بعد الغياب/ الجزء المئة وثمانية وعشرون
#أنفاس_قطر#
يوم زواج مها..
البنات كلهم نجحوا...
وبنات الثانوية جابوا نسب ممتازة..
منيرة عند مها من الليلة اللي قبلها.. فاطمة زارتها.. بس طبعا ماتقدر تبات وتخلي أمها.. ولا تقدر تحضر العرس طبعا وامها في الحداد..
لكنها كانت مع مها باتصلاتها ومشاعرها..
دانة راحت دوامها.. على أساس إنها تستاذن بدري وترجع..
سعود كان في مكان حفل الرجّال يشرف على ترتيب العمال للحفل..
خالد ومحمد مع متعب في الفندق..
والبنات كلهم عند مها في البيت على أساس يروحون الظهر كلهم للقاعة..
رن موبايل سعود.. شاف الاسم: هلا والله بقلبي..
صوت غير صوت دانة تنحنح على الطرف الثاني: صباح الخير يا أبو سعيد...
سعود طاح قلبه في رجوله.. الصوت هذا يحمل ذكرى من أسوأ ذكريات حياته (تسقيط دانة).. رد برعب: أم تركي.. دانة وش فيها..؟؟
تهاني تبتسم : مافيها إلا العافية.. بس أنا اللي حلفت مايبشرك إلا أنا.. عقب ماخرعتك المرة اللي فاتت...
دانة حامل.. بس تراها تعبانة شوي.. من لما جات وهي ترجع.. تعال خذها..
سعود حس بالفرحة الصافية تخترقه (اللهم لك الحمد والشكر.. اللهم لك الحمد والشكر) بفرحة هادرة: والله يابشارتش إن قد تجيش يا أم تركي.. قولي لدانة أني جايها الحين...
خلال نص ساعة كان سعود يوقف قدام الصحة المدرسية
أرسل مسج لدانة "أنا واقف برا"
كان يبي يسمع صوتها لما يشوفها..
أول ماركبت دانة قالت له بصوت متعب لكن مطرز بالفرحة العميقة: السلام عليكم حبيبي..
كان رد سعود إنه مسك كفها وطبع عليها قبلة عميقة جدا..
دانة تلفتت بحرج لا يكون حد يشوفهم.. مو عوايد سعود يعبر عن مشاعره علني..
لكن فرحة سعود اليوم غير.. تجاوزت كل شيء.. كل شيء..
رفع رأسه عن كفها وهو يحضن كفها بين ايديه بحنان وقوة ويقول بفرحة وحنان مختلفين: مبروك ياقلبي.. الله يتم عليش ويقومش بالسلامة يارب..
دانة بعذوبة: مبروك لنا كلنا.. الحمدلله اللي عوضنا...
سعود بعمق ونبرة الفرح الخاصة: يا الله.. لو مهما أقول لش أني فرحان والله ما أقدر أعبر...الله لا يحرمني منش يامصدر سعادتي أنتي
دانة برقة وحب هادر: ولا يحرمني منك...
وعقب كملت بهدوء: تراني قدمت على إجازة سنة بدون راتب اليوم..
سعود بهدوء رغم سعادته الكبيرة بالخبر: بس أنا ماطلبت منش شيء.. وشغلش قراراته أنتي اللي تحددينها..
دانة بعذوبة: والقرار أنا اللي خذته.. أنا عقب تسقيطي المرة اللي فاتت مرعوبة... خلاص أنا صار لي تقريبا سنة في الصحة المدرسية.. وثبتت أقدامي عدل عندهم..
بأرجع لما يكون عمر البيبي تقريبا 4 شهور.. وأمك وأمي بيحطون بالهم عليه..
*****************
الليلة
عرس مها ومتعب..
وعبدالله بيرجع من السفر الليلة لكن في الليل متأخر..
******************
دانة رجعت للبيت
نزلها سعود ورجع لموقع الحفل يرتبه..
على أساس يرجع العصر ويتحمم ويلبس
دانة دخلت لغرفة مها
لقت خواتها ومها والجازي قاعدين يتخانقون
ومنيرة تضحك عليهم...
