بعد الغياب/ الجزء المئة وسبعة وعشرون
#أنفاس_قطر#
ثاني يوم في المستشفى..
غرفة دلال..
دلال قاعدة على سريرها
عندها عمتها أم جاسم.. ونجلاء وولدها حمودي.. وجواهر..
نجلاء طايرة بالولد..
دلال بتعب: مشكورة أم عبدالعزيز.. لولاج ماعرفت وش كان لبست فيصل..
جواهر بحنان:والله موب قدركم عندنا.. وترى هذي موب هدية فيصل.. هديته محفوظة..
ثم كملت باستفسار: قولي لي وش إحساسج لما قالوا لج ولد؟؟
دلال بإيمان: سبحان الله وفق كل ذي علم عليم.. يعني الله سبحانه يثبت لنا عظم قدرته... سويت أكثر من سونار
وكلهم قالوا بنت.. وأنا متاكدة إنها بنت واشتريت كل شيء وردي.. والبنت والولد كلهم رزق من الله.. لكن أنا تفكيري صار في البنت خلاص..
في الولادة لما دفعت الدفعة الأخيرة ونزل الولد.. الممرضة رفعته قدامي قبل تقص سرته وهي تقول: ماشاء الله.. واد واد..
وأنا أقول لها: مستحيل.. أنا في بطني بنت..
فهي قالت لي وهي تضحك: والبتاتيع دي بتاعت واد وإلا بت..
تدرين قعدت أضحك.. والممرضة انفجعت مني: بلاش تضحكي والنبي..
جواهر ضحكت بنعومة وهي تقول: الحمدلله على عطاه.. كلهم نعمة ربي..
********************
في بيت سعود...
قبل المغرب بشوي
دانة وسعود رجعوا قبل كم يوم من رحلة شهر عسلهم اللي كانت شي فوق الخيال..
الليلة سعود بيبات في المعسكر.. دانة أستأذنته تبات في بيت أهلها وأذن لها...
والحين هي طالعة لاخوها خالد اللي ينتظرها برا في حوش البيت...
محمد كان يسولف مع خالد.. لما شاف دانة طالعة مع باب الصالة الخارجية.. ترك خالد وتوجه ناحيتها.. بيدخل البيت..
سلم بدون مايطالع ناحيتها: مساش الله بالخير
دانة بود أخوي: مساك أخير.. أشلونك محمد واشلون شغلك؟؟..
محمد باحترام وعينه في الارض: يسرش الحال.. يسلم غاليش..
دانة هزت كتوفها وهي تقول في نفسها(الولد عرفته المرة اللي فاتت زواجي الاول من سعود والمرة ذي عمري ماشفته يرفع عينه في مره.. لا فيني ولا في غيري.. مزون أشلون تقول انه مايستحي ما أدري)
عقب قالت باحترام: رخص لنا طال عمرك..
محمد بتردد: بنت هادي..
دانة وقفت وردت باحترام: سم..
محمد بنفس التردد: ممكن أسألش عن شيء؟؟
دانة: اكيد طال عمرك..
محمد بأدب وعينه مازالت مثبتة في الأرض: انا ادري ان العرس قسمة ونصيب.. بس الرفض دايما له سبب... ممكن اعرف وش سبب مزنة لما رفضتني؟؟
دانة بحرج: ممكن تعفيني..
محمد بحزن: دامش قلتي ممكن تعفيني.. أجل السالفة كايدة ولاني بمعفيش..
خالد رفع صوته عليه بمرح: انتو خلصوا القمة المنعقدة قدام انزل لكم طرف ثالث..
دانة أشرت له بأجي وهي تقول لمحمد بحنان أخوي: محمد يا أختك.. أحيانا الجهل بالشيء يكون نعمة..
محمد بحزم: بس انا متنازل عن ذا النعمة.. وإذا أنا اخيش فعلا تقولين لي..
دانة بتردد قالت له السبب بصراحة لكن بأفضل لهجة ملطفة لقتها..
محمد حس بألم بالغ إنه يكون هذا ظن مزنة فيه.. تماسك وقال لدانة بحزم: انا بأحملش أمانة وصليها لمزنة.. والأمانة ثقيلة
وصلي كلامي بالحرف
قولي لها الشرهة مهيب عليها الشرهة على العين اللي ماشافت من جنس الحريم غيرها.. ولاعمرها ارتفعت إلا لها وعشانها
وقولي لها الشرهة مهيب على قلبها لأنها ماعندها قلب.. الشرهة على قلبي اللي لازم نحاسبه على طيبته ومحبته لها ولربعي وناسي.. لأنه لازم يكون قلب منزوع المشاعر عشان يعجب حضرة جنابها..
