بعد الغياب/ الجزء المئة وثلاثة
#أنفاس_قطر#
مضى على الأحداث الأخيرة عدة شهور..
وأبطالنا تمر على بعضهم الأيام ثقيلة مريرة..
وبعضهم ناعمة رقيقة عذبة..
وبعضهم بين البينين...
انتهت العطلة الصيفية.. وأصبحنا في سنة دراسية جديدة
عبدالله مازال مختفيا.. والبحث لم يتوقف عنه..
ومازال البحث جاريا
جواهر دخلت الشهر التاسع وتنتظر ولادتها في أي وقت..
وأعتذرت عن السنة الدراسية كاملة..
عزوز وديمة نجحوا كلهم في امتحان البكلوريا
طبعا ديمة كانت نتيجتها أحسن بكثير.. لكن المهم أن عزوز نجح..
اثنينهم قدموا على جامعات المدينة التعليمية
عزوز على (جورج تاون) كلية الشئون الدولية.. وشخصية عزوز الواثقة الهادئة يناسبها مثل هذا التخصص الرائق الخطير
وديمة على (فرجينيا كومنولث) كلية فنون التصميم/ تخصص جرافيك اللي طبعا متوقع أنها تبدع فيه مع مهاراتها العالية جدا في الكمبيوتر..
وهذه الكلية أغلب طلابها بنات.. سمح للطلاب مؤخرا بدخولها.. لكنه معروف أن تخصصاتها تخصصات أنثوية وعُرفت إنها جامعة البنات..
ولأن الاثنين يتقنون الانجليزية بطلاقة.. كان تجاوز اختبار القبول والتوفل سهل عليهم..
عزوز لقى شوي صعوبة في تجاوز امتحان (السات) بينما ديمة جابت فيه الدرجة النهائية..
بس المهم انه عزوز بعد نجح في السات.. وحقق حلمه
وأصبح طالب جامعي.. قبل الموعد المقرر بسنة..
نوف صارت في سنة ثانية..
سعيدة جدا لأن حصة انضمت لها.. حصة أصبحت هذه السنة طالبة جامعية..
ومخططات الثنتين ماتوقف.. وخصوصا ان حصة قررت تسجل نفس تخصص نوف..
مها أسعد الناس طبعا.. متعب رجع قبل كم شهر
وتحدد موعد عرسها في عطلة منتصف العام..
وبدأت عندها فجعة السوق والتجهيز وكل يوم وهي ساحبة معها حد.. أحيانا مزنة أحيانا دانة.. أحيانا فاطمة.. أحيانا منيرة..
فاطمة مازالت محلقة في عوالمها.. بين دلع أهلها لها.. وبين صديقاتها وحكاياتهم
منيرة سعيدة جدا جدا..
حياتها مع سالم فوق خيالها من السعادة اللي هي حاسة فيها..
سافرت هي وسالم أكثر من مرة خلال الشهور اللي فاتت
فيه بيبي جاي في الطريق..!!!
سالم من لما عرف بحمل منيرة..
أول شيء سواه أنه جدد الطابق الثاني من البيت بالكامل....
............ حتى الغرفة المحترقة..
خلاص احساسه بالأمان وارتباطه العميق في الحياة اللي مثلته له منيرة والمولود اللي جاي في الطريق.. خلاه يحس أن تمسكه بالغرفة هذي ماعاد له سبب..
الغرفة خلاها مكتب له عشان مايجبر حد يستخدمها غيره..
سالم طبعا رجع لشغله وشركته اللي بدأ في توسيع نشاطها مع احساسه بازدياد نشاطه هو..
طبعا سوى لمنيرة غرفة جديدة فوق هي اللي نقت فرشها بنفسها.. مع غرفة جنبها مفتوحة عليها للبيبي...
نورة مازالت تنتظر البيبي
ورغم ترقبها المؤلم للحمل
إلا أن روحها المرحة ماتغيرت.. وجنونها اللذيذ اللي كان يحسس عبدالعزيز أنه عايش دائما محلق فوق السحاب
عبدالعزيز بين شغله.. وبين توزيع التبرعات اللي كان يضطره يسافر أحيانا
وبين اهتمامه الكبير بجواهر وبيتها وعيالها
كان هو اللي سافر مع عزوز لاختباره ومارضى يخلي جواهر تسافر وهي حامل..
وبين اهتمامه اللي مافتر بالسؤال عن عبدالله..
دلال وماجد..
دلال في الشهر السادس.. بين مدرستها وبين ماجد حبيبها اللي احتل قلبها لاخر نفس وعرق ونبض..
