عرض مشاركة واحدة
  #19  
قديم 02-14-2007, 03:57 PM
 
رد: ملف متكامل عن داء أو مرض السكري و أنواعه Diabetes Mellitus

الخلايا الجذعية.. أمل ينتظر نجاحه مرضى السكري

الدكتور بسام بن عباس* يعاني أكثر من 135مليون شخص في جميع انحاء العالم من مرض السكري، الذي يعتبر السبب الرئيسي لأمراض القلب والفشل الكلوى وفقدان البصر.. ومنذ استخلاص هرمون الانسولين واستخدامه كعلاج في بداية عام 1920م لم يحدث تطور أو تغير في علاج مرض السكري فبقي وما زال الانسولين هو العلاج الاساسي والتقليدي لهذا المرض. وقد احدث استخلاص ومن ثم تصنيع هرمون الانسولين ثورة علمية وخطوة ايجابية في الحد من مضاعفات هذا المرض ولكن لم يستطع القضاء التام على هذه المضاعفات والتخلص من حدتها. وقد دفع ذلك المختصين بهذا المرض منذ بداية الستينات إلى إيجاد بديل ملائم يمكن بدوره ان يمنع حدوث هذه المضاعفات ويوفر للمريض حياة أكثر مرونة ومستقبلا أكثر أماناً. زراعة خلايا البنكرياس المفرزة للأنسولين يكون النوع الأول من مرض السكري "المعتمد على الانسولين" عادة بسبب تكون أجسام مضادة تعمل على محاربة خلايا البنكرياس المفرزة للأنسولين وبالتالي القضاء التدريجي عليها. وقد دفع هذا المختصين بمعالجة مرض السكري إلى التفكير بزراعة هذه الخلايا التي توفر بدورها هرمون الانسولين وقد تمت أول عملية زراعة لهذه الخلايا عام 1974م بجامعة مينسوتا الأمريكية والتي لم يستمر نجاحها سوى عشرة أيام حيث قام الجسم برفضها واستمرت المحاولات المتكررة في عدد كبير من المراكز المتخصصة في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وبريطانيا وألمانيا وغيرها حتى عام 1990م حينما تمت زراعة خلايا بنكرياس لمريض استطاع التخلص من الانسولين لمدة خمس سنوات احتاج بعدها لعلاج الانسولين الخارجي نتيجة رفض الجسم لهذه الخلايا المزروعة. واستمرت المحاولات حتى بلغ عدد عمليات زراعة الخلايا أكثر من 400عملية استطاع بواسطتها أكثر من 40مريضا التخلص من الانسولين لفترات متراوحة. كيفية زراعة خلايا البنكرياس يحوي البنكرياس على أكثر من مليون خلية أو مجموعة خلايا تسمى جزر لانقر دمانز تستخلص هذه الخلايا من البنكرياس من المرضى المتوفين بطريقة معقدة تستلزم وضع هذه الخلايا في محاليل معينة تحوي إنزيمات تعمل على تنقية هذه الخلايا ومن ثم استخلاصها وبالتالي حقنها في الوريد البابي المؤدي للكبد حيث تستقر فيه وتعمل على افراز الانسولين وقد تحقن هذه الخلايا في أماكن أخرى كتحت كبسولة الكلى أو الغشاء البريتوني أوحتى في مكان البنكرياس وتستغرق عملية الحقن عدة ساعات يستطيع المريض بعدها العودة للبيت. عوائق زراعة خلايا البنكرياس يحتاج المريض إلى زراعة أكثر من نصف مليون خلية لكي تستطيع هذه الخلايا افراز كمية كافية من الانسولين لذا كانت أحد عوائق هذه العملية هو كيفية إيجاد الكم الكافي من هذه الخلايا والتي لا يمكن استخلاصها من بنكرياس شخص متبرع به بل يحتاج إلى ثلاثة أو أربعة بنكرياس. وهناك تصور شديد في عدد البنكرياس المتبرع به بعد الوفاة مما دفع الأطباء للحصول على البنكرياس من أناس أحياء