09-02-2010, 04:34 AM
|
|
غزوة مؤتة <H2 style="TEXT-ALIGN: right; unicode-bidi: embed; DIRECTION: rtl" dir=rtl>الزمان / الأحد 25 جمادى الأولى – 8هـ - تحقيق هذا التاريخ تم بناءاً على أن الرسول صلى الله عليه وسلم سير هذا الجيش في بضع جمادى أي في العشر الأول من الشهر وبالتحديد في يوم الجمعة 9 جمادى الأولى وتحديد يوم الجمعة للسير تم بناءاً على حديث رواه الإمام أحمد أن عبد الله بن رواحة تخلف يوم السير ليصلي الجمعة مع النبي صلى الله عليه وسلم , والمسافة بين منطقة القتال والمدينة تقدر بـ 560كم تقطعها الجيوش عادة بمعدل ما بين أربعين وخمسين كم في اليوم أي أن السير لو تم بصورة سليمة وهذا ما تم فعلاً فسوف يصلون للمنطقة بعد أسبوعين تماماً أي يوم الجمعة 23جمادى الأولى , وثبت في الصحيح أنهم مكثوا ليلتين للتشاور في القتال ثم أنشبوا القتال أي يوم الأحد 25 جمادى الأولى والله أعلم . المكان / مؤتة – الأردن - الشامالموضوع / جيش الصحابة يصطدم مع جيش الروم . الأحداث إن الرسول صلى الله عليه وسلم معلم البشرية كلها ضرب لنا أروع الأمثلة وأفضل الدروس في كيفية التعامل مع النوازل والوقائع التي تحل بالمسلمين وإن الموقف الواحد كان يقطع فيه الرسول لو تدبرنا ما فيه من عبر وعظات لوجدت نفسك أمام ميراث هائل من الحكمة ونور النبوة في شهر جمادى الأولى سنة 8 هـ جهز الرسول جيشاً مقداره ثلاثة آلاف مقاتل وسيره إلى قتال الروم وكان السبب وراء أن رسول الله قد بعث الحارث بن عمير الأزدي بكتاب إلى عظيم بصرى فاعثر في طريقه شرحبيل بن عمرو الغساني وكان عاملاً على البلقاء بالشام من قبل قيصر الروم فأوثقه ثم ضرب عنقه وكان قتل الرسل يعد بمثابة إعلان للحرب , فجهز الرسول هذا الجيش للانتقام لمقتل هذا الصحابي والرسول صلى الله عليه وسلم يعلمنا بذلك مدى حرمة المسلم وقيمة دماءه التي سالت وهددت ظلماً وأن دم رجل واحد يهدر ظلماً يكفي لأن يعلن المسلمون الحرب على من أهدره ولو كان من أهدره هم أعتى جيوش الأرض وفي ذلك درس آخر في التوكل على الله عز وجل وحده والاستعانة به ضد أي قوة أرضية مهما عظمت . وجعل النبي على قيادة الجيش زيد بن حارثة فإن أصيب فجعفر بن أبي طالب فإن أصيب فعبد الله بن رواحة فقام أحد أحبار اليهود وهو النعمان بن فنحص فقال : يا أبا القاسم إن كنت نبيا يُصاب جميع من ذكرت لإن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام من بني إسرائيل إن استعمل الواحد منهم رجلا على القوم وقال : إن اصيب فلان لا بد أن يصاب ، ولو عد مائة . ثم التفت الى زيد بن حارثة 'أعهد فإنك لا ترجع أبداً إن كان محمد نبياً , فقال زيد أشهد أنه نبي صادق بار ' . سار جيش المسلمين وتعداده ثلاثة آلاف مقاتل بقيادة زيد بن حارثة حتى وصلوا لمنطقة معان من أرض الشام ونزل الروم الذين أرسلهم هرقل في منطقة مأب من أرض البلقاء بجيش عرمرم ضخم مثل البحر المتلاطم مكون من مائتي ألف مقاتل مائة ألف من الروم ومائة ألف من نصارى العرب والموالين للروم . وعندما رأى المسلمون ضخامة هذا الجيش وهم في عدد صغير وعلى مسافة بعيدة عن المدينة فمكثوا ليلتين يتشاورون في الأمر هل يبعثون للرسول لطلب مدد ؟ أم يقدمون على القتال فالجيوش ضخمة جداً قال أبو هريرة : 'شهدت مؤتة فلما دنا منه المشركون رأينا ما لا قبل لأحد به من العدة والسلاح والكراع والديباج والحرير والذهب فبرق بصرى , فقال لي ثابت بن أرقم 'يا أبا هريرة كأنك ترى جموعاً كثيرة ؟ قلت نعم ! قال إنك لم تشهد بدراً معنا إنا لم ننصر بالكثرة' وهذا ما ترجمه عبد الله بن رواحة تماماً عندما قام في الناس خطيباً عندما رأى ترددهم في القتال فقال : 'يا قوم والله إن التي تكرهون للتي خرجتم تطلبون الشهادة وما تقاتل الناس بعدد ولا قوة ولا كثرة وما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به فانطلقوا فإنما هي إحدى الحسنيين إما ظهور وإما شهادة ' فقال الناس قد والله صدق ابن رواحة .
