بعد الغياب/ الجزء المئة وواحد وعشرون
#أنفاس_قطر#
بعد صلاة العشاء
الرياجيل توجهوا لبيت ثاني
وعبدالله هو اللي راح يستقبلهم هناك
لين يجي ثاني اللي بيلبس عروسه ثم بيجيهم هناك..
فاطمة داخل ومها ومنيرة عندها
ماطلعت على الحريم بعد
كانت متوترة جدا
وحاسة إنها دخلت نفسها في شيء أكبر منها
(الله يلعنك يا أبليس
وش أبي بذا السالفة كلها
جان قلت له اليوم لما كلمته
ما أبي العرس وخلاص)
لما ناداها أبوها للشيخ كانت تبي تقول ما أبيه
لكنها شافت فرحة أبوها وماحبت تكسر بخاطره
وتفضح نفسها في العالم اللي عارفين إن ملكتها اليوم
مها بمرح وهي تطالع فاطمة: ماشاء الله تبارك الله.. إذا ما أنسطل اللي ما أعرف وش اسمه اليوم ما أكون مهاوي بنت سعيد..
منيرة بمرح مشابه: إلا هو وش أسمه..؟؟ خلاص أكيد صرتي تعرفين
فاطمة بجمود: ثاني.. ثاني بن ناصر..
مها ومنيرة تبادلوا نظرات دهشة حادة
وعقب الثنتين فقعوا يضحكون بهستيرية...
مها وهي تضحك: بس خلاص يا بطني... مكياجي بيخرب..
فاطمة بغضب وهي تطالعهم ثنتينهم: إيه وش عليكم.. اضحكوا وانا اللي طاحت في رأسي.. صج شر البلية مايضحك..
منيرة وهي تتماسك من الضحك: الخيرة فيما اختاره الله يا بنت الحلال.. وهذي خيرتس..
ماكان فيه وحدة عايفة اللي هي بتأخذه مثل ماكنت أنا عايفة سالم.. وهذا أنتي شايفة بعينس أشلون صرت الحين..
فاطمة بتوتر: بس مو كل مرة تسلم الجرة.. وموب لازم إن كل وحدة بتكون نفسج أنتي وسالم...
مها بحنان مخلوط بالعيارة: توكلي على الله.. الولد يطيح الطير من السما... صحيح مهوب ذابحه الزين... بس عليه رزة ماشفتها على مخلوق..
فاطمة بحرة: مالت عليه هو ورزته..
وهم يتكلمون دخلت عليهم أم صالح اللي كانت لابسة دراعة خمرية.. الطراز الأبدي لدراريع العجايز: فطوم يمه الحريم برا يتحرونج.. خالاتج وعماتج وأخت المعرس وبنتها وبنت ولد أخته.. اطلعي سلمي قبل يجي ثاني..
فاطمة سمعت اسمه حست إن قلبها بيوقف من الرعب وشعور آخر مختلف.. شعور أشبه بالكراهية والتحدي.. قلنا أشبه!!!!!
مها نزلت قبل.. وطلبت من الدي جي إنها تشغل الأغنية اللي اختاروها لنزلة فاطمة على الدرج..
الحريم كانوا جالسين في صالة البيت الرئيسية اللي كانت صالة واسعة انحط في زاويتها الرئيسية كوشة ناعمة راقية
فاطمة نزلت بشويش وراها مها ومنيرة وهي حاسة باضطراب غير طبيعي..وحاسة إنها بتختنق
وروحها ترتعش بعنف بين أضلاعها
كأن هذه الاضلاع سجن تتوق روحها للانعتاق من بين قضبانه..
الكل يسمي ويذكر الله عليها..
جات وجلست..
والكل سلم عليها...نوف انبسطت كثير لأنها حبت البنات من أول مرة شافتهم عند أمها في مكتبها..
الكل كان متجهز لدخلة ثاني.. والحريم حاطين عبيهم جنبهم عشان يلبسونها...
الأستاند الضخم المكون من الورد والشيكولاته اللي كان عليه الشبكة والدبلة كان محطوط جنب الكوشة...
