الرد على الشبهات المثارة حول عمرو خالد بأسلوب علمي محترم بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إخواني وأخواتي الاعزاء هذه المواضيع مقتبسة من كتاب عمرو خالد بين ناقديه ومادحية دراسة منهجية في كيفية الرد على الشبهات وتصحيح الأخطاء هذا الكتاب لاخوكم / محمد نجاتي سليمان ::::::: راجعه وقدم له الدكتور / عبد الرحمن البر وبإذن الله الكتاب سيكون فى معرض القاهره الدولى للكتاب فانتظرونا والآن نبدأ ببعض ما جاء فيه رأي فضيلة الدكتور / عبد الرحمن عبد الحميد البر أستاذ علم الحديث في جامعة الأزهر الشريف على فكره الدكتور عبد الرحمن من بلدي وحنا جيران وكان بيصلي بينا الجمعه اليوم فى الأستاذ عمرو خالد والنقد المثار حوله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه واهتدى بهداه. وبعد ؛ فإن الدعوة إلى الله أفضل الأعمال وأزكاها، وأقربها إلى الله زلفى )َمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ([فصلت/33]. ولم لا ؟ وهي عمل أنبياء الله ورسله سادة الخلق والدالين على الحق ؟ وهذا نبينا r يقول لعلي t وهو يفتح خيبر: «انْفُذْ عَلَى رِسْلِكَ حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الإِسْلاَمِ ، وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَقِّ اللَّهِ فِيهِ ، فَوَاللَّهِ لأَنْ يَهْدِىَ اللَّهُ بِكَ رَجُلاً وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ » (متفق عليه) ولذلك اشتغل بها الموفقون ، وتسابق إليها العقلاء والمجتهدون على مر العصور وتوالي الدهور، وبرز في سمائها نجوم لوامع على مدار التاريخ، كان منهم العلماء والمفكرون والفقهاء والمجتهدون، وكان منهم من اشتغل بالوعظ دون الفقه ، فأبدعوا وجودوا ، وقدموا نماذج ومثلا كريمة ، وكانوا منارات لهداية الحائرين ودلالة السالكين إلى طريق رب العالمين . وما بين الحين والحين يخرج الله من بين دعاة الأمة من يجدد ويبتكر في طرائق العرض ووسائل الدعوة، بما يجذب الشاردين إلى الطريق المستقيم، ويرد الضالين إلى الحق المبين. وممن وفقه الله إلى ذلك في هذه الأيام أخونا الكريم الأستاذ عمرو خالد الذي انتقل بالدعوة من أجواء المساجد إلى كثير من الساحات التي لم تكن لتنتقل إليها لولا جهود المبدعين والمبتكرين من أمثاله، وتفنن في عرض قيم الإسلام بشكل مبسط لفت إليه الأنظار وزرع له قبولا في القلوب وفتح له سبيلا إلى نفوس كثيرة ، كانت بعيدة عن ميدان الخطاب الدعوي ، فجزاه الله خيرا. ومن الطبيعي أن يواجه الأخ الأستاذ عمرو قلقا ونفورا وربما استياء ومواجهة من بعض الشيوخ الذين يمارسون – ولو من غير قصد- ما يشبه الوصاية والمسئولية على الدعوة والمشاركين فيها ، ويعدون من ليس على خطهم ، أو من خالفهم في مسائل فقهية مما يسوغ فيها الخلاف ، خارجاً عن نطاق الدعوة وحملتها ، وليس مؤهلاً للدخول في خضمها ، ومن ثَم يعملون – ولو من غير قصد أيضا- على قمع العقول المجددة والمواهب المستنيرة ويسعون في إقصاء المؤثرين والمبدعين ، لا سيما من يصغرهم سنا ، ويعملون وفق رؤية أحادية تعتز بما لديها، وترفض تفهم وجهات النظر الأخرى ، ويعادون ويوالون في توافه الأمور وفي خلافات علمية سائغة ، وتخرج بالخلاف اليسير إلى باب الولاء والبراء ، وربما جرها ذلك إلى اللدد في الخصومة، والتفتيش عن النيات واتهام المقاصد وتشويه الجيد وتضخيم التافه من الأخطاء. ولست أنكر أن أخانا الأستاذ عمراً وغيره يقعون في بعض الأخطاء ، فتلك طبيعة بشرية ، ولكن الذي ينكره صاحب القصد السليم أن يتم تضخيم الأخطاء وتصغير الحسنات، وأن ينظر للإنسان بعين واحدة، لا ترى غير السيئات، مع أن الله تعالى يقول ﴿إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ﴾ [هود/114]. ولذلك فإنني أدعو إخواني من أهل العلم والدعاة إلى مراعاة أدب الخلاف وقواعده الأخلاقية والعلمية عند تقويم الآخرين ونقد ما لديهم وما قدموه من عطاء، وأن يذكروا أننا دعاة ولسنا قضاة، وأن تبصير المنتبه وتذكيره يجب أن يكون بأسلوب لائق ، وأن يكون شعارنا ونحن نقدم النصيحة للآخرين قول الله تعالى ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾ [البقرة/83] ، وقوله تعالى ﴿وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [النحل/125] ، وقوله تعالى ﴿وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [الإسراء/53] ، فذلك أدعى لقبول النصح والتجاوب مع النقد ، ولا بأس أن أذكر نفسي وإخواني بأهم الضوابط والقواعد الأخلاقية والعلمية التي يجب مراعاتها عند الاختلاف مع الآخرين . 1 – إخلاص النية لله في طلب الحق ومعرفة الصواب ، وترك الرياء والمماراة والتعالي بالعلم على الناس . 2 – العدل مع المخالف وإحسان الظن به ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [المائدة/8] . 3 – انتقاء الألفاظ اللائقة عند مخاطبة أهل العلم أو الدعوة أو الحديث عنهم ، وترك اللدد والمماراة في الخطاب. 4 – عدم المبالغة في تعظيم الشيوخ الأقرب إلى القلب أو المذهب أو الجماعة ، أو المبالغة في تضخيم أخطاء الشيوخ المخالفين وترك الطعن والتجريح في محاورتهم.. 5 – البعد عن تصيد الأخطاء والزلات العارضة للمخالفين ، وعدم العمل على نشرها أو إذاعتها . 6 - التركيز على موضوع الخلاف ؛ لا على مثالب المخالف . 7 – التماس العذر للمجتهد العالم بالأدلة الشرعية إن غابت عنه بعض تلك الأدلة أو ذهب في تأويلها مذهبا مخالفا . 8 – مراعاة أن المسائل الفقهية الخلافية ليست مجالا للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، أو ليست محلا للإنكار الشديد فيما بين العلماء المختلفين في الرأي ، بل هي محل للمناقشة وإيراد الحجج والأدلة للترجيح والتضعيف . 9 – الاختلاف الفقهي ليس مدعاة للتأثيم والطعن في دين المخالف ، وغاية ما يمكن أن يقال فيه : إنه اجتهاد إن أصاب صاحبه فله أجران ، وإن أخطأ فله أجر واحد . 10 – نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه . 11- الرجوع إلى الحق متى ظهر وعدم الاستكبار عنه أو التماس المبررات والمعاذير للخطأ ، فإن الأئمة الكرام كانوا لا يترددون في الرجوع عن الرأي إذا ظهر لهم خطؤه ، ولا يجدون أدنى غضاضة في إعلان خطئهم والرجوع إلى ما ظهر صوابه ، وقد كثرت النقول عنهم في ذلك ، فنقل عن الشافعي وغيره قوله « رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب» وليس هناك أحد أعطاه الله موثقا من الغلط أو أمانا من الخطأ ، بل وصف الله عباده بالعجز والحاجة ووصفهم بالضعف والعجلة ﴿ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا﴾ [النساء/28] ﴿ خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ ﴾ [الأنبياء/37] ﴿ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ﴾ [يوسف/76]. وهذا الشافعي قرأ عليه تلميذه المزني كتاب الرسالة ثمانين مرة ، فما من مرة إلا وكان يقف على خطأ فقال الشافعي : هيه ! أبى الله أن يكون صحيحا غير كتابه . إذا ثبت ذلك فلا ضير أن يرجع الإنسان عن رأي أحد الشيوخ إذا رأى أن الحق على خلافه ؛ لأنه إذا كان صاحب الرأي نفسُه يرجع إلى الصواب ، فالمقلِّدُ له أولى بالرجوع إلى الصواب متى ظهر له ، ومن أروع ما وصلنا من ذلك : ما ذكره القاضي عياض بن موسى اليَحْصُبِي عن أبي يوسف القاضي ومحمد بن الحسن صاحبي أبي حنيفة وناشري مذهبه في العالمين أنهما رجعا عن ثلث مذهب شيخهما أبي حنيفة ، حين رأيا الدليل على خلاف قول إمامهما ، وليبس ذلك بقادح في أبي حنيفة ولا في تلميذيه المباركين ، فإن ما ظهر لهما من الأدلة لو اطلع عليه أبو حنيفة لقال به ، بل لقد كان الواحد منهم يشكر من دله على خطئه أو أبان له عن فساد ما مال إليه من الرأي . 