في الجامعة, تخيلت "ساكورا" أشياء غريبة وهي نائمة, وخُيل إليها بأنها تسمع صوتاً مألوفاً يعتذر إليها بحرارة وتوسل
فقالت في داخل نفسها:
ـ صوت من هذا؟
وفتحت عينيها ببطء, ورأت "آندي" يمسك بيدها, فأتسعت عيناها وأبعدت يدها عن قبضته بسرعة, فأندهش صم أبتسم
بإرتياحٍ وقال:
ـ ـ حمدلله على سلامتك.
سألته "ساكورا" في حيرة:
ـ ما الذي حدث؟
أجابها "آندي" بكل لطف:
ـ لقد إصطدمتُ بكِ فجأة, وسقطتِ على الأرض ثم قمت بحملك إلى هنا... أنا آسف لما حدث.
إرتبكت "ساكورا" كثيراً وهي تتحدث إليه:
ـ لا داعي للإعتذار, لم يحدث شيء.
ثم تابعت محدثةً نفسها في سعادة غامرة:
ـ تمكنت من رؤيته أخيراً, لا أصدق بأنه يجلس بجانبي في هذه اللحظة.
وقطع إنسجامها صوت تسائله وهو يقول:
ـ لم أتمكن من معرفة إسمك... هل يمكنكِ أن...
قاطعته قائلةً في سرعة:
ـ "ساكورا"... إسمي "ساكورا".
إبتسم في وجهها قائلاً بإعجاب:
ـ إسمٌ جميل.
أحست "ساكورا" بقليلٍ من الخجل وقالت:
ـ شـ شكراً لكـ.
عند كل دقيقةٍ تمر, يزداد توتر "رينا" وقلقها عليها ولم يتبقى سؤال إلا وخطر في ذهنها, ولم تطمئن حتى سمعت المعلم يعلن عن
إنتهاء وقت المحاضرة فأنطلقت من مكانها بسرعة من دون ان تخبر "ميمي" إلى أين ستذهب.
إتجهت "رينا" إلى المكان الذي كانت تجلس فيه مع "ساكورا" لكنها لم تجد أي أثرٍ لأغراضها وركضت عبر الممرات ويدور في ذهنها
سؤالٌ واحد:
ـ أين ذهبت؟
في تلك الأثناء, كان "روبرت" يقف في إحدى زوايا الطابق السفلي, وأخرج هاتفه من جيبه وحدد على رقم "بريتي" وضغط طلب إتصال,
رن هاتف "بريتي" وهو داخل حقيبتها, وهي تغط في النوم, وتخيلت بأنها تسمع صوت الرنين وحركت ذراعها وأسقطت الحقيبة على الأرض
من دون أن تشعر وتابعت نومها, تنهد "روبرت" في يأس وأغلق الهاتف قائلا:
ـ لابد بأنها متعبة جداً, ولم تتمكن من الرد.
فجأةً, رأت "رينا" بالمصادفة "ساكورا" تخرج مع "آندي" من إحدى الغرف وأتجهت نحوهما, قالت "ساكورا" بهدوء:
ـ أشكرك على إهتمامك بي.
هز "آندي" رأسه نفيا وهو يقول:
ـ لا داعي للشكر.
ثم سمعا صوت "رينا" تقول وهي تتنفس بصعوبة:
ـ وجدتكِ اخيراً, أين كنتِ...؟
أجابتها "ساكورا" في أسف:
ـ المعذرة, لقد حدثت أمورٌ كثيرة, سأطلعك عليها لاحقاً.
إقترب "آندي" من "رينا" وأنحنى قائلاً:
ـ أرجوا المعذرة, أنا السبب فيما حدث, أرجوكِ إعتني بها.
رمت "تيما" فرشاة التلوين على الطاولة بقوة, وعضت شفتيها قائلةً في ضيق:
ـ ياله من شخصٍ عديم الفائدة.
وخرجت من الغرفة في الوقت الذي كان فيه "آندي" عائداً إلى هناك, ورأته بالصدفة وقالت بصوتٍ غاضب:
ـ ما الذي كنت تفعله طوال الوقت؟
بدا وجه "آندي" شاحباً وهو يقول بصوتٍ منخفض:
ـ أنا آسف "تيما".
ثم حركت عينيها ونظرت إلى الجرح الذي بكتفه فأمسكت بيده وجرته إلى الداخل, وهو مندهشٌ من تصرفها الغريب, واجلسته على الكرسي
وقالت بلطف وهي تبتسم في وجهه:
ـ سأعالج جرحك, أبقى في مكانك ريثما أعود.
وضع "آندي" يده على كتفه المصاب وأغمض عينيه مبتسماً بإرتياح....
بعد إنتهاء الدوام, إمتلئت الساحة بحشدٍ من الطلبة, وخرجت "ميمي" وهي تحمل أغراضها في يدها ووقفت أمام البوابة الرئيسية تبحث عن
سيارة السائق, لكنها لم تجدها وحاولت الإتصال عدة مرات دون جدوى...
همست "رينا" في أذنيي "ميمي" قائلة:
ـ ما الأمر؟
أغلقت "ميمي" هاتفها وهي تجيبها بحزن:
ـ لقد تأخر السائق, ولا يرد على هاتفه.
سكتت "رينا" لبرهة ثم قالت في حماس:
ـ يمكنك أن تأتي معنا, سوف نوصلك.
أحست "ميمي" بقليل من الحرج, وهي تقول:
ـ لا شكراً... بيتي بعيدٌ عن هنا, لا أريد أن...
قاطعت "ساكورا" كلامها قائلة:
ـ لا عليكِ... سوف نوصلك حتى لو كان في آخر العالم.
إرتاح قلب "ميمي" حين سمعت هذا الكلام وقالت:
ـ شكراً لكما.
شغل "روبرت" سيارته وأنطلق بها إلى منزل "بريتي" لأنه لم يستطع الإنتظار للغد, لذا عند إنتهاء وقت الدوام وعد
نفسه بالذهاب إليها...
قاربت الشمس على الغروب, وأستيقظت "بريتي" في ذلك الوقت, وكان الإرهاق واضحاً على وجهها وألتقطت حقيبتها من على الأرض
وفتحت هاتفها لترى من الشخص الذي أتصل بها, فرأت إسم "روبرت" فأتسعت عينيها وشعرت بالسعادة التي غمرت قلبها, في تلك الأثناء
وصل "روبرت" إلى منزلها وحين حاول الإتصال بها وجد أن هاتفها مشغول الآن لأنها كانت تتصل به في نفس اللحظة لهذا ظهر لديها الرقم
مشغول أيضاً فقالت في حزن:
ـ خسارة , كنت أود التحدث إليه.
إتجهت "بريتي" إلى الشرفة وبالصدفة رأت سيارته واقفة عند باب المنزل فأبتسمت بلهفة ولوحت بيدها اليمنى عالياً وحين لمحها "روبرت"
نزل من السيارة وقال لها بصوت عالي:
ـ أهلاً, بعودتك ... "بريتي". التكملة لاحقاً
__________________ أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!![550982955](images/smilies/smiles/550982955.gif) |