عرض مشاركة واحدة
  #27  
قديم 08-26-2010, 09:56 PM
 
الفصل الســـــــــادس




دخل "ليونارد هوكر" إلى مكتب "سوير هايس" وهو غاضب وسأله:
- أين كنت خلال الأسبوعين الماضيين، لقد بحثنا عنك كثيرا ولم نكن نعلم كيف واين نتصل بك؟
رفع الشاب نظره بعد ان قطع اهتمامه بحذاء التزحلق الذي اشتراه توا لـ"بيب" ، وقال بهدوء:
- أهلا عم "لين" ،لقد كنت .....مشغولا.
رد رجل الأعمال بغضب شديد:
- مشغولا؟ مشغولا في ماذا؟على أي حال لن تستطيع أن نقول:إنك كنت مشغولا بأمور المكتب منذ فترة كيف يمكنك إدارة هذه الشركة إذا لم تكن موجودا بها لتعرف كل مايحدث فيها؟
ترك"سوير" حذاء التزحلق وانغمس في كرسي الإدارة الخاص لينظر جيدا إلى وجه عمه:
- مثلما أفعل دائما حتى الآن يا عم"لين":أعطيك أعلى أجر في الشركة بالإضافة إلى ربع الأرباح لكي تعتني بكل هذا بدلا مني. والآن إذا كنت تريد أن تستقيل أو تأخذ معاشك فإنك تعلم جيدا أن"هيربرت بوركالتر" يستطيع أن يقوم بالعمل بدلا منك بمجرد أن ترغب في ذلك.
تغير وجه "هوكر" فجأة ورد مسرعا:
- لا،لا لم أقصد ذلك. كنت فقط قلقا نوعا ما بشان هذا...آه،المشروع الذي قلت: إنك سوف تعتني به. وكنت اود أن تخبرني بما تم، هذا كل شيء.
- لقد قضيت وقتا طويلا جدا مع "بيب" ....آسف مع الدكتورة "لي بارون" . في الواقع ، لم ينقطع عن رؤيتها خلال الأسبوعين الماضيين. لقد قاما بركوب الدراجات ، والذهاب إلى حديقة الحيوان، كما شاهدا مباراة في "البيس بول"في ملعب "هيوستن" .كما قام"سوير" بتعليم الفتاة جميع انواع الرقص المختلفة، وكيفية التزحلق على العجل. دون ذكر دروس ركوب الخيل مع الفرس "بلوسوم" في كل مرة كانا يزوران فيها مزرعة "ميرث" .حيث كان "سكوتر" ورفاقه يقدرون كثيرا تقدم الدكتورة"بيب" في كل درس. ثم قاما في بعض الأحيان- لكي يهربا قليلا من تلك الأمور- بجولات طويلة معا، تمتعا خلالها بجمال الطبيعة في الحقول التي كانت تحيط بالمزرعة، وكانا يتحدثان لساعات طويلة عن أشكال السحب ويضحكان لهذه الراحة التي تجمعهما بدون أن يشعرا بذلك ومن جانبها كانت "بيب" قد بدأت في اعطاء بدايات اللغة الإنجليزية للشاب. كان يتعلم سريعا، ولكن ذلك كان بسبب حلاوة نطقها للكلمات أكثر من أي سبب آخر. كان قد قرر أن يقبل"بيب" في كل مرة تمدح فيها تفوقه في التعلم. ولم يقم"سوير" بمثل هذا الجهد في التعليم حتى وهو طفل.
جلس "ليونارد" على اريكته المقابلة لمكتب ابن أخيه ثم قال له:
- كيف حال الدكتورة"لي بارون"؟ هل تظن أنك سوف تستطيع الوصول إلى اهدافك ؟
تمتم "سوير" بنوع من الحرج:
- نعم ،بطرقة ما.
- هل تريد أن تقول: إنها سوف تكون مستعدة للعمل معنا؟
رفع الشاب عينيه إلى السماء وقطب جبينه ثم قال:
- في الحقية لا. ليس الآن، ليس الآن تماما.
- مذا يعني قولك: "ليس الآن تماما" يا "سوير"؟
رد "سوير" بدون تردد لأنه كان يعلم مدى ثورة عمه لو علم بالأمر:
-إنها الآن مشغولة بمشروع آخر.
لو كان "سوير هايس" يعرف كيف يتحكم في عمه، كان يكره أن يفعل ذلك بطريقة مباشرة جدا، لأنه كان يعلم انه صاحب فضل كبير عليه، فالواقع، عندما مات جد"سوير" ، ضحى "هوكر" بفرصة عمل كبيرة كضابط في البحرية لكي يستطيع الوقوف بجانب "سوير" وأمه في شركة "ميرث". وكان الشاب قد فكر كثيرا في أن يطلب من "هوكر" أن يسوي معاشه بطريقة جد محترمة ويخلد أخيرا إلى الراحة ، ولكنه لم يجرؤ أن يفعل ذلك مخافة أن يؤلمه.

