عرض مشاركة واحدة
  #36  
قديم 09-08-2010, 05:15 PM
 
البارت الواحد والعشرين

(هـل هو أحـلى يوم في حياتي؟)

قلت حينها معترضة: انت بارد المـشاعر.

اوقف الســيارة إلى جانب الطــريق فجـأة , يبدو اني اخطـأت بوصفه كذلك..

ومن ثم نظـر إلي وقـال صارخا : انت لا تعــرفين شيئا .. دوما ما تثرثرين باشياء تافهة..

أتظــنين اني دون مــشاعر .. اذا كيف احببتك؟

سكت للحـظة ثم قلت بهدوء:آسـفة لم اكن اقـصد ذلك .. بل اقـصد انها روح كيف تقول عنها ان ذلك قدرها بدون اهتمام ايضا..

قال بعد ان امسك بالمقود :ميكـا اريـد ان يكون اليوم جمـيلا لا تعـكريه..

قلت حينها بحدة:حســنا لك هذا..

ومـن ثـم بدأ يقود مجددا , لا اصـدق اني بجانب انسان مـثله انه يغضبـني حقا..

رغـم انني اعلـم انه غالبا ما يشـعر بالوحدة حتى بوجود اصـدقائه حوله..

اعتــقد ان الصــبر هو طريقي الوحـيد للتصـرف معه , وكما يريد يوما سعيدا.

حـينها قـاطع تفـكيري قائـلا بهدوء:لا تعتـقدي اني لسـت نادما , انمـا انا اكـره ماتـي من الصميم.

قـلت حينها بهدوء انا الآخـرى:نعم عـرفت هـذا.

بعد ذلك تغـيرت نـبره صوته كليا وتحولت لتلك النبرة السعيدة المفاجأة:اغـمضي عينيك.

أغمضتها بـسرعة و قلت بشوق : هل وصلنا؟

أجابني بتلك النبرة:نعم .. عديني ان لا تفتحـيها..

قلت مبتسمة:سأفعـل , فليس الجميع ينكث الوعود.

قال متضايقا:مضحك جـدا!

قلت حينها معترفة:انت تعرف نفسك جيدا.

ومن ثـم أحسست بتوقف السـيارة..

سألته:هل افتحها الان؟

أجاب نافيا:لا لا ليس الان .. انتظري عندما اقول لك ان تفتحيها..

قلت مطيعة:حسنا!

هنا سمعت صوت باب السيارة يفتح.. ومن ثم اغلق~

لم افتح عيني ..بل ناديت:آكـيرا آكـيرا~

يبدو انه خــرج و لم تمـر دقيقة حـتى احسست بأن الباب الذي اجـلس بجواره قد فـتح .. بالتأكيد انه آكـيرا..

أمسـك بيدي برقة ومن ثم قال محذرا:تعالي ولكن انتبهي من ان تسقطي..و ابقي عينيك مغمضتين.

طأطأةُ برأسـي وقلت:حسنا..

أخـذ يسـير وانا اتبعـه بحـذر.. سمـعت صوت جـريان المـاء يبدو اننا بجوار نهر او شـيء كهذا ..ثم وقـف وقال بسعادة غامرة:افتحيهما..

من هنــا فتحت عيناي ببطأ شـديد على أمــل رؤيــة شــيء جمــيل~

ومـا أن فتحتهـما حـتى رأيـت مالم أرى في حــياتي.. ذلك الشــلال الصغـير الذي يصـب على تلك البــحيرة الزرقــاء ..

ولا انــسى ذكــر تلك الأشجـار الخـضراء العـالية التـي تحـيط بالبـحيرة من كل الجهـات طبيـعة خلابـة رسمـت لوحـة مــذهـلة ..

اعتـلت على وجهـي عـلامات الأعـجاب.. صَـدَقَ عندما قـال " يبعث النفس على الهدوء والراحة"..

نـظرت إلـيه مبتسمـة وبدوره ايــضا كان ينظر إلي سعـيدا ..

ثم تمتم:عـرفت انه سيعجبك!

قلت بذهول:انه جـميل..

قال مـبتسمـا:سعـيد لأنـه أعجـبك!

أراحـني بتلك الابتسامة النابعـة من مشـاعره الصـادقـة..

ذهـب لخـزانة السـيارة الخـلفيـة وفتحـها وأخـرج بعـض الحاجيات .. كغطـاء ومفـرشة وبعد الوسادات الصغـيرة..

قـام بـفرشهـا أمـام البحـيرة وترتيبهـا ..

سألته: هل أسـاعدك؟

قال لي نافيا:لا سـأفعـل كـل شـيء بـنفسـي أريـد ان يكـون أحـلى يوم فـي حيـاتك~

جـامـلته بابتسـامة ثم قـلت:إذا سأكتـفي بالجـلوس~

جــلست على المـفـرشـة الحـمراء وارتكـزت بتلك الوسـادة الرمـادية النـاعمـة~

ريـثمـا كان هو لا يـزال يحـضر الأشـياء والحاجيات من الســيارة~

وبعـد ثواني جـاء ووضـع تلك السـلة البـنية وجـلس بجـوار قائـلا:هذا غـداءنـا.

شكـرته:هـذا لطـيف جـدا ..

قال عنـدها بحمـاس:اردت ان يكـون موعـدنا الأول مميـزا.

اعتدلت في جـلستي ومن ثـم ابتسمت قائلة:ماذا سنفعـل اذا؟

قال محـتارا:لم أخطط لهـذا ~

قـلت منحـرجة:لا بأس..فلنتحـدث!

بـادر قـائـلا:مـاذا عـن هـواياتك؟

وضعـت يدي على ذقـني وقـلت محتارة:حـقيقة لا أعـرف هممم , ربمـا الـكـتابة~

سألني:ماذا تكتبين؟

قلت معددة:كنت اكـتب قصـائد سخـيفة و خـواطـر بسـيطة..

نظـر إلـي ثم قال متحـمسا:انا متـشوق لقـراءة احـداهـا.
يتبع
__________________
أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!