3- لا ... لن نتفاهم مضى يومان منذ وصولها , قضت اليوم الأول في إخراج حاجياتها من الحقائب وترتيبها . وكان عليها أيضا أن تنظف السيارة والمقطورة . وفي المساء ركبت حصانها للتريض في المرج حتى تعوده علي المناخ الجديد . أما اليوم الثاني فقضته في استكشاف الجبال الشرقية.
وقد خلبت المناظر الطبيعية لبها . لم تقطع هذه المسافة أبدا من قبل, بدون أن تلتقي بأية علامة للمدينة ,فيما عدا بعض قطعان الماشية في الوادي . ومن العجب أن الأمسيات مرت بسرعة بالنسبة للفتاة . فهي تجلس في الشرفة حتى يختفي الضوء , بعد أن تعد طعامها وتطعم الحصان والكلب.
ولأول مرة منذ أسابيع تشعر ستاسي بالسكينة بين الطبيعة الصافية في الوادي حتى اختفي قلقها وحزنها . لم يعد هناك شيء يهم إلا أن تحيا ... كانت علي صواب عندما عزلت نفسها عن بقية الناس . ولكن جزءا منها لم يكن يريد الذهاب بالرغم من انه كان عليها أن تفعل ذلك.
وفي الليلة السابقة كانت قد كتبت رسالة إلي كارتر تخبره أنها وصلت بسلام وبدأت في الاستقرار . وفي هذا الصباح كانت تنوي أن تركب حصانها بحثا عن صندوق بريد في إحدى المزارع , حتى لا تضطر إلي الذهاب للمدينة لإرسال الرسالة . ولم تلحظ أية صناديق بريد عند مجيئها , ربما بسبب تركيزها علي الطريق.
دخلت الحظيرة وأخذت اللجام ثم اقتربت من الحصان الأحمر الذي بدأ يتراجع أمامها ز وتجاهلت علامات الغضب البادية عليه , وقالت وهي تقترب منه:
" حسنا يا ديابلو و لا تكن صعب المنال , الصباح أجمل من أن أضيعه في السيطرة عليك".
وقف الحصان متضايقا وهي تكلمه برقة .مدت يدها له ومد هو أنفه إليها بتردد, ثم نفخ برقة في يدها واستسلم لها وهي تلجمه وتسرجه . كان رد فعله للسرج يختلف في كل مرة , فتارة يقبله بهدوء , وتارة يتصرف كحصان صغير لم ير سرجا من قبل . وصفرت لكاجون , ليتبعها وركبت الحصان في اتجاه الطريق العمومي .
كانت أشعة الشمس تسقط علي ظهر الحصان النحاسي وتبرز بياض رداء الراكبة . وأخذ كاجون في فحص علامات الطريق , بينما انطلقت ستاسي علي الحصان في اتجاه المدينة ز وعندما أبطأت من سرعة الحصان لم يعجبه هذا فحاول التخلص من اللجام . وصارعت للسيطرة عليه حتى فاتها النظر إلي المناظر الطبيعية حولها . بيما الحصان يشب للخلف لاحظت أن السرج ينزلق من علي ظهره.
أوقفت الحصان , ونزلت . ولكن الحصان هاج وأخذ يضرب برجليه مانعا ستاسي من الاقتراب منه , وبينما كانت منهمكة في كبحه لم تلحظ اقتراب سيارة منها , فالتفتت ولكن الحصان مر بجانبها فأسرعت تشد اللجام.
أثارت ضجة السيارة ثائرة الحصان أكثر حتى استاحلت السيطرة عليه . حاولت ستاسي منع ديابلو من الانفلات وكانت تعلم أنها لن تستطيع الإمساك به أبدا إذا هرب في هذا الفضاء الواسع أمامها.
ونظرت ستاسي بطرف عينها فعرفت الرجل الأسمر , ذا القوام الفارع الذي خرج من السيارة واتجه إليها , أنه كورد هاريس من بين كل الناس وآخر شخص تود رؤيته الآن.