دانة ابتسمت وهم ألتفتوا لما شافوها دخلت
قالت بمرح وعذوبة وهي تأشر على بطنها: الله يعين ولدي اللي أنتو خالاته وعماته
البنات توسعت عيونهم من الدهشة والفرحة
ونطوا واقفين يحضنون الدانة.. والجازي ومزنة يبكون: صحيح يادانة صحيح.. أخيرا بيصير عندنا بيبي صغير؟!!
دانة بابتسامة صافية: يعني بألف عليكم..
دانة قعدت معهم شوي وعقبه استاذنت وقالت بارهاق: أنا تعبانة شوي بأصلي الظهر وأنام..
وخلاص الكوافيرة قلت لها تجيني هنا
وبأجيكم على المغرب
فأنتوا روحوا لا تنطروني
سعود بيجيبني أو خالد..
*****************
بعد صلاة الظهر
أم سعود مع أختها أم متعب في القاعة
يشرفون على الترتيب..
اتصلت أم خالد في أم سعود تبي ترسل لهم أغراض
أم سعود قالت لها ترسلها للبيت.. لأن البنات هناك مابعد جاو..وهم بيجبونها معهم..
خالد كان توه راجع من الفندق من عند متعب مر صلى الظهر.. والحين يبي يرقد شوي لين العصر..
مسكته أمه.. وعطته الأغراض يوديها بيت عمه..
لأن السواق راح يجيب أغراض البنات وصوه عليها
خالد طفشان وتعبان.. بس مايقدر ماينفذ القرارات العسكرية
خالد وصل.. وقعد يضرب هرن السيارة بطفش يبي الشغالات يطلعون عليه يأخذون السلات والصواني..
بس الشغالات كلهم مع أم سعود في القاعة
فماحد طلع عليه.. لما طولوا عليه وهو يبي يروح..نزل سلات الشيكولت وبدأ يصفهم عند باب الصالة الخارجية..
وقتها البنات فوق سمعوا هرن سيارة خالد
بس كل وحدة منهم كانت مشغولة بشيء
الوحيدة الفاضية كانت الجازي
لبست عبايتها ونقابها ونزلت بعفوية تشوف من..
وخالد ينزل أخر سلة ويحطها على الأرض
رفع عينه اللي انصدمت في طرف العبايه السوداء
ارتعش قلبه بعنف
ودقات قلبه الشفاف تتعالى
(يارب ماتكون هي.. يارب ماتكون هي
لو كانت هي بيعتفس حالي
وأنا تعبان وابي أنام)
بس دعواته ما استجيبت
وعينه ترتفع وهو يوقف لحد ماوصلت للعيون المبتسمة الظاهرة من فتحات النقاب
خالد تراجع بعنف..
والجازي تقول بمرح: بسم الله عليك شايف جني.. صحيح كشتي محترقة.. بس مهوب لدرجة أني اروع يعني.. حطمتني صراحة..
خالد بخجل وهو ينزل عينه (شكلها ولا عمرها بتنسى): هلا يابنت سعيد...
الجازي بعفويتها: الله يرضى عليك وش بنت سعيد ذي.. تحسسني أني كبر جدتي.. بدل ما تستخدم كلمتين استخدم كلمة وحدة وقول الجازي..
خالد يبي يقول الجازي.. حس حنجرته ناشفة والكلمة ماترضى تطلع..
بس الجازي كملت بعذوبة: مشكور تعبت روحك.. خلاص أنا بأدخلهم داخل..
خالد انتفض: لا والله ماتشيلينهم وانا واقف.. خلاص.. وخري وأنا باشيلهم..
خالد دخل السلات وحدة وحدة لعند الباب من داخل.. وهو يحاول مايرفع عينه في الجازي اللي وقفت على جنب..
قال لها وهو يدخل الأغراض بنبرة احترام: مبروك النجاح والنسبة اللي جبتيها.. عقبال أخر السنة إن شاء الله
الجازي بمرح وبراءة: مبروك بلوشي مايصير.. لازم معها هديتي
خالد اللي خلص تدخيل الأغراض.. وقف وشد قامته وهو يقول بعمق وصدق: عيوني لش (وهو يقصد فعلا الكلمة اللي طلعت من أقصى أعماق قلبه)
الجازي خذتها على ظاهرها وردت بأدب رقيق: تسلم عيونك.. ومشكور تعبناك معنا الله لا يهينك
خالد (آه ياقلبي) ورد بأدب وهو يطلع: مع السلامة..