كانت رؤيتهما حول إدارة الشركة تختلف من النقيض إلى النقيض فبنما كان "سوير" رجل أفكار يأخذ إدارة الشركه بطريقة هادئة متبعا في ذلك حدسه،كان "هوكر"رجل اعمل حقيقيا شديد المراس وعنيدا في دفاعه عن الشركة وكان يعمل بلا هوادة. لم يكن هذا فقط مايميز احدهما عن الآخر بل كان الرجل العجوز لايقبل أن تذهب حصة من الأرباح في مشاريع مثل مشروع المزرعة الذي كان يعتبره"هوكر" مجرد تبذير.
قال "ليونارد" قاطعا حبل افكار "سوير":
- هل حاولت المزايدة؟
تسائل الشاب قائلا:
- بخصوص ماذا؟
انفجر "هوكر" غاضبا وانتفخت اوداجه وقال ثائرا:
- كيف "بخصوص ماذا"؟ بخصوص الأجر أيها الأحمق ! هل عرضت عليها مرتبا أكبر من الذي تحصل عليه حاليا؟
لم يجد الشاب ردا على هذا السؤال بل ترك عمه يواصل هجومه عليه:
-"سوير" ، لابد علينا أن نطرق الحديد وهو ساخن في مشروع الحقيقة الوهمية هذا لأن الكثيرين بداءوا يحومون حوله، وإذا فشلنا نحن فيه فسوف تكتسح شركات اخرى هذا السوق الذي نحظى نحن فيه إلى الآن بمكانة مميزة، لذا اقترح ان تحاول أن تجعل الدكتورة"لي بارون" توقع على عقد وإلا فسوف اعتني بذلك شخصيا.
وقف"هايس" فجأة وهو يوجه إصبعه ناحية عمه مهددا إياه:
-إنني امنعك ، اتسمع،إنني أمنعك من الأقتراب من "بيب" بأي طريقة كانت حتى يثبت العكس مازلت أنا المدير العام، وأكبر المساهمين في "ميرث"، ولآخر مرة ياعم "لين" ، سوف أفعل ما اشاء في الوقت الذي أشاء ، هل هذا واضح؟
نهض "ليونارد هوكر" بدوره ، كان وجهه محمرا من الغضب والغيظ، ونظر طويلا إلى ابن اخيه ثم تمتم قائلا قبل أن يستدير ليخرج من الغرفه مسرعا:
- واضح تماما.
بعد أن قام الرجل العجوز بغلق الباب خلفه بشدة,انها "سوير" على كرسيه وأمسك براسه بين يديه وهمس قائلا:
- ياإلهي!
كانت تلك المواجهات المتزايدة تعذب الشاب ، لأنه كان يعلم أنه سيأتي يوم يطلب فيه من عمه الأستقاله. ولهذا كان يمهد لذلك بأن قام بتعيين "هيربرت بور كالتر" منذ سنتين ، ليحل محله.كان هذا الأخير رجل اعمال حقيقيا، وبالرغم من كونه شابا إلا انه تعلم بسرعه ، وكانت ميزتة الأساسية هي انتماؤه إلى جيل اكثر مرونه وأكثر تقبلا للمناقشة من "ليونارد" الذي كان صلبا وغير متفهم.
هز "سوير هايس" رأسه ثم طلب سكرتيرة مكتبه على الإنترفون:
-"جلوريا" ، هل حصلت على تذاكر الحفلة الموسيقية؟
- بالطبع ،سيدي المدير. لقد حاربت طويلا من أجل ذلك ولكنني حصلت في النهاية على أماكن جيدة.
ساد صمت قصير:
- سيدي المدير، هل استطيع أن أسألك عن شيء؟
- نعم يا "جلوريا".
- ماهذه الفرقه المسماةبـ"المجانين الغاضبين"؟
ابتسم "سوير " في صمت.
****
كانت الضوضاء لا تطاق ، وكان محبو "المجانين الغاضبين" في حالة هستيريه أكثر من الحالة التي كان عليها المطربون ذوو الشعر الطويل الذين يغنون من اجلهم.كانت حركة الجماهير تزداد عنفا مما جعل "سوير" يقلق وأشار إلى "بيب" بأن تتبعه. ابتعدا عن القاعه ليجدا نفسيهما على السلم المؤدي إلى قاعة الحفلات.
انحنى"سوير" ناحية الفتاة ثم قال لها:
- كيف وجدت هذا؟
قامت هي بتسليك إحدى اذنيها ثم قالت:
- معذرة؟
كرر عليها نفس السؤال.
- لست ادري، ربما وجدته مثيرا للإهتمام لكنه قوي بعض الشيء.
- هل تودين العودة؟
- فقط إذا عدت انت وإلا....
رد الشاب وهو يتجه نحو باب الخروج:
- إذن هيا نخرج من هنا.
بعد لحظات من خروجهما من القاعه قال"بيب":
- أظن أنني تعرضت إلى صدمة ثقافيه،فيداي ترتعشان، وقلبي يخفق بشده، واجد ايضا صعوبه في التنفس، هل هذا طبيعي؟
تمتم قائلا:
