تعددت صدمات القلب ، ومرارة الكأس واحده . هذه رشفة من خيبة أمل .. تلك رشفة من مذاق الألم . كلها دون جدوى تحاول أن تلم الأمنيات المبعثرة وتداوى الجروح النازفة .
ماذا يعقل الإنسان وقد تكسرت أجنحة القلب . وأصبح وحيدا . يدور في فضاء الصدمة العاطفية خلال مراحل العمر المختلفة ، يتعرض الإنسان للعديد من الصدمات ربما تكون الصدمات عاطفية هي أشدها ألما وأكثرها تحريضا على الزهد في الحياة وفقدان الحماس للحركة والتفاعل مع الناس .
قد نجد الكثير بين النساء والرجال الذين يواجهون أقسى الظروف وينتصرون على المحن. لا شيء يضعف من إرادتهم ، لكنهم مع الصدمة العاطفية يعجزون عن المواجهة يفقدون قوتهم المعهودة ويصبحون في حالة انهيار كامل .
الصدمات العاطفية كلها وان اختلفت تفاصيلها تشترك في جوهر واحد . هذا الجوهر هو شعور الإنسان بأنه " مرفوض " عاطفيا ووجدانيا . وهذا هو أكثر أنواع الرفض إيلاما ..
هذه وصايا عشر يمكن أن تكون درعا يصد سهام الرفض العاطفي .
الوصية الأولى : هي أن ندرك أن الصدمة مهما بلغت حدتها وقسوتها ليست نهاية العالم . علينا أن نعرف الحجم الحقيقي لما حدث لنا قياسا للكون الكبير ان إضفاء أهمية مبالغ فيها على شعورنا بالصدمة كفيل بأن يزيد عذابنا ويطيل مدة الشفاء .
تذكرنا لإيجابيات حياتنا والميزات التى نتمتع بها دون الآخرين يساعدنا فى عدم تضخيم الصدمة .
الوصية الثانية: علينا ان نتبنى موقف المواجهة لا موقف الهروب ، تبدأ المواجهة بالتساؤل الذي هو مؤلم كمشرط الجراح . لكن به الشفاء نتساءل . لماذا صُدمنا؟ لماذا رفضنا؟ اهو خلل فى الظروف بيننا وبين الأخر ؟ اهو عيب فينا ؟ هل عشنا فى دنيا الأوهام وتغافلنا عن الواقع ؟ اهو عيب الأخر الذي لم يعطنا ما نستحقه . من حب واهتمام وتقدير ؟ علينا ان نتساءل أهي أول صدمه ؟ أم أنها تجربه متكررة ؟ وهل تتكرر بالشكل نفسه ؟ تفيد هذه التساؤلات ، فى معرفة المسئول الحقيقي ، أو الأساس لحدوث الصدمة ، وفى اكتشاف أنفسنا ومدى النضج الوجداني الذي وصلنا إليه ..
الوصية الثالثة : فى كل الصدمات علينا ان لا نفقد الثقة فى أنفسنا . من الضروري ان يتوقف الإنسان ليعاتب نفسه على بعض الأخطاء ولكن دون الحساب العسير الذي يظهره كالشيطان أو الشر الأعظم ، الاعتراف بأخطائنا مع الأخر فضيلة لكن الفضيلة تنقلب إلى رذيلة إذا بالغنا فى إدانة ألذات .
الوصية الرابعة : البحث عن التغير من ضرورات الصحة النفسية ، ان يقوم الإنسان من حين لأخر ببعض التغيرات فى حياته . وفى حالة الصدمة تكون هناك ضرورة أكثر للتغير ، التغير فى العادات ونمط الحياة والأماكن ، هذا يساعد على عدم إهدار الحياة القصيرة فى البكاء على الأطلال .
الوصية الخامسة : ان نغير نظرتنا إلى الصدمة العاطفية بدلا من اعتبارها فرصة للعزوف عن الحياة ، نراها " محطة " تقوينا وتمنحنا المناعة ، فالضربة التى لا تميتنا تزيدنا صلابة . والألم هو تجربة جميلة لمن يعرف كيف يحتفي به ويستفيد منه .
الوصية السادسة : ان لا نعامل " الأخر" وكأنه عدو لنا ، فمشاعر العداء تحول دون الفهم وتمنع تطورنا وتجعلنا سجناء التجربة بدلا من ان نتحرر منها .
الوصية السابعة : علينا ان ندرك ان تعاملنا مع الصدمة العاطفية هو امتداد لطريقة تعاملنا مع الحياة عامة . والطريقة المثلي للتعامل مع الحياة للمضي قدما وعدم الالتفاف إلى الماضي ، إلا بقدر يخدم المستقبل فالحياة حلم قصير وأطياف خيال لا تتحمل إلا فن العيش . وفن العيش يستلزم عدم التحسر وعدم التشبث بما يضعفنا ويخيفنا أو ينال من قوتنا وإيماننا بأنفسنا ، علينا ان نحب الحياة كما هي ، وبكل ما تأتى به ، وعلينا ان نحترم حتى أخطاءنا ، فأخطاءنا هي جزء من شخصيتنا ، وربما هي أخطاء فى نظر شخص لكنها ميزات أو حسنات فى فى نظر شخص أخر .
الوصية الثامنة : كعلاج لا بد ألا نخجل من التعبير عن الإحباط أو الحزن الذي سببته الصدمة ، ان كبت هذه المشاعر يطورها إلى غضب ثم عدوانية ثم كراهية .. وكلها مشاعر سلبية تقود إلى طريق مسدود والنتيجة شعورنا بالضعف ، وكما قال الفيلسوف " نيتشه" ان الضعف هو اصل كل الشرور وإن التعبير الطبيعي عن ضعفنا يحوله إلى قوة ...
الوصية التاسعة : تكمن عظمة الإنسان فى قدرته على الضحك وقت الصدمات والأزمات ، ان نضحك على على ما حدث لنا هو أول طريق النضج والحكمة والشفاء، والضحك ارخص علاج نفسي يملكه كل إنسان ، ورغم ذلك نادرا ما نستخدمه ، لكل رجل مصدوم عاطفيا أقول له " اضحك على حسرتك" . ولكل امرأة مصدومة عاطفيا أقول " اضحكي على خيبة املك" ..
الوصية العاشرة : ان نفعل الوصايا التسع السابقة برغبة حقيقية فى تجاوز الصدمة ، والبدء من جديد فالإرادة الكامنة وراء الفعل ،
__________________
افتخر اني من الالتراس اهلاوي
i proud to be ultras ahlawy
|