عرض مشاركة واحدة
  #59  
قديم 08-31-2010, 09:37 PM
 
***الجزء الثامن ***


مرت عطلة نهاية الاسبوع كالسنة على هايدي وروبرت
ارادت ان تذهب الى المدرسة لسبب واحد
ولسبب واحد فقط
وهو
رؤيته من جديد

كلما تكون معه تشعر بالامان
وكلما يكون معها يشعر بالبهجة التي لم يشعر بها من قبل
احس كل منهما بالحاجة الى الآخر
وكأنهما انتضرا بعضهما طويلاً
حتى وجدا ما يريدان

وفي صباح دراسي جميل
استيقضت هايدي قبل ان ترن ساعة المنبّه
على غير عادتها
اخذت حماما باردا لينعشها
واردت تنورة جينز قصيرة فوق الركبة
وقميص ابيض بلا اكمام
وحذاء ابيض
وتركت شعرها منسدلا
شردت وهي تنظر الى السوار الذي اعطاها اياها
الذي لم تنتزعه من يدها منذ ان البسها اياه
تذكرت الموقف الذي مرت به في نفق الرعب
ازدادت ضربات قلبها وشعرت بحماوة في جسمها
لكنها نفضت افكارها عنها
وحاولت السيطرة على مشاعرها تلك
حتى حان وقت الفطور
نزلت الى غرفة الطعام

وتناولت افطارها
ودّعت والديها وذهبت


"في المدرسة "

توجهت الى القاعات الدراسية وجلست على مقعدها تراجع دروسها
حتى فاجئها صوت سلوى وهي تقول لها : لقد اتيت
هايدي بابتسامة: صباح الخير
سلوى :صباح الخير .. اراك مشغولة بالدراسة اليوم ...!
هايدي : اجل فاليوم لدينا امتحان... الا تذكرين!
سلوى بكآبة : اجل اذكر... ارجو ان يعدي على خير
وبعدها دخل روبرت وجون الى القاعة
كان روبرت على غير عادته
وجهه شاحب وبالكاد يتكلم الى احد
انتبهت هايدي لهذا
وسأته بقلق: روبرت ما بك؟!
التفت اليها وقال لها ببرود:لا شيء
وفجأة اتى الاستاذ
وقال :هل انتم مستعدون للأمتحان ؟
الجميع : نعم
فجلس كل منهم في مكانه
وطوال الامتحان وهايدي تنظر الى روبرت الذي كان شارداً وبالكاد كتب على ورقته
قلقلت عليه هايدي كثيرا
وانتضرت ان ينتهي الامتحان بسرعة
كي تسأله ما به
عدّى الدرس كأنه قرن
وحين رن الجرس
انتفضت من مكانها بسرعةواعطت ورقتها للأستاذ ثم توجهت الى روبرت وحاولت ان تحدثه
لولا انه
ترك اصدقائه وذهب لوحده يتمشى
استغربت هايدي لتصرفه البارد هذا
وسألت جون بقلق : مالذي حدث له ؟!
قال لها بحزن: لا اعرف ما به ... حاولت ان اعرف ولكنه لم يجيبني
تركتهم هايدي لتتبعه وتعرف ما به " يا عيني خايفة عليه"
وبحثت عنه طويلا في المدرسة ولكنها لم تفلح في ايجاده
حتى لمحته يخرج من المدرسة
فتبعته خارجا
نادته بصوت عالي : روبرت ... انتضرني
التفت روبرت اليها بجمود وقال لها : ما بك ... لما تبعتني؟
هالت له هايدي وهي تتنفس بصعوبة: لماذا خرجت من المدرسة؟!
اجابها ببرود: وما دخلك فيما افعل
نظرت اليه باستغراب لتغيره وقالت له : لم لست على طبيعتك اليوم هل يمكنني ان اعرف ؟
اجابها : ومن قال بانني لست على طبيعتي ؟
قالت له باستغراب : ما بك .. لما تحدثني هكذا ؟
اجبابها بلا مبالاة : وكيف احدثك ؟
هايدي: تتكلم معي ببرود ... لما
لم يجبها بشيء
ثم صاحت بقوة:
اجبني
ماذا حدث لك
التفت اليها
وتقدم نحوها بهدوء ارعبها
ثم امسكها من يديها بقوة
وقال لها :
وما شأنك انتي ها؟
لما تهتمين لامري؟
لما اشعر بالضعف عندما اراكي ؟
نظرت اليه بخوف وقالت له : روبرت انت تؤذيني
مالذي تفعله !
قال بصوت مرتفع : اجيبيني .. لما تفعلين هذا بي ... لم؟
قالت له وهي تنضر الى عنيه بضعف: لا اعرف .. ولكنني اجد نفسي افعل هذا ... ولا استطيع ان اتحكم بعواطفي .. انا لا اعلم....
واشاحت بعينيها بعيدا عنه
وهو لا يزال ممسكا بها بقوة
قال لها وقد لانت ملامحه:هايدي ...
التفتت اليه بتردد وما ان رفعت عينيها" التي بدأت بالامتلاء بالدموع من خوفها" في عينيه
احس روبرت بالذنب عند رؤية الدموع في عينيها وتركها قائلا : أ ... انا اسف ... لم اكن اقصد ... كانت لحظة ضعف .. ثم مسح دموعها وقال لها بحنان: اعذريني ... ولكنني اعاني ضغوطا كثيرة ... ... لم اقصد ان اصب غضبي عليك
قالت له بصوت هادئ: ما بك يا روبرت لما هذا التغيير المفاجئ؟؟؟ يمكنك ان تخبرني وتشاركني همومك .. السنا اصدقاء؟؟؟؟
قال لها بابتسامة : اجل... ثم التفت خلفه وقال فجأة: هل تأتين معي ؟
قالت له باستغراب : الآن!
اجابها : اجل
هايدي : ولكن ماذا عن باقي الحصص
قال لها : سيقوم جون وسلوى بتلفيق لنا حجة ... ولن يحدث شيئا
قالت له بابتسامة : واين نذهب !
قال لها : لمكان اشعر به بالهدوء ... وعندها ساقول لك ما تريدين
ثم امسكها بيديها وقال لها هيا ... اتبعيني
ركضت من خلفه وهو لا يزال ممسكا بيدها وهي تقول بمرح: على رسلك... روبرت
الى اين تأخذني
قال لها : ثقي بي واتبعيني

