****الجزء التاسع ****
جلس روبرت في غرفته يفكر بما حدث بينه وبين هايدي وكيف عندما غضب منها قالت له "بانها لا تستطيع ان تتحكم في عواطفها ... قالتها بدون تفكير ..." (ايعقل انها تشعر بما اشعر تجاهها ) كلمات روبرت في نفسه جعلته لا ينام الليل يفكر في ابتسامتها ونظراتها الحنونة له كيف اهتمت لامره وكيف يشعر بالضعف كلما يراها كيف استسلم لها وفتح لها قلبه
(لما قال انه يشعر بالضعف تجاهي ؟!)
(ولما انا فقط من فتح له قلبه)
(ايبادلني مشاعري؟)
كلمات هايدي في نفسها جعلتها حآآآآآآآئرة في امرها
ارادت لو تذهب اليه في تلك اللحظة كي تسأله هذا السؤال
"هل تحبني ياروبرت ؟؟؟ ام انني اتخيل ؟!"
ولكن
انا لا اعرفه كثيرا
ربما يحب فتاة اخرى
او ربما ...
آآآه لا اعرف فيما افكر
اغمضت عينيها وحاولت النوم
الا ان شبح روبرت وهو ينظر اليها بحنان
لايغادر ذهنها
كيف ستعدي الايام عليهما ؟!
سنرى هذا.....
استيقظت هايدي في اليوم التالي وهي لا تقوى على الوقوف
كانت تشعر بالدوار
وعندما وقفت لتغسل وجهها
لم تشعر بشي الا وهي تسقط على الارض مغشياً عليها
عندما اتت الخادمة كي تناديها على الفطار
استغربت من عدم ردها
وفتحت الباب
لتصرخ من المنضر الذي رأته امامها
جاء والداها مسرعين الى الغرفة
رفعتها والدتها وهي تصرخ هايدي ما بك يا عزيزتي
اتصل والدها في الحال بالطبيب
وبعد ان اتى الطبيب
خرج من غرفتها
وهو يقول لهم
بانها بخير ولكنها اصيبت بهبوط في الضغط
كونها لم تأكل جيداً
جسدها بحاجة الى تغذية
وصف لهم ادوية
والاطعمة التي يتوجب عليها تناولها
وقال بانه عليها ان لا تغادر الفراش ل3 ايام على الاقل
حتى تستعيد عافيتها
تركها والداها كي ترتاح
وذهبا ليوصلا الطبيب
وفي المدرسة
نظر روبرت الى مكان هايدي الذي لا يزال فارغا
لم تكن من عادتها ان تتاخر هكذا
قال لسلوى بقلق: هل اخبرتك بانها لن تاتي اليوم
سلوى : لا لم تخبرني بشيء
قال لها : اتصلي بها
اجابته بمكر: ماذا حدث ياروميو هل انت قلق عليها ...
الغائب حجته معه
انتضر ربما ستاتي بعد قليل
وانتضرا حتى اتى الاستاذ وهي لم تأتي بعد
كان طوال الوقت يشعر بالقلق
ولم ينتبه الى الدرس
وبعد انتهاء الحصص الاولى
اتى وقت الاستراحة
قالت سلوى سوف اتصل بها
فهي لاتتغيب من دون ان تعلمني
وعندما اتصلت انتظرت طويلا ولم يجب احد
وحاولت الاتصال مرة اخرى
ولكن بدون فائدة
قال لها روبرت بقلق : هل عندك رقم منزلها
قالت سلوى : آآآه كيف نسيت .. اجل ساحاول الاتصال بمنزلها
ثم اجابتها الخادمة على رقم منزلها وقالت : نعم ؟
سلوى : مرحبا .. انا سلوى صديقة هايدي ... اتصلت لاطمئن عليها كونها تغيبت اليوم
قالت الخادمة : ارجو المعذرة ولكن الانسة هايدي اغشي عليها في الصباح ولن تستطيع ان تحضر الى المدرسة حتى تتعافى
قالت سلوى بقلق: ماذا ؟! اغشي عليها!!!! ولماذا ؟.
