السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
اريد ان اسرد بعض قصه حدثت معي والتي لازال اثرها والله محفور في قلبي.
في بداية تخرجي من كلية الطب كان عملي في عيادة الاطفال وقد جائني طفل في الخامسه مع والده وقد بدا على وجه الطفل الشحوب والجفاف وكان مصاب بمرض السكر بعد الفحص رمقني والد الطفل بغضب وهو يستغفر وقال لي كيف جايه المستشفى بوجهك, قلت له هل الناس تترك وجوهها بالمنزل!!! صرخ بي بصوت يخلو من الذوق لطبيبه تعالج طفله وقال وين الغطوة ياللي ماتخافين من الله!!!,كظمت غضبي من اجل الطفل المسكين وقمت بعجلة وقست نسبة السكر وكانت عاليه جدا حوالي 500مغ بالدم وهي نسبه خطيره, فصعقت وسالت والده الم ياخذ جرعه الانسولين ؟ اجاب بفظاظه لا! سألته لماذا أجاب لان امه ولدت من يومين وهي الان بالمستشفى وحالتها حرجه وأنا أتركه مع الشغاله ولا تعلم شئ عن علاجه ,صعقت وقلت وانت ايضا لا تعلم؟ اجاب بلى ولكن ليس عندي وقت لانني معظم وقتي اقضيه بالمساجد وبلاسواق لوعظ الناس ومحاربه المنكر وأشار بأصبعه على وجهي !!! تمالكت نفسي وقلت ماحكم قتل النفس ؟ اذا مات طفلك بسبب اهمالك للعلاج وفي هذه الحاله تكون نسبة الوفاة 95%اليس هذا قتل بلاهمال ؟وماحكمه عند الله؟وأي مواعظ واي محاربه للمنكر وأنت تقوم بأكبر الكبائر عند الله !!صعق الرجل ولكنه لم يجبني, ارسلت الطفل للطوارئ وتم اسعافه ولكن رفض والده تنويمه وخرج على مسؤليته رغم التحذير لان لاوقت له لقضاء يوم كامل مع الطفل !!!
فياليوم الثاني وأنا متوجهه للعياده عن طريق الطوارئ ,وجدت الطاقم مشغول بعملية انعاش لطفل اسمعهم يقولون وصل الطفل ميتا بكوما السكر,هرعت لاراه بكيت كثيرا لتلك البراءة المقتوله ولايوجد من يعاقب قاتلها ,وقاتلها يقف من بعيد ويقول قضاء وقدر ! يظهر بمظهر اخر للمجتمع .الله وحده اعلم بداخله واعلم بذنبه.وحبيبنا رسول الله صلوات الله عليه يقول بم معنى الحديث من احيا نفسا كانه احيا الامه كلها ,ومن قتلها كانه قتل الامه كلها.
اتمنى ان يكون ديننا نابع من داخلنا قبل ان يكون تشدق بالكلام ,وقشور خارجيه مثل فقاعه صابون ,كم بالرحمه والليونه وحسن التعامل دخل الكثير الاسلام , وتغير فكر الكثيير عن ديننا الحبيب , وكم للاسف مثلوه بصوره القسوه والفظاظه .قال تعالى لو كنت غليظ القلب لانفضيت من حولك. صدق الله العظيم وفي الختام سامحوني واتمنى ان نكون من اهل العمل قبل القول.

__________________
لاللتجاره باسم الدين.
نعم لمجتمع اساسه الدين والرقي.
لا لقهر الطفوله واعدام البراءه .


راما علي الشريف