عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 09-12-2010, 12:32 AM
 
في صباح اليوم التالي, تجمع الطلبة أمام مُلصق في الجدار, وحين قرأت "تينا" ما كُتب فيه اتسعت عينيها وقالت
باندهاش:
ـ "جوزيف".. مستحيل.
وانطلقت مسرعة إلى القاعة, واتجهت إلى "