وقولي لها شعري كنت ماني بناوي أرجع أطوله ومن يوم حلقته كنت أقصه كل ماطال شوي... لكن الحين بأرجع أطوله
دامها تكره الشعر الطويل..ما أبي شيء يزيني في عينها
خليني مكروه مثل ما انا بشعري وقلبي..
لكن نظرة عيني.. خليها تطمن.. يحرم علي أرفع عيني فيها حتى لو جاء وجهها في وجهي..
دانة تنهدت بحزن من كلام محمد العميق الموجع
وتوجهت لخالد..
بينما محمد دخل داخل...
*******************
بعد المغرب
في غرفة دانة..
قاعدة هي ومزنة وغالية...
دانة قالت لغالية بحنان: غلاي مشتهية كرك من يدش الحلوة..
غالية نطت وحضنتها وهي تقول: أبشري كم دندون عندي.. ونطت تنزل تحت...
مزنة بابتسامة: شكلها تصريفة لغالية..
دانة بحزم: ايه عندي أمانة أوصلها لش..
مزنة بتوتر: وش أمانته..؟؟
دانة بنفس الحزم: كلام موجع شوي من محمد.. مستعدة تسمعينه..؟؟
مزنة بقلق: ومحمد ليش يوجه لي كلام موجع..؟؟
دانة بهدوء: رد على رفضش له..
مزنة برعب: أنتي قلتي له؟؟
دانة بهدوء: سألني ولزّم علي أقول له السبب
مزنة بتوتر حزين: تقومين تقولين له؟؟
دانة بحزم: أما أنش غريبة!!!... أنتي رفضتيه..وش يهمش إنه يعرف السبب وإلا لأ؟!!
وحقه إنه يعرف... ومثل ماهو استوجع من رفضش له.. حقه الحين إنش تستوجعين من رده على هذا الرفض..
مزنة قامت بتروح وهي تقول بتوتر: دانة تكفين.. ما أبي أسمع شيء بأروح.. سالفة وانتهت وش تبين بها ترجعينها؟؟
دانة بحزم أكبر: والله ماتقومين.. والله إن قد تقعدين وتسمعين... الكلام اللي هو حملني أمانة مهوب لعبة..
ودام تقولين سالفة وانتهت... اسمعيني واعتبرينها عقب سالفة وانتهت..
مزنة رجعت وقعدت غصبا عنها تنفيذا لحلف دانة عليها
ودانة نقلت لها كلام محمد بالحرف بالواحد بدون زيادة أو نقصان..
ومع كل جملة جديدة كانت دانة تقولها كان وجه مزنة يتغير أكثر وأكثر...
دانة خلصت كلامها.. ومزنة ظلت ساكتة ووجهها غائم..
مزنة قالت بنبرة غامضة ماينعرف شنو الانفعال اللي يمور تحتها: بما أنش خلصتي نقل امانتش.. تسمحين لي أروح؟؟
دانة وهي حاسة بحزن إنها اضطرت تجرح مزنة بهذي الطريقة القاسية: تفضلي روحي.. بس بنرجع نتكلم..
مزنة قامت وقفت وهي تصد بوجهها عشان ماتحط عينها في عين دانة: يصير خير..
مزنة انسحبت..
ودانة حاسة بحزن عميق يغزو مشاعرها النبيلة... لأنها تعرف عزة نفس مزنة.. وإنها ما يبكيها إلا شيء كبير.. وهي عارفة إنها ماطلبت إنها تختلي بنفسها إلا لأنها تبي تبكي..
دانة دقت على سعود.. سعود خلاص صار مرايتها ومايريح روحها إلا انسكاب احاسيسها ونبض مشاعرها بين حناياه
-هلا والله حبيبتي
- هلا حبيبي.. أشلونك ياقلبي؟؟
- وش فيش ياقلبي؟؟ (سعود خلاص مو محتاج إنها تصرح عشان يفهم تأرجح نبرات صوتها ويحس بها قبل تعبر)
- متضايقة شوي حبيبي؟؟ (نبرة حزن صافية)
- أفا .. دندونتي تتضايق وأنا موجود (سعود بحنان فياض)
دانة حكت له باختصار اللي صار بس طلبت طبعا أنه يظل سر بينهم...
سعود بعتب: وليش ماقلتي لي قبل على سالفة إن محمد كان يرفع عينه في مزنة؟؟
دانة بخجل: استحيت.. وبعدين كنت عارفة إنك ماراح تعديها لمحمد وبتلاغيه..
سعود بحزم: لأنه يستاهل من يلاغيه.. مهما كان عيب عليه يرفع عينه في أي مره فكيف ببنت عمه وفي بيته...
