عرض مشاركة واحدة
  #117  
قديم 08-27-2010, 04:49 AM
 
بعد الغياب/ الجزء المئة وسبعة عشر

#أنفاس_قطر#


عقب صلاة العصر
مجلس أبو خالد

الدكتور سعد وصل ومعاه المملك..

محمد قاعد برا بيت عمه في سيارته
وخالد يروح ويجي ويدخل ويطلع وكان في غاية التوتر و الهم بيكسر ظهره..
حاسس بنار محرقة تحرق أطرافه..عقله..مشاعره..وخلاياه


وسعود مابعد بين ولا طل.. لأنه حرك من المعسكر من ربع ساعة بس..


في نفس الوقت
وفي مكان ثاني في بيت أبو خالد
في غرفة دانة

دانة كانت تبي بكاء مر موجع يائس عميق
لم يكن مجرد بكاء.. كان شيئا يتجاوز البكاء
شيء أشبه بالأنين الحاد المؤلم المنتزع من عمق روح مدمرة لبقايا حطام إنسان..

مزنة اللي كانت بطبعها دمعتها بعيدة.. بدت تبكي من تأثرها من بكاء دانة المؤلم: دانة حبيبتي ليش تبكين الحين؟؟ مهوب سويتي اللي في راسش؟؟

دانة من بين عبراتها وأنينها: خليني أبكي على خسارة سعود قبل أصير حلال غيره..
خليني استغل الدقايق الأخيرة أبكي عليه قبل يصير حرام علي أفكر فيه وأخون الرجّال اللي بأصير مرته..
خليني أبكي في هالدقايق بكاء لو بكيته عمري كله ماكفاني..

مزنة برجاء باكي: تكفين دانة.. تقدرين تتراجعين... حرام اللي تسوينه في روحش.. حرام

دانة بوجع: خلاص مزنة.. ماعاد للحكي فايدة...خلاص



في المجلس
فتح الشيخ دفتره.. وقال للدكتور سعد اللي كان معه أخوانه الاثنين: عطوني بطاقة المعرس.. وبطاقات الشهود..

سعد عطاه بطاقته..
ثم واحد من أخوانه طلع بطاقته...
وتوقعوا إن خالد بيطلع بطاقته.. عشان يعني من باب الذوق
واحد من هنا وواحد من هنا
لكنهم شافوا إن خالد كان سرحان في ملكوت ثاني...
فطلع أخوه الثاني بطاقته وحطها على دفتر الشيخ..

الشيخ بوقار: بسم الله الرحمن الرحيم.. توكلنا على الله..
وكان على وشك يطلب بطاقة دانة


صوت حاد حازم : وقف ياشيخ لا تكتب شيء


الكل ألتفتوا ناحية الصوت...
وأبو خالد تغيّر وجهه من الغضب
وهو يلتفت ناحية خالد اللي كان واقف فوق رأس الشيخ بحزم ويقول: أقول يادكتور سعد..
مالك مرة عندنا توكل على الله..

سعد بغضب: ليه أنتوا شايفيني لعبة عندكم..

خالد بحزم وبرود: أقول توكل على الله.. لا تتأخر على العيادة المسائية..

أبو خالد بغضب: خويلد ياللي ماتستحي.. ماكن لك كبير.. ولا كن لي قدر ولا حشيمة...

خالد بنفس بروده رغم أنه يذوب توتر في داخله: يوم ملكة دانة الأولية.. طلعت الرشاش بس ماسيحت دم حد...
ترا ماعندي مانع أطلع أجيبه.. ونسيح لنا دم ذا المرة بحق وحقيق..

أبو خالد بغضب: خويلد...

خالد بحدة وعيونه تنقلب من الغضب وبروده كله يتبخر: شوف يابو خالد... ذا الشنب على مره.. كن ذا الرجال خذ الدانة.. خله يقوم يتوكل على الله.. قدام نتذابح..

سعد وأخوانه نطوا واقفين واطلعوا من الزعل برا لسياراتهم اللي كانت واقفة قدام البيت..

