بعد الغياب/ الجزء المئة وستة وعشرون
#أنفاس_قطر#
الساعة 10 بالضبط..
زفة دانة..
اطفئت أنوار القاعة بالكامل.. واُشعلت الشموع..
تركزت الكشافات على البوابة اللي بتدخل منها دانة..
بدت موسيقى الزفة الناعمة..
وانفتحت البوابة..
وظهرت دانة تتهادى بفستانها الأبيض من الدانتيل الأبيض المخلوط بحرير فضي بتصميمه على الطريقة المغربية بطريقة مبتكرة جدا وفخمة.. الكم دانتيل فخم ضيق وماسك من العضد لكنه يتوسع من الكوع حتى يصل للأرض.. والطرحة الدانتيل بقطع الحرير الفضي هي عبارة عن غطاء الرأس المغربي الواسع المشبوك في ظهر الفستان
المسكة كانت ورد أبيض بشرايط حرير فضية..
دانة كانت تتهادى مثل الأميرة..
مثل بجعة بيضاء على بحيرتها الملكية
لكنها في داخلها كانت تذوب توتر وخجل..
الكاميرات تتابع تحركاتها بدقة وتنقلها لشاشات العرض الضخمة الموزعة في أركان القاعة..
وصلت أخيرا للكوشة.. اللي كانت خليط من الأبيض والفضي الملكي
مثلها مثل كل تنسيق القاعة والطاولات وصواني التقديم وطاقم الضيافة اللي كان اختيار مشترك بين دانة ومزنة ومها..
بعد وقفة التصوير المنفردة.. بدأوا المعازيم والبنات بالسلام على دانة...
تهاني قربت منها وحضنتها وقالت بحب: أحلى عروس شفتها.. وما الحب إلا للحبيب الأولي... مبروك ياقلبي..
تدرين أنا حتى في أعراس أخواني مارقصت.. بس الليلة بارقص في عرسج..
بعد حوالي ساعة إلا ربع.. محمد اتصل على مها.. وقال لها إنهم واقفين على باب القاعة...
الشباب كلهم مشوا بسياراتهم ورا السيارة اللي زفت سعود..
لكن بعدين رجعوا كلهم.. وظل معه أبو خالد وخالد ومحمد..
مزنة لبست عبايتها ثم لبست دانة العباية البيضاء على أساس إن محمد بيدخل وهي تهمس لها وتبتسم: خلي ولد عمنا البصباص يقز الحريم على كيف كيفه.. عنز وطاحت في المريس.. من قده الليلة..
لكن اللي هم تفاجأوا فيه إن محمد وصل سعود بس لأول القاعة وهو منزل رأسه وطلع على طول...
واللي كمل مع سعود خالد وأبو خالد..
مزنة شالت عباية دانة مستغلة إن الكاميرات والعيون مركزة على العريس.. تأكدت من شكل دانة.. ثم نزلت وقعدت مع تهاني على طاولتها..
تهاني همست لمزنة وعينها على سعود اللي مابعد وصل لدانة: من هذا اللي دخل مع المعرس ورجع من عند الباب؟؟
مزنة وهي مستغربة من سؤال تهاني: محمد أخ سعود..
تهاني ابتسمت: ياحليله حياوي.. صحيح سعود أطول وأعرض بس هو أحلى..
مزنة غصبا عنها تضايقت (نعنبو متى لحقت تقزه ذي.. يعني هو ماطالع الحريم ولاحتى دخل.. بس هم ماخلوه في حاله)
سعود وصل لدانة..
وأخيرا..
وهو بعده يمشي جاي من بعيد..
ماكان يشوف شي في القاعة كلها عدا البهاء الأبيض
اللي سيطر على كل مشاعره وأحاسيسه..
ماكان حاس بالعالم ولا العيون اللي تعلقت بطوله وطلته..
احساسه بأميرته وبس..
قبل ماتنزل مزنة.. وقفتها وراحت..
ومن لما وقفتها وعينها في الأرض
ماقدرت ترفعها.. وقلبها يفقز قفزات مجنونة متسارعة..
وصلها سعود..
مع الكعب العالي اللي هي لابسته..
بعده أطول منها
وطى من عليائه وباس جبينها بحنان وشوق
وكانه يوقع بقبلته وعده بحياتهم الجديدة
كان يتمنى بوجع إنه يشوف عيونها في هذي اللحظة
لكنها كانت موطية عيونها بخجل
سعود تنهد في داخله..وهمس في أذنها باعجاب رقيق: أحلى أميرة
ثم وخر ووقف جنبها
عشان أبوها وخالد يسلمون عليها..
خالد بالذات حضنها بشدة وهو يهمس في أذنها: مبروك ياقلبي..
صوروا معها وعقب نزل خالد وابوه طالعين برا..
ينتظرون سعود في السيارات..