دانة بعذوبة: حبيبي مو كل الناس عندهم قدرة على السيطرة على مشاعرهم مثلك.. وانا أمنتك ماتقول لمحمد شيء
كفاية اللي هو حاسس فيه..
سعود بتساءل متأثر: والحل؟؟
دانة بهدوء: مالنا دخل يا سعود.. هذا شيء خاص بالاثنين.. كل واحد منهم خلص حقه من الثاني.. ومشاعرهم حق لهم..
******************
قبل امتحانات منتصف الفصل بأيام...
التوتر يتصاعد..
بنات الجامعة كلهم يعانون توتر الامتحانات نوف وحصة ومنيرة وفاطمة ومها
أكثرهم توتر مها اللي عرسها عقب الاختبارت على طول
خلصت تجهيز كل شيء
باقي الصالونات اللي هي حجزت جلساتهم قبل العرس بيومين وبس..
بنات الثانوية العامة الجازي وغالية هلكوا نفسهم في المذاكرة
مزنة من بعد كلام محمد اللي وصلها انكسر شي في نفسها ماتدري شنهو..
دانة تروح لشغلها في الصحة المدرسية.. وسعود تقبل شغلها برضى تام..
الشباب كلهم الحال كماهو عليه لهم كلهم بدون تغيير
*****************
اليوم يصادف مرور ذكرى سنة على زواج عبدالله وجواهر
ولكن الحظ صدف إن عبدالله اضطر يسافر من أسبوع
في رحلة عمل بتستغرق 3 أسابيع بيمر فيها على عدد من فروع البنك في عدة دول..
الساعة 12 نص الليل
رن موبايل جواهر اللي كانت توها بدلت لماجد ورضعته ونيمته في سريره..
قبل ماتشوف الاسم.. ابتسمت كانت عارفة من اللي ممكن يتصل عليها ذا الحزة..
شالت الموبايل وتمددت على السرير وهي تقول بعذوبة: هلا حبيبي..
عبدالله بوله: هلا والله بقلبي.. هلا والله بنبضي.. هلا والله بأنفاسي
جواهر بحب: وش سويت من عقب صلاة العشاء اخر مرة كلمتك لين الحين؟؟...
عبدالله بعيارة: شغل غيرة ذا والا مخابرات؟؟
جواهر بابتسامة: اعتبره مثل ماتبي..
عبدالله: ابد.. تعشيت أنا ومدير الفرع ورؤوساء الادارات.. وتوني راجع الفندق..
جواهر برقة: ورؤوساء الادرات كلهم رجّال؟؟
عبدالله يضحك: حلو السؤال ومتعوب عليه.. لا فيهم حرمتين..
جواهر ضحكت: حرمت عليهم عيشتهم.. وأكيد قعدوا يخزونك كعادة النسوان كل ماشافوك..
عبدالله بعمق رجولي متسع: فديت الضحكة اللي تسطلني وفديت اللي يغار علي.. واللي عيوني ماتشوف غيره.. أنا فدوة عيونه.. وفدوة خدوده.. وفدوة شفايفه..
وعقبال ميه سنة أقضيها وأنا جنبه أرتشف من روحه وحنانه وقلبه..
مثل اليوم قبل سنة كان تاريخ ميلادي الجديد
أنا قبلج ولا شيء وعقبج ولا شيء..
أنتي اللي تكمليني.. وأنتي اللي تحييني.. وأنتي اللي تموتيني
أحبج جواهر.. ولأخر يوم في عمري أحبج
ما أحتاج يوم عشان أتذكر حبج.. لأنه حبج هو كل أيامي.. حبج في شراييني ومع أنفاسي..
جواهر كانت تتنهد بعمق وهي تسمع حروف عبدالله المنثالة من بين شفايفه بصوته الموجع في عذوبته وبهائه ورجولته
وكمل بمرح: وخفي علي من التنهدات تعرفيني ما استحمل.. تلاقيني بكرة مخلي الشغل يضرب في بعضه وراجع لج..
جواهر بوله: الله لا يحرمني منك حبيبي. أنا في كل صلاة أشكر ربي اللي أرسلك لي.. أنا ماعرفت طعم الحياة إلا معك.. أنت أعظم نعمة الله أنعم بها علي..
عبدالله بهيام: بعد روحي والله.. قولي لي وش تبين هدية أجيب لج معي؟؟
جواهر بحنان: أبي أشوفك قدامي في أسرع وقت وبس..
عبدالله بعذوبة: وغيره؟؟
جواهر بهمس: ولا شيء..
عبدالله بعمق وبهمس مشابه: أنتي همستي.. أجل خلاص أنا رحت وطي..
#أنفاس_قطر#