اخذها الى شاطي البحر
وكان المنظر جميلا وهادئا
ثم قال لها وهو يشير الى جهة اليسار تعالي من هنا
اتجها الى صخرة كبيرة
فاسندا ظهرهما عليها
اخذت هايدي نفسا عميقا للاسترخاء
وقالت له المنظر جميل هنا
لم اكن اعرف بوجود مكان كهذا
قال لها بشرود : اجل
ثم التفتت اليه وقالت له: حسناً والآن اخبرني ... ما بك اليوم ؟
التفت الى الجهة لمعاكسة وقال لها بحزن : لا شيء ولكن اليوم حدث نزاع بيني وبين ابي
قالت له بفضول: وهل يمكنني ان اعرف السبب؟!
اجابها : اراد مني ان استلم جميع امور عمله .. وان اترك دراستي
وانا رفضت هذا
قالت له بهدوء: وهل حاولت ان تشرح له الامر وان اكمال دراستك مهم بالنسبة اليك؟
اجابها :اجل ولكنه ضل رافضا للامر ... وحين يأس من اقناعي خيرني
قال اذا اردت ان تستمر في الدراسة فسأحرمك من حقوقك جميعها

وسأجعلك تعمل كي تحصل على قوتك
حالك حال الفقير
وانا من شدة غضبي
قلت له لا بأس
واعطيته مفاتيح سيارتي
وبطاقة ائتماني
وخرجت من المنزل غاضباً