عشان يزفونهم للفندق..
سعود مسك يدها المرتعشة.. همس في اذنها بقلق ممزوج بالحنان: انتي ليش ترتعشين كذا؟؟
ماردت عليه..
مها والجازي خلعوا عباياتهم وطلعوا لسعود وسلموا عليه.. وصوروا معه..
والجازي خربت مكياجها وسيحت الدنيا وهي تبكي وهي تسلم على سعود اللي حضنها بحنان وهو يقول: يالهندية أنتي كل شيء عندش دموع.. ماعندش تعبير بوسايل ثانية..
بعد حوالي خمس دقايق.. أشر سعود لمها وطلب منها تتصل بمحمد أنهم بيطلعون الحين..
عقب سعود وقف دانة... وبدت موسيقى توديع العروسين..
مها خذت عباية الدانة...
لحد ماطلعت برا القاعة الرئيسية لقاعة المدخل.. لبستها إياها..
سعود مسك يد دانة وهو قلق من ارتعاشها الغير طبيعي..
ركب هو إياها سيارة الليموزين الطويلة اللي احتضنت ثوبها الضخم بكل اتساع وفخامة
قدام كان محمد وخالد...
محمد بابتسامة: مبروك يابنت هادي... الله الله في أبو سعيد..
دانة بصوت مرتعش: الله يبارك فيك..
محمد وخالد بدت النقرة بينهم.. وسعود همس في أذن دانة بقلق حقيقي: حبيبتي ليش ترتعشين كذا؟؟ خوفتيني عليش..
كان رد دانة عليه إنها احتضنت يده بحنان وقوة
سعود مسك كفها الناعمة المطرزة بنقشات الحناء.. وحضنها بيديه الثنتين.. واحترم صمتها..
(لو تصمتين العمر كله.. يكفيني إنش جنبي.. ما أبي شيء اكثر..ولا أطالبش بشيء أكثر.. خلاص حرمت وحفظت الدرس)
طول الطريق وسعود ماسك يدها..
الشباب يقطون عليه نغزات ويقطون على بعض
وهو أحيانا يرد وأحيانا يصمت..
وباله مشغول بالأنامل المرتعشة بين ييديه..
وصلوا الريتز..
محمد قعد في السيارة..
وخالد طلع معهم لحد ماوصلهم لباب جناحهم ونزل بسرعة..
ملابس دانة جابتها مزنة اليوم الصبح هي وخالد..
لأن سعود ودانة مسافرين الفجر وبيطلعون من الفندق للمطار مباشرة..
مزنة طلعت لها غيارات وأغراض ليلة وحدة وخلت الباقي مرتب في الشنط..
سعود فتح الباب وقال لدانة بحنان ومرح: تفضلي.. سمي وادخلي برجلش اليمين..
دانة دخلت بخطوات مترددة..
سعود سحبها من يدها.. وجلسها على الكنبة
وجلس جنبها..
وقال بهدوء وجدية مخلوطة بحنان فياض: يالله قولي لي ليش متوترة كذا؟؟ متوترة مني او من حياتنا مع بعض أو من أيش؟؟
دانة رفعت عيونها له.. وتعلقت في ملامحه بوله هادر..
وهي تقول بهمس: متوترة من شيء ثاني..
سعود بقلق: اللي هو؟؟
دانة حطت يدها على خده..وسعود مسك يدها وطبع في باطنها قبلة عميقة جدا نفث فيها عبق روحه ودفء مشاعره..
ودانة تقول بعذوبة وعمق: متوترة من ضغط مشاعري اللي ماعدت قادرة اتحمله..
سعود ابتسم باشراق روحي عميق وهو يقول بعمق صميمي: ومشاعرش وش تقول؟؟
دانة بعمق عذب موجع شفاف: أحبك.. وأحبك.. وأحبك
حتى كلمة أحبك ماتعبر عن الشيء الكاسح اللي أحسه في قلبي ناحيتك
الحب والغرام والهيام والعشق والوله وكل مصطلحات الغرام والله العظيم ماتعبر عن قطرة وحدة في بحر الطوفان الهائل من المشاعر اللي في أعماقي لك..
حبيبي...سامحني على كل دقيقة خليتك فيها تحس إني مابادلتك حبك بحب..
سامحني على كل مشاعرك اللي أنت غرقتني فيها.. في الوقت اللي انا جبنت اني أعبر لك لو عن شوي من مشاعري..
سامحني على كل لحظة حزن عشتها وأنت تظن إن حبك كان مهدور وماله مقابل..
سعود حس بالطعنة العذبة اللذيذة الشفافة الموجعة تخترق عمق عمق روحه الملتاعة المشتاقة لحرف واحد من بين شفتيها
فكيف بكل هذه الكلمات النازفة حبا لا مثيل له..