قعد في سيارته دقايق وهو يحاول يتماسك
وتيار الجازي العنيف يجتاحه بعذوبة وشفافية وعمق
(يعني لازم كل ما أشوفها أعتفس
الله يصبرني بس ذا الأربع شهور اللي بتجي
لين تطلع نتيجة الثانوية بس
والله ثم والله ما أنتظر دقيقة وحدة عقبها)
تنهد بعمق وهو يحرك سيارته
يرجع لمتعب في الفندق
بعد ماطار النعاس
وطار قلبه وتفكيره معهم..
**********************
قبل العصر
البنات كلهم راحوا للقاعة..
مزنة تأخرت وهي تتسبح في الحمام..
مها قالت لهم: خلاص انتوا روحوا.. وخذو أغراضنا معكم
وخل السواق يرجع علينا اذا وصلكم
راحو الجازي وغالية ومعهم منيرة
ومها قعدت تنطر مزنة تخلص شاورها
******************
العصر..
بيت أبو علي...
سارة تنتظر الماكييرة اللي بتجيها ..
رن موبايلها رقم غريب... بالعادة ماترد على أرقام غريبة
لكنها ردت لأنها خافت إنها تكون الخبيرة مادلت البيت وتتصل من رقم ثاني غير المسيف عند سارة..
سارة بنبرة عادية: ألو..
صوت رجولي بنبرته العميقة: هلا والله..
سارة بجدية: شكلك غلطان يا أخ..
نفس الصوت اللي بدا لها مألوف جدا يقول بهمس عذب: حد يدق على قلبه ويكون غلطان؟!!
سارة بارتباك وخجل اجتاحها: حمد !! من وين جبت رقمي؟!
حمد بهدوء فيه رنة خبث: اذا كنتي نسيتي إني رجلس.. فاحنا في إدارة وحدة.. وإني اجيب الرقم شيء من أسهل مايكون..
سارة بخجل عارم: طيب تبي شيء؟؟
حمد بحنان: أبي أعتذر أني عصبت عليس اليوم يوم شفتس مودية أوراق للطباع..
سارة كحت من الحرج: ماصار إلا الخير.. تعودنا..
حمد برقة: أفا .. تعودنا!!... تعودنا هذي توحي أنس شايلة في قلبس علي..
سارة صارت تهف على روحها من احساسها بالحر مع أنه احنا في نهاية شهر يناير.. أبرد وقت خلال العام في الدوحة
كانت لابسة ملفع صوف رمته على سريرها من لما عرفت إن المتصل حمد.. وضرب الخجل بعرق الحرارة في راسها
سارة بتوتر: مافي قلبي الا كل خير.. ويالله رخص لي..
حمد ابتسم وهو يتجاوز الشطر الثاني من جملتها ويرجع للشطر الأول: إذا مافيه الا كل خير.. ممكن أعرف شوي من الخير اللي فيه..
سارة (لحول شكله مهوب خالص علي) ردت بخجل: تكفى حمد ما أبي أسكر في وجهك.. فخلاص مع السلامة..
حمد رجع يبتسم: الحين أنا وأنتي في إدارة وحدة وكل يوم أشوفس وأكلمس.. ليه الحين مرتبكة لا وحاس إنس تنافضين بعد..
سارة بحرج: في الشغل أعاملك كزميل.. بس الحين بأي صفة أتعامل معك؟؟..
حمد بعمق: بصفتي الأحب على قلبي.. رجلس..
سكت شوي وكمل بعمق أكبر مقصود: حبيبس..
سارة خلاص وجهها ورم من الخجل (صدق مايستحي)
سكرت الخط في وجهه..
حمد ابتسم وهو يطالع موبايله
طبع مسج وأرسله
" أحبس
والله العظيم
أحبس
خفي على قلبي شوي"
المسج وصل سارة..
قرته..
رمت الموبايل من يدها كأنه لسعها شوط كهرباء
وقعدت جالسة على سريرها مثل التمثال حتى عيونها ماترمش
أمها دخلت عليها وهي تقول بعصبية: سويرة وصمخ قطاوة.. ساعة أناديس ماتردين علي..
قومي المره اللي بتزينس جات.. انزلي لها..
سارة شهقت ثم تنهدت وهي تقول: إن شاء الله...يمه
#أنفاس_قطر#