ثم توجهوا للقاعة المقابلة لهم, وجلست "ميمي" على في مكانها وقالت بإرتياح:
ـ أشعر بالتعب, هذا الجو البارد في القاعة سيجعلني أنام.
لم تمر عشر دقائق على جلوسهم ليرتاحوا إلا وسمعوا فتاةً تقول بأعلى صوتها:
ـ هناك محاضرةٌ للمستوى الأول في القاعة السادسة, هيا أسرعوا.
نهضتا "رينا" و"ميمي" بسرعة ورمتا بالعصير في سلة المهملات, وقالت "رينا" موجهةً كلامها لـ "ساكورا" التي لم تتحرك من مكانها:
ـ هيا تحركي بسرعة وإلا سنتأخر.
أكملت "ساكورا" آخر رشفة عصير وتنهدت قائلة:
ـ لمَ العجلة؟ ... أنتظري قليلاً.
حملت "رينا" أشياءها وهي تقول في عجلة:
ـ يمكنك اللحاق بنا.
ثم ألتفتت إلى "ميمي" متابعة:
ـ هيا بنا.
بعد خروجهم بدقائق, نهضت "ساكورا" ببطء, وحين خرجت توقفت عن السير قائلةً في توتر:
ـ يا إلهي, لا اعرف إلى أين أتجهوا؟
وتذكرت كلام الفتاة وتابعت طريقها راكضة لا تعلم مكان تلك المحاضرة....
وفي مكانٍ آخر كانت "تيما" منهمكتاً بالرسم مع "آندي" في الغرفة, وألتقطت "تيما" اللون الأبيض ووجدته قد نفذ من اللون فقالت في ضجر:
ـ لقد إنتهى اللون الأبيض.
فرمته على "آندي" وأمسكه بيده وتابعت كلامها قائلة بجفاء:
ـ إذهب لشراء واحدٍ آخر.
شعر "آندي" بالملل وقال في تسائل:
ـ لماذا لا تذهبين أنتِ؟
صرخت في وجهه قائلةً في غضب:
ـ إذهب وإلا فلن أتمكن من إكمالها... هيا بسرعة.
ضغط "آندي" على اللون بقبضة يده وعرف بأن "تيما" منفعلةٌ بسبب ما حدث لهذا فضل عدم الرد عليها وحمل نفسه للخارج...
ركض "آندي" في الممر الفارغ بسرعة متوجهاً إلى محل أدوات الرسم وهو يقول مبتسماً:
ـ سوف تغضب كثيراً لو تأخرت.
من جهةٍ أخرى ما زالت "ساكورا" تبحث عن المكان دون جدوى وبدأ القلق ينتابها كثيراً, وعند إحدى الزوايا إتجهت إلى الجهة اليسرى وأصطدم
بها "آندي" بقوة لأنه كان يركض ووقع فوقها, سقطت "ساكورا" على رأسها مما أفقدها وعيها بينما أصيب "آندي" بخدشٍ في كتفه الأيمن وحين نهض
ورأى "ساكورا" أصيب بالذعر ووضع يده على كتفها وهزها وهو يرتجف قائلاً في قلق:
ـ يا آنسة... هل أنتِ بخير؟
فتحت "ساكورا" عينيها قليلاً ولم تدرك ما هي عليه, وكان صوت نبضات قلبها يتردد في أذنها مع ألم في رأسها.. لم تتمكن "ساكورا" من رؤية "آندي"
بوضوح لأنها لم تستعد وعيها تماما... قام "آندي" بحملها بين ذراعيه فآلمه كتفه لكنه تحمل ليأخذها إلى الطبيب...
توترت "رينا" كثيراً أثناء المحاضرة وهي تضرب بقدمها على الأرض وتتسائل في نفسها:
ـ ما الذي تفعله تلك الغبية حتى الآن؟
إنتهى الطبيب من معاينة "ساكورا" ثم جلس على كرسي مكتبه, وسأله "آندي" عن حالتها فأجابه قائلا في إطمئنان:
ـ إنها بخير.... لقد أغمي عليها بسبب الصدمة فقط, لا داعي للقلق.
شعر "آندي" بالإرتياح ووضع يده على صدره قائلاً:
ـ الحمدلله ... لقد كاد قلبي يتوقف.
ثم جلس بجانبها ووضع يديها بين كفيه وقال بحزنٍ شديد:
ـ أنا آسف.
هبطت الطائرة على مطار تلك المدينة, ونزل الركاب وأرتسمت على وجههم علامات التعب والإرهاق, وفي صالة المطار الكبيرة
كان هناك شابٌ يسحب الحقيبة على الأرض ويسير بجانب فتاة أكبر منه سناً, وتوقفت عن السير فجأة وقالت بسعادة:
ـ وصلتُ أخيراً, لقد إشتقت إلى هذه المدينة كثيراً.
قال لها شقيقها الذي يسير بجانبها في تعب:
ـ ما دمتِ بكل هذا النشاط, لماذا لا تقومين بحمل الحقيبة بدلاً عني؟
إلتفتت "بريتي" إليه وقالت بإبتسامةٍ صافية:
ـ حمل الحقائب تعتبر رياضةً جيدة لك , أنا متعبة وأريد أن أصل للمنزل لكي أنام.
جثم شقيقها على ركبتيه وقال في إرهاقٍ شديد:
ـ يالكِ من فتاةٍ كسولة.
بعدها قام بإيقاف سيارة أجرة وركب فيها مع "بريتي" وبعد مرور بضع الوقت وصلوا إلى المنزل..
إتجهت "بريتي" إلى غرفتها بأسرع مما يمكن ورمت بجسدها على السرير وقالت بسعادة:
ـ كم هذا مريح!
لم تتمكن "بريتي" من تغيير ملابسها, لأنها غطت في نومٍ عميق ولم تشعر بشيء من شدة التعب.
التكملة لاحقاً
__________________ أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد! |