وعند حلول اليوم التالي شعرت هايدي بالضجر كونها ستدوس على كرامتها وتضطر الى الاعتذار الى ذاك الشاب المتكابر "روبرت "
غيرت ثيابها
وارتدت
تنورة قصيرة وردية اللون
وفوقها قميص ابيض بلا اكمام
وحذاء وردي فاتح يميل الى البياض
وتركت شعرها منسدل على ظهرها
وكانت غاية في الجمال
ببساطتها
ورقتها
وعند نزولها
تناولت فطورها
ودعت والديها وذهبت الى المدرسة
وعند دخولها الى القاعة اخذت تبحث عن روبرت الذي لم تجده
وفجأة
... : كيف حالك اليوم يا جميلة ؟
هايدي بابتسامة رقيقة : سلوى!.. بخير
وانتي؟
سلوى : بافضل حال
اراك تبحثين عن شخص ما ؟!
هايدي بقلق: لا لا .. كنت ابحث عنك .. ووجدتك
سلوى بنظرة خبث: هكذا؟!
هايدي باستنكار : مالذي تقصدينه
سلوى بلامبالاة : لاشيء

وبعد مرور نصف ساعة
دخل روبرت وجون الى القاعة
توجهت هايدي الى روبرت كي تتحدث اليه
ولكن دخول الاستاذ من بعدهم منعها

جلس الكل في مقاعدهم
وسلمو على الاستاذ وبدأو الدرس

وفي اثناء الدس كانت هايدي تختلس النظر الى روبرت الذي كان منتبها الى الدرس
لمحت وسامته
وذكائه في الاجابة على اسئلة الاستاذ
وكانت شاردة الذهن
الا ان انتبه روبرت الى نظرتها اليه
حتى اوشحت نظرها بعيدا وبسرعة مدّعية اللامبالاة

ابتسم روبرت ابتسامة خفيفة
ثم تابع الدرس

وفجأة
رن الجرس معلناً وقت الاستراحة

توجهت سلوى نحو جون: وقالت له
انا اشعر بالتعب بعد هذا الوقت من الدراسة
هلا ذهبنا
جون مبتسما :حسنا
سلوى : هايدي اتأتين ؟!
هايدي : حسنا اسبقوني وسآتي بعدكم
سلوى : كما تشائين
توجهت هايدي نحو روبرت الذي كان يرتب اوراقه
لاحظ اقتراب هايدي اليه وقال لها ببرود: ماذا الآن؟! هل فعلت شيئا خاطئاً لتلوميني عليه !
هايدي باستغراب : ماذا ؟!
روبرت بسخرية : هل سمعك ضعيف؟!
بدأت اعصاب هايدي بالهيجان واوشكت ان تقول شيئا ولكنها تغاضت عنه وقالت ببرود: انا المخطأة التي اتيت الى هنا اصلا !
ومن ثم تركته
وذهبت الى سلوى وجون
احسّ روبرت انه قد زاد الطين بلّة هذه المرة
واعتقد بانها قد اتت للاعتذار ولكنه قد اغضبها
روبرت بصوت خافت : تباً... ماكان علي قول هذا
ذهبت هايدي الى الكافتيريا وهي غاضبة
لاحظ جون وسلوى ذلك وقالا لها بصوت واحد: هل انتي بخير هايدي
هايدي بحنق : انا بخير لا تقلقا ..
وعند وصول روبرت الى مكان جلوسهما نظر الى هايدي وحاول قول شيئاً
الا انها قد اشاحت بنظرها بعيدا بسرعة وبغضب
احس روبرت بالذنب
ولكنه شعر بنوع من الارتياح
كونه انتقم منها على مافعلته له في اول لقاء
"شوفو الخبيث شوفو"

مرّ شهر كاامل
وهايدي وروبرت بالكاد يتبادلان السلام وهي لا تعره اي اهتمام
كان روبرت يشعر بالذنب في كل مرة يراها
ويريد ان يتحدث اليها
الا انها تبتعد عنه
ولا تعطيه اي مجال

وفي احد الايام
وبعد انتهاء وقت الدوام
ودع كل من جون وسلوى روبرت وهايدي وذهبا سوياً
وبقيت الاخيرة تنتظر سائقها كي يأتي ويأخذها
الا انه قد اتصل بها معلناً اسفه إذ انه سيتأخر كثيرا
لكون السيارة تعطلت بالطريق
صرخت هايدي به وقالت بصوت مسموع:وكيف سأعود الى المنزل ؟ سيراً على الاقدام؟؟؟؟؟؟!!!!!!!
اعتذر السائق منها بشدة
ولكنها سرعان ما هدأت وقالت له
لا بأس سأحاول ان اعود سيراً انت لا تقلق
وعد الى المنزل