عندما سمع روبرت هذا اخذ الهاتف من يد سلوى بدون ان يشعر وقال:
ماذا
كيف اغشي عليها؟
قالت له الخادمة : انتضر قليلا فوالدتها قد اتت يمكنك التحدث معها
الوالدة : نعم من المتحدث؟
روبرت : مرحبا سيدتي
انا روبرت
صاحب هايدي
قلقنا كلنا عليها اليوم عندما لم تأتي
اخبرتنا الخادمة بأنها قد اغشي عليها
هل هي بخير ؟
الوالدة بابتسامة : لا تقلق يا عزيزي قال الطبيب بانها تعاني من انخفاض في الضغط وعليها ان تحسن من غذائها
وترتاح قليلاً
ليس بالامر الخطير
روبرت بارتياح حسنا شكرا على اعلامنا بالامر سيدتي ونأسف لازعاجك
الوالدة : لا بأس ... كما ويمكنم ان تأتو لزيارتها وقت ما تشاؤون
روبرت بسعادة : شكرا لك سيدتي
سنتأتي غدا بعد ان ترتاح كي نطمأن عليها
الوالدة : تشرفونا في اي وقت
روبرت بابستامة الى اللقاء
الوالدة: الى اللقاء
واغلقت الهاتف
الوالدة بابتسامة : ولدٌ مهذب... يبدو انه هو!!!
وبعد ان اغلق روبرت الهاتف نظر كل من سلوى وجون اليه بقلق وقالو حسنا... ماذا ؟
قال : انها بخير ولكنها اصيبت بهبوط في الضغط .. ليس امرا خطيرا ...كما واننا سنذهب غداً لرؤيتها
جون وسلوى : بالتأكيد علينا هذا
وانتهى الدوام كأنه سنة على روبرت
وبعد انتهاء الدوام اراد ان يذهب الى منزلها لوحده للاطمئنان عليها
ولكن ماذا سيكون موقفه حينها
فقرر الانتضار الى الغد لرؤيتها
وفي منزل هايدي
كانت والده هايدي تطعم الاخيرة بالقوة وتؤنبها على سوء تغذيتها هايدي وهي تمسك بيد والدتها كي لا تطعمها بعد: يكفي يا امي ... لقد تناولت كثيرا الوالدة: بل ستتناولينها ... قال الطبيب انه عليك انهائها اليوم كي تأخذي دوائك هايدي باستسلام : اوووه حسناً ثم قالت والدتها: آآآه لقد نسيت اتصل بك اصدقائك اليوم .. لقد قلقو عليك كثيرا هايدي : احقا .. ومن اتصل؟ الوالدة بابتسامة: شاب يدعى روبرت هايدي وقد ابتلعت لقمتها بصعوبه: ر .. روبرت ... وماذا قلتي له ؟ الوالدة: قلت له بأنك مريضة اليوم وقال بانه سيأتي مع اصحابك غدا للاطمئنان عليك هايدي : غداً !!!!! .. ولكن امي .... الاتعرفين بانني اكره رؤية اصدقائي لي بهذه الوضعية الوالدة: ومن قال لك بان تفعلي بنفسك هذا .. ثم ان الشاب بدا لي مهذبا جدا ولم اشأ ان ارفض طلبه هايدي وقد توسعت ابتسامتها : احقا ؟ ما رأيك به يا امي ؟! الوالدة وهي تنظر اليها بخبث:ولما تسأيني عن رأيي به؟! هايدي بتوتر: ل.. ليس لسبب معين.. ولكنني اردت معرفة رأيك قالت الوالدة بابتسامة وكأنها فهمت قصدها : حسناً .. انه فتى مهذب... ولبق.. ويبدو عليه الرقي من اسلوب كلامه ولكن كي احكم عليه بشكل كامل علي رؤيته وغدا سنرى من يكون ابتسمت هايدي باشراق وهي تسمع مديح والدتها لروبرت "وكأنها قد احسنت اختيار من يملك قلبها " الوالدة : حسنا والآن سأتركك خذي قسطا من الراحة وبع ساعات سآتي اليك بوجبة جديدة هايدي : ماذا ... سيزداد وزني على هذا المنوال الوالدة : ههههه يكفي اخلدي الى النوم هايدي بضجر: حسنا واستلقت هايدي على الفراش وهي تفكر في روبرت وفجأة سمعت صوت رنين هاتفها قامت بصعوبة والتقطته وعادت الى الفراش كان رقما غريبا لم تعرفه فتحته وقالت بهدوء: نعم.. من المتصل؟ ...: شخص قلقٌ جدا عليك شعرت هايدي بالسعادة عند سماع هذا الصوت وقالت بتوتر: ر.. روبرت .. اهذ انت؟ روبرت: اجل .. كيف حالك .. لقد قلقت عليك جدا هايدي وهي تحاول ان تستفيق من نشوة سعادتها وقالت: بخير.. ولكن كيف عرفت برقم هاتفي؟ روبرت بخبث: انتشلت هاتف سلوى بدون ان تعلم واخذت رقمك شعرت هايدي بالفرح الغامر الذي يملأ قلبها .. لانه قلق جدا عليها .. وعبر عن قلقه بصيغة المفرد .. فلم يقل قلقنا .. بل قلق عليك ..كأنه يعلمها بمكانتها عنده ...وانه ... قطع سلسلة افكارها روبرت وهو يقول لها : هايدي ... الاتزلين معي افاقت هايدي من شرودها وقالت : اجل ... روبرت : كيف اصبحت الآن هايدي : بخير .. والدتي تطعمني كالاطفال... روبرت بخبث: تستحقين هذا هايدي : هههه اجل انت محق... ثم قالت بهدوء: روبرت ؟ روبرت : نعم! هايدي : هل اصلحت ما بينك وبين والدك جلس روبرت على فراشه وقال: في الحقيقة علي ان اشكرك هايدي باستغراب : تشكرني ... على ماذا ؟ روبرت : لقد اتبعت نصيحتك .. وتكلمت معه بهدوء.. ورضي بالفكرة وسأبدأ منذ عطلة الاسبوع القادم بتعلم اصول عمله واعاد الي سيارتي وبطاقة ائتماني هايدي بفرح: انا سعيدة جدا لهذا ابتسم روبرت ثم قال لها : هايدي .. ساعترف لك بشئ امسكت هايدي قلبها وقالت : ماذا ؟! قال لها وهو ينظر الى السماء: لقد سلبتي كياني يا هايدي انا لا اعلم لما كلما انظر اليك اشعر وكأن الدنيا لي وحدي وكأنني املك كل سعادة الدنيا شعرت هايدي بانها تطير من شدة فرحها .. لانه اعترف لها تقريبا بانه يحبها ثم قالت له بتوتر: و... وانا ايضا شعر روبرت بالمثل وقال لها وهو يحاول ان يغير الموضوع
حسنا اذا سنراك غدا
قالت له هايدي بابتسامة كبيرة:" اذا في الغد نلتقي
واقفلا الهاتف
كان شعور الاثنين واحد
كأن الدنيا لهما وحدهما
كأن قلبيهما ينبضان في وقت واحد
انه الحب بكل معنى الكلمة
اصبح يتملك شعورهما
ويسيطر على افكارهما
ويتحكم باحاسيسهما
سكنت في قلبه
واستوطن قلبها
***هذا هو الحب ***
وفي صباح اليوم التالي
ساعدت الخادمة هايدي على تغيير ثيابها لاستقبال اصدقائها
كانت في غاية السعادة وهي تنتظرهم
وعند قدمومهم
رحبت الوالدة بهم
لفت روبرت نظرها
وعندها قال لها :مرحبا سيدتي لا بد انك والدة هايدي
الوالدة في نفسها : انه ذاك الصوت ... يبدو فتى وسيما... لها الحق في تعجب به
ثم ابتسمت لهم وقالت اهلا بكم
هايدي في غرفة الاستقبال
انها لاتستطيع الحراك طويلا
تفضلو بالدخول
قالت سلوى : حسنا سيدتي .. شكرا لك
اعطى جون والدة هايدي باقة ازهار وشكرته عليها
ومن ثم دخل الثلاثة الى غرفة الاستقبال
سلمو عليها
ثم قالت سلوى وهي تحتضنها .. لقد قلقت عليك كثيرا .. لا تفعلي هذا بنا
هايدي وهي تنظر اليها بابتسامة : لا تقلقي يا عزيزتي انا بخير كما ترين
جون بمزاح: لقد اقلقتنا يا هايدي
ولكن هناك شخص ما كاد ان يجن الى ان اتى اليوم
ونظر الى روبرت بمكر
لم يجبه روبرت
ولم يستطع نكران هذا
نظر اليها بحنان وقال لها
حمداً لله على سلامتك
هايدي بابتسامة : شكرا لكم
تفضلو اجلسو....