قال بصوت خفيض:
"يبدو أنك تواجهين بعض المشاكل يا آنسة آدامز؟"
قالت ستاسي في تهكم وهي تتنفس بصعوبة بسبب مجهود الإمساك بالحصان:
"يا لها من ملاحظة ذكية!"
أخذ الرجل منها اللجام وأشار لها أن تتراجع للخلف . جدد ديابلو معركته من أجل الحرية عندما رأي الرحل الغريب , ولكنه لم يستطيع مقاومة كورد الذي أمسك اللجام بقوة حتى استقر الحصانعلي أرجله الأربع , وبدأ يهدأ.
نظرت ستاسي لكتفي الرجل العريضتين بعضلاتهما القوية تحت سترته , وراقبته وهو يمر بيده علي عنق الحصان . لم تكن تتصور أن هناك من يستطيع أن ينتصر في صراع مع هذا الرجل القوى . في هذه اللحظة استدار لها كورد , والتقت عيناهما . وعلي الرغم من محاولتها لم تستطع منع نفسها من النظر في عينيه الداكنتين اللتين تشعان نار عميقة وغريبة. وكسر هو حدة الصمت قائلا:
" أنصحك بشراء حصان آخر . فمن الصعب علي فتاة صغيرة مثلك السيطرة علي مثل هذا الحصان "
" أشكرك ولكني لم أطلب نصيحتك ولا معاونتك".
"لم يبد لي أنك تقومين بمهمتك بمهارة , ولكن ربما كنت مخطئا ".
قالت وهي تشير إلي سيارته الأنيقة ذات اللون الذهبي والبني :
" كنت علي وشك السيطرة عليه , لولا مجيئك في هذا الشيء المزعج الذي زاد من ثورته".
"لم أكن أدري أنني يجب أن أستأذنك عندما أسوق سيارتي في طريق عام. إذا كان حصانك يخاف السيارات لا تركبيه حيث يتحتم أن يلتقي بها ".
وشعرت أنه أدي لها صنيعا , ولم تتصرف بلباقة فقالت بمرارة:
" آسفة . كان يجب ألا أقول هذا , إنه عصبي المزاج في بعض الأحيان مثل هذه المرة".
" أرجو ألا يحدث هذا كثيرا , وإلا وجدت جثتك في مكان ما بين الجبال , عندما يلقي بك ثانية".
" إنه لم يلق بي ,أنا التي نزلت لأصلح وضع السرج ".
نظر إلي السرج في عبوس قائلا:
" أعتذر لمهارتك كفارسة , ظنت انك افترقت عنه بطريقة أكثر مأساوية".
ضحكت وقالت:
" لا , ولو أن هذا حدث مرة أو مرتين".
أخذت تلاطف الحصان بينما راح كورد يصلح السرج , ثم استدار لمواجهة ستاسي وشعرت بنظرته واستدارت لتلتقي بها , ولكنه أدار بسرعة قبل أن تري تعبير عينيه . وعندما نظر إليها مرة آخري لم ينم وجهه عن أفكاره فأشاحت بوجهها فسألها:
"هل كنت تتجهين لمكان معين ؟"
" كنت أبحث عن صندوق بريد".
"صندوق بريد ! وأين ظننت أنك تجدين هذا الصندوق؟"
وعادت إليها كراهيتها لهذا الرجل المتعجرف فدافعت عن نفسها قائلة:
" كنت أقصد صندوق بريد خاص بأحدي المزارع , حيث يسلم رجل البريد الرسائل ويأخذها".
" آسف لتخليصك من وهمك يا آنسة آدامز , ولكن لا يوجد صندوق بريد من هنا إلي المدينة . لقد نسيت أن هذه البلاد ينقصها الكماليات التي يعتبرها أهل المدن ضروريات".
قالت بعصبية :
"لم أكن أعرف ذلك . ثم إني لا أعتقد أنه لطيف منك أن تحط من شأن إنسان بسبب جهله بأمر ما".
