بعد الغياب/ الجزء المئة وأثنا عشر
#أنفاس_قطر#
قبل المغرب بشوي
دانة في غرفة مزنة..
وملامح حزن عميق مرتسمة على وجهها: مزنة حبيبتي.. فكري شوي.. مايصير تقررين موضوع مهم مثل هذا في حزتها..
مزنة بتوتر لكن بثقة: ما أبيه يادانة.. ما أبيه.. وأنتي بروحش قلت لي أنه ابي مهوب غاصبني..
وأنا قلت رأيي خلاص..
دانة بحنان وحزن: والله أنه محمد مافيه عيب.. رجّال اللي مثله قليل والله العظيم..
مزنة بهدوء وألم: بس شخصيته بكبرها ماتعجبني.. واشك في سالفة أنه رجّال اللي مثله قليل..
دانة بحزن: ليه فديتش؟؟
مزنة بهدوء وهي تقوم من السرير وتجلس على مكتبها: أولا وأهم شيء مايستحي ولا يحشم
كل مرة يشوفني في بيتهم.. يقزني قز
مايحشم أني بنت عمه وفي بيته..
ثاني شيء تركيبة شخصيته كلها غلط
أول كان مطول لي ذا الشعر كنه شعر بنية... أخييييه منه ومن سواياه..
ثاني شيء يوم صارت سالفة صديقه رجّال منيرة رفيقة مها
بغى يموت وحبس روحه وصابه اكتئاب
هذي تصرفات رجّال بالإمانة عليش..؟؟!!
وحتى يوم حلق شعره.. ماحلقه عشان يسوي مثل الرياجيل
لكن من زود ماهو مكتئب وحزين ومتحطم
يعني بكرة لو صار لحد من عيالنا شيء
هو بيقعد يبكي وأنا اللي أروح أوديهم المستشفى أراكض فيهم؟!!!!
أنا أبي رجّال يشيلني مهوب أنا اللي أشيله..
محمد هذا مايصلح لي.. ولا أصلح له..
دانة برقة: بس يامزنة.......
مزنة قاطعتها بحزم: خلاص دانة تكفين.. انتهينا من ذا الموضوع..
*****************
بعد المغرب..
في مجلس أبو صالح.. اللي اسمه ابوصالح من أيام ماكان شباب وقبل يتزوج حتى.. بس صالح ماجاء
ومارزقهم الله عقب العلاج الطويل إلا فاطمة وبس
ثاني عمره ماتردد في قرار..
ويوم يصمم على شيء يسويه..
وفاطمة حطها في رأسه
وخصوصا عقب ماقالت له أخته أنها تقول أنها ماتبيه..
(أنا وحدة ترفضني!! ولاعمرها بتصير!!)
بعد السلامات والتعرف على بعض..
أبوصالح طلع يعرف ناصر أبو ثاني عدل..
وثاني عرف يهدّف مضبوط..
وحط الشايب أبو صالح في جيبه..
أبو صالح كان يجيه خطّاب كثير لفاطمة.. لكنه كان يرفض
لأنه كان خايف عليها
لا لها عم ولا خال لها عمات وخالات بس..
وأبو صالح رجّال كبير في السن
وماكان يبي يعطي فاطمة إلا رجّال يعرف أنه بيصونها
ويخاف الله فيها وماراح يظلمها أو يضيمها لما يدري إنها مالها سند..
وحس انه لقاه في شخص ثاني.. وقرر انه مايفرط فيه..
ابو صالح باحترام: شوف ياولدي من ناحيتي أنا موافق.. بس خلني اشور البنت
ثاني (وأنا خايف إلا من سالفة تشور البنت ذي) رد باحترام بالغ: المهم شورك.. وإلا البنت صغيرة ويمكنها ماتعرف مصلحتها وين.. بتخليها على كيفها يعني؟؟
أنا شاريها وشاري نسبكم.. وأوعدك أحطها في عيوني الثنتين..
