البارت الخامس عشر (تردد~) بدأ بالأكل سعيدا..اما عني فقد كنت غاضبة جدا لقد نكث وعدين جيد انه التزم بالثالث والا لنسفته من الوجود هو وتلك الحفلة.. وعنـدما شبع وقف وقـال مبتسما:أتريدين الذهـاب الأن؟ قلت ولا زلت غاضبة:أهـذا سؤال يسأل؟ بالتأكيد اريد الذهاب.. خاطبني ضاحكا:حسنا , لنذهب قبل ان تنفجري.. قلت وأنا انظر له بوجهٍ عابس:لا تتضحك..سأنفجر قريبا~ أجـاب بسخرية:حسنا لن اضحك! آآآه , ياله من شخص .. أعرف اني غضبت لسبب تافه , ولكن اظن انه بحاجة للالتزام وحتى لو لم تكن الوعود لهـا معنا خاص.. فعليه الالتزام بها. قال ببشاشة بعد ان امسك يدي :اذا لنذهب. تركت يده وتقدمت منه خطوتين .. كان خلفي يتبعني , خرجنا من الصالة ومن المنزل ايضا.. كنت امشي بخطوات واسعة وبغضب في آن واحد , لقد سبقته بمسافة إلى السيارة لانه كان يمشي بهدوء و برود.. حينها استوقفني قائلا:هيا ميكا كفي عن هذا.. التفت إليه وقلت بصوت مرتفع:لقد وعدتني..واخلفت وعدك. نظر إلي بتفاهة وقال:كوني جدية ..انه شـيء بسيط..لا يستحق كل هذا الغضب والاستياء. قلت بحدة:حقا..انت لا تعرف معنى الجدية ابدا..اتفهم؟ , كل ما تريده تحصل عليه..ولكن ليس معي انا .. قال عندها ببرود وهو ينظرإلى السماء:حـقا..لماذا؟ أجبته صارخة:كف عن التصرف بطفولية..انضج ولو قليلا.. نظر إلي وبدت ملامح الغضب على وجهه:انضج؟..انتي من عليها ان تنضج ميكا.. اردف بعينين متوهجتين:هيا ميكا لم تفهمي ما بداخلي..وتحاولين الابتعاد عن الحقيقة..بالرغم من وضوحها.. استولت تلك النظرات على عيني فقلت بهدوء:حقا , وماهي الحقيقة ؟ ومالذي بداخلك؟ تمتم بهدوء معترفا: انا معجب بك ميكا. رغـم جرأتـي و قوة شخصيتي إلا أني شعـرت بتلك الوجنتين المحمرتين خجـلا..حقيقة لقـد كنت خائفة من هذا كثيـرا~ لا اتمنى ان يحدث ذلك..لا اقصد اني لا اريد ان احب..ولكن لا اود ان احبه هو..آكيرا.. شحت بنظري أرضا وقلت ببرود:ذلك أمر وارد.. يبدو اني تفوهت بكـلام لا معنى له , ومن ثم اتجهت صوبا إلى تلك السيارة الخضراء..ما إن فتح بابها بمفتاحـه حتى ركبت على المقعد وجلست ساكنة..اما عنه فقد بدأ يقـود وهو ينظر بكلتا عيناه لطريق و بقي صامتا..اما عني فقررت ان اقـلده. مالذي يمكنني فعـله الأن..طوال ذلك الطـريق كنت احدق فيه وهو يقود باسترخـاء تـام وهدوء.. وكأن شيء لم يحصل.. لـم يمضـي الكثير من الوقت..فسرعان ما وصلنا للمنـزل..وبالطبع تمسكت بصمتي وهدوئي.. فتح باب المنزل الضخم.. فدخـلت مسـرعة إلى غرفتـي وتركتـه وشأنه~ كانت الساعة تقريبا العاشرة و نصف..لذا كان البيت هادئا..وحتى جناح الخـدم.. أغـلقت باب الغرفة واستندت عليه بجـسدي..لقـد قال انه معجب بي! نعـم لقد قالهـآ..اشـعر اني متوترة الآن , ارتميت على سريري وعانقت الوسادة..وآخـذت افكر في وضعـي.. حسـنا انه فتى وسيم , مرح , صحبته ممتعة..لم لا؟ لم لا احــبه؟ لكـن يوقفني هنا ..حين اتذكر انني هنا اعمل لديـه..سيكون غريبا ان احببته~ آشـعر بألم خفيف في صـدري..آهو ألم الحب؟ امسـكت بخصلات شعري البنية المتطايرة..ولمّمتها بربطة الشعر السوداء.. كانت البداية مجرد حفلة والأن تحولت لتلك الافكار.. التي تزال تدور في رأسـي.. كيف سأقابله بالغد؟..كيف سأتحدث معه؟ هذا يبدو غريبا جدا .. في صباح اليوم التالي..ارجعت ذلك الثوب في صندوقه ووضعت فيه الحاجيات الآخـرى..وارفقت بطاقة كتبت عليها "شكـرا لك ".. صحيح انها كلمتان ولكن وجدت انها وافية وكافية.. بالنسبة لما حدث بالامـس وذلك الاعتراف العجيب.. أخـذت الصندوق معي , حتى ارجعه له..فتحت باب غرفتي بخفة كانت الساعة الخامسة صباحا لذا لا اظن ان احدهم مستيقظ..نظـرت على يمين ويسار الممر حتى أتأكد من خلوه.. أخذت اخطو خطواتي بحذر و بخفـة وكأنني لصة ما . متـجهة لغرفة آكـيرا أريد اعادته إليه حتى لا يعرف احد ما حصل بالأمس وخصوصا تلك المارلين. انـــــتهى
__________________ أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد! |