وأبو خالد يلتفت بغضب حاد على خالد..
وخالد يقول له بحدة أكبر وقبل مايقول أبوه شيء: لا تقول شيء.. وإلا والله ماعاد تشوف رقعة وجهي لين أموت

في خلال ثواني كان محمد اللي كان واقف برا يدخل عليهم ونفسه متقطع..ووجهه أحمر.. وقلبه بيوقف من الانفعال


محمد لما شاف الرياجيل طلعوا... حسب أن الملكة تمت
لأنه كان قايل لخالد انه واقف برا..
واذا سعود ماقدر يجي على الوقت.. محمد بيدخل ويحير دانة هو لين يجي سعود..

محمد برعب بأنفاسه المتقطعة وكلماته المتناثرة: دانة تملكت خلاص..؟؟

خالد بنبرة غامضة: لا..

الشيخ قاطعهم وهو يقول بارتباك: زين اسمحوا لي أنا بأروح..

خالد بحدة وغضب هادر: اقعد ياشيخ..
أنت جيت تملك اليوم.. ومنت بطالع إلا وأنت مملك..
سعود بياتي.. وبنقعد ننتظره إن شاء الله مايأتي إلا بكرة الصبح..

خالد كان مولع.. ويتنافض من الانفعال.. وماكان حد يقدر يكلمه..

محمد قعد جنب عمه.. وهمس له: وش اللي صار؟؟
ابو خالد حكى لمحمد كل شيء من بين اسنانه وبغضب مكتوم.. وابتسامة محمد تتسع ويقول في نفسه (كفو يابو هادي.. كفو)

بعد دقايق كان سعود يدخل عليهم مثل الاعصار الكاسح..
مالقى في المجلس إلا عمه وأخوه وولد عمه ومعهم الشيخ.. مادرا وش اللي صار.. هل الملكة صارت؟؟
وإلا الرياجيل مابعد جاو؟؟

حس إن روحه تتأرجح على حد سكين محمي..
إن الباقي من حياته كلها يتوقف على الكلمة اللي بيسمعها
من الناس اللي جالسين قدامه


بنفس مقطوع: شاللي صار؟؟

خالد بنفس حدته وغضبه الكاسح: سعود هات بطاقتك..

سعود مو فاهم: شالسالفة؟؟

خالد بحدة مرعبة: أنت تبي مرتك وإلا ماتبيها؟؟
تراكم أقرفتونا بذا السالفة..
تبيها أخلص وهات بطاقتك... ماتبيها اطلع ولا عاد أشوف وجهك في بيتنا..

سعود بغضب: خويلد احشم اللي اكبر منك..

محمد نط واقف عشان يقطع العراك اللي شكله بيبدأ..
وهو يطلع بطاقته ويحطها على دفتر الشيخ ويقول: الشاهد الأول

ثم ألتفت على سعود وهو يقول بهدوء: أبو سعيد... خالد اليوم رايته بيضا.. خلّص وحط بطاقتك...

سعود طلع بطاقته وحطها

وخالد طلع بطاقته وحطها على دفتر الشيخ وهو يقول: الشاهد الثاني..

الشيخ قال: بسم الله الرحمن الرحيم.. توكلنا على الله.. وين بطاقة العروس؟؟

طلعها أبو خالد من جيبه وعطاها الشيخ..

أبو خالد مو فاهم شيء...بس حاسس بسعادة عميقة مايعرف سببها

سبحان الله على قد ماكان حاسس بالضيق وهو يبي يطلع بطاقة دانة يوم كان سعد قاعد...
على قد ماهو مبسوط الحين وهو يطلعها عشان ترجع لسعود مرة ثانية..

الشيخ خلص تسجيل البيانات: ودوني للعروس أخذ موافقتها..

الشيخ دخل للمقلط.. وخالد دخل داخل البيت
وطلع لدانة في غرفتها.. لقى وجهها متنفخ من البكاء.. وشكلها على وشك الانهيار.. مثل عود يابس خالي من الحياة ينتظر أقل هزة عشان عشان ينحني وينهي رحلته..

