مفارقات
أ.د. صلاح الدين سلطان
المستشار الشرعي للمجلس الأعلى
للشئون الإسلامية - مملكة البحرين
عضو المجالس الفقهية فى أوربا وأمريكا والهند
في رمضان نرى صدقات تجري كالريح المرسلة سواء كانت زكاة مال أو فطر أو كفارات، أو صدقات للقربات، وتمتلئ جيوب المحتاجين بما يغني عن ذل السؤال. وذاك أمل يورث اليقين أن هناك برا وعطفا وحنانا في قلوب أغنياء المسلمين. وفي شوال تبخل الأيدي عن العطاء، والنفوس عن السخاء، ويستشعر الفقراء برحيل رمضان أن إخوانهم الأغنياء قد عادوا إلى الشح والتمسك بالفناء. وذاك ألم يعني أن النفس قد ثارت شهواتها (وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا) (الفجر:20)، واستجابت لوعود الشيطان الرجيم: (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ) (البقرة:268). والحل أن نتذكر ما يلي: 1. إذا أحببنا الله تعالى فيجب أن نتحلى بخلقه سبحانه في الكرم والجود فهو يرزقنا بالليل والنهار: "سحاء الليل والنهار" (البخاري)، رغم ذنوبنا في العلانية والإسرار، ولا يقطع رفده عن عباده مؤمنين أو كفار. 2. إذا أحببنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان جوادا طول العام وأكثر جودا في رمضان، فليكن هذا الجود والإحسان خلقا ثابتا طوال العام اقتداء بهدي سيد الأنام. 3. أن الله تعالى أمر بالإنفاق العام في مائة موضع في القرآن، غير الأمر بالزكاة فقد ورد في 33 موضعا فقط ، فإذا كان من المستحسن أن نخرج زكاة المال في رمضان فتبقى مائه آية يجب أن نعمل بها في شوال وبقية العام. 4. الإقتداء بعبد الرحمن بن عوف الذي سئل عن سر فيضه في العطاء، فقال: "عودني الله عادة (كثرة الرزق) وعودت الله عادة (كثرة العطاء)، فلا أقطع عادتي مع الله فيقطع الله عادته معي". 5. تذكر قول الشاعر: تعود بسط الكف حتى لو انه ثناها لقبض لم تجبه أنامله 6. أننا نجوع ونأكل أنواعا عديدة في اليوم على الأقل 3 مرات، أما الفقراء فيجوعون مثلنا لكنهم لا يجدون الكفاف، ولنتذكر أن أقرب طريق إلى الجنة هو إفشاء السلام وصلة الأرحام إطعام الطعام وصلاة بالليل والناس نيام. 7. خذ بنصيحتي وقرر أن تجعل من كل رزق يدخل لك 3% أو 5% أو 10 % وأكتب بها تعهدات لدور الأيتام أو مراكز القرآن ومنابر العلم و.... لتكون وردا ثابتا لا يداعبك فيه الشيطان. فإلى ثوابت الإيمان في رمضان وطول العام، حتى نحظى برضا الرحمن