ماجد سعيد جدا وينتظر دلال تولد بلهفة
منتظر الطفل هذا على أحر من الجمر
كانت أسوأ فترة مرت عليه فترة وحم دلال.. كان خلاص قرب يموت من شوقه لها.. وهو أكثر من شهرين مايقدر يقرب منها..
موضوع عبدالله شاغله وبعنف..
كان يتحرك هو بعد على جهات أخرى.. بلغ الصليب الأحمر بعد..
وكان يتابع مع عبدالعزيز مع الناس اللي في العراق..
وكان يتصل بشكل يومي فيهم..
محمد بين شغله وربعه وهله..
بيموت يبي يخطب مزنة.. بس ماله وجه
كان متوقع أنه سعود ممكن يرجع دانة
بس الشهور مضت وسعود محلك سر
رافض أن أي حد يكلمه في موضوع دانة
خالد تخرج مع الفصل الصيفي وينهي إجراءات تخرجه
وفيه عدة جهات طلبته للعمل
لأنه تخصصه كان هندسة حاسب بتقدير جيد جدا
فشغله كان مضمون..
لكن قلبه....؟!!
قلبه كل يوم ذايب أكثر.. مايعرف وش يسوي
الجازي السنة هذي ثالث ثانوي..
موضوع سعود ودانة واقف بينه وبينها من ناحية
ودراستها واقفة بينهم من الناحية الثانية..
الجازي السنة هذي شهادة..
مشاعرها بدأت تتغير ناحية خالد..
لكنها تغيرت تغير اعتيادي..
يعني بعد موقفه الرجولي معها..
تغيرت من الكراهية.. لمشاعر محايدة معتمدة على الاحترام والتقدير...
سعود ودانة .. العقدة اللي حلها سهل منطقيا وصعب جنونيا وعاطفيا
القلبين الذايبين باقتدار
سعود متلهي بشغله وأهله
ودانة متلهية بشغلها وأهلها
بس ماحد منهم لهى لو دقيقة وحدة عن التفكير بالثاني
التفكير الموجع.. والشوق الهادر كان يلتهم أرواحهم التهام النار للهشيم..
*********************
نوف في الجامعة هي وحصة قاعدين في النشاط الطلابي
مرت عليهم أخر حد نوف تبي تشوفه..
هند...
نوف من لما عرفت من أمها بحركتها السخيفة في بيتهم أخر مرة جات عندهم.. وهي متجنبة أنها تقابلها أو تتكلم معها..
لكن الحين هي بنفسها جات وجلست معهم بدون دعوة أو حتى ترحيب..
حصة كانت مستغربة من وقاحة البنت اللي كانت لابسة عباية وحاطة مكياج كانها رايحة لعرس مو لجامعة
هند بمياعة: أشلونج نوف؟؟
نوف بهدوء: زينة الحمدلله..
هند بنفس مياعتها: ماباركتي لي في خطوبتي..
قالتها وهي توريها دبلتها الألماس.. وتكمل: وإلا مادريتي فيها؟؟
نوف بنفس الهدوء وهي مقررة أنها توجع هند شوي: إلا دريت أنج انخطبتي لشيبة على حافة قبره.. مبروك ياقلبي الله يهنيج في زين الشياب قصدي الشباب..!!!
هند انلسعت من رد نوف.. عمر نوف ماكانت حادة في ردودها كذا.. بس قررت أنها ترد لها الكف..
هند بخبث: إلا أبوج عاده مختفي في العراق؟؟ صراحة أمج كانت فال شين عليه.. مسكين مالهم شهر متزوجين إلا هو مفقود في العراق من سبة أخوها..
نوف بنفس الهدوء بدون ماتسمح لهند توترها: إذا أمي فال شين على أبوي وخلته يختفي في العراق
أجل أنتي فال أشين على فايز.. وأكيد وجهج النحس هو اللي دخله السجن في قضية المخدرات إياها.. اللي شكله بيخيس في السجن من وراها
هند خلاص ما استحملت (نعنبو ذي من وين جابت اللسان ذا؟!) نطت واقفة.. وهي تخليهم وهي مفولة..
في الوقت اللي نوف وحصة كل وحدة منهم طقت على يد الثانية في حركة (Give me five ) وهم يضحكون..
*****************
جواهر من الصبح وهي تعبانة..
كانت حاسة بالم طلق.. بس ماحبت تستعجل..
بدت ترتب أغراضها.. وشنطتها وشنطة المولود..
وخلتهم على السرير
عشان لما تولد بالسلامة.. نوف تعرف وين مكانهم وتجيبهم..
نوف وعزوز اليوم محاضراتهم تخلص العصر..
