(يبدو أني قدت نفسي للمصيري المحتوم)
في السيارة..
قالت تاكي:اسمعي اردت اخبارك بأمر قبل البدء والعمل هناك.
قلت حينها : يمكنك اخباري.
قالت لي وكأنها تخفي أمرا:في الحقيقة المنزل الذي ستعملين به ملك لعائلة تاهو.
قلت حينها بغباء :و مالذي يعنيه هذا؟
قالت لي باستغراب: ألا تعرفينها؟
قلت لها وملامح التعجب على وجهي : لا ولماذا يجب علي ان اعرفها؟
قالت لي منكــرة: انها عائلة مشهورة تملك كثير من الشركات.
قلت حينها مستنتجة:نعم كل من يملك شركة يملك منزلا كبيرا ويحتاج لخدم..ما قصدك؟
قالت ضاحكة:انت ساذجة..ما اقصده هو أن السيد الذي يعيش هناك مغرور جدا.
قلت حينها وانا ارفع احد حاجبي: لن احتك به كثيرا سأعمل فقط وكما ان كل من يملك مالا مغرورا.
قالت لي بجدية :بلى ثقي انك ستحتكين به.
قلت متسائلة :ماسبب هذا؟
أجابتني بتذمر:انه متملق مغرور يحب نفسه اناني جدا .. ويسخر دائما ويلقي النكات ..ولا يغادر المنزل إلا احيانا ودائما اصدقائه عنده.
قلت بعد ان سمعت هذا:تعرفين الكثير عنه وكأنه صديقك لا سيد المنزل.
قالت لي: ستعرفينه انتي ايضا.
قلت بثقة:لا تخافي استطيع التعامل معه.. سأبتعد عنه و لن احتك به كثيرا..فأنا مجرد خادمة .
قالت لي:جيد لقد حذرتك.
قلت حينها:اهو شخص واحد في ذلك المنزل؟
قالت مطأطأة برأسها:هذا صحيح!
وحينها أوقفت السيارة أمـام ذلك المنزل الضخم المحيط بتلك الحدائق الجميلة المليئة بالأزهار.. وجدرانه القرميدية الفخمة وتلك الشرفة التي تتوسطه وتعطيه جمالا و رونقا مختلفا ..ياله من منزل !
قلت حينها بذهول: مدهش.
قالت : لا تثقـي ابدا بالمظاهر..
نزلت من السيارة ..وودعتي وقالت أيضا:ستجدين امرأة تدعى مارلين هي رئيسة الخدم..وداعا وشكرا لك على كل شـيء .
قلت حينها:وداعا..
طرقت ذلك الباب الكبيرذو اللون البني القاتم ..فتح لي رجل عجوز يبدو انه خادم ايضا.
قال بهدوء:مرحبا..من انتي؟
قلت حينها:انا الخادمة الجديدة ميكا هاتشي..بدلا عن السيدة تاكي.
قال حينها ببرود:اهلا بك .. تفضلي.
فتح ذلك الباب وتقدمت للداخل للتتسع عيناي مذهولتين هذا اشبه بالقصور.
كان البيت جميلا وراقيا كانت ارضيته من الرخام الفاخر و كان براقا.. وتغطي تلك الجدران المخملية لوحـات كبيرة بل عظيمة ..
قاطع انذهالي صوت الرجل قائلا:سأخذك للآنسة مارلين.
قلت حينها مبتسمة:نعم شكرا لك.
دخل بي إلى ممر به العديد من الغرف و الأبواب قال منبها:هذا جناح الخدم..
وأشار لأحد الأبواب وقال:تلك غرفتك.
نظرت إليه مبتسمة وقلت: شكرا
لكنه لم يجبني بل تجاهلني انه فظ على ما يبدو, حتى أنه لم ينظر إلي وكأنه رجل آلي..وفجأة قدمت تلك المرأة من أخر الممر .. وعلا صوت وقع اقدامها بذلك الكعب العالي كانت ترتدي تنور وقميص ابيضا وفوقه معطف وكأنها سيدة راقية..كان وجهها كئيبا و شاحبا.
قالت عندما رأتني:يبدو انك الانسة ميكا..
مدت يدها لمصافحتي وتابعت:انا السيدة مارلين رئيسة الخدم.
قلت مبتسمة:اهلا بك.. تشرفت بهذا.
قالت مارلين ببرود:لا لا أظن انك ستتشرفين بعد أن تبدأي بالعمل.
لم افهم قصدها لذا أومئت برأسي وابتسمت فحسب.
أكملت قائلة بتنبيه:ستجدين ثلاثة اثواب فوق سريريك في تلك الغرفة..انها الاثواب الموحدة بين الخـدم..
ثم تابعت بجدية:ستستيقظين الساعة السابعة صباحا و ينتهي العمل الساعة العاشرة ولذا بأمكانك الذهاب لغرفتك بعد انتهاء العمل...اذا تماطلتي في العمل ولم تعملي بشكل جيد..يترتب على ذلك عقوبات.. اهذا مفهوم؟
قلت بعد ان بلعت ريقي:حاضر.
أحسست وقتها انني في الجيش أو في مكان كهذا.. ماتلك الانظمة الغريبة؟
ولكن لا بأس فما زال خياري الوحــيد .. او ان اتشرد واتسول في الشــارع..
تابعت وقالت بثقة متناهية:هذا المنزل يسوده النظـام وعلى الجميع الإلتزام به..ستحلين مكان عمل تاكي التي كانت تعمل في تنظيف جناح السيد تاهو..سيرشدك ماتي إليه لاحقا.
رائع . رغم تحذير تاكي لي , لكني اعتقد اني سأحتك به ما دمت اعمل في جناحه..قلت حينها بعد ان أخذت نفسا عميقا :حـاضر.
قالت بعدها : انتي ومليندا مسؤولون على ذلك الجناح أهذا مفهوم؟
قلت بخوف :نعم.
تابعت بعدها قائلة :في هذا المنزل يعمل تقريبا ثلاثون شخصا..مترابطين ومتعاونين, لذا كوني منهم.
ومن ثم ذهبت يالها من ثرثارة لقد قالت الكثير من الانظمة والقوانين ولكني لم احفظها كلها , علي ان اراجعها لاحقا..
وكما انها صارمة جــدا.. مالذي ورطت نفسي به؟
عندها قال ماتي:تعالي لأرشدك لجناح السيد.
قلت حينها :نعم سأضع الحقيبة في غرفتي اولا.
قال ماتي ببرود تام:وبدلي ثيابك.
نظرت لثيابي وقلت:حسنا.