البــارت التاسع عـشر (الحـــياة) قـال واثـقا :أريـد آخـذك للمـدينة كأول مـوعـد لنا..موافقة؟ محــير .. لم اتوقــع ان يــسألني هــذا .. ياترى ماذا سأختار؟ نـظـرت إلـيه ببرود وقـلت :هممم , لا أظـن .. قال مقاطعا وبيأس : لمـاذا ؟ لنقـم ببعض المغـامرات.. أجبـته بهـدوء: لا تعـتبر مغـامرات~ قال حينها بتذمـر: انتِ ممـلة جـدا. قـلت معاتبة: ان لم تقاطعني في البداية لأكـملت جمـلتي..كنـت سأقـول لا اظـن اني سأرفض..لكنك للأسـف قاطعتني وايضا وصفتني بالمملة لذا اظن اني سأرفض.. قال نادمـا:يبدو اني متـسرع. قلت مؤكدة: لا يبدو انك متسرع انت متسرع حقـا. قال باحباط : يالهذا اليوم ! متـسرع و مغرور وايضا انكث الوعود..اليوم عرفت شخصيتي. ثم تابع : ألا يـوجد شيء جـيد في؟ قـلت بعد ان ابتسمت: مـتى؟ قال محتارا:على ماذا؟ قلت بابتسامة ماكرة:مـتى ستأخـذني للمدينة؟ أجـاب سعيدا:اي وقت .. انت اختاري.. لـقد وافقـت على الخـروج معه , مع اني لا احـب المـشاكل ولا الوقـوع فيها .. لكـن كان يبدو متحمـسا جـدا لهـذا .. لا اريد ان اطـفئ حماسته واحبطه ~ قلت فارضة:انت اختـار؟ قال مفـكرا:غـدا .. الساعة الحادية عـشر صباحا؟ قلت موافقة:غـدا الحادية عشـر صباحا.. سأل : اين تريدين الذهاب اذا؟ أجبته:الخيـار لك.. ثم تابعت: اعتقد ان علي الآن تنظيف الجناح..ربما عليك الخروج.. قال رافضا: لا أريد ان ينظف احدهم جناحي..اريد ان اجلـس معك. قلت له مبتسمة:أظـن ان عليك الخـروج بالأساس لدي العديد من الأعمـال. ثـم جاء بتلك الفـكرة الغريبة قائلا:اسمـعي لا تعـملي..ولا شأن لك بأي شيء في المنـزل الا انا.. ضحـكت حينها وقـلت:فـكرة غـريبة , لكـني اعمـل هنا واحتاج لذلك المـال وعلي ان اكسبه بنفـسي. قال مبررا: لن تحـتاجي لأي من تلك الأمـوال..سأعطـيك كل ما تحتاجين.. كررت: علي ان اكـسبه بنفسـي لأشـعر بالرضـى عن حياتي.. نـظر إلي ساخرا وقال : كـفي عن التواضع مالي كـله بين يديك.. أجبته بهدوء: هذا ليـس تواضعا انما قناعات و مبادئ..وكمـا انه ليس مالك بل مال والداك صحيح؟ قال حينها متضايقا: بل انه مالي .. والداي اعطوني اياه اصبح ملكي الان. قلت منكرة:لكنك لم تتعب من اجـله . قال منزعجا:لا سألته :اين تنفقه؟ اجاب معددا: في كل شـيء اريده. تابعت سؤاله:كم تـصرف في اليوم الواحد؟ أجـاب تلقائيا: الآلاف~ قلت بثقة:هذا ما قصدته. قال حينها بغباء:لم افهـم.. ثرثرت : ان كنت سأعتمد عليك فسأصـرف المـال كـله هباء اما ان كان بعملي وجهدي سأصرفه بحكمة وهذا هو المغزى الرئيسي.. قال مطأطأ برأسه:فهــمت. علقت: أشـك في ذلك. ثم تابعت : عـلي الذهاب لعـملي.. قال مستاء: نعم صحيح .. سأخـرج انا ايضا.. ابتسمت وقلت: إلى الغـد.. نهـض من الاريـكة ومن ثم حمـل معطفه من العـلاقة وقال دون أن يلتفت لي:وداعا.. وبدوري انا نهـضت لابـدأ عمــلي.. يبدو اني قـسوت عليه قليلا في ذلك , ولـكن عـلي ان ألقــنه عدة دروس في الحياة. فهـو لا يزال يظـن انها لعــبة ومــتعة .. ربمـا تضايق قليلا من اسلوبي ولكــنني أظـن انه سـيـفهم مقــصدي لاحــقا.. اتمــنى ان يكون الغــد يوما جيــدا وجمــيلا ~ انتـــــــهى تحـــياتي
__________________ أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد! |