وواجه غضبها وتحديها بهدوء قائلا:
إنني لا أحط من شأنك , بل أريد أن أنصحك بأنك سترتاحين أكثر إذا عدت إلي حيث تنتمين".
"سيد هاريس ,لا أظن أن انتمائي من شأنك , والأفضل لك أن تبتعد عن طريقي حتى أنال شرف وداعك".
رمقها بغضب وأوشك أن يتكلم , ولكنه أغلق فمه . أما ستاسي فأصرت علي تحديها بالرغم من شعورها بالندم علي كلماتها المتسرعة . وقفا يرمقان بعضهما وفجأة أخذها المزارع بين ذراعيه .أمسك بها بقوة قائلا بشراسة :
" اسمحي لي أن أعاونك في طريقك".
وأذهلها تصرفه حتى أنها لم تحاول أن تقاومه ,بينما أخذ قلبها ينبض بشدة , وأدركت انها تلعب بالنار بتحديها لهذا الرجل. ووضعها بلا مجهود علي سرج الحصان ورمي لها حبل اللجام . فامسكت به , ونظرت إلأي عينيه المتوهجتين.
وقال باستهزاء :
" هذا ما أردت . أليس كذلك ؟"
ردت عليه بعد أن استعادت هدوءها:
"كما قلت من قبل يا سيد هاريس , أنا لم أطلب مساعدتك".
"إن الناس هنا لا يطلبون أي شيء . إنهم إذا أرادوا شيئا يفعلونه ".
أحس ديابلو بالتوتر بينهما وأخذ يتراقص . لم تجب ستاسي لاعتقادها بأن أي شيء تقوله سيزيد من حدة الموقف . ولم تشأ أن تثير غضبه مرة آخري لخشيتها من العواقب . واستجمعت رباطة جأشها بقدر الامكان وأدارت الحصان حول قوامه المهيب , وشعرت بعينيه تنظران لها وهي تعود بالحصان من حيث أتت . لقد كواها شعورها بالمذلة ,ولكن كبرياءها منعتها من الإسراع في انسحابها.
منعت نفسها بصعوبة من النظر ألي الخلف، ثم سمعت باب السيارة يقفل والمحرك يدار فأسرعت بدون توقف حتى وصلت إلي الكوخ. وتحول شعورها بالهوان إلي غضب جارف. بأي حق يعاملها هكذا؟ كان يتصرف كما لو كان من حقه أن يملي عليها ما تفعل, وأزاحت سرج حصانها بإهمال غير معهود, ثم جلست في الشرفة وهي ممتعضة. وأقشعر بدنها عندما تذكرت ما حدث. لو أنها قاومته, أو حتى شدت شعره الداكن أو خدشت وجهه! إنها لن تسمح لنفسها أن تضعف أمامه مرة أخري, وأقسمت أنه تقول له رأيها فيه بصراحة عندما يلتقيا مرة أخري
لم تهدأ كبرياؤها الجريحة, علي الرغم من جمال الطبيعة حولها. كان الوقت ظهرا ولكنها فقدت شهيتها للطعام فأخذت ثوب البحر وذهبت للجدول القريب من الكوخ .
غطست في الماء وكاجون ينتظرها ويحرسها في ظل شجرة قريبة . وبعد حوال ساعة خرجت من الماء وجلست مسترخية إلي جوار كلبها . هدأت أعصابها بعد مجهود السباحة , ولكن كراهيتها للمزارع المتعجرف بقيت كما هي . وفكرت في العودة لنيويورك ولكنها تذكرت نصيحة كورد هاريس بالعودة فلم تشأ أن تعطيهما أراد ووقفت قائلة:
"سوف نبقي يا كاجون . وأكثر من ذلك سوف نستمتع ,لن نتجنب مزرعة سيد هاريس حتى لولم يعجبه هذا , وغدا سأذهب إلي المدينة لأرسل الرسالة قبل أن يبعث كارتر بفرقة للبحث عنا".
عادت للكوخ وقد ارتفعت روحها المعنوية , وعلت وجهها إمارات الرضي . كانت متأكدة من أنها لن تدع كورد هاريس يتغلب عليها في أية مواجهة مقبلة بينهما.