- طبيعي جدافالموسيقى يمكن ان يكون لها هذا المفعول.كانت"بيب" تتسائلإذا ماكانت رغبتها في ان يقبلها"سوير"هي الأخرى طبيعيه ولكن اخلاقها وحياءها لم يسمحا بطرح هذا السؤال.ارتعدت اوصالها.
- ماذا بك؟
- كل شيء على مايرام.
- قالت لنفسها مؤنبه:ايتها هاالكاذبة!
بعد أن قامت بترتيب الأواني المستعملة أثناء النزهة الخلوية التي قامت بها مع"سوير" بالقرب من منزله، تذكرت الفتاة لقاءها مع "كارول" التي قالت لها:
- "كل ماتشعرين به أمر طبيعي، لا داعي على الإطلاق للقلقِ، إنك فقط تعيشين فترة مراهقة متأخرة بعض الشيء"
- هل انت متأكدة؟
- لايوجد أي شيء غير طبيعي في هذا . إلا السن التي تشعرين فيها بهذه الأحاسيس. الشيء الوحيد الذي يجب عليك مراعاته هو عدم ترك نفسك تنساقين وراء كل ماتحسين به أو سوف تحسين به. لابد أن تكوني يقظة وحاولي أن تجعلي تجربتك تتم بالتدريج ، وعليك أنت أن تحددي مايليق بك أكثر.
نظرت "بيب" إلى "سوير" المستلقي بجوارها وكأنه يغط في نوم عميق.
كانت تتأمل فيه ، وكان حتى هذه اللحظة يملأ حياتها حتى عندما يكون غائبا عنها. كانت تفكر فيه طوال الوقت، تحلم به في نومها، وعندما يكونان معا يوميا تقريبا ، من الثامنة صباحا حتى منتصف الليل- لم تكن تراى سواه- كان يحتويها..
رات"بيب" أن "سوير" يحرك يديه، وبدأت عيناه ترمشان بينما كان لايزال مستلقيا ، ثم بدا وكأنه يبحث عن شيء ما.سألته:
- عم تبحث؟
- عن نبات نفل ذي أربع ورقات.
- لماذا؟
صاح قائلا:
- لكي يجلب لي الحظ، ماذا تظنين غير ذلك؟
- هل تؤمن حقيقة بمثل هذه الأمور، الحظ، القدر؟
اعترض "سوير" قائلا:
- بالطبع نعم! فكيف تعتقدين أنني وصلت إلى ماأنا فيه الآن؟
- بالكثير من العمل والذكاء ، أظن.
- خطأ. بالحظ فقط. هل تعلمين لماذا؟ لأنني اقوم بجمع النفل ذي الورقات الأربع منذ كنت طفلا،إن عندي كتبا مليئا بها.وأذكر أنني عندما وجدت أولها اكتشفت كيف استخدم نقودي التي كنت اوفرها في البورصة وأجعلها تتكاثر . ضربة حظ حقيقية.
- بل هي المصادفه البحته، لأن النفل ذا الورقات الأربع ماهي إلا طفرة عادية تصيب هذا النوع من النبات.
- حسنا...... أقترح عليك شيئا سيثبت لك صدقي. أي من سيجد عددا أكبر من النفل ذي الورقات الاربع سوف ينال مكافأة.
- وماهي.
- الخاسر سوف يقوم بدفع ثمن العشاء عند"فارجوز" وبعد مرور ساعه،قام المتنافسان بعرض غنائمهما فوق البطانيه.
سألها "سوير":
- كم وجدت؟
- خمس وانت؟
- خمس ايضا.
- قالت الفتاة بهدوء وهي تفكر:
- تعادلنا اذن ، انه امر مزعج.
قال الشاب مقترحا:
- فلنستمر في البحث عن طريق لعبة الموت المفاجىء.
- الموت الفاجىء؟
- الأول الذي يجد النفل السادس يفوز بالمكافأة. امر سهل أليس كذلك؟
بدون أن تضيف أي كلمة ألقت "بيب" بنفسها وسط حقل النفل من جديد وهي تبحث بشغف. ولكن"سوير" لم يتحرك، كان ينظر إليها فقط. كانت متحمسة بطريقة طفولية ولكنها كانت مندمجة بشدة.
قال "سوير "في نفسه : "إنني شغوف بها حقا".
في الواقع لم يكن شغوفا فحسب ، بل كان واقعا في حبها بجنون. كانت تشغل تفكيره منذ عدة اسابيع مضت، ولم يكن تأثيرها عليه تأثيرا جسديا فقط ، بل كانت تمارس عليه سلطة دائمة، بطريقتها في الحديث عن الأشياء ، بتواضعها الشديد بالرغم من غزارة ثقافتها وارتفاع مستواها الدراسي ، ولكن الشيء الذي كان يطغى في حبه لها هو: تلقائيتها.
كان امامها يشعر بأن لديه روح مغامر مستعدا لتسلق الجبال، قطع الصحارى والأدغال المتوحشة ليعود بالكنوز المجهولة ويضعها تحت اقدام محبوبته.