أبوصالح بتفكير: مايصير إلاّ الخير واللي يرضيك ان شاء الله
أبو صالح قرر يسال عن ثاني أول وباستقصاء واهتمام
قبل يسأل فاطمة..
**************
بعد صلاة العشاء..
خالد يدخل البيت...
أبوه كان في مجلسه وعنده رجال...
خالد قاعد كأنه قاعد على مقلى.. ياما قام.. ياما قعد.. يا مادخل وياما طلع..
أول ماراحوا الرياجيل..
أبو خالد ألتفت على ولده بغضب: الحين تقدر تقول لي وش فيك؟؟
فشلتني في الرياجيل كنك مخروش.. ماقعدت على ذيلك دقيقة وحدة..
خالد حب خشم أبوه: قل تم فديتك..
أبو خالد ابتسم: أثر السالفة فيها طلبة وحب خشوم.. اخلص علي ياخويلد وش تبي؟؟
خالد بتوتر: أبي الجازي بنت عمي سعيد..
أبو خالد تغير وجهه: مهوب ذا الحين.. ولا هو بوقته..
خالد بخيبة أمل: ليه يبه؟؟
أبو خالد بنبرة الشياب المنطقية: أول شيء بيحسبون أنه حنا خطبنا عشان هم خطبوا.. كن حن نقول لهم وحدة بوحدة
وهذا عيب ما ارضاه لأختك ولا لبنت عمك...
الشيء الثاني والأهم إن بنت عمك عندها شهادة مثلها مثل غالية.... وأنا لو جاني حد يخطب غالية ذا الحين تفلت في وجهه...
تركد لين تخلص بنت عمك ذا السنة.... وقدام تخلصها وتاخذ شهادتها.. ما أبغي أسمع منك كلمة..
والجازي مهيب طايرة.. ولا حد بمتقدمن عليك.. وأنت وياها عادكم صغار وش أنت طايرن عليه..
خالد بخيبة أمل بالغة رغم أنه مقتنع بكلام أبوه: خلاص يبه اللي تامر عليه تم..
*******************
في الليل متأخر...
عبدالله داخل بيته من مجلسه الخارجي بعد ماراح أخر زائر من الرياجيل اللي تعشوا عنده..كان حاس بصداعه المعتاد..
داخل غرفة جواهر بشويش.. اليوم ماشافها ولاشاف ماجد إلا يمكن 10 دقايق بس طول اليوم..
خاف إنها تكون نايمة..
ابتسم لما لقاها قاعدة تغير لماجد...على ضوء أباجورة خافتة لأن نوف كانت نايمة جنبها.. وسرير ماجد الصغير المحمول بينهم ثنتينهم..
جواهر لما شافته ابتسمت ابتسامة صافية عميقة.. واشرت له أنه خليك في الجلسة وأنا بأجي لك..
عبدالله رجع وجلس في الجلسة وسند رأسه على الكنبة عقب ماحط غترته جنبه..
صوتها الناعم قريب منه: الصداع صح؟؟
عبدالله بألم وهو يفتح عيونه: على خفيف.. الحمدلله ماعاد يجي مثل أول..
كمل بابتسامة: الشمس في "الجدر" سيحت الصداع..
جواهر جلست جنبه قالت له بحنان وهي تأشر على فخذها: تعال حبيبي..
عبدالله بحذر: أخاف أعورج ياقلبي..
جواهر برقة: ليه حد قال لك إن عمليتي في فخذي..
عبدالله ابتسم رغم صداعه وحط رأسه على فخذها..
والصمت يحل بينهم.. كعادتهم حينما تعبر مشاعرهم العميقة الاستثنائية عن نفسها بدون كلام..
جواهر دلكت رأسه بحنان..
عبدالله شوي شوي بدت ملامح الالم تنبسط وتلين..
عقب مسك يدها وحضنها..وهو بعده مغمض عيونه..
جواهر بحنان مصفى: حبيبي من لما وصلت وأنت ماريحت روحك.. مابين البنك وزوارك اللي مايخلصون..