عزم المسلمون المسلمون على القتال فالتقى الجيشان عند قرية مؤتة في معركة هائلة طاحنة جداً وكان أول الصفوف تقدماً هو قائد الجيوش الأول زيد بن حارثة الذي أخذ الراية وقاتل حتى شاط في رماح القوم ثم أخذ الراية من بعده جعفر بن أبي طالب فلما رأى شدة القتال نزل على فرسه ثم تقدم فقاتل راجلاً قتال الأبطال الشجعان واستبسل في القتال حتى قطعت يمينه ثم شماله ثم قتل فأبدله الله بدلاً من ذراعيه جناحين يطير بهما في الجنة , أخرج البخاري في صحيحه من حديث ابن عمر قال :'كنت فيهم في تلك الغزوة فالتمسنا جعفر بن أبي طالب فوجدناه في القتلى ووجدنا في جسده بضعاً وتسعين من ضربة ورمية , ليس منها شئ في دبره , ثم أخذ الراية بعدهما عبد الله بن رواحة فتقدم بها وهو على فرسه ثم تردد قليلاً وزين له الشيطان الدنيا ثم ألزم نفسه بالنزول وخاطب نفسه قائلاً : أقسمت يا نفس لتنزلنه .. لتنزلن أو لتكرهنه إن أجلب الناس وشدوا الرنة .. مالي أراك تكرهين الجنة ثم تقدم فقاتل قتال الأبطال فآتاه ابن عم له بعرق من لحم ليأكل فلما انتهى منه نهسة سمع صوت احتطام الناس في المعركة فقال لنفسه 'وأنت في الدنيا' ثم ألقاه من يده وأخذ سيفه يقاتل حتى قتل رحمه الله . هذا الموقف في حد ذاته عبرة وعظة من وجهين الأول أن قادة الجيوش كانوا في مقدمة الصفوف وأول من يستشهد فليس معنى كونه القائد أن يبقى بعيداً عن جنوده وميدان المعركة فمعنى القيادة هي الإمامة والأولية في كل شئ في التخطيط والتنفيذ والطعن والضراب . بعد استشهاد عبد الله بن رواحة حدث اضطراب في صفوف الجيش الإسلامي لمقتل القادة الثلاثة فأخذ ثابت بن أقرم الراية ونادى في الناس قائلاً : يا معشر المسلمين اصطلحوا على رجل منكم قالوا أنت قال ما أنا بفاعل المجال ليس فيه مكان للأنانية وانتهاز الفرص وطلب المناصب بل الأولوية للأفضل في هذه المواقف العصيبة فأخذ الراية خالد بن الوليد فدافع عن القوم وحاشى بهم حتى الليل ثم عمل مكيدة حربية رائعة حيث غير تنظيم الجيش فجعل الساقة في المقدمة والمقدمة والقلب ميسرة والميمنة قلباً وهكذا فلما أصبح الروم وجدوا الوجوه قد تغيرت والرايات تغيرت فظنوا قدوم إمدادات للمسلمين فأصابهم الرعب وفزعوا حتى ركب المسلمون أكتافهم وانتصروا عليهم انتصاراً هائلاً , والوحي يأتي للرسول صلى الله عليه وسلم بخبر الغزوة بالتفصيل ففي صحيح البخاري عن أنس بن مالك قال أن رسول الله نعى زيداً وجعفراً وابن رواحة للناس قبل أن يأتيهم خبر فقال 'أخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذها جعفر فأصيب ثم أخذها ابن رواحة فأصيب وعيناه تذرفان حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله حتى فتح الله عليهم ' ثم دعا له النبي فقال :'اللهم إنه سيف من سيوفك أنت تنصره ثم قال 'الآن حمي الوطيس' ولقد انتصر المسلمون على الروم انتصاراً هائلاً حتى إنه لم يقتل من المسلمين سوى اثنا عشر رجلاً فقط
هذه المسألة كانت نقطة خلاف بين المؤرخين وقد انقسموا لفريقين :
1- الفريق الأول ويتزعمه ابن اسحاق ومن وافقه أن حقيقة نصر المسلمين في المعركة هي قدرة خالد بن الوليد على المحاشاة بالجيش والانسحاب المنظم به حتى تخلص من جيش الروم الجرار واستدلوا على ذلك بفرار الجيش المذكور في الحديث عندما دخل الجيش المدينة قام الناس يحثون في وجوهم التراب ويقولون يا فرار فررتم في سبيل الله 2- الفريق الثاني ويتزعمه موسى بن عقبة صاحب المغازي والواقدي وغيرهم أن المسلمين قد انتصروا بالفعل انتصاراً باهراً هائلاً على الروم واستدلوا على ذلك بأدلة قوية صحيحة منها : 1- نص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في البخاري وفيه 'ثم أخذ الراية سيف من سيوف الله ففتح الله علي يديه' فاللفظ صريح بالفتح والانتصار ولا حاجة لتأويله وتفسيره بخلاف ظاهره 2- مارواه البخاري أن خالداً رضي الله عنه قال 'اندقت في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف وما ثبت في يدي إلا صفحة يمانية' وهذا يقتضي أنهم أثخنوا فيهم قتلاً وأمعنوا فيهم وهذا لا يكون من منسحب .
3- ما ذكره ابن اسحاق نفسه أن قطبة بن قتادة العذري وهو قائد ميمنة المسلمين حمل على مالك بن رافلة قائد العرب المتنصرة فقتله وأنشد في ذلك أشعاراً يفتخر بقتله وأسر نساءه وهذا القتل والأسر للنساء والذرية لا يكون من منسحب أو منهزم خاصة أن المقتول هو قائد الجيوش وطبيعي أن يفر الجيش بعد مقتل قائده .
4- طول فترة القتال في المعركة حيث أن القتال قد استمر لمدة سبعة أيام كما قال المؤرخون 5- قيام كثير من المسلمين بغنم أموال ومتاع كثيرة من قادة الروم نفسهم كما حدث في قصة الرجل المدوي 'حي من اليمن' الذي قتل قائداً من الروم وغنم سلبه وكان ثميناً جداً والسلب من القادة والأشراف دليل على النصر والفتح .
6- الرد على حديث الفرار والجمع بينه وبين الفتح أن الذي فرق القتال هم مجموعة من الجيش وليس الجيش كله , حيث لما التقى الجيشان فزع بعض المسلمين من ضخامة الجيوش الروسية ففروا حتى دخلوا المدينة أما بقيتهم فثبتوا وتذامروا فيما بينهم على القتال وانتصروا على الروم .
فالراجح إذا بعد عرض الأدلة إن المسلمين قد انتصروا على الروم انتصاراً هائلاً باهراً وكانت هذه الغزوة ملحمة بطولية فيها الكثير من العبر والدروس التي يجب أن يستفيد منها المسلمون خاصة في أيامنا تلك التي تاه فيها المسلمون عن مصدر قوتهم وسر عزمهم . منقول </H2>
__________________ |