09-04-2010, 10:33 PM
|
|
الفصل الأول:
((2)) دموع غبية ************
كان ما حدث كله في يوم الجمعة، وطبعا كان يوما كئيبا لأن بعده سبت، دوام، وأنا لم انم الا ساعتين لكثرة التفكير "والحوسة على السرير" محاولة ان اجعل مخي ثابتا كيلا يطير مني..
وعندما صحوت صباحا.. احسست ان كل خزعبلاتي امس واحراجي لا داعي لها..
التقينا انا وحصة في الجامعة.. قالت لي حين رأتني وهي عابسة: "ليه ما دقيتي علي امس اكمل لك السالفة لان الثابت حقنا يستقبل بدون ارسال هاليومين.." لم ارد عليها كنت ميتة من الجوع للنوم..
دخلنا الكافتيريا "أبي اخذ لي نسكافيه مع حليب يمكن اصحصح شوي" قلت شاردة.. وكانت هي تهذر وتثرثر عن "شوفي هالحولة شلابسة والدكتوره الفلانية متسببة.." الخ من سوالف الصباح العادية
وانا اشرب النسكافيه بهدوء وغائبة تقريبا عن الوعي.. الى ان قلت لها فجأة: "حصة! شتسوين لو انك طحتي من الدرج في الجامعة بس ما صار لك شي ولا تكسرتي بس كل البنات كانوا يطالعون فيك ويتبسمون؟"
قالت وفتحت عينيها على شكل دوائر ورفعت حاجبيها: "يووووووووووو.. كان مت فشيلة ولا جيت الجامعة اسبوع.."
تضايقت من جوابها وقلت: "لا عادي.. يعني كل الناس تطيح وتغلط صح؟.." ردت علي: "شفيك اليوم مش طبيعية؟..."
قلت باحباط وانا انزل اكتافي وانظر الى كوبي بيأس: "لا ما فيني شي عادي.. قومي لا نتأخر عن المحاضرة بس.."
كان يوم السبت كما هو متوقع.. سبت يعني ماذا سيكون.. كئيب وممل وطويل ووراءه اسبوع مزدحم بالمحاضرات وختام الاسبوع مسك اختبار اصعب مادة رأيتها في حياتي مالية شركات أوفففف.. "الله يعين ويسهل يارب"..
بعد انتهاء اليوم كنت انتظر السيارة مع حصة وانا مهمومة وحالتي لله .. سألتني بحنان: "سلوى من جد شفيك؟ .." قلت لها وانا اهز راسي ببطء : "ولا شي.." لكن تفاجأت انها تقول لي: "وهالدموع؟" انتبهت اني كنت ابكي بهدوء وصمت.. قلت لها: "ههههه دموع غبية لا تهتمين.." نظرت الي بعتب: "يعني ما تبغين تقولين لحصوصة؟ "ضحكت وقلت لها: "انا بس تفشلت امس .." وقلت لها القصة فماتت ضحكا مني فانحرجت أنا أكثر..
ولما رجعت للبيت كانت مخدتي تنتظرني.. ابكي واضربها واقول لنفسي كل حين: "غبية غبية غبية.."
لكن بكل غباء وجنون اكثر ذهبت الى الصالة اكثر من مرة وانا اتحين فرصة لا يكون سي السيد موجودا فيها حتى اتصل بحصة، واخيرا سرقت التليفون ودخلت غرفتي وانا اضغط الارقام وابكي.. كلمتني ام حصة.. حاولت أن يكون صوتي طبيعيا.. لكن لما قالت حصة : "الو.." انفجرت بالدموع وكأن لي ميتا فجعت به للتو.. ارتاعت البنت وقالت لي: "هدي يا الخبلة كل هذا علشان الفشلة لا يكون خطيبك الرجال وانا ما ادري.."
تفاجأت من كلامها واحمر وجهي.. قلت لها باستنكار: "اش هالكلام يا مجنونة انا بس منحرجة.." قالت لي: "لا انتي مش منحرجة بس انتي رايحة فيها.. قولي لي بالضبط شفيك.."
قلت لها: " ولا شي ولا شي خلاص باي.. " اغلقت السماعة وانا مغتاظة من حصة وقلت لنفسي: "ولا اكلمها في هالموضوع مرة ثانية.."
وقبل ان انام وكأن الله شاء الا انام لليلتين متواليتين ذهبت الى المطبخ ورأيت امي تثرثر مع اختي الكبيرة هند.. قلت لها: "هنيدة!! متى جيتي؟ " .. ردت علي: "صح النوم جيت من العصر وانتي ولا انتي هنا.."
قلت لها: "غريبة اجل ما شال فهودي البيت شيل زي عوايده حتى اعرف انك جيتي.." قالت: "لا فهودي مع ابوه مفتكة منهم انا اليوم بينام عند جدته ام ابوه وبيجون بكرة العصر ياخذوني.."
ابتسمت، وخرجت معهم حتى تكملان الثرثرة في غرفة هند... كانت امي تتابع سالفتها: "عاد ابوك قال المفروض الحق لهم احنا اللي نزورهم ونتحمد لمحمد على السلامة ونبارك له الشهادة العالية.."
لفت انتباهي ذكر محمد والشهادة و.. و .. ارهفت السمع وانا صامتة ولا اعلق.. قالت هند:" يا حليله والله كبر انا علمي فيه لما كان في متوسط صحيح السنين تركض.. " قالت امي: "مسكين هالولد ما له حظ.. من خطب وهو متعذب مع هالبنت.."
سألتها هند: "هي مثله صح؟ " قالت امي: "ايه بس من زينها تتدلع وشايفة نفسها وعمك ما يحبها.."
طبعا انا لم افهم نصف الكلام لكن استحيت ان اسأل واتدخل وكأني احسست بالذنب لو سألت.. لكن جاء صوت هند يقطع شرودي وهي تقول: "خلاص اروح لهم معك بكرة اذا الله اراد.. تروحين سلوى معنا؟"
جاوبت بسرعة: "انا؟ لا لا .. عندي اختبارات.."
قالت هند وهي تبتسم: "لا تخافين عمي عثمان ما رح ياكلك.."
وبصراحة كانت فكرة ان ازور عمي عثمان هذه بحد ذاتها مصيبة.. "مع ان زوجة عمي هادية وطيوبة لكن عمي هداه الله على طول مسفل في الجيل الجديد ولا يعجبه احد.."
كنت اكلم نفسي.
لكن الحقيقة طبعا التي لا تعرفها هند اني كنت مرتبكة اخر ارتباك لمجرد اني ساذهب الى بيت حضرة المثقف الذي كان يكتم ضحكته وهو يسأل عن ابي.." يووووه ليه انا مش قادرة انسى هالموقف السخيف؟؟..."
ذهبت لغرفتي ومخدتي تنتظر ان اضربها وادوسها وانا احاول النوم.. وطبعا كانت ليلة ليلاء.. الوقت الذي نمت فيه رأيت احلاما تشبه وجهي الى حد كبير..
لكن قفزت من السرير وانا اقول لنفسي: "ليه يعني ما اروح؟.. خايفة منه انا ولا من اشكاله.. بروح يعني بروح.. "
وكنت ساتهور واخرج من غرفتي وابلغ امي وهند بقراري لولا اني اكتشفت ان الساعة الثالثة والنصف صباحا.. ********* |