جواهر ما تغدت تنتطرهم..
بعد صلاة العصر وصلوا اثنينهم..
طلعوا توضوا وصلوا ونزلوا عليها يتغدون معها..
جواهر ماكلت شيء نهائي..
عزوز بقلق: يمه أشفيج؟؟ ماكلتي شيء؟؟
جواهر بارهاق وحنان: مافيني شيء ياقلبي.. ماني بمشتهية بس..
نوف جاتها حالة القلق هي بعد: يمه وجهج أصفر؟؟ وش فيج؟؟
جواهر بحنان: أنتو تبون تمرضوني غصب
العيال خلصوا غداهم.. وطلعوا يرتاحون شوي
جواهر طلعت وتسبحت..
لكن بعد كذا .. الطلق برد مرة وحدة..
جواهر قررت أنها خلاص تنتظر..
لأنها بعدها في نص التاسع..
ولانزل معها ماي ولا شيء..
يمكن يكون الألم اللي هي حست فيه مجرد أنذار كاذب..
***********************
بعد صلاة المغرب
سعود طالع بلبسه العسكري رايح لدوامه.. ومتوجه لسيارته الواقفة في الحوش.. وركبها
قبل يحرك
شاف محمد يوقف سيارته.. وينزل ووجهه متغير.. وفيه هم..
سعود نادى محمد.. محمد ماكان يبي يواجه سعود
بس مايقدر مايرد عليه..
توجه محمد لسعود وحط يده على دريشته: أمرني يابو سعيد
سعود بقلق أخوي : مايأمر عليك ظالم...وش فيك؟؟
محمد بتوتر ونبرة غامضة: مافيني شيء..
سعود بحزم: إذا قلت لك وش فيك.. تجاوبني على طول
محمد بنبرة فيها غضب: بيت عمي عندهم ناس جايين يخطبون دانة..
سعود مسك يد محمد وعصرها بقسوة: وشو؟؟؟
محمد نفض يد سعود من يده بحدة: لك سبع شهور من طلقتها ولا لك نية تردها.. تبيها تقعد تتناك لمتى؟؟
لو علي.. والله ماكان أخليها
والدانة ماتهون علي تطلع
بس أنت ماخليت لي وجه
قطعت وجهي بسواتك فيها..
سعود مارد على محمد.. قفل شباكه
وحرك بسرعة جنونية
والسيارة تطلق عجلاتها صرير حاد
*****************
قبل صلاة الفجر بشوي..
جواهر صحت وهي تحس بألم أسفل بطنها..
قامت تبي الحمام..
لكنها لقت باب حمامها مسكر..
جواهر تخرعت.. وارتعبت.. سمت بالرحمن..
وحاولت تفتح الباب مرة ثانية
بس كان مسكر
حطت أذنها على الباب
صوت الدوش..
(بسم الله الرحمن الرحيم من اللي يتسبح في حمامي؟؟)
(يمكن نوف ولا عبدالعزيز ؟؟ بس غريبة عمر ماحد منهم سواها)
جواهر رجعت تسمي باسم الله الرحمن الرحيم.. ثم جلست على كنبة الجلسة اللي مقابل غرفة التبديل والحمام
وعينها على باب الحمام.. وهي تسمي بسم الله
بعد دقايق
انفتح الباب..
جواهر عاجزة تتنفس..
عاجزة تسحب نفسها أو تزفر
كانت تشهق بصوت مسموع وكأن كل الأكسجين انسحب من الغرفة..
عاجزة عن التصديق.. بل حتى عن مجرد التخيل
قلبها نط خارج جسدها بعنف هادر كأنه انتزع بيد هائلة القوة
ورعشة متوحشة تجتاح كل شريان ووريد وخلية ونبض في جسدها
والألم هجم بشكل مرعب على اسفل بطنها..
وعينها ضارعة
بألم كاسح.. ووجع مر.. وشوق قاتل.. ولوعة عارمة
للقامة المديدة للجسد اللي تحفظ تضاريسه المذهلة بتناسقه وعضلاته
الجسد اللي خرج من الحمام
ملفوف خصره بفوطة..
وفوطة ثانية تخفي وجهه.. كان ينشف فيها شعره..
#أنفاس_قطر#
.
.
أدري الحين أنكم قاعدين تترقصون تبون تشوفون وش ييصير في اللقاء
وأنتم ماتهونون على يا كل الغلا أنطركم لبكرة
لقاءنا الليلة الساعة 10 إن شاء الله
مع بارت واحد بس
104
بس أكيد بارت عن ألف بارت
لأنه بارت (هو) و جواهر
.
.