عائشة أتصلت على ثاني وكلمته بصوت واطي: ثاني خلاص تعال عشان تلبس عروسك..
المجلس ماعاد باقي فيه الا ثاني وأبو صالح.. اللي ينطر ثاني يلبس فاطمة.. عشان يروحون للعشاء في بيته..
ثاني قال ببرود وهو يوقف ويطلع برا المجلس عشان أبوصالح مايسمعه: عطيني أكلم فاطمة أول..
عائشة بعصبية بس بصوت واطي: ثاني وش تكلمها، تعال لبسها وكلمها على راحتك..
ثاني بحزم وبنبرته الجادة الباردة: عائشة أقول عطيني فاطمة أول.. أو ماراح أدخل..
عائشة قامت وهي منحرجة.. وجلست جنب فاطمة على كرسي الكوشة الطويل وقال بصوت واطي: خذي كلمي ثاني.. يبي يكلمج قبل يدخل..
فاطمة نط قلبها في بلعومها (وش يبي ذا؟؟) ردت بصوت واطي والخجل ذابحها: ألو..
ثاني ببرود قاسي: وين صوتج الطويل اللي اليوم الظهر؟؟
فاطمة بصوت واطي وهي تصر على أسنانها وفي نفس الوقت تحاول ترسم ابتسامة ناعمة على شفايفها: ثاني وش تبي؟؟
ثاني بقسوة: لو مادخلت الحين ورحت لعشاي وطقعت لج.. وش يكون موقفج؟؟
فاطمة ببرود: بأقول أبركها من ساعة.. فكة من ويهك..
(مع إنها في داخلها خايفة إنه يسويها ويفشلها في أهلها)
ثاني ضحك ضحكة ملولة باردة قصيرة وقال ببرود: بس أنا أبي أشوف وجهج..
عطيني عائشة..
فاطمة اشرت لعائشة اللي جات وخذت التلفون وثاني يقول لها: وسعوا لي درب أنا جاي..
*****************
عبدالعزيز راجع من صلاة العشاء..
يبي يلبس و يروح لخاله وعياله عشان يروحون مع بعض العشاء في بيت ثاني..
انفجع من المنظر اللي شافه..
لقى نورة راكبة السلم المحمول تنظف الستاير من فوق.. بالمكينة الكهربائية الصغيرة المحمولة...
عبدالعزيز انفجع منها بكل معنى الكلمة..
مايبي يتكلم يخرعها...
لأول مرة يحس عبدالعزيز إنه مفول عليها هي وحبها للتنظيف اللي مايخلص..
(يعني المرة مابغت تحمل.. وجننته تبي الحمال وأخرتها كل شوي تنط من سلم لسلم..!!!)
جاء وجلس.. وهي خلصت الناحية الأولى.. ونزلت تبي تنقل السلم الناحية الثانية وتطلع... شافت عبدالعزيز جالس
ابتسمت: يعني غريبة ماسلمت وخرعتني..
عبدالعزيز بغضب مكتوم وهو يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم: السلام عليكم..
نورة ماكانت محتاجة أنه يتكلم عشان تدري أنه فيه شيء غير طبيعي: حبيبي فيك شيء؟؟
عبدالعزيز يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ويتنهد: يانورة ياحبيبتي.. رجاء حار.. السلم ذا لا عاد أشوفج راكبته.. تكفين.. أول كنتي مسؤولة عن روحج بس.. بس الحين أنتي مسؤولة عن روح ثانية لازم تحرصين عليها..
نورة بتوتر: بس
عبدالعزيز بهدوء تحته غضب: إذا أنتي تنظفين عشان زبيدة عجوز وماتقدر تطلع وتسوي اللي تبينه... من بكرة بأقدم لج على خدامة جديدة معها...
بس تكفين طالبج السلم ذا ماتركبينه مرة ثانية.. وتركدي في كل حركتج..
نورة بمرح وهي تحب رأسه: ياشين الزعل عليك.. على خشمي.. بس المهم ورني ابتسامة عزوزي الحلوة..
