***الجزء السابع***
التفتت ريلينا الى صاحب الصوت والدموع في عينيها لترى ماكس مبتسماً و مستندا على الجدار ...مكتف يديه
مسحت ريلينا دموعها وقالت له: مالذي تفعله هنا ؟
ابتسم على كلامها قائلا: هل وجودي يزعجك.. يمكنني الذهاب..
ريلينا : لا ... لم اقصد هذا ولكن اقصد مالذي تفعله في القصر .. انها حفلة للاصدقاء..
ماكس بمكر: اولست انا احد الاصدقاء؟
ريلينا بسخرية: وهي تعريف الاصدقاء هو شخص متطفل على اموري...
ابتسم ببرود واردف قائلا: دعى اخوك كل الطلاب الموجودين في قسمك.. ومن ضمنهم انا ...
اي انني من الاصدقاء
التفتت ريلينا الى الجهة المعاكسة قائلة بلا مبالاة : حسنا اذا .. استمتع بالحفلة
ماكس: ولما لا تفعلين انتي هذا الشيء؟
ريلينا : لانني لا احب الاحتفال!
ماكس: لم اكن اتوقع ان فتاة مثلك تكره الاحتفالات!
التفتت اليه بمكر قائلة : قلت لك.. لا تقترف الخطأ بضنك انك تعرفني
ابتسم بحزن قائلا: انتِ محقة
وتقدم باتجاهها ووقف الى جانبها على الشرفة قائلا : ريلينا .. لم تلك الدموع الحزينة ؟
ريلينا : لما تصر على التدخل في اموري...
ماكس: انا لا افعل هذا .. وانما قلق عليكي..
ريلينا : ولما القلق على شخص تعرفت عليه منذ 24 ساعة فقط .. وكل ما فعلته معك هو صدّك ..
ماكس: لنقل بانني ارى ناحية جيدة فيكِ واريد منكِ اضهارها وعدم اخفائها..
نظرت اليه بحدة قائلة: ومن انت كي تفعل هذا ؟!
وتركته لتذهب ...
ولكنه امسك من يديها بقوة قائلا : توقفي لم انهي كلامي بعد
ما ان امسكها حتى عاودها ذلك الشعور الغريب..
ريلينافي داخلها " مالذي يحصل لي .. لما اشعر هكذا كلما اقترب مني .. نظرت اليه بتمعن قائلة في نفسها .. من تكون ..؟!!
انتبهت على الموقف وابعدت يديها قائلة : من تضن نفسك كي تحدثني هكذا!
اقترب ماكس منها وهمس لها قائلا :شخص سوف تثقين فيه ...
ارتعشت ريلينا من سماع صوته في اذنيها
تذكرت تلك اللحظة التي همس هيرو في اذنها ودمعت عيناها قائلة له وهي تنظر في عينيه: من انت؟؟؟ ولما اشعر هكذا بالقرب منك؟؟
ماكس بابتسامة حنونة : قلت لك.. شخص تثقين فيه
وذهب الى خارج القصر تاركها في حيرة من امرها بخصوص هذا الشاب الذي تشعر وكأنها تعرفه.............من يكون؟!!!!!!
تلافت شعورها هذا
وذهبت الى الحفلة
وما ان دخلت الى قاعة الاحتفالات حتى سمعت ليو يقول للحضور: سيداتي وسادتي .. اليوم نحتفل بذكرى جميلة وعزيزة علينا.. ذكرى اليوم الذي توقفت فيه النيران على الاندلاع في وجه الابرياء.. واخمدت لهيب الحقد بين الشعوب .. وعادت الارض هي المسكن الوحيد للناس ..
اليوم نحتفل باجمل ايام حياتنا وهذا الامر لم يتحقق لولا وجود ابطال لنا مهدو لهذا الطريق
_واشار الى جنود الكاندام بفخر_
وهم معنا يشرفونا بحضورهم
ونحن نقول لهم ومن كل قلبنا
***شكرا لكم ***
صفق جميع الحضور للجنود
واردف ليو قائلا : وبهذه المناسبة يسعد اختي العزيزة ريلينا ان تسمعكم احلى الحان العزف على البيانو لتطرب اذنينها بها
اشار الى اخته التي انصدمت من طلب اخيها
ونظرت اليه ببرود دون حراك
همست نوين الى ريلينا قائلة: اذهبي يا عزيزتي ..
لم تملك الا ان تذهب الى مكان اخيها والقيام بما طلبه منها بدون اي تنبيهات ...
ابتسمت للحضور ابتسامه خاليه من الدفئ
قائلة
اشكركم على هذا
وجلست على البيانو بحزن
اغمضت عينيها
وجعلت اناملها الرقيقة تنساب على النوتات الموسيقية معبرة عن ما في داخلها
عزفت احلى الالحان .... ولكن .... في كلام الموسيقى كانت الحان حزينة جدا
تعبر عن الوحدة
فهم كواتر من اسلوب عزفها ما يجول في بالها
وقال لهم بحزن: انها مشتاقة اليه كثيرا!!!!ً
ديو: تقصد هيرو؟
كواتر بمرارة : اجل.. ليتك تفهم ما تقوله بالحانها ..
كان ماكس خاج القصر يستمع الى الحان ريلينا والحزن يطغى على قلبه
وبعد انتهائها
صفق لها الجميع بحرارة على عزفها الجميل
وخرجت من القصر مسرعة
وهي تحبس دموعها بالقوة
اراد ليو اللحاق بها
ولكن نوين اوقفته قائلة" دعها يا عزيزي .. لرتاح قليلا .. ستعود"
تنهد ليو بحزن
وعاد ادراجة
ركضت ريلينا بدون اي هدف
ركضت
وركضت
وركضت
حتى قادتها قدميها الى المكان الوحيد الذي ترتاح فيه
نظرت الى البحر
وهي تبكي
والدموع تعبر عن حزنها
وقعت على ركبتيها وهي تبكي
لم تعد تتحمل البقاء وحيدة .. رغم كل من يحيطها الا انها لا تجد الامان الا معه ..