سمع روبرت معظم كلامها
وفهم ما تعاني منه
ركب سيارته

وقادها باتجاه هايدي
بعد ان فرغت معظم المدرسة ولم يبقى احد غيره ليساعدها
قال لها بصوت هادئ: هل تحتاجين الى مساعدة؟
نظرت هايدي له بلا مبالاة وقالت بحدة: لا شكرا
قال لها : ولكن كيف ستعودين الى المنزل ؟
والوقت ظهيرة وانت فتاة لوحدك؟
نظرت اليه بحنق وقالت: وما شأنك انت
ساعود لوحدي
ثم انني استطيع ان اتدبر اموري
دعك مني
واذهب
اصر روبرت على ايصالها الى المنزل
ودهشت هايدي لهذا الامر
حتى لانت ملامحها قليلا وقالت : ولكنك لست مجبراً على هذا
قال لها بنظرة حانية: لا بأس ... ستكونين رفقة لي
نظرت له باستغراب وشرد ذهنها من نظرتها اليه
حتى نفضت عنها افكارها
وقالت له بهدوء: حسناً.. ولكنني لا اريد ازعاجك
روبرت بابتسامة : تفضلي ولا تتكلمي هكذا

ركبت السيارة وعم الصمت بينهما اثناء الطريق
حاول روبرت ان يقول شيئاً ليكسر هذا الصمت
حتى فاجأته كلمة
(انا آسفة )

نظر روبرت اليها باستغراب وقال لها : على ماذا ؟
قالت له وهي تنضر الى الاسفل بخجل : على اول لقاء بيننا ... كنت اضن انك ارتطمت بي عن قصد مثل شاب آخر
ولم اكن انا انظر امامي
فانا اسفة على سوء الفهم بيننا

نظر روبرت اليها بابتسامة وقال لها : لا داعي فلقد نسيت الامر

وعاد الصمت ليسود المكان
ابتسم روبرت ابتسامة وهو ينظر الى الطريق
كأنها علامة النصر
لاحظت هايدي ذلك
وقالت: مالذي يدعو الى الضحك ؟!
روبرت وقد توسعت ابسامته وهو ينظر اليها : انتي !!!!!!!!!!
هايدي باسلوب غاضب:ماذا ؟!
روبرت : لا .. لا تفهمي خطأ ولكنني ظننت سوءً بك
هايدي باستنكار : وكيف هذا؟!
روبرت : كنت اضن بانك فتاة عنيدة ومغرورة ... لا تهتمين بالآخرين .. ولكن اعتذارك قد اثبت سوء ظني بك
هايدي بابتسامة : عليك ان تعرف المرء جيداً حتى تحكم عليه
روبرت: معك حق
هايدي وقد توسعت ابتسامتها : وعليك ان تقول هذا الشيء لي ايضا
فأنا كذلك ظننت سوءا بك !
علي ان اعترف بهذا
روبرت بسخرية : اذا علينا تحسين الوضع
ثم اوقف السيارة فجأة
ارعبت هايدي
ونظر اليه بحنان ومد يده اليها وقال لها : انا روبرت
تشرفت بمعرفتك
نظرت اليه وسرحت بعينيه الحانية وهي تنظر اليها
ثم مدت يدها نحوه بارتباك وقالت له : وأنا هايدي .. تشرفت بك يا روبرت

ظل كلاهما ينظر الى الآخر
شاردي الذهن
وعندما انتبها على هذا
تركا يدا بعظهما
باحراج شدييييد
وتابع روبرت القيادة
حتى اوصلها الى المنزل

وعندما نزلت
توجهت اليه وقالت له بابتسامة
تفضل لتشرب شيئاً
قال لها بنفس الابتسامة : لا استطيع الان ...مرة أخرى
هايدي بسخرية :
وهل تتوقع ان تتعطل سيارة سائقي مرة اخرى؟!
روبرت بمزاح: ارجو هذا كي اتعرف اليكي اكثر
توردت وجنتا هايدي وقالت له :الى اللقاء
روبرت بابستامة : الى اللقاء
ثم غادر المكان وهو ينظر الى المرآة الجانبية ليراها لا تزال تنظر اليه
احس كل منهما باحساس غريب
وكأنها ستكون بداية لشيء لم يتوقعا حدوثه
شيئا لطالما انكرا وجوده

وهذا ما سيحدث
**************************

يلا لهنا وكمل البارت

شنو رأيكم بيه

وبكل صراحة

مودتي لاحلى الاعضاء