***************
بيت أبو صالح..
الحريم كلهم تغطوا عدا أم صالح وعائشة وديمة ونوف..
وعائشة طلعت لباب المقلط عشان تدخل ثاني..
فاطمة حست إنها مصابة بحمى.. وأنه جسمها ولع من الحرارة.. كانت تبي تبكي وبعنف
بس مستحيل تبكي و تشمت ثاني فيها..
ثاني دخل بمشيته الواثقة كأنه يتحرك في أملاكه الخاصة..
باناقته الاستثنائية.. وحضوره الطاغي..
وعائشة تمشي جنبه لحد ماوصلته عند فاطمة...
فاطمة قاعدة عينها في حضنها وتفرك أصابعها بتوتر.. أمها شافته دخل.. وقفتها..
ثاني وقف لثواني مذهول.. ثواني ماحد انتبه لها.. هو بس اللي حس فيها..
وقف ضايع ونظراته تبحر في عذوبة ملامحها
للجمال احترامه.. وللموقف رهبته..
كانت تقف أمامه بعذوبة الخجل تلفها
بفستانها الأنيق المنساب بألوانه القوية الأورانج والأخضر الفاتح.. فتحة صدره واسعة أكمامه كت..
ونقشات الحناء ملفوفة على ذراعها بصورة ناعمة متباعدة حتى عضدها.. (مها اللي أصرت عليها تتحنا بذا الطريقة)
مكياجها ناعم..والروج الأورانج كان حكاية مبهرة على شفايفها..
شعرها مرفوع في شينيون راقي بين لون صبغتها بطريقة جذابة..
تماسك ثاني وقرب منها بثقة وهو يقبل جبينها كما جرت العادة...
فاطمة انتفضت بعنف وهي تحس بملمس شفايفه الدافئة على جبينها الملتهب
وثاني نفسه حس بارتعاشتها وابتسم
ثم جلسها وجلس جنبها وهو يهمس لها: تصدقين مادريت أنج تعرفين تستحين مثل الأوادم لما يستحون من الأوادم.. (يرجع لها نفس كلمتها اللي هي قالت له)
عائشة قربت منه وباسته وباركت له هي وديمة ونوف..
ثم جابت له الدبلة أول شيء..
مسك يدها المرتعشة حس إنه انلسع من نعومة أناملها لكنه تجاوز أحاسيسه المربكة في ذات اللحظة..
لبسها الدبلة..
جات عائشة بتجيب طقم الشبكة الماسي لكنه اشر لها: لا..
وقال بهدوء بارد: خلاص الطقم تلبسه براحتها.. أنا تأخرت على الرياجيل اللي في مجلسي..
وعقب همس في اذن فاطمة بصوت واطي: والحقيقة أني انقرفت من تلبيس الدبلة.. أشلون يبوني ألبسج طقم كامل.. ياحبيبتي (ورص على كلمة حبيبتي)
فاطمة ابتسمت وهي تهمس له: قرف متبادل ياحبيبي (ورصت على كلمة حبيبي بسخرية)
عائشة ابتسمت: خلاص بس ارفعوا وجوهكم للصورة..
ثاني حضن فاطمة من خصرها وشدها ناحيته..(موب أملاكي.. كيفي أتصرف فيها!!)
وفاطمة ولعت من تصرفه.. قرصته في خصره من جنب تعبيرا عن اعتراضها..
حست إنها تقرص في حائط من صلابة عضلات جسده..
وكان رد ثاني عليها إنه قرصها في خصرها مكان ماكانت يده..
لكن هو حس أنه أظافره المقصوصة غاصت في جسدها الزبدي.. فاطمة أطلقت آهة آلم كتمتها بسرعة..
لكن ثاني سمعها وحسها لسعت قلبه غصبا عنه
مع أنه ماشدد في قبصته لها
قام يستأذن... وهو يلقي نظرة أخيرة على فاطمة..
وغصبا عنه.. عينه راحت لجنبها مكان ماهو قرصها..
انفجع وهو يشوف بقعة دم صغيرة تلوث الفستان مكان ماقرص..
