عرض مشاركة واحدة
  #63  
قديم 09-06-2010, 12:26 PM
 


وقفت على السرير ثم رفعت رأسها إلى السقف ... رأت قطعة حديدية ملتوية ... نزلت ثم سحبت غطاء سريرها ‏الأبيض بعنف وهي تبكي وتشهق ... مسحت دموعها وهي تجلس على الأرض وتمزقه إلى قطع طويلة ... بينما ‏تمسح دموعها التي تحجب عنها الرؤية .... أخذت تربطها ببعض بيديها المرتجفتان ... ‏
نهضت بعد أن انتهى من ربط القطع ببعضها ... صعدت على سريرها ... ولكنها كادت أن تسقط لولا تمسكها بمكتبها ‏الذي بجواره ...‏
بعد محولات طويلة استطاعت أن تجعله يتدلى من على القطعة الحديدية ... ‏
أخذت عينيها تدمع من ذي قبل وهي تهمس " سآتي إليك أمي .. انتظريني "‏
دفعت كرسيها ذو العجلات إلى تحت الحبل ثم استقامت عليه وهي ترتجف وتبكي أكثر من ذي قبل وتهمس " أمي "‏
ربطت الحبل حول رقبتها .. وقالت بضعف " أمي "‏

مشى جيمس إلى غرفته وهو يتنهد بضيق ... يشعر وكأن الزمن يعود به إلى الوراء ليرى نفسه عندما توفيت والدته ‏‏...‏
وضع يده على مقبض الباب وفتحه ...‏
دخل إلى الغرفة وهو مطأطأ الرأس وعندما رفع رأسه ورأى كارين صرخ " أيتها المجنونة "‏
أخذت دموعها تنزل أكثر من ذي قبل لتصرخ هي الأخرى " إياك أن تقترب "‏
لم يستمع لها بل صعد إليها بسرعة ...‏
تحركت قدمها لتدفع الكرسي الذي كانت تقف عليه ... لم تصرخ بل شعرت بأن عينيها ستخرج من مكانهما ... حاولت ‏أن تصرخ ولكن بلا فائدة ...‏
اسرع إليها أكثر ثم امسكها من خصرها بما أنها في الطابق الثاني وهو ليس بذلك الارتفاع ...‏
استطاعت أن تتنفس ... فأخذت تركه وهي تصرخ " اتركني أيها الظالم ... أريد أن اذهب إلى أمي اتركني "‏
جذب صراخها كريستيان الذي كان بالخارج فدخل بسرعة ...‏
كاد أن يتكلم ليسأل لما كل هذا الصراخ ولكن لسانه عقد عندما رأى منظرهما ...‏
صعد إليهما بسرعة واخذ يتلفت حوله ... وجد مقص موضوع على مكتب كارين فأخذه بسرعة وصعد على سريرها ‏وقص الحبل لتسقط فوق جيمس ...‏
زفر بحدة وقال " ما الذي يحدث ؟؟ "‏
صرخت كارين " اتركوني وشأني ... أريد الموت "‏
قطب كريستيان حاجبيه باستغراب ...‏
نهض جيمس وهمس له " توفيت والدتها بالأمس ... وهي تواجه صعوبة في استيعاب ذلك "‏
قال باستغراب " هي لم ترها إذن ؟؟ "‏
نظر إليه جيمس باستغراب وهز رأسه نفيها وهو يشعر ببعض الضيق من كريستيان ...‏
جلس كريستيان أمامها ثم ابتسم بعذوبة وقال " توفيت والدتك ؟؟ "‏
ازداد بكائها وهي تصرخ بحدة " ما شأنك ؟؟ "‏
قال والابتسامة لم تفارق شفتيه " ما الذي ستفعلينه أن كنتي مثلي ؟؟ "‏
شهقت بنفس متقطع وهي تنظر إليه باستغراب ودموعها أخذت تخف ...‏
كانت الابتسامة لا تزال مرسومة على وجهه ولكنه قال بصوت متألم " أنا ... رأيتهم ... يحرقون أمامي ... أبي وأمي ‏‏.. وأختي الوحيدة ... ومع الأيام تبين أنه عمي الذي أسكن عنده حاليا "‏