كأن يتبرع أحد الاشخاص بجزء من بنكرياسه كما هو الحال في زراعة الكبد أو الكلى. وقد لجأ بعض الباحثين إلى محاولة اكثار ونمو هذه الخلايا وزيادة عددها في المختبر أو العمل على استنساخ هذه الخلايا أو معالجة خلايا أخرى وراثيا وتحويلها إلى خلايا مفرزة للانسولين. ولكل من هذه المحاولات السابقة حدوده التي قد تعيق تطبيقه وان كانت المحاولات قائمة والنتائج مبشرة وإيجابية. ومن العقبات التي وقفت عائقا أمام استمرارية نجاح زراعة خلايا البنكرياس أو حتى زراعة البنكرياس كاملا أو جزءا منه هو احتياج المريض للأدوية المهبطة للمناعة والمقللة لرفض الخلايا المزروعة من قبل الجسم. إن كثيرا من هذه الأدوية كالستيرويد والسيكلوسبورين وإف كي تعتير ادوية مسببة لزيادة السكر في الدم وقاتلة لخلايا البنكرياس. كما أن لاستخدامها المستمر اعراضا جانبية على جميع اعضاء الجسم خاصة إذا تصورنا استخدامها للأطفال إذا تمت لهم زراعة خلايا من دون الحاجة إلى ادوية مهبطة للمناعة. وقد تحقق هذا جزئيا في الوقت الحاضر وذلك في بداية عام 1998م حيث تم استحداث مركب جديد يسمى ANTI CD وهي مجموعة أجسام مضادة تجعل الجسم لا يتعرف على الاجسام المزروعة وبالتالي لا يرفضها كما ان هذا العلاج الجديد ليس له تأثير على الخلايا المزروعة ولا يسبب زيادة مستوى السكر في الدم. كما ان هناك محاولة وضع الخلايا المزروعة داخل كبسولات معينة تستطيع الخلايا من خلالها افراز الانسولين ولا يمكن للجسم رفضها أو تحطيمها. ولكن تبقى الخلايا المزروعة عرضة للاجسام المضادة الموجودة أصلا في جسم الانسان والتي تسببت في موت الخلايا الاصلية وهناك محاولات للتخلص من هذه الاجسام المضادة التي كانت سببا في مرض السكري وذلك بالتفكير في زراعة نخاع العظم مع زراعة خلايا البنكرياس أو العمل على تغيير الجهاز المناعي في الجسم. الخلايا الجذعية كمصدر لخلايا البنكرياس على الرغم من نجاح زراعة خلايا البنكرياس إلا ان العائق الرئيس هو عدم توفر هذه الخلايا وعدم توفر أعضاء البنكرياس المتبرع بها لذا لجأ العلماء إلى البحث عما يعرف بالخلايا الجذعية والتي يمكن تحويلها إلى خلايا بنكرياس مفرزة للانسولين. وتوجد هذه الخلايا في جسم الانسان البالغ وجسم الجنين كما توجد أيضا في معظم أعضاء الجسم تقريبا كالنخاع العظمي والبنكرياس، ويمكن تحويل هذه الخلايا بواسطة حث جينات معينة تعمل على تحويل الخلايا الجذعية إلى خلايا مفرزة للانسولين ويمكن عمل عدد لا نهائي من الخلايا ولا تحتاج هذه الخلايا بعد زراعتها لأدوية مهبطة للمناعة. وبالرغم من هذه العقبات إلا ان التطور المتسارع في هذا المجال يؤكد ان عملية زراعة الخلايا ستكون في المستقيل القريب لذا يجب على كل مرضى السكري وخاصة الأطفال استقبال هذا الأمل المنشود بأجسام صحيحة وسليمة ولا يكون ذلك إلا باتباع النظام العلاجي والغذائي المتوفر الآن. *إستشاري أمراض الغدد الصماء والسكري للأطفال المصدر: http://www.alriyadh.com.sa/Contents/...e/SAHA_934.php
__________________
أتشرف بزيارتكم لموقعي الطبي و قراءة مقالاتي و التي اتمنى أن تنال إعجابكم .. اضغط هنا