جلس جون الى جانب سلوى وروبرت في المقعد الذي امام هايدي
واخذو يتكلمون عن اشياء كثير وطوال الوقت روبرت لا يغادر عيني هايدي التي يمتزج فيها الفرح والتعب في نفس الوقت
حين خرجا من المنزل
قرر جون ان يوصل سلوى الى منزلها
فذهب روبرت وحده الى المنزل
وفي اثناء الطريق
قالت سلوى الى جون : ارأيت كيف كان قلق عليها ... انها المرة الاولى التي ارى فيها روبرت هكذا
جون : اجل... يبدو انه قد احبها
ثم اردف قائلا ولو كنتي انت لا سامح الله في نفس وضعيتها لكنت شعرت بالمثل
توقفت سلوى عن السير ونظرت اليه بدهشة وقالت : لماذا؟!
التفت اليها وابتسم لها ثم قال: الا تعرفين لماذا؟!
سلوى وهي تتصنع الاستنكار: لا ... اخبرني لماذا؟
جون وقد توجه اليها ومال نحوها : لانني احبك ايتها الخرقاء
احمرت وجنتي سلوى .. لقد اخذ هذا الاعتراف وقتا طويلا حتى نطق به جون ثم قالت له وبدون ان
ان تسيطر على نفسها : وانا احبك ايها الاخرق
نظر اليها جون بحنان وضمها اليه وهو يقول :سأحرص على ان اجعلك اسعد فتاة بالكون
قالت له بخجل: اعلم هذا .. وانا كذلك
ثم اكملا طريقهما وهذه المرة كلاهما يشعران بالراحة الكبيرة كونهما عرفا قيمة بعضهما للآخر
وبعد ان تعافت هايدي
مضت الايام عليهما بشكل مختلف
كان روبرت لا يفارق هايدي اينما ذهبت
ولا يبتعدان عن بعضهما
كلاهما يحبان بعضهما
ولكن
لم يعترفا للبعض بهذا
وحان وقت حفلة التخرج
وعلى كل شخص ان يختار رفيقة له
بالتأكيد جون اختار سلوى
وفي وقت الاستراحة اخذ روبرت هايدي الى مكان منعزل بالمدرسة
تردد في البداية من طلبه
قالت له هايدي بتساؤل : حسنا ما سبب احضارك لي هنا ؟
روبرت بتردد : حسنا .. كنت اريد ان اطلب منك طلبا...
ثم استجمع قواه وقال لها
اريدك ان تكوني رفيقتي بالحفلة
توسعت عينا هايدي من سعادتها
وقالت له : وماذا تتوقع ان يكون ردي ؟
اجابها بقلق: لا اعلم ...
نظرت اليه وكأنها تريد ان تلعب باعصابه وقالت له : حسنا ... هنالك الكثير الذين طلبو مني هذا
قال لها : اذا...!
ثم التفتت اليه بابتسامة وقالت له : وقد رفضتهم ...لا ني انتضرتك ان تطلب مني هذا
ابتسم روبرت بارتياح وقال لها : اهذا يعني بانك تقبلين ؟
هايدي وهي تنضر اليه بحنان :ماذا تخبرك عيني ؟
توسعت ابتسامته
وتوجه نحوها
ولكن جرس انتهاء الاستراحة جعله يتراجع وقال لها
لنذهب
اجابته بابتسامة : حسنا
ومضيا الى القاعات الدراسية
ولهنا بينهي البارت التاسع
وهو البارت قبل الاخير
يعني البارت الاتي بيكون الاخير
تحياتي