهكيري بطريقة متوازنة مع نفسيتها المطمئنة الجديدة..


واليوم هاهي في بيت عبدالله.. ديمة الجديدة قلبا وقالبا..

جواهر ونوف وقفوا يرحبون بعائشة..
في الوقت اللي عبدالعزيز ابتسم وهو يشوفها..
لكن ابتسامته اغتالها شعور حاد غامض مفاجئ عنيف
وهو يشوف اللي وراها..

كانت ديمة تتقدم بخجل بطلتها اللطيفة الناعمة.. لما شافتها جواهر وديمة تفاجأوا بشدة ورحبوا فيها بشدة بينما عبدالعزيز ظل صامت

جواهر بعذوبة حضنت ديمة وهي تقول بحنان: ماشاء الله تبارك الله.. الحين صدق نقول هذي بنتنا الحلوة.. أشلونج حبيبتي؟؟ وينج ياقلبي من زمان ماشفناج؟؟ كذا تقاطعينا..

ديمة بخجلها لكن بدون ماتختفي شخصيتها الواثقة: سامحيني خالتي.. بس غيرت مدرستي.. وانشغلت.. وكنت دائم أسأل عنكم أمي..
أدري مالي عذر.. بس ياليت تسامحيني
وعقب كملت بصدق بريء عذب: وبصراحة كرهت أدخل البيت وولد خالتي أبو عبدالعزيز موب فيه.. الله يرده سالم

كلمتها اللطيفة هزت قلوبهم كلهم.. جواهر رجعت تحضنها من جديد وهي تقول : آمين ياقلبي آمين..

أشرت لهم جواهر يجلسون.. بينما هي تجهز حاستها السادسة وعيونها لمراقبة ردات فعل عزوز..

ديمة جلست جنب جواهر..
بينما عائشة توجهت لعزوز وجلست جنبه.. وهي تحضنه برقة وتبوس خده.. وتقول بحنان أمومي كبير: سلامتك يالغالي ياريحة الغالي.. خطاك الشر

عبدالعزيز بهدوء وعينه بحضنه: الله يسلمج خالتي..

أغتاله بعنف الصوت الرقيق الذي اقتحم هدوءه: سلامتك عبدالعزيز
كانت ديمة توجه كلامها له.. وهي تنظر له بشكل مباشر بنظرة تشبهها/ خجولة لكن واثقة...

عزوز رفع عينه وهو ينظر لديمة.. أشلون تغيرت وأشلون هي نفسها بدون تغيير..
أشلون تغيرت شكلا..
لكن تأثيرها الكاسح في روحه ومشاعره ما تغير..

جواهر قلبها ونظرتها مع عبدالعزيز... نط قلبها في حلقها
(مستحيل تخطي النظرة مستحيل..
نفس نظرة عبدالله لها.. نفس النظرة الخاصة اللي ما تكرر..
نفس نظرة عبدالله العاشقة الحنونة المليانة رجولة وحرص)

جواهر حست بألم وقلق وحنين في عمق روحها..
لكنها مازالت معتصمة بقرارها السابق..
(مشاعر عبدالعزيز حق له.. مادام مايغلط في حق أحد بمشاعره ذي.. ولا يترجمها لتصرفات ممكن تضره أو تضر ديمة)

عبدالعزيز تنحنح وقال بهدوء: الله يسلمك..

سألته ديمه بلطف: أشلون دراستك؟؟ أمي قالت لي أنك بتقدم البكلوريا..

عزوز بنفس الهدوء: الحمدلله أدرس باجتهاد.. وانتي وش أخبارج في مدرستج الجديدة؟؟

عائشة قاطعت كلامهم وهي تفاجئهم هي بعد بالخبر غير المتوقع: بعد أسبوعين أنا وديمة مسافرين للندن.. ديمة بتمتحن البكلوريا الدولية بعد..

ديمة حطت عينها بحضنها بخجل.. لأنها ماكانت تبي حد يعرف بالاختبار لين تخلصه..
والسبب الأهم انها ماكانت تبي عزوز يتوتر لما يعرف أنها داخلة الامتحان قبل مايدخله هو..

جواهر باستغراب: توها صغيرة ياعائشة..

عائشة بفخر: ديمة خلصت كل الامتحانات التجريبية هنا وماشاء الله تجاوزتها بتفوق..
ومدرسينها بأنفسهم في مدرستها القديمة.. كانوا يقولون لي أنه مافيه داعي أضيع عليها السنتين الجاية في الدراسة..
لأنه مستواها فوق مستوى الطلاب اللي معها بمراحل.. فأنا من زمان قدمت لها على الاختبار

نوف نطت جنب ديمة وهي تحضنها بفرح: ماشاء الله بتتجاوزيني..
أنا كنت أقول أقول أنا اصغر طالبة جامعية في محيطنا الأسري
الحين جيتي وصكيتي علي.. ماشاء الله بتكونين 16 سنة وسنة أولى جامعة.. وعلى الـ20 تكونين خلصتي..
مع أني ماشاء الله أتوقع تخلصين الجامعة في 3 سنين م ..

ديمة بخجل: يا بنت الحلال مابعد خلصت.. "لا تقول بر لين تصر"..

نوف بمرح: أما أنتي وذا الامثال الغريبة ما أدري من وين تجيبينها...

عزوز كان فعلا فرحان لديمة لانه يعرف أنها عبقرية وحتى لو كانت قدمت البكلوريا السنة اللي فاتت كان جابتها فقال بحنان: بتنجحين ياديمة أنا واثق..

ديمة برقة: بس أرجع إن شاء الله بأبعث لك كل أوراقي ونماذج الامتحانات..

عبدالعزيز بهدوء وهو يقرب عكازه ويقوم: شكرا مقدما.. وإن شاء الله أنا بعد أنجح..

عائشة بحنان: وين بتروح يمه؟؟

عبدالعزيز بود: بأروح أدرس.. اسمحوا لي..

كان هذا عذر عزوز..
لكن سببه الحقيقي.. إحساسه بالخجل والحرج من وجود ديمة.. ومشاعره النقية تغلبه ناحيتها
لكن عزوز كان مصمم على التحكم في تصرفاته..

جواهر ابتسمت براحة وهي تشوف تصرف ولدها اللي هي فهمت سببه.. واللي بعث راحة عميقة فيها


**************


حوالي الساعة 10 ليلا

سالم يوصل بيته..
سعود استقبلهم في المطار..
وصّل سالم لبيته..
وعقب راح هو ومحمد لبيتهم..

سالم واقف قدام بيته
يطالعه بحنان .. مضى حوالي 5 شهور على أخر مرة شافه فيها

كان يطالع كل شيء بحنان أحجار السور، الحديقة.. الابواب..
أشتاق لكل شيء.. لكل شيء

لكن شوقه الأكبر
شوقه الكاسح
شوقه المميت
شوقه الموجع
شوقه اللي كان يحز في كل خلية من خلاياه بألم عذب لذيذ بهي

كان

للمخلوقة اللي تنتظره داخل البيت


#أنفاس_قطر#

.
.
ايه قبل أنسى
بلاها الطمع
الليلة مافيه بارت عشان ما تصير حلاوة بس
انطرونا بكرة في نفس موعدنا الصباحي إن شاء الله
.
.
__________________
أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!