تنهدت هايدي واخذت وقتا في التفكير وقالت له : انا اهنئك!
روبرت باستغراب : على ماذا ؟
هايدي : على جرأتك
كثير من الناس من يفضل المال على العلم
وانت بهذا تثبت لي اي نوع من الاشخاص
قال لها بابتسامة :واي نوع انا؟!
قالت له وهي تنظر الى الشاطئ: انت كريم وعطوف على من تحب .. ولاتحب ان ترى شيئاً خاطئا وتسكت عنه
وتكره المتصنعين
ثم التفتت اله وقالت بمزاح كما وانك مغرووور الى ابعد الحدود
ضحك روبرت على جملتها الاخيرة وقال لها بغضب متصنع : انا المغرور ... ام انت!
قالت له : انا؟
ثم التفتت الى الناحية الاخرى بغضب وقالت : هه... متكابر
ثم قال لها : هل تعلمين انهاالمرة الاولى التي افصح عن اسراري لاحد
التفتت اليه باستغراب وقالت : احقاً !!! ولماذا ؟
اجابها :لا اعرف ولكنك الوحيدة التي استطاعت ان تخترقني ... ثم قال لها بتساؤل
ماذا تسمين هذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نظرت اليه بابتسامه سلبته كيانه وقالت له: لا اعرف !
ثم حاول ان يقول لها شيئا
ولكن رنين هاتف هايدي منعه من لك
نظرت الى هاتفها وقالت له بقلق انها سلوى
لابد ان الاساتذة قد انتبهو على غيابنا
ثم فتحت الهاتف وقالت : سلوى ... مالامر؟
سلوى بقلق : هايدي اين انتي واين روبرت
لقد قلقنا عليكم كثيرا
قالت هايدي بتوتر : لا تقلقي ... ليس هنالك شيء خطير
اجابتها سلوى بقلق : هل تعلمين كيف حاولت ان اتستر على غيابكما
بالكاد صدقو انكي شعرتي بالتعب فجأة واخذك روبرت الى البيت
قالت لها هايدي بارتياح: من الجيد انك اخبرتهم بهذا
لا تقلقي
سآتي الآن انا وروبرت
ثم سألتها سلوى بمكر: صدقاً.. مالذي تفعلينه يا هايدي؟!
الاخيرة :حسناً... كان روبرت يشعر بالملل فذهبنا كي نتمشى ولم ننتبه الى انقضاء وقت الاستراحة ولم نعرف كيف نشرح الامر عندما نعود
فقررنا ان ننتظر حتى ينتهي الدوام
ونأتي كي تعطوننا حاجياتنا
سلوى وكأنها صدقتها : حسنا اذا
تعالو الآن لتأخذوها
فقد انتهى الدوام
قالت لها حسنا نحن في الطريق
ثم اغلقت الهاتف
التفتت هايدي الى روبرت الذي كان يضحك
ثم سألته باستغراب : مالذي يدعو للضحك
قال لها
: انتي ... كيف لفقتي تلك الكذبة ببراعة... علي ان اعترف انكي كاذبة موهوبة
ضربته على كتفه بمزاح وقالت له: انت من دعاني الى الكذب هكذا
واعلم انها المرة الاولى التي اكذب فيها
والآن لنذهب
فهم بانتضارنا
وسائقي سيأتي بعد ربع ساعة
لا اريده ان يشعر بالقلق ويُقلق اهلي
روبرت وقد قام من مكانه
حسنا
ومد يده اليها كي يساعدها على الوقوف
نظرت اليه بابتسامة ومدت يديها نحوه
شعر كلاهما بحرارة تشتعل في جسديهما

ثم قامت ومشت امامه والتفتت اليه وقالت له :
روبرت ....
نظر اليها وقال: ماذا ؟!
قالت له وهي تنظر الى السماء : لايوجد ابُ يكره ابنه
اذا تحدثت اليه بهدوء واخبرته بانك ستساعده في عمله وستكمل دراستك حتى تنتهي
فسيتقتنع بهذا الحل انا متأكدة من هذا
اجابها : وهل تضنين بانني قادر على هذا
اجابته بابتاسمة مشرقة : بل انا واثقة
نظر اليها وابستم ثم اردف قائلا حسنا ... سنرى هذا
ولكن ان لم استطع فانتي الملامة !
ثم ركضت وقالت له : عندها ساهرب الى بلادا بعيدة كي لا تنتقم ثم بدأت بالضحك
نظر اليها بحنان وقال لها : لن تستطيعي فسأتبعك اينما ذهبتي
وتبعها
ثم ذهبا الى المدرسة
وعادا الى المنزل من بعدها
وهذه المرة كان الاثنان واثقان من شعورهما
لن يستطيعا انكاره بعد الآن
"انه الحــــــب"
ولكن من سيعترف بهذا للآخر ؟!
الايام ستخبرنا بهذا

مودتي
__________________


in your worst nightmare ,, I will be ~