لما شافها حس إن كل الحدة اللي بداخله تبخرت مثل قطعة ثلج على صفيح ساخن وهو يشوف شكلها المعذب المحطم..
همس بصوت واطي حنون: دانة..

دانة وقفت بتعب وكأنها ماتقدر تحمل جسدها من الارهاق
ورمت نفسها على صدره وبكت بكاء مكتوم حزين..
تركها خالد تبكي شوي وهو حاضنها بحنان فياض
ثم قال لها بحنان: ألبسي عباتش
لبست بآليه مريرة..
ثم مسك يدها
ونزل فيها تحت..بدون مايقول لها شيء..

دانة سارت معه.. مثل الذبيحة اللي تُقاد للمسلخ..
نحّت كل مشاعرها جانبا وهي تقرر إنها تعيش بعقلها
وتدفن قلبها وكل مشاعرها من هذي اللحظة..

وصلت المقلط.. وهي تحس إن روحها في مكان ثاني..
وإنه فقط جسدها هو المتواجد هنا..

سألها الشيخ: توافقين يا بنتي على سعود بن سعيد الـ

دانة حتى الاسم ماكانت تسمعه.. ماكانت تسمع شيء..
روحها موجوعة.. ومشاعرها ثكلى..
وألمها كتم كل أنفاسها بمرارته..
كانت تبي تهرب من كل شيء
من هذا المكان.. ومن نفسها.. ومن ضعفها..
(مستحيل أوافق.. مستحيل!! أنا وش كنت ناوية أسوي بروحي)

خالد بحنان: دانة الشيخ يقول موافقة على سعود..

دانة وهي تنتفض بحدة (الظاهر أني استخفيت.. يتهيأ لي إن اسم سعد صار سعود) : وش تقول؟؟

الشيخ بهدوء: أقول يا بنتي توافقين على سعود بن سعيد الــ؟؟

دانة شهقت بعنف..
وخالد برعب: تكفين دانة مهوب وقته تشاهقين علينا... تبين سعود وإلا ماتبينه؟؟

دانة مو قادرة تتكلم.. والصدمة العذبة غير المتوقعة تشل تفكيرها

وسعود ذبحه التوتر داخل المجلس (وش فيهم تأخروا؟)


دانة بخفوت: بس أشلون خالد أشلون؟؟

خالد برجاء مخلوط بالحدة: تكفين دانة خلاص..
خلصوا ذا الفيلم الهندي..
أنتي ذايبة هنا.. وهو ذايب هناك.. خلصونا
وسالفة إنه بيعرس مهيب صحيحة أنا اللي فهمت السالفة غلط..

دانة تنهدت بعمق وهي تقول من أعماقها الموجوعة: موافقة ياشيخ..

أشر لها الشيخ توقع.. وقعت وهي ترتعش.. وعقب ماقدرت توقف ورجولها ماتحتمل ثقل جسدها
فجلست..

والشيخ رجع داخل..
وخالد قعد مع دانة..

سعود أول ماشاف الشيخ نط واقف
وقلبه فيه طبول حرب مجنونة..
الشيخ ابتسم وهو يقول: بارك الله لكما وبارك عليكما.. وجمع بينكما في خير..

محمد حضن سعود بقوة.. وسعود همس له: لا تقصر في الشيخ..

عقب ألتفت على عمه وحب خشمه.. وعمه يقول بابتسامة: مبروك ياولدي.. سبحان الله.. سبحان الله.. اللي فرقكم بدون سبب.. ورجعكم بدون موعد..

سعود باحترام: يبه أبي أشوف دانة..

سعود بيموت يبي يشوفها.. يبي بس يملأ عينه منها
(يالله وش كثر اشتقت لها.. يالله..!!)

يبي يتأكد أنه فعلا الدانة رجعت له
صار حقه يشوفها.. ويمسك يدها
ويعبر عن شوقه المر الهادر لها
(وأخيرا يادانة وأخيرا)

أبو خالد بتردد: بس يا أبيك..