على الاقل خذ إجازة من البنك أسبوعين.. لين تخلص على الأقل عشاك الأسبوع الجاي...
عبدالله كان مرتب لعشاء ضخم في قاعة الدفنة بفندق الشيراتون بمناسبه رجوعه وسلامته.. وزعوا سكرتاريته كروت دعوته...
وعزم الكل بدء من سمو الأمير الله يحفظه إلى أصغر موظف عنده في البنك..
عبدالله اللي شدد من احتضانها ليدها: ما أقدر حبيبتي.. البنك حاله مقلوب... اللي كان مستلم الإدارة بالانابة جيت لقيته حايس لي الدنيا.... والعملاء في تناقص.. ومشاريع كبيرة ضاعت علينا..
يبي لي شوي وقت لين أضبط وضع البنك
وعقبها أوعدج أخذ إجازة طويلة واسافر أنا وأنتي وماجد وبس...
جواهر بابتسامة: ياسلام عليك.. ونوف وعزوز..؟؟
عبدالله ابتسم وجلس على حيله: وش فيهم نوف وعزوز.. شيبان في بيتهم... يالله جيبي لي مجود اليوم ماحبيته على راحتي..
جواهر ابتسمت وهي تقوم تجيب ماجد: وهو ماجد طفش من شيء إلا هالحبب اللي ماتخلص..
****************
ثاني يوم العصر..
سعود طالع من صلاة العصر هو ومحمد..
كانوا جايين كلهم على سيارة محمد..
وكانوا في السيارة راجعين لبيتهم..
رن موبايل سعود كان عمه هادي..
أبو خالد حب يبلغ سعود رفض مزنة في التلفون
ماحب إنه يواجهه.. ويرده وجه لوجه
أبو خالد حاول يقنع مزنة.. لكنها شاف إنها كانت مصرة على الرفض.. وهو حلف أنه ماعاد يجبر حد منهم على رجّال ماتبيه..
كانوا يوقفون في البيت وقلب محمد يوقف وهو يسمع سعود يقول: هلا والله يبه حياك الله..
..............
طيبين طاب حالك..
..................
يسرك الحال جعلني ماخلا منك
..................
الشغل زين ولله الحمد (سعود ماارتاح لتطويل عمه في السلامات... حس إنه السلامات مقدمة لتأجيل كلام أخطر)
..........................
أكيد يبه.. حن أهل.. ومافيه شيء بيفرقنا..
.........................
وأكيد إن كل شيء قسمة ونصيب...... يبه قل اللي في خاطرك..
.......................
سعود بتماسك رغم الحزن العميق اللي اجتاحه: زين وممكن نعرف السبب؟؟
...........................
زين يبه طال عمرك.. ماصار إلا الخير جعل راسك سالم... وانت تراك تحل وتربط... وانت أبينا كلنا أول وتالي..
......................
مع السلامة الله يحفظك
محمد حس إن يد هائلة تكتم على قلبه... وإنه عاجز عن التنفس.. سأل بحذر: عمي وش كان يقول لك ياسعود؟؟
سعود بمساندة: محمد أنت عارف إن العرس قسمة ونصيب والمرة بدالها مرة...
محمد بهدوء قاتل وهو يصر أسنانه على كل كلمة: عمي وش قال لك ياسعود؟؟
سعود بحزن: يقول إن مزنة مارضت...
محمد بنفس هدوءه القاتل: سعود انزل لو سمحت...
سعود بقلق: والله ما أخليك تروح مكان... تبي تروح رجلي على رجلك...
محمد بنفس الهدوء البارد: سعود أنت وش شايفني؟؟ بزر؟؟...
يعني بأروح أنتحر وإلا اقط روحي في البحر.. عشان مره عيت مني..؟؟
وعقب كمل بعزم: ماعاشت ولا كانت... أنا بس أبي اقعد بروحي شوي..
سعود بإصرار: اعتبرني ماني موجود... الليلة رجلي على رجلك لين نرجع سوا للبيت..
#أنفاس_قطر#