صاحت الفتاة وهي تلقي بنفسها على "سوير":
- لقد وجدت واحدا! أظن أن الحساب سيكون عليك، لقد خسرت!
نهضت ومسحت ركبتهيا ، ثم نظرت إلى الشمس التي مالت إلى الغروب، مدت يديها نحو "سوير" الذي أمسكها برفق.
- هل ستضع كل هذه الانفال ذات الورقات الاربع في كتابك الكبير الجالب للحظ؟
رد "سوير" وهو يهز رأسه بهدوء:
- لست أدري. أعتقد أن لقائي بك كان أكبر حظ في حياتي كلها.
ساد صمت طويل ، كان خلاله"سوير" يداعب شعر"بيب" التي كانت تريد أن تقول له شيئا ولكنها فضلت احترام صمته
تناولا عشائهما في المنزل بسرعة، وكانا خلال ذلك يتحدثان عن اشياء غير ذات اهمية، كان كل واحد منهمايفكر في لحظة الفراق ، وفجأة رن جرس الهاتف عدة مرات دون أن يلتفت"سوير" للرد.
سألته "بيب":
-الا ترد على التليفون؟
-لا،لابد أنها أمي مرة أخرى ، ولقد قمت توصيل جهاز الرد الآلي.
- الا تريد أن تكلمها.
- لا. على أي حال لقد تحدثت إليها بالأمس ، ولكن الأمور ساءت بيننا وقمت بتجاهلها.
- لكن لماذا؟
-إن عمي "لين" يحاول هذه الأيام أن يتدخل في شؤوني، وأنت تعرفينطريقته في إدارة الشركة ووجهة نظره فيما يخص المزرعة، إنه يفعل نفس الشيء مع حياتي الخاصة. وبمجرد أن يظهر خلاف في وجهات النظر بيننا يقوم بالاتصال بأمي لنجدته.
- لكنني كنت أظن أنك المدير العام في "ميرث"؟
-إنني كذلك . لكن العم"لين" موجود منذ وفاة جدي وساعدني كثيرا خاصة في البداية. ولكن شدته كضابط سابق تحول دون تفاهمنا. فليس لدي فكرة أن أكون موظفا وأن أذهب يوميا إلى مكتب للعمل. وهذا مايعيبه علي.
-لابد أن تعترف أنك قضيت وقتا طويلا معي خلال المدة السابقة.
- هذا صحيح ولكنني اقوم بزيارات منتظمة لمقر الشركة لأتفقد السير الحسن للأمور، وكل شيء يبدو على مايرام ،وعلى كل حال فإن هذه الشركة مريحة، وأمي تحصل على كل النقود التي تريدها وأنا، ايضا ،فلماذا إذن كل هذه الضجه حول عدم ذهابي كل يوم إلى المكتب؟ إنني افضل أن اكون معك.إنني اعشق ذلك.
فكرت"بيب"مليا، بعد ما أصابتها الدهشة من حالة عدم النضج، العقلي التي أصابت"سوير هايس" . ومن بعض النواحي كان يشبهها أكثر ممكا كانت تتصوره في البداية. لكنها في نفس القوت لم تستطع أن تقلل من أهمية رأي "ليونارد" ، لأن العمل كان بالنسبة لها اساس كل شيء.
ولكن وبحذر شديد رأت ألا تصر على موضوع يبدو حساسا وسألته:
- ولماذا يعارض عمك بهذه الشدة فكرة المزرعة، فابالإضافه إلى السعادة التي تعود على الأطفال يمكن أن تكون دعاية جيدة بالنسبة للشركة.
- العم "لين" يرى أن إدارة المزرعة تكلف الشركة أموالا أكثر مما تعود عليها بالفعل ، ومع ذلك، لقد كان واضحا تماما ، بأنه لو كان هو المدير لكان أول شيء يفعله هو ببساطة إغلاقها.
- أتمزح؟
- كلا. لقد كرر ذلك عدة مرات. وهذه هي اهم نقاط خلافنا وهي السبب الذي جعلني أراقب أعمال الشركة بدقة لايتوقعها هو.
تمتمت"بيب":
فهمت، أعتقد أنه من الأفضل لي العودة إلى منزلي أليس كذلك؟
رد "سوير":
- كما تشائين.
تنهدت الفتاة وقالت:
- لست ادري ولكنني أظن أنني قد تسببت لك في ألم نفسي.
صاح"سوير" قائلا وهو يبتسم:
- أرجو أن يكون هذا الكلام غير صحيح! فليس لدي أي شعور باالإحباط ،بل على العكس تماما. والآن دعيني أصطحبك إلى منزلك.
- هيا بنا.
مر يومان لم يظهر خلالهما"سوير"، كانت "بيب" على حافة الجنون، كانت قلقة ومضطربة ولاتستطيع التركيز، وعندما آوت إلى سريرها تحاول النوم، لتتخلص اخيرا من التفكير فيه لم تتمكن من إغماض جفنيها بل صارت تتقلب باستمرار على سريرها .