شهقت بصدمة وهي تضع يديها على فمها .... شعرت بأنها أفضل حالا منه ... على الأقل لم ترها وهي تموت ... ‏ماتت هي وهي على سريرها ... ولكن والدته ...‏
شعرت بالخجل من نفسها ... بينما نسيت أحزانها !! ...‏
قالت بحزن " آسفة لأجلك "‏
ابتسم وقال " لا عليك ... المهم ... كوني قوية .. أن كنتي ضعيفة لن تقدري أن تفعلي أي شيء "‏
‏- تعلم !! ... أمي قبل وفاتها قالت لي أنا وكات " إذا توفيت لا أريد أن يتجاوز حزنكما علي سوى ساعات " اشعر بأنها ‏كالوصية ؟
‏- إذن ... حققيها لها لكي تشعر في السعادة وهي في قبرها ... لا بأس إن شعرتي بالحزن ولكن ... حاولي أن لا تفعلي ‏ذلك ..‏
‏- حسنا .. شكرا لك ‏
وضع يده على شعرها وبعثره وهو يقول " لا شكر على واجب "‏
احمرت وجنتيها واكتفت بابتسامة خجولة ..‏
مد يده ومسح الدموع من عينيها لذا احمرت وجنتيها أكثر ...‏
وضع يده على صدره وقال بنبرة مرحة " أنا هنا لأجلك "‏
بالرغم أنها كانت تشعر بالحزن إلا أنها قالت " شكرا جزيلا لك "‏
نهض وقال " حسنا ... علي ّ المغادرة الآن لدي بعض الأعمال التي اقوم بها ... إلى اللقاء "‏
ثم غادر ....‏
نهضت وقالت بحزم " تعلم جيمس ...لم أعد اشعر بالحزن كثيرا ... سأنفذ وصية أمي ... ما رأيك "‏
كان يشعر بضيق شديد وخاصة عندما استطاع كريستيان أن يخفف عنها بينما هو لم يستطع ذلك ... يعلم أنه ليس ‏الوقت المناسب لذلك ولكن ... قفزت إلى عقله فمرة أن كريستيان ربما هو الشاب الذي تحبه حقا !! ... لقد قرأ انه هو ‏ولكنها ربما كانت تعلم انه سيقرأ المذكرة لذلك أرادت أن تفعل مقلب به .... ثم هو لم يرى التاريخ ليعرف إن كانت ‏تحبه الآن أم سابقا ...‏
لذلك لم يجب عليها بل أشاح بوجهه ونزل ... ‏
شعرت بالحزن عندما رأت ردة فعله ...‏
امسك بمقبض الباب ولكنه لم يفتحه بل قال " كاري – نظرت إليه واستدار هو ليكمل بابتسامة مغتصبة – سعيد لأجلك ‏‏"‏
قالت " شكرا لك "‏
أردف " كارين ... اعلم بأنه ليس الوقت المناسب بتاتا ... ولكن ... قرأت دفتر مذكراتك - صمت حين سمع شهقتها ‏القوية ولكنه أكمل – لقد فتحت صفحة بالصدفة ورأيت أخر كلمات منها وكانت اعتراف بحبك لي سابقا !! – رفع ‏عينيه إليها وأكمل – لقد كنتي تحبينني سابقا أليس كذلك .. وأنتي الآن تحبين كريس .. كريستيان اقصد "‏
قالت " لكن أنا .. "‏
لم تكمل حديثها لأنه خرج بسرعة ...‏
عادت دموعها تنهار على وجنتيها وأخذت تشهق بقوة ... لا تعلم عل تبكي على حبها ... أم أمها ... أم لشيء أخر ..‏
طرق الباب وفتح لتتجهان نحوها إليزابيث وإيميلي وهما تبكيان ... ‏
ضممنها إليهما ... وضممتهما وهن يبكين بشدة !!

بعد مرور شهرين على حادثة وفاة والدة كارين ...‏

__________________
أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!