ألتفت على أم صالح وقال لها باحترام: لو سمحتي يمه.. أقدر أكلم فاطمة على انفراد..
أم صالح بود: أكيد يمه...
ثم ألتفتت على فاطمة وهي تقول: يمه فاطمة قومي مع ريلج للمقلط..
فاطمة كان ودها إنها ترفض (هذا واحنا قدام الناس قطع جلدي.. بروحنا وش بيسوي فيني)
لكنها ماحبت تحرج نفسها قدام الموجودين.. أو تبين لثاني إنها خايفة منه..
ثاني مسك كفها لزوم البرستيج قدام الناس.. وراح فيها للمقلط..
أول ماوصلوا.. فاطمة شدت يدها من يده بعنف
في الوقت اللي ثاني قال لها بحزم: افسخي فستانج..
فاطمة تراجعت بعنف وقلبها ينط في حلقها من الرعب.. وهي تبي تهرب و تفتح باب المقلط..
لكن ثاني وقف على طريقها..
فاطمة وهي مفجوعة منه... لكنها قالت في نفسها البيت مليان ناس مايقدر يسوي لي شيء
ردت عليه بغضب: أنت واحد قليل أدب وحقير.. وخر عني قبل أصيح وألم عليك الناس..
ثاني ببرود: أنتي وين راح بالج؟؟ لا يكون مفكرة أني صعقت من جمالج وماني بقادر أصبر.. لا ياشاطرة.. كان غيرج أشطر
أنا أبي أشوف الجرح اللي في خصرج..
فاطمة تلفتت وانفجعت وهي تشوف الدم اللي غرق فستانها أكثر..لكن البقعة بعدها صغيرة نسبيا لكنها واضحة جدا..: يالمتوحش.. يالهمجي.. ياعل يدك الكسر
أنا فعلا حسيت إن قبصتك طلعت جلدي.. بس ماتوقعت أنها تدمي كذا..
ثاني ببرود: والله أنتي اللي بديتي.. عشان ثاني مرة تفكرين ألف مرة قبل تحطين راسج براسي..
والحين افسخي الفستان خليني أشوف لو محتاجة تروحين مستشفى وديتج..
فاطمة بغضب: ثاني أنت مجنون؟؟ وإلا عقلك على قدك؟؟
ثاني بنفس بروده: ليش يعني؟؟
فاطمة وغضبها يتزايد: وش شايفني عشان أفسخ ملابسي عندك.. توكل على الله..روح لعشاك
ولا تخاف ماني بقايلة لأحد أنه الدم منك.. باقول إنه دبوس كان في الفستان ماشفته.. وانت انتبهت للدم عشان كذا ناديتني
ثاني ببرود مثلج: ليه أنتي تعتقدين انه حد يهمني.. قولي لهم أنه أنا.. واذا حد عنده ريال خله يقطع..
أنا اهتمامي من باب انج صرتي حرم ثاني بن ناصر ومن ممتلكاته..
وممتككات ثاني لازم تكون على أحسن حال
مثلها مثل سيارتي.. نظارتي.. ساعتي.. ما أرضى فيهم خدش حتى لو أنا اللي خدشتهم
لكن أنتي كفاطمة ماتهميني أكثر من الجزمة اللي أنا لابسها في رجلي..
فاطمة حست إنها بتموت من كلامه الحاد الموجع وسيل إهاناته لكنها تماسكت وهي تقول له ببرود: إذا انت تشوفني ممتلكات ثمينة شيء زين صراحة.. يدل على طيبة قلبك الزايدة..
لأني أشوفك بالضبط مثل لعبة... لا ولعبة رخيصة بعد... بألعب فيها شوي ثم بأدوسها وارميها في الزبالة..
ثاني مسك نفسه لا يصفعها.. وكل واحد يعطي الثاني ظهره ويرجع لمكانه..
فاطمة للحريم في الصالة...
وثاني لأبو صالح في المجلس
وكل واحد منهم مجروح من الثاني
مجروح للنخاع
#أنفاس_قطر#