رغم كل من يحبها .. الا انها لا تريد سوى حبه لها ...
اي حبٍ هذا يجعلها تكره العالم في سبيله ..
كان حباً لا نراه الا مرة واحدة ..
كان عشقا لحد الجنون ...
اتجهت نحو البحر الذي يدعوها للسكن في قلبه
لم تعد تقوى على البقاء ...
تريد الرحيل ..
لم تجد سوى هذا الحل...
ما ان خطت بخطوة نحو البحر .. استجمعت قواها وبدأت بالسير نحو قاعه والامواج تبعدها ..
واثناء هذا
لم تشعر الا وبيدٍ تسحبها بقوة
وتعيدها الى اليابسة
لم تحدد هويته بسبب الظلام الحالك...
وما ان وصلت الى اليابسة
حتى سطع ضوء القمر يعرفها عن هذا الشخص
الذي كان ينضر اليها بغضب شديد
ويصيح في وجهها بغضب...
قالت له بخوف: ماكس؟؟؟
ماكس بغضب: ايتها الحمقاء.. مالذي كنتي تريدين فعله .. هل جننتي ؟؟!!!!
ما ان استوعبت الموقف الذي كانت فيه
حتى بدأت عيناها بالامتلاء بالدموع قائلة بحدة:
اتركني ..
ماكس: لن اتركك.. هل تريدين ان تنهي حياتك جراء جنونك هذا ...
من يستحق ان تفعلي هذا من اجله ..
تحولت نظرات ريلينا الى الغضب ونفرت بيديها عنه قائلة : ومن انت كي تحكم علي ما افعل وما لا افعل .. ابتعد عني
وما ان تركته حتى اخذها من يديها بقوة وسحبها نحوه
امسكها من كتفها وقال لها بحدة : لن اتركك.. لن اسمح بان ارى شخصا ينهي حياته من اجل لا شيء..
نظرت ريلينا اليه بخوف وخطف قلبها وهي تنضر الى عينيه القلقتين عليها
امسكت من قميصه بقوة وبدأت بالكاء في احضانه قائلة: لا استطيع العيش بدونه .. فانا احبه ..
شعر ماكس بالمرارة من قولها وربت عليها قائلا: هيرو؟
ريلينا : أ... أجل
ماكس بحزن وخيبة امل : واين هو الان ؟
ابتعدت ريلينا عنه ومسحت دموعها .. نظرت الى السماء وهي تقول : يقولون بانه مات .. ولكنني لا ازال لا اصدق هذا الامر ... فهو لا يتركني هكذا ..انا اعلم بانه لا يتركني .. فهو اقوى من ان يموت هكذا
ابتسم ماكس على كلامها قائلا : حسنا اذا .. ان كان هذا ضنك .. فلم لا تبحثين عنه ..
التفتت اليه باستغراب قائلة : ماذا؟
ماكس: أنا....أعني .. انت قلتي بانك لست واثقة من موته... لما لا تبحثين عنه وتقطعين الشك باليقين ..
فكرت ريلينا بما يقوله ماكس واردفت قائلة : يبدو في كلامك بعض المنطقية .. ولكنهم اعطوني جثته ..
وفكرت قليلا ثم قالت بتفائل : وربما لم تكن جثته !
نظرت بتفائل الى ماكس الذي لم تعرفه سوى يوم واحد وتراه يقف الى جانبها
ابتسمت الية وقالت : من انت؟؟
ماكس بتوتر: ماهذا السؤال.. هل فقدتي ذاكرتك؟؟
ريلينا : لا.. اعني .. من انت .. تأتي الي فجأة وتساعدني اكثر من مرة .. وتعرف ما يجول في خاطري .. من تكون ...؟!
ماكس: قلت لك... شخص سوف تثقين فيه ...
ابتسمت ريلينا على كلامه قائلة : يبدو كذلك..
نظر ماكس الى ابتسامتها وقال: من الجيد ان ارى ابتسامتك لاول مرة منذ التقينا .. انها اجمل من ما اراه في التلفاز
نظرت ريلينا اليه بتمعن واقتربت منه قائلة بمكر: وهل رأيتني فقط في التلفاز؟!!!
ماكس بتوتر : م.. مالذي تقصدين؟؟؟
التفتت ريلينا قائلة : لا شيء
مدّ يده اليها وقال لها : هل نذهب
قالت له بدون اعطائه يدها وبتحدي.. اجل ...
ابتسم على الموقف هذا
ووضع يده في جيبه وتبعها بصمت
ما ان اوصلها الى قصر الحاكم
نظر اليها وقال : حسنا اذا ارك غدا ..
ريلينا : حسنا
ماكس: آه .. ولا تنسي غدا يبدأ اول درس لنا...!
ريلينا : ومن قال باني سادرسك..؟!
ماكس بخبث:.. ممممم .. انا اقول ...
ابتسمت على جرأته قائلة : سنرى هذا ...
الى اللقاء
وذهبت الى المنزل
زهز يتبعها بنظراته
وهي تذهب قائلا في نفسه : لم اتخيل ان افعل هذا يوماً.. يالي من احمق .. وذهب هو الآخر ......
تساؤلات كثيرة تجول في ريلينا عن ماكس هذا ؟
من يكون؟
وماذا يريد منها ؟
ولما يتبعها اينما ذهبت ؟
اجوبة هذه الاسئلة تجدها ريلينا في لحظات الايام القادمة ....