وفي الصباح التالي تأخرت ستاسي في نومها فأيقظها كاجون. ارتدت ثيابها واعدت قهوتها. وأسرعت بإطعام الكلب و الحصان , وأمرت الكلب بالبقاء في الكوخ. ثم أستقلت الجاكوار إلي الطريق العام.
أسرعت في طريقها للمدينة، ولكن هذه المرة استطاعت أن تتأمل المناظر حولها. بدت الجبال الحجرية العالية,
كما لو كانت تحاول الوصول من البراري إلي السماء،بينما تغير لون قممها إلي الرمادي الداكن، مبرزة ألوان السهول الخضراء إلي أسفل. كان المنظر يسلب الألباب، بينما وزعت الأشجار بين الفينة و الفينة كما لو كانت علامات تعجب في الأفق.
مرت ستاسي بالمكان الذي التقت فيه بكورد هاريس بالأمس، فأسرعت لرغبتها في نسيان ذلك الحدث. ولكن روحها المعنوية هبطت فتجاهلت المناظر الطبيعية، وركزت علي الطريق. كان من الصعب أن تنسي نظرة عينيه القاهرة تنفذ أليها بإمعان وهي علي ظهر الحصان.
بعد نصف ساعة وصلت ستاسي إلي مدينة ماكلاود. كانت الشوارع هادئة من المارة.فأوقفت السيارة أمام مكتب البريد ثم دخلت , وحيت الموظف . وضعت رسالتها في صندوق البريد , وأوشكت أن تخرج لكنها عادت للموظف قائلة:
"معذرة , هل هناك أية رسائل لستاسي آدامز ؟"
"أنت الآنسة التي استأجرت كوخ نولان ؟ نعم كان لك رسالة ولكني أعطيتها لكورد ليوصلها لك , الم تقابليه ؟ قال انه يعرفك ,وانك جارته".
دهشت ستاسي وقالت :
"أعطيته رسالتي ؟ كان يعلم أنني سآتي للمدينة".
قال الرجل المسن :
"ربما نسي , وربما احضرها لك اليوم , فالناس هنا جيران طيبون".
حاولت التغلب علي غضبها وقالت :
"من فضلك احتفظ ببريدي مستقبلا حتى أتي لأخذه بنفسي".
قال وهو ينظر إليها بتساؤل :
"اجل يا آنستي ".
شكرته بهدوء وخرجت ووقفت وترددت , إذ كان من الذوق أن تذهب للسيدة نولان وتشكرها علي مجهودها الزائد لأعداد الكوخ ,
دخلت محل البقالة فوجدت موللي تتحدث مع شابة حمراء الشعر معها طفلان نشيطان يجران ذيل ثوبها .ابتسمت لها السيدة نولان ابتسامة عريضة . والتفتت إليها الشابة مبتسمة ابتسامة مرحبة مثل موللي التي قالت وهي تمسك بيدي ستاسي :
" ستاسي .كنت أتسال عن أحوالك ؟ قال كورد أمس انه التقي بك ويعتقد انك بخير".
عضت شفتها حتى لا تعلق تعليقا لاذعا عنك ورد وقالت:
"نعم ,أنني بخير وأحب الكوخ ,قال لي السيد نولان عن مجهودك لوضع اللمسة الأنثوية في الكوخ , وأريد أن أشكرك".
" لا تشكريني فقط اشكري ابنتي أيضا ".
وأشارت موللي للشابة الواقفة بجوارها وأكملت حديثها:
" يسعدني انك جئت لأنني كنت أتطلع للقائكما . ماري هذه هي ستاسي آدامز .وهذه هي ابنتي ماري بوكانان".
ابتسمت الشابة ومدت يدها لستاسي قائلة:
"إنني جد مسرورة للقائك أخيرا . لم يكن هناك حديث لامي إلا عن هذه الشابة الجميلة التي تسكن وحدها في الكوخ , ولكنها لم تعطك حقك".