سعود برجاء: يبه دانة مرتي أول وتالي..

أبو خالد دق على خالد.. وخالد قال له أنه هو ودانة بعدهم قاعدين في المقلط.. قال له أبوه: تعال أنت وخل دانة في المقلط..


***************


بيت سالم...

منيرة قاعدة تدرس..

وسالم في الحمام يأخذ له شاور.. عشان يطلع لشركته..

رن موبايلها.. طالعت الاسم وابتسمت: هلا بخالة الشيخ مبارك..

سارة تبتسم: عدال على ذا البروك.. يكون ويليام ولد تشارلز وديانا.. كله بروك ولد منور وسويلم

منيرة تضحك: بسم الله على ولدي تشبهينه بذا الكافر..

سارة تضحك: الزبدة.. بتجينا الليلة وإلا لا؟؟

منيرة برقة: ما أعتقد... عندي دراسة.. وبعدين ذا اليومين مشغولة بخطوبة فاطمة..

سارة بتحسر: كنت أبي أسولف معس شوي..

منيرة بعيارة: ماعاد عندس من السوالف إلا حمد وشغلس..

سارة بمرح: ياختي اذكري شيء عدل مالقيتي إلا حُميّد.. الله يقرفه..

منيرة باستفسار ليه وش سوى اليوم؟؟

سارة بلهجة اعتيادية: اليوم وعلى غير العادة مر بسلامة بدون لقافته المعتادة.. انا بصراحة كنت مستغربة..
بس طبعا مستحيل يخلص اليوم ماغثني..
خلص الدوام..
وقفت برا أنطر عليان يجيني..
الأخ قاعد في سيارته مسوي رقابة علي..
جاء واحد من الموظفين بس شكله في ادارة ثانية
ووقف سيارته مقابلي..
أنا كنت بأرجع داخل لين يجي عليان..
فوجئت بالاستاذ حمد ينط من سيارته ويتهاد مع اللي موقف سيارته يقول له: المواقف كلها فاضية مالقيت موقف غير هذا..

وعقب كملت سارة بعصبية:

خلاني في نص هدومي..
الرجّال الثاني ماحب يزودها مع حمد المجنون فحرك سيارته وراح...
والشيخ حمد رجع علي يقول بعصبية: لاعاد تنزلين من مكتبس لين يصير علي تحت..

قلت له بعصبية: مالك دخل يأخ أنت..

تخيلي الوقح وش قال لي؟؟ قال ببرود: إلا لي دخل ونص..
حرق أعصابي الله يحرق أعصابه..


منيرة ماتت من الضحك.. وسارة ضحكت من ضحكها: أحر ماعندي أبرد ماعندس..

منيرة بعيارة: صحيح أنتي أختي الكبيرة.. بس غبائس منقطع النظير واسمحي لي أقولها..

سارة بمرح: ليه ياعبقرية زمانس؟؟

منيرة بمرح: حمد ذايب في هواس وانتي تستهبلين..

سارة بغضب: عيب منور.. وش ذا الكلام؟؟ احشميني ياقليلة الحيا.. حتى لو كنتي مرة معرسة.. انا اختس الكبيرة..

منيرة بهدوء: زين خلاص لا تزعلين.. اكلمس بعدين
سالم طلع من الحمام..

وفعلا كان سالم طالع من الحمام..

ابتسم لما شاف منيرة تبتسم له..
قرب منها وهي جالسة على مكتبها وجاء من وراها
وقبل كتفها برقة: شأخبار الدراسة؟؟

منيرة بعذوبة: لا تحاتي.. ذيبة مرت ذيب أم ذيب..

سالم ضحك: الله يستر من ذا العايلة.. شكلها عايلة متوحشة..

منيرة برقة: مطول الليلة في الشركة؟؟

سالم بود: لا حبيبتي.. ساعتين وراجع... بس أنتي لا عاد تتعبين روحس واللي يرحم والديك.. وبلاها النزلة والطلعة كل شوي..


#أنفاس_قطر#

__________________
أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!