مسك وجهها بحنان بين كفيه وهو يقول بعمق: وانا أحبش أكثر وأكثر واكثر.. وياترى أنتي بتسامحيني؟؟ أنتي قلتي سامحني.. لكن أنا مالي حق أطلب.. أنا أتساءل بوجع.. ياترى يجي يوم وتسامحيني على الجنون اللي أنا سويته؟؟ ياترى..............
كان رد دانة عليه إنها حطت أطراف أناملها على شفايفه تسكته
ثم تقبل أطراف أصابعها الساكنة على شفتيه..
بينما سعود سحب يدها للأسفل لينسحب حاجز أناملها امام تمازج شفتيهما
*********************
بعد حوالي 3 أسابيع..
الساعة 3 الفجر...
جواهر كانت نايمة.. سمعت صوت موبايلها يرن..
استغربت من اللي بيدق هالحزة..
كانت تبي ترد قبل الرنين يصحي عبدالله وماجد من النوم..
وخرت بحنان ذراع عبدالله الغافية على خصرها
وردت بعد ماشافت الاسم برعب وبصوت مكتوم: عسى ماشر نجلاء؟؟
صوت نجلاء المحلق من الفرحة: أبشرج أبشرج.. ماجد جاله ولد... أبوفيصل جاب فيصل أخيرا
جواهر بفرحة حقيقية: مبروك ياعميمة ألف ألف مبروك...
نجلاء بنفس الفرحة: تدرين أنهم قايلين لها في السونار إن اللي ببطنها بنت... المسكينة اشترت كل شيء وردي
الحين أنا رايحة للسوق أول مايفتح اشتري له..
جواهر بحنان: لا تشترين شيء... ماجد نوف اشترت له الدنيا من غير الهدايا اللي مالها عدد اللي وصلته.. 3 أرباع ملابسه مالبسها.. وصغرت عليه.. الحين باقوم ارتبها وبأرسلها لكم مع محيي الدين..
نجلاء بحب: الله لا يحرمني منج.. بس على العموم ريحتيني أول الأيام بس عقب إلا لازم اشتري له... هذا ولد ماجد.. ولد ماجد ياجواهر..
جواهر بحنان فياض: ألف مبروك ياقلبي الله يتمه يارب...أول ماتطلع غرفة أرسلي لي رقمها .. وباجيكم الصبح ان شاء الله..
جواهر جات بتقوم حست بيد قوية حانية تسحبها وترجعها تمددها قرب أنفاسه.. بصوت نعسان وهو مسكر عيونه: وين بتروحين حبيبتي؟؟
جواهر قربت من وجهه وطبعت قبلاتها على جفونه وهي تقول بفرحة عذبة: عطني البشارة؟؟
عبدالله فتح عيونه بالراحة وهو يقول بترقب: كلي لج..
جواهر قامت جالسة وطبعت قبلة ثانية على عضده العاري: وعقبك ما أبي شي... أبشر بفيصل على أبو فيصل..
عبدالله نط قاعد وهو يقول بفرح غامر: والله والله.. هو قال لي إن مرته حامل ببنت...
جواهر بعذوبة: ماشاء الله.. شكله مايدس عليك شيء..
عبدالله لقط موبايله من جنبه: لقى عشر اتصالات من ماجد.. اتصل عليه وهو يقول بفرحة هائلة: مبروك يا أبو فيصل مبروك فيصل..
ماجد بفرحة عميقة عميقة: الله يبارك فيك.. الله يبارك فيك ما تخيل فرحتي.. انصدمت فعلا.. أنا والله بنت وولد كلهم عندي نفس الشيء.. بس المفاجأة فرحتني.. وتراني باسميه عبدالله جهز السماوة...
عبدالله بحزم: لا والله ماتسميه إلا فيصل يابو فيصل.. والسماوة جاتك..
ماجد بود أخوي غامر: يعني ماتبي اسم ولدي...
عبدالله بنفس الود: سم الثاني علي... هذا الحين أنا بأسميه وأنا سميته فيصل.. أشلون أبو فيصل من غير فيصل..
عبدالله خلص الاتصال تلفت مالقى جواهر.. دورها لقاها في غرفة الملابس مجهزة شنطة وتحط فيها ملابس..
عبدالله بحنان: وش تسوين ياقلبي؟؟
جواهر وهي لاهية في الشغل: احط ملابس ماجد اللي مالبسهم لولد ماجد.. لأنهم مجهزين له ملابس بنت..
عبدالله بخبث: خليها لمحمد.. مجود يقول متملل.. يقول لج الست شهور فترة السماح اللي بعد العملية القيصرية.. وعقبها 9 شهور يبي حمود يجي يلعب معه..
جواهر ابتسمت: تدري أنك متفرغ عبدالله.. يالله روح توضأ تصلي قيامك..
#أنفاس_قطر#