وأثناء تلك المحاولات اليائسة بغية النوم سمعت فجأة صوت فرقعة على نافذتها، ثم تلاه صوت ثان جعلها تقفز من سريرها لتقترب من تلك النافذه. لم تكن "بيب" جبانه ولكن الذي رأته جعلها تتجمد خوفا من هول ما رأت، فقد كان هناك رجل يجلس على فرع كبير من فروع الشجرة المقابلة لنافذتها . فتحت لتتأكد من شخصيته التي كان يبدو أنها تعرفها. ثم صاحت قائلة:
- "سوير" ! ماذا تفعل معلقا على هذه الشجرة ليلا؟
- كنت أفتقدك.
- وماذا تريد؟
- أن تلبسي ثيابك لتأتي معي، ولاتناقشيني فإنها مفاجأة.
- لكن الوقت متأخر جدا.
- وماذا في ذلك؟ الم تحاولي الهروب أبدا من بيتك قبل هذا؟
- كلا لم يكن لدي أي دافع لفعل ذلك.
- الآن لديك واحد. ماعليك إلا أن تتركي كلمة ل،"نان" لكي لاتقلق بشأنك ، فسوف نعود بدون شك بأسرع مما تتتوقعين.
ارتدت الفتاة ثيابها بسرعة ثم توجهت إلى النافذة التي كان "هايس" ينتظرها أمامها.
قال لها:
- هيا ، تعالي.
اعترضت الفتاة قائلة:
- لكنني لا أحسن تسلق الأشجار فكيف بالنزول من عليها.
- إذن ، لن تجدي وقتا افضل من هذا لتتعلمي ذلك.
- وأين تريد أن تأخذني؟
- إلى المدينة.
- ولكننا بعد منتصف الليل وكل شيء مغلقز
ابتسم بغرابة ثم قال :
- اعرف ذلك. وهذا افضل.
__________________
بسم الله الرحمن الرحيم

كلمتان خفيفتان على اللسان
ثقيلتان فى الميزان


سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم



اشهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله



بسم الله الذى لا يضر مع اسمه شىء
فى الارض ولا فى السماء
وهو العزيز العليم


اللهم انت ربى لا اله الا انت خلقتنى وانا عبدك وانا على عهدك ووعدك ما استطعت اعوذ بك من شر ما صنعت وابوء لك بنعمتك على وابوء بذنبى فأغفر لى انه لا يغفر الذنوب الا انت