بداية النقد للداعية عمرو خالد .. كيف ومتى بدأت ؟ بسم الله الرحمن الرحيم بداية النقد كانت بداية ظهور عمرو خالد على قناة أرضية وهى " القناة الثانية " في التلفزيون المصري .!! وكأن " القناة الثانية " في التلفزيون المصري كانت تنافس " القناة الأولى " في نفس التلفزيون خاصة أن " القناة الأولى " كان يظهر عليها فضيلة الشيخ / محمد سيد طنطاوي في برنامج " حديث الروح " في حين أن هذا الشاب " عمرو خالد " قد أعد على القناة الثانية برنامج " إسلامنا " الذي حدثنا فيه عن الأخلاق والعبادات بطريقة أدت إلى جذب أنظار المستمعين إليه ، وبما أن النجاح في مصر له حدود تم إيقاف برنامج " إسلامنا " الذي يقدمه الشاب عمرو خالد لأسباب غير معلومة ؛ فواصل دروسه في النوادي " كنادي الصيد " وفى المساجد " كمسجد الحصري " . الدعاة الجدد كان مطلع الألفية الثانية عموما بداية ظهور دعاة أُطلق عليهم ( الدعاة الجدد ) نظراً لبساطة المواضيع التي يتحدثون فيها ، بصورة لم يعتد الناس رؤيتها ؛ فهم شباب حليقو اللحى أو مقصروها ، بزي رجال الأعمال وأساتذة الجامعات، يتحدثون في الدين ويستقطبون إلى المساجد عدداً كبيراً من أبناء عِلية القوم وخاصة الذين اشتهروا ببعدهم عن الله .. بل ووصل الأمر إلي ظهور بعض الفنانات والمذيعات محجبات إثر تأثرهن بخطاب هؤلاء الذين يطلق عليهم لقب الدعاة الجدد والذين كان في مقدمتهم الداعية عمرو خالد .. فأصبح الأمر حديث المدينة ، فلم تألُ بعض الصحف المحلية جهداً في انتقادهم ، وقد ركزت الصحف في النقد علي الداعية الشاب صاحب المحاضرة الأسبوعية في مسجد الحُصري والتي يحضر له فيها أسبوعياً ما يقرب من ثلاثين ألفاً ؛ بين شاب وفتاة لم تتجاوز أعمارهم الثلاثين عاماً في الغالب ؛ وكان هذا الشاب هو الداعية عمرو خالد .. النقد من كل مكان اتهمته بعض الصحف بالسطحية العلمية ، وذرفت دموع التماسيح على قداسة المهمة الدعوية المنتهكة من قِبل سهولة خطابه ورقته وبساطته ؛ فاستنفرت مشيحة الأزهر لإصدار قرار يدين خروجه عن النمط الدعوي التقليدي ، ولكن لم تُجدِ المحاولة نفعا .. ثم أتت مجلة روز اليوسف بصور له وهو يتحدث ، وصور لأحد دعاة النصارى في الكنائس - وكانت في الحقيقة الصور بها تشابه في حركات اليد وطريقة التعبير التي عُرف بها عمرو خالد - لتوحي للقراء أن عمرو خالد تعلم أسلوبه الدعوي داخل الكنيسة من ذلك القسيس(1) ..!!! ثم تطور الأمر بعد ذلك إلى استحداث الأكاذيب، فتطوعت إحدى المجلات الشهيرة لاختلاق تهمة امتلاك الرجل شركة إنتاج شرائط كاسيت تجني أموالا طائلة من جيوب عامة الشعب من خلال بيع تسجيلات محاضراته الشهيرة . ثم أخذ الأمر بُعدا هزلياً عندما أصبحت كل كلمة أو حركة يأتي بها محل سخرية ، حتى أن بكاءه في إحدى الحلقات بدا لبعض الكُتاب المتربصين مصطنعا أو تمثيلياً بشكل لا يقبل الشك !!!. ثم بدأت بعض أصوات الدعاة الآخرين بالارتفاع للتنديد به ، وتجريح بعض مقولاته بشكل متهافت ، وفي صورة توحي بالغيرة في أبسط صورها المألوفة . ثم تحولت الأنظار إلى تمحيص خطابه الدعوي ومحاولة استخراج بعض السقطات التي يمكن أن تشكك في عقيدته ، ووُظفت في ذلك بعض الأقلام المتخصصة التي أعلنت كفر الرجل وخروجه عن الملة ..!!! ولا عجب في ذلك خصوصا إذا علمت أن بعض العاملين في مجال الدعوة من مرضى القلوب ؛ منهم قد شاب شعره في طلب العلم وتحصيله يأبى أن يأتي شاب صغير ، حليق اللحية ، مهندم الثياب ، ليسحب بساط الدعوة من تحت قدميه !! ؛ خاصة أن منهم الذين اعتادوا على احتكار الدين ، فلا يتحدث فيه سواهم ؛ وإن تحدث فيه غيرهم ، فهو بالضرورة جاهل أحمق ، أو ضال مضل !! . فإن لميجدوا له أخطاء .. اخترعوا له الأخطاء ، ولفقوا حوله الأكاذيب ، وتحايلوا حتىيُشوهوا مظهره ، ويهونوا من شأنه،وإن وصل بهم الأمر إلى تكفيره بحُجة أنه " متفلسف جاهل "(1) ..!! وهكذا كانت بداية النقد - بدون تفصيل - للداعية عمرو خالد .. وفيما يلي عرض لبعض الانتقادات الموجه له ، والتي تأثر أصحابها بالهجمة الشرسة على الداعية عمرو خالد ؛ فأحبوا – والله أعلم – أن يكون لهم دور في التحذير من الرجل ؛ خصوصا لما وصلهم عنه من كلام مبتور من السياق ، ومقاطع من محاضراته غير مكتملة النص ؛ لذا أحب أن أشير أنه ليس معنى ردي عليهم هو الإنقاص من شأنهم ، أو التعدي على حقهم في النقد له ، ولكن الهدف كُل الهدف أن نبين الصواب ، والله المستعان .
__________________ عاهدت أحبتي ما دمت حيا.... اني على وفائهم سأبقى.... ولو باعتنا الليالي دهورا.... فحبي لهم في الله يرقى.... اجوب لهم ذكريات اخاء.... وما مثل اخائهم يوما سألقى.... |