عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 09-05-2010, 01:46 PM
 



النخبة البريطانية تتجه لاعتناق الإسلام






قالت الصنداي تايمز إن 14 ألف بريطاني أبيض. وبعضهم من صفوة المجتمع ومن الطبقات المثقفة والعليا. قد اعتنقوا الدين الإسلامي.

وفي المقال الذي كتبه نيكولاس هيلين وكريستوفر مورجان يقول إن بعض هؤلاء من كبار ملاك الأرض أو من المشاهير أو من الاثرياء. كما ان أغلب هؤلاء قد تأثروا بكتابات تشالز لو جاي ايتون الذي كان دبلوماسيا وكتب كتابا بعنوان “الإسلام وقدر الإنسان”. ويقول ايتون في كتابه “إن المسيحية اليوم قدمت تنازلات امام هجوم المدنية الكاسح وصار الكثير من مسيحيي الغرب يشعرون انها لا تقدم الخلاص الروحي المطلوب. أما الإسلام فلم يقدم تلك التنازلات”. وقام يحيي بيرت “الذي كان اسمه جوناثان بيرت في السابق” مدير عام بي بي سي الأسبق. بدراسة حول التحول من المسيحية إلي الاسلام بين البريطانيين البيض. وعلي هذا المستوي انتشرت انشطة عديدة لتيار يطلق علي نفسه “ضد الفردانية في الدين” وفيه “المؤمنون” يقومون بالفرز بأنفسهم معرضين عن أي توجيه وفقا لتصنيف: مؤمنون ومؤمنون أقل. ومؤمنون اقل وفاء وتعلقا اكثر فأكثر: هذه هي الحقيقة التي تواجهها كل المؤسسات الدينية المعاصرة في الغرب. الأمر الذي دعا إلي تشكيل قاعدة صلبة من المؤمنين الأوفياء. في تعليق إيف لامبير “في تحقيقه الأوروبي الكبير حول القيم” أشار إلي وجود اعادة اعتبار للنخبة الملتزمة في قلب مسار العلمنة المتواصل. قال ان الدين لم يعد منظما كما كان.. اصبح عشوائيا. يعبر عن نفسه بطريقة فردية ومتنوعة جداً في قلب الأطر المؤسساتية وخارجها. وينبغي أن نلتفت إلي أن ما يقع في قلب المؤسسات الدينية لا يعني التخلي عن الانتماء الي دين ما. كثير من الناس في الغرب يستمرون في اعتبار أنفسهم كاثوليكيين وبروتسانتيين ويهود ومسلمين. كثير منهم يطبقون الشعائر بانتظام يقل أو يزيد لكن قليلا منهم من يتبع التعاليم الاخلاقية لدياناتهم. عندما قامت “الاجتماعية الانجليزية” جريس ديفي بتطبيق قانون “إيمان/ انتماء” معبرة عن ذلك بحالة “الايمان بغير انتماء”. يمكن أن نقلب الاقتراح بالنسبة لفئة اخري من الاوروبيين والمسلمين “الانتماء بغير ايمان”. بالفعل أغلبية ساحقة من الغربيين ليسوا ملتزمين منتظمين ولا ملحدين: أغلبية الافراد يوجدون في منزلة بينية. حيث يبقي الدين حاضرا بطريقة أو بأخري. الدين التقليدي يتحول عن طريق التفكيك وانقطاع الجذور نحو بلورة تدين “خارج عن السبيل” – كما قال ايف لامبير – خاصة في البلدان الاكثر علمانية. مثل: فرنسا وهولندا. ولا يقتصر الامر علي الذين يعلنون انهم “بلا دين”. ولكنه يشمل أيضا كل الذين يتمسكون بالديانات التاريخية. وهكذا يجري الانتقال من النظرية الدينية في شكلها الوحيد الي الديانة عن طريق بطاقة الخدمة الذاتية “بطاقة الوجبات” لاختيار حل من بين عدة وجبات وتركيب خيار من عدة اشكال معروضة. من المميزات الاساسية للفردانية الدينية المعاصرة. رفض الدخول في منطق الطاعة. اذ يتناقص الانخراط في عقيدة ما. أو إيمان ما دون وضع الاسئلة. أو قبول العيش وفق قواعد أخلاقية مفروضة. وهذا لا يمنع من وجود بعض الشخصيات والزعامات الدينية ذات القبول والاقبال. وسلطتهم الشخصية لا تعود إلي تجذر مؤسساتي لجمهورهم. وصورتهم الناجحة لا تؤدي حتما إلي تطبيق ما ينادون به لدي الشباب. المثال الابرز لهذه النماذج هو البابا جان بول الثاني الحالي. فالرجل له شعبية كبيرة. وحركته تعبيء الجماهير خاصة الشباب الذين يتابعونه في كل تنقلاته. لكن كما يقول الانجليز: “تتعلق بالمغني أكثر من التعلق بالاغنية”. فالزعامة وإن كانت تثير الانجذاب والاستقطاب فإنها لا تصنع الولاء والوفاء. وبدل منطق الطاعة العمياء في المجتمعات التقليدية يختار المتدينون الحداثيون منطق المسئولية. وفي الوقت الذي اصبح فيه للانسان مشرع لنفسه في حياته الخاصة أصبح مسئولا ليس عن افعاله باعتباره شخصا معنوياً. ولكن ايضا عن ايمانه واختياره الديني. وكما كان يقول كانت “عليه أن يخرج من قصوره” ليصبح بالغاً. بالنسبة للمؤمنين لم تنقرض الطاعة ولكنها تحولت من المؤسسة إلي الله ذاته الذي يخاطب كل وعي فردي. وصار الانسان المعاصر لا يقبل أن يكون متدينا إلا إذا استمع بنفسه للتعليمات الدينية بكل وعي. وبطريقة شخصية. ودون الغاء روحه النقدية. هذا الالحاح علي الاختيار الفردي. والاستقلال في القرار الاعتقادي. له أثر آخر خطير علي المؤسسات الدينية. خاصة فيما يتعلق بأزمة التوريث الأسري. فقد كانت الاسرة تعد البيئة المناسبة لتوريث العقائد والديانات والالتزامات. وكان الاسلاف يسلمون أبناءهم للقساوسة والرهبان لتعميدهم. وتربيتهم التربية الدينية اللازمة. ولا يتوقف الامر عند قلة التدين عند الآباء بل هؤلاء الآباء. لم يعودوا يفرضون علي الابناء اي اختيار عقيدي. ولا يسلمونهم إلي المؤسسات الدينية التقليدية: “عليه أن يبقي حرا حتي يختار من بعد دينه” كما أصبح يتردد بين الآباء. الاحصائيات الخاصة بفرنسا تؤكد ذلك: 69% من الفرنسيين يصرحون بأنهم كاثوليك عام 2000م. ولم تعد نسبة الاطفال المعمدين في تلك السنة 52% “في مقابل 83% منذ ثلاثين سنة خلت. ومثلها بالنسبة لمن يصرحون بأنهم كاثوليكيون”. ومن هنا بدأ المسلمون يلتفتون الي مثل هذه الكارثة فيقنعون أبناءهم بعدم الفردية الدينية لما لها من آثار خطيرة علي المجتمع وعلي الأسرة من جانب التفكيكية التي يمكن ان تحدث

رد مع اقتباس