12- عدم التفرق واختلاف القلوب ، فأئمتنا الكرام اختلفوا في أكثر مسائل الفروع في الدين ، ومع هذا لم يكن اختلافهم داعيا إلى الفرقة ولا باعثا على القطيعة ولا دافعا إلى السب أو الشتم أو التجهيل والتسفيه والتحقير ، فضلا عن التفسيق والتبديع والتضليل ، بل غاية ما كان يدور في صدر الواحد منهم أن مخالفه أخطأ في تلك المسألة لا في كل المسائل ؛ وهاكم بعض النماذج من أدب العلماء في الاختلاف : نماذج من أدب العلماء في الخلاف 1- قال الذهبي في سير أعلام النبلاء : قال يونس ( ابن عبد الأعلى ) الصدفي : ما رأيت أعقلَ من الشافعي ! ناظرتُه يوما في مسألة ثم افترقنا ، ولقيني فأخذ بيدي ثم قال : يا أبا موسى ، ألا يستقيم أن نكون إخوانا وإن لم نتفق في مسألة ؛ قال الذهبي : قلت هذا يدل على كمال عقل هذا الإمام وفقه نفسه فما زال النظراء يختلفون . 2- قال أحمد بن حنبل :لم يعبر الجسر إلى خراسان مثل إسحاق ( ابن راهويه ) وإن كان يخالفنا في أشياء ، فإن الناس لا يزال يخالف بعضهم بعضا . 3- عن العباس بن عبد العظيم العنبري قال : كنت عند أحمد بن حنبل وجاءه علي بن المديني راكبا على دابة ، قال : فتناظرا في الشهادة ( يعني الشهادة بالجنة لمن شهد بدرا والحديبية ولمن جاء نص في استحقاقه الجنة ) وارتفعتْ أصواتهما ، حتى خفتُ أن يقع بينهما جفاء ، وكان أحمد يرى الشهادة ، وعلي يأبى ويدفع ، فلما أراد عليٌّ الانصرافَ قام أحمد فأخذ بركابه . 4 - مما جاوب به مالكُ بن أنس العمريَّ العابد وهو عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله بن عمر : كتب إلى مالك يحضه على الانفراد والعمل وترك مجالسة الناس في العلم وغيره ، فكتب إليه مالك : إن الله تعالى قسم بين عباده الأعمال كما قسم الأرزاق ، فرب رجل فتح له في الصلاة ولم يفتح له في الصوم ، وآخر فتح الله له في الجهاد ولم يفتح له في الصلاة ، وآخر فتح له في الصدقة ولم يفتح له في الصيام . وقد علمتُ أن نشرَ العلم وتعليمه من أفضل أعمال ، وقد رضيتُ بما فتح الله لي فيه وقَسَم لي منه ، وما أظن ما أنا فيه بدون ما أنت فيه من العبادة ، وكلانا على خير إن شاء الله . 5 - وقال ابن مهدي : كنا في جنازة فسألته (يعني الحسن بن عبد الله العنبري) عن مسألة فغلط فيها فقلت له : أصلحك الله ! القولُ فيها كذا وكذا. فأطرق ساعة ثم رفع رأسه فقال : إذاً أرجع وأنا صاغر ، لَأَن أكون ذَنَباً في الحق أحبُّ إليَّ من أن أكون رأسا في الباطل . وفي الختام أرجو أن يقدم الإخوة العلماء والدعاة من أنفسهم نماذج جديدة لهذا الأدب العالي في الاختلاف ، حتى لا نكون مخلب قط للكارهين للإسلام وللدعوة ، الذين يتربصون بالإسلام ودعاته، ويستغلون سوء التعبير عن الرأي من بعض الدعاة في تنفير الناس من الدعوة والدعاة، وليذكر كل منا أنه على ثغر من ثغور الدين فلا يؤتين من قبله، ولنتعود شكر الجميل والصنيع الحسن لمن وفقه الله إليه، مع تقديم النصيحة لمن أخطأ بشروطها وآدابها اللائقة، والله ولي التوفيق . وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم . وكتبه أبو محمد عبد الرحمن البر أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر
__________________ عاهدت أحبتي ما دمت حيا.... اني على وفائهم سأبقى.... ولو باعتنا الليالي دهورا.... فحبي لهم في الله يرقى.... اجوب لهم ذكريات اخاء.... وما مثل اخائهم يوما سألقى.... |