09-06-2010, 12:26 PM
|
|
وقفت على السرير ثم رفعت رأسها إلى السقف ... رأت قطعة حديدية ملتوية ... نزلت ثم سحبت غطاء سريرها الأبيض بعنف وهي تبكي وتشهق ... مسحت دموعها وهي تجلس على الأرض وتمزقه إلى قطع طويلة ... بينما تمسح دموعها التي تحجب عنها الرؤية .... أخذت تربطها ببعض بيديها المرتجفتان ...
نهضت بعد أن انتهى من ربط القطع ببعضها ... صعدت على سريرها ... ولكنها كادت أن تسقط لولا تمسكها بمكتبها الذي بجواره ...
بعد محولات طويلة استطاعت أن تجعله يتدلى من على القطعة الحديدية ...
أخذت عينيها تدمع من ذي قبل وهي تهمس " سآتي إليك أمي .. انتظريني "
دفعت كرسيها ذو العجلات إلى تحت الحبل ثم استقامت عليه وهي ترتجف وتبكي أكثر من ذي قبل وتهمس " أمي "
ربطت الحبل حول رقبتها .. وقالت بضعف " أمي "
مشى جيمس إلى غرفته وهو يتنهد بضيق ... يشعر وكأن الزمن يعود به إلى الوراء ليرى نفسه عندما توفيت والدته ...
وضع يده على مقبض الباب وفتحه ...
دخل إلى الغرفة وهو مطأطأ الرأس وعندما رفع رأسه ورأى كارين صرخ " أيتها المجنونة "
أخذت دموعها تنزل أكثر من ذي قبل لتصرخ هي الأخرى " إياك أن تقترب "
لم يستمع لها بل صعد إليها بسرعة ...
تحركت قدمها لتدفع الكرسي الذي كانت تقف عليه ... لم تصرخ بل شعرت بأن عينيها ستخرج من مكانهما ... حاولت أن تصرخ ولكن بلا فائدة ...
اسرع إليها أكثر ثم امسكها من خصرها بما أنها في الطابق الثاني وهو ليس بذلك الارتفاع ...
استطاعت أن تتنفس ... فأخذت تركه وهي تصرخ " اتركني أيها الظالم ... أريد أن اذهب إلى أمي اتركني "
جذب صراخها كريستيان الذي كان بالخارج فدخل بسرعة ...
كاد أن يتكلم ليسأل لما كل هذا الصراخ ولكن لسانه عقد عندما رأى منظرهما ...
صعد إليهما بسرعة واخذ يتلفت حوله ... وجد مقص موضوع على مكتب كارين فأخذه بسرعة وصعد على سريرها وقص الحبل لتسقط فوق جيمس ...
زفر بحدة وقال " ما الذي يحدث ؟؟ "
صرخت كارين " اتركوني وشأني ... أريد الموت "
قطب كريستيان حاجبيه باستغراب ...
نهض جيمس وهمس له " توفيت والدتها بالأمس ... وهي تواجه صعوبة في استيعاب ذلك "
قال باستغراب " هي لم ترها إذن ؟؟ "
نظر إليه جيمس باستغراب وهز رأسه نفيها وهو يشعر ببعض الضيق من كريستيان ...
جلس كريستيان أمامها ثم ابتسم بعذوبة وقال " توفيت والدتك ؟؟ "
ازداد بكائها وهي تصرخ بحدة " ما شأنك ؟؟ "
قال والابتسامة لم تفارق شفتيه " ما الذي ستفعلينه أن كنتي مثلي ؟؟ "
شهقت بنفس متقطع وهي تنظر إليه باستغراب ودموعها أخذت تخف ...
كانت الابتسامة لا تزال مرسومة على وجهه ولكنه قال بصوت متألم " أنا ... رأيتهم ... يحرقون أمامي ... أبي وأمي .. وأختي الوحيدة ... ومع الأيام تبين أنه عمي الذي أسكن عنده حاليا "
شهقت بصدمة وهي تضع يديها على فمها .... شعرت بأنها أفضل حالا منه ... على الأقل لم ترها وهي تموت ... ماتت هي وهي على سريرها ... ولكن والدته ...
شعرت بالخجل من نفسها ... بينما نسيت أحزانها !! ...
قالت بحزن " آسفة لأجلك "
ابتسم وقال " لا عليك ... المهم ... كوني قوية .. أن كنتي ضعيفة لن تقدري أن تفعلي أي شيء "
- تعلم !! ... أمي قبل وفاتها قالت لي أنا وكات " إذا توفيت لا أريد أن يتجاوز حزنكما علي سوى ساعات " اشعر بأنها كالوصية ؟
- إذن ... حققيها لها لكي تشعر في السعادة وهي في قبرها ... لا بأس إن شعرتي بالحزن ولكن ... حاولي أن لا تفعلي ذلك ..
- حسنا .. شكرا لك
وضع يده على شعرها وبعثره وهو يقول " لا شكر على واجب "
احمرت وجنتيها واكتفت بابتسامة خجولة ..
مد يده ومسح الدموع من عينيها لذا احمرت وجنتيها أكثر ...
وضع يده على صدره وقال بنبرة مرحة " أنا هنا لأجلك "
بالرغم أنها كانت تشعر بالحزن إلا أنها قالت " شكرا جزيلا لك "
نهض وقال " حسنا ... علي ّ المغادرة الآن لدي بعض الأعمال التي اقوم بها ... إلى اللقاء "
ثم غادر ....
نهضت وقالت بحزم " تعلم جيمس ...لم أعد اشعر بالحزن كثيرا ... سأنفذ وصية أمي ... ما رأيك "
كان يشعر بضيق شديد وخاصة عندما استطاع كريستيان أن يخفف عنها بينما هو لم يستطع ذلك ... يعلم أنه ليس الوقت المناسب لذلك ولكن ... قفزت إلى عقله فمرة أن كريستيان ربما هو الشاب الذي تحبه حقا !! ... لقد قرأ انه هو ولكنها ربما كانت تعلم انه سيقرأ المذكرة لذلك أرادت أن تفعل مقلب به .... ثم هو لم يرى التاريخ ليعرف إن كانت تحبه الآن أم سابقا ...
لذلك لم يجب عليها بل أشاح بوجهه ونزل ...
شعرت بالحزن عندما رأت ردة فعله ...
امسك بمقبض الباب ولكنه لم يفتحه بل قال " كاري – نظرت إليه واستدار هو ليكمل بابتسامة مغتصبة – سعيد لأجلك "
قالت " شكرا لك "
أردف " كارين ... اعلم بأنه ليس الوقت المناسب بتاتا ... ولكن ... قرأت دفتر مذكراتك - صمت حين سمع شهقتها القوية ولكنه أكمل – لقد فتحت صفحة بالصدفة ورأيت أخر كلمات منها وكانت اعتراف بحبك لي سابقا !! – رفع عينيه إليها وأكمل – لقد كنتي تحبينني سابقا أليس كذلك .. وأنتي الآن تحبين كريس .. كريستيان اقصد "
قالت " لكن أنا .. "
لم تكمل حديثها لأنه خرج بسرعة ...
عادت دموعها تنهار على وجنتيها وأخذت تشهق بقوة ... لا تعلم عل تبكي على حبها ... أم أمها ... أم لشيء أخر ..
طرق الباب وفتح لتتجهان نحوها إليزابيث وإيميلي وهما تبكيان ...
ضممنها إليهما ... وضممتهما وهن يبكين بشدة !!
بعد مرور شهرين على حادثة وفاة والدة كارين ...
__________________ أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد! |