دعوة مفتوحة للحب في الله والتعاون على البر والتقوى
أ.د. صلاح الدين سلطان
إخواني وأخواتي: قيادات العمل الإسلامي في جميع أنحاء العالم الإسلامي .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد فأتقدم إليكم من قلب يفيض حباً وتقديراً بالتهنئة برحمات شهر رمضان، وأشهد الله أن هذه دعوة من أخ لكم ليس وراءها إلا محاولة متواضعة لفتح الطريق لتأكيد أوثق علائق الحب في الله والتعاون على البر والتقوى. إخواني وأخواتي: من واقع إدراكنا جميعاً أن وحدتنا فريضة شرعية وضرورة واقعية وأن فرقتنا تسود وجوهنا يوم لقاء ربنا، وتمزق صفنا وتضاعف جراحاتنا في نظام عالمي جديد شعاره مع المسلمين إما أن تعيش مفتوناً أو أن تموت مقتولاً في الوقت الذي يعدنا ربنا بالعز والنصر والتمكين والفوز المبين إذا اجتمعت القلوب وتصافت الصدور، وتعاضدت الجهود، نتجرع آلام الماضي رغم فداحته، ونتجمع لإصلاح الواقع رغم صعوبته. والشاعر يقول: لا تحسبن المجد تمراً أنت آكله لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا لقد أحس الأوروبيون بخطر الإذابة في النظام العالمي الجديد فوحدوا صفوفهم رغم الحروب والويلات والمواجهات من القادة أنفسهم، وأصدر الفاتيكان وثيقة تبرئة اليهود من دم المسيح وصار لليهود وحاخاماتهم، وللكاثوليك بابا الفاتيكان وللبروتستانت مجلس الكنائس العالمي وللبوذين والهندوس والسيخ دجالوهم من قياداتهم، فهل نعجز أمة القرآن والسنة النبوية أن تكون لنا قيادة واحدة لنعذر في فرقة هذه الأمة؟ إننا إذا فعلنا فسيكون شرف الدنيا والآخرة، ووراء كل منا رجال ونساء يتطلعون إلى وحدة قلوبنا وتفاهم عقولنا، والتقاء جهودنا، وإذا لم نفعل فوالله ما نحن بخير من حكامنا الذين يختلفون في النقير والقطمير. ونحن من باب الانصاف لم يفرض علينا النظام هنا أي قدر من الاختلاف، بل هو صناعة أيدينا. مما أرجو مع نفحات هذا الشهر الكريم أن نبدأ مشوار الوحدة ديانة لا سياسة، وحباً لبعضنا وليس ابتسامة مرسومة على شفاهنا، وأن نتحرك معاً بروح الفريق الرباني شعارنا " إنا إلى الله راغبون " دعونا نلتقي تحت هذا الشعار نفتح القلوب للحب أولاً، ثم نفتح العقول للحوار ثانياً، ثم أخيراً نفتح الطريق إلى وحدة صفنا دون تدخل في الشئون الإدارية والمالية لأية مؤسسة، ونحن نعيش في الغرب ونرى صور الوحدة الكونفدرالية أو الفيدرالية، فهل نعجز أن نحقق وحدة إسلامية أرقى منها ؟ إنني أرجوكم بالله تعالى الذي جمعنا أن نفكر جدياً كيف نجمع صفنا ونتغافر فيما مضى، ونخطط لما بقى. جعل الله يومنا خيراً من أمسنا وغدنا خيراً من يومنا