"أشكرك ,لقد أشعرتني والدتك إنني في بيتي ".
ابتسمت ماري لامها مداعبة وقالت:
"ستظل أمي دائما كالدجاجة الأم التي ترعي الصغار , سواء كانوا كتاكيتها أم كتاكيت غيرها . لابد انك حزرت أن هذين الهنديين طفلاي . هذا جيف وهذا دوغال".
ركعت ستاسي لتسلم علي الصبيين:
قال جيف وهو يتأمل شعرها البني المتساقط حول وجهها البيضاوي الباسم:
"انك جميلة جدا , تكادين تكوني أجمل من أمي".
وضحكت ستاسي وشكرته , ونظرت ماري إلي ابنها الأكبر بغمز وابتسمت قائلة:
" لقد أسرته , أن ذوقه جميل مثل والده".
قالت موللي :
" بالطبع ,ولا تنسي هذا أبدا".
قالت ماري :
" أمي دائما تذكرني بتوفيقي في زواجي كأنه من الممكن إن انسي ذلك . هل أنت في عجلة من أمرك ؟ ألا تأتين لمنزلي لتناول القهوة".
استجابت ستاسي لصداقة السيدة الجذابة :
"سيكون هذا رائعا . إن سيارتي واقفة أمام ..."
"هذا حسن , سرنا إلي هنا والآن سنعود راكبين . أننا نسكن قريبا من هنا ".
قالت موللي:
" أسرعا كلاكما إذا , حتى استطيع أن أعود إلي عملي . اعتني بالولدين ولا تدعيهما يأكلان كل ألحلوي التي أعطيتها لهما".
أخذت ماري ستاسي إلي منزلها الجميل المبني علي طراز بيوت المزارع . وخرج الولدان رغما عنهما من السيارة , وفتحت ماري باب المنزل وانتظرت إن تسبقها ستاسي ثم قالت ماري :
" لقد أثارهما ركوب سيارتك وسيتذكران هذا لمدة طويلة".
تبعتها ستاسي إلي المطبخ الكبير قائلة:
" إنا أيضا استمتعت , فانا أحب الأطفال ".
" لن أقول لك انتظري حتى يكون لك أطفال لأني أحب الأطفال ولا أبدلهما بالدنيا وما فيها . أكاد اجن من الأمهات اللواتي يتذمرن من أولادهن".
جلست ستاسي الي المائدة قائلة:
" أنني افهم قصدك ولو أنني قليلة الخبرة بالأطفال ".
" قولي لي هل هناك من ينتظرك في بلدتك؟"
تذكرت ستاسي كارتر ميلز فقالت :
"تقريبا".
قالت ماري :
" تقريبا ! هل تقصدين انه لم يعرض الزاج بعد , وقد جئت لتشعريه بأنه يفتقدك؟"
ثم أحضرت القهوة وجلست إلي المائدة وسالت :
" بحليب أم بسكر؟"
أجابت ستاسي:
" لا . بل أريد قهوة سادة . لقد عرض علي الزواج قبل رحيلي ولكني لست واثقة من إني أريد الزواج ألان".
" هل تحبينه؟"
" اعتقد هذا . إنا لم اخرج مع شاب سواه , ونحن نعرف بعضنا بعضا جيدا لدرجة..."
" افهم قصدك . لم تريدي إن تتسرعي في قرارك خاصة بعد فقد والدك".
تنهدت ستاسي وقالت :
" ربما يكون ذلك من الأسباب".
شعرت ماري إن ستاسي في حيرة فقالت:
" ربما عاونك بعدك عنه إن تعرفي إلي أي حد تهتمين به . لحسن الحظ لم يكن لدي أي شك في شعوري نحو بيل . انه طبي المدينة وقد شعرت لحظة إن جاء إلي المدينة وتسلم عيادة الدكتور جيبون , انه الرجل الذي أريد إن أتزوجه.كنت في الثانية والعشرين من العمر , وكنت اعرف العديد من الشبان".
" إني أتساءل أذا كانت هذه هي مشكلتي . فقد كنت أسافر مع أبي في مهامه ,فلم ابق في مكان واحد مدة تسمح لي بمقابلة شبان في مثل سني , وعند عودتي كان كارتر دائما هناك . اعرف إنني افتتنت بأحد الصحافيين الذين عملوا مع والدي".
ضحكت ماري قائلة:
" اعتقد إن كل فتاة تمر بهذا . كان لي مثل هذا الشعور لكورد هاريس , كنت أطارده في كل مكان".
" كورد هاريس؟"
" نعم . لقد وقعت كل فتاة في المنطقة تحت تأثير سحره , في وقت من الأوقات".
وعلقت ستاسي :
" هذا الرجل عدو المرأة , لا أتصور إن يكون مهذبا مع أي شخص".
" أواكد لك انه ليس عدو للمرأة . انه يشعر بالمرارة بعد تصرف ليديا مارشال السخيف معه , ولكنها مسألة وقت حتى تأتي فتاة ما , وتحطم الدرع الذي وضعه حول نفسه , وستفهمين عن أي شيء أتكلم عندما يطلق العنان لجاذبيته , فأنه لا يقاوم ".
" انك تنظرين إلي فتاة تستطيع مقاومة سحره . انه بلا شك أكثر عجرفة وحقارة من أي شخص قابلته".
اخفت ماري ابتسامتها بصعوبة وقالت:
"أري انه ترك فيك تأثيرا واضحا . اعتقد انك تسرعت في الحكم عليه .حتى أذا تجاهلت وسامته الشديدة , وقوامه الفارع ستجدين فيه كل متطلبات الزوج والأب الفاضل . وإذا لم يكفك هذا فهو يملك اكبر مزرعة هنا ويكسب منها كثيرا ".
" هذا حسن , ولكني ارثي للمرأة التي ستتزوجه . لقد تسرع في حكمه علي وإنا لن أتسامح وأدير خدي الآخر ليلطمه".
قالت ماري وهي متحيرة :
" لا بد إن الشرر يتطاير من عينيك عندما تلتقيان , وهذا غريب , لقد ظننت إنكما ستتفاهمان..."
" لا إننا لن نتفاهم".
ولكن ستاسي لم تستطع إن تقص علي الفتاة المتفهمة حادث الأمس . فقد كان شعورها بالهوان أقوي من ان تتكلم عنه.
ودعت الأسرة الصديقة بعد الظهيرة , ووعدت بزيارتهم عندما تأتي للمدينة.
وصلت ستاسي للكوخ في اقل من ساعة حيث حياها كاجون , وهو يهز ذيله بشدة ودخلا معا للكوخ وهما سعيدان . وبينما تعد ستاسي العشاء لاحظت وجود رسالة علي المائدة التقطتها , ووجدت مظروفا تحتها . وقرأت الرسالة :
" آسف لأنني لم أجدك . تجرأت وأحضرت لك بريدك.
ك . ه ."
فمزقت الرسالة وألقت بها في المدفأة , وهي تقول بصوت عال :
" يا لأعصاب الرجل . آسف لأنني لم أجدك . أما أنا فلست آسفة ".
وبعد تناول طعامها أخذت قهوتها إلي الشرفة وقرأت رسالة كارتر والضوء يخبو
وهادا الفصل الثالث خلص
منتظرة ردودكم![thanks](images/smilies/eh_s20(19).gif) ![thanks](images/smilies/eh_s20(19).gif)
__________________ بسم الله الرحمن الرحيم
كلمتان خفيفتان على اللسان
ثقيلتان فى الميزان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم اشهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله بسم الله الذى لا يضر مع اسمه شىء
فى الارض ولا فى السماء
وهو العزيز العليم اللهم انت ربى لا اله الا انت خلقتنى وانا عبدك وانا على عهدك ووعدك ما استطعت اعوذ بك من شر ما صنعت وابوء لك بنعمتك على وابوء بذنبى فأغفر لى انه لا يغفر الذنوب الا انت ![722160360](images/smilies/smiles/722160360.bmp) |