09-10-2010, 09:13 PM
|
|
{ نۤ وَٱلْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ } عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «أول ما خلق الله القلم ثم خلق النُّون وهي الدواة وذلك قوله تعالى : {نۤ وَٱلْقَلَمِ} ثم قال له ٱكتب قال وما أكتب قال ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة من عمل أو أجل أو رزق أو أثَر ، فجرى القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة قال ثم خُتم فَمُ القلم فلم ينطق ولا ينطق إلى يوم القيامة. ثم خلق العقل فقال الجبّار ما خَلقتُ خلقاً أعجب إليّ منك وعِزّتيّ وجلالي لأَكَمِّلّنك فيمن أحببت ولأنقصنّك فيمن أبغضت» قال : ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أكمل الناس عقلاً أطوعهم لله وأعملهم بطاعته» قيل : هو اسم السورة ، أي هذه سورة «ن». ثم قال: «وَالْقَلَمِ» أقسم بالقلم لما فيه من البيان كاللسان ؛ وهو واقع على كل قلم مما يَكتب به مَن في السماء ومَن في الأرض ؛ ومنه قول أبي الفتح البُسْتيّ : إذا أقسم الأبطال يوماً بسيفهم وعَدُّوه مما يكسِبُ المجدَ والكَرَمْ
كَفَى قلم الكُتَّابِ عزًّا ورفعةً مَدَى الدهرِ أن الله أقسم بالقلْم وللشعراء في تفضيل القلم على السيف أبيات كثيرة ؛ ما ذكرناه أعلاها. وقال ابن عباس : هذا قسم بالقلم الذي خلقه الله ؛ فأمره فجرى بكتابة جميع ما هو كائن إلى يوم القيامة. خلق الله القلم ثم نظر إليه فٱنشق نصفين ؛ فقال : ٱجرِ؛ فقال : يا ربّ بِمَ أجري ؟ قال بما هو كائن إلى يوم القيامة ؛ فجرى على اللوح المحفوظ.
وقال قتادة: القلم نعمة من الله تعالى على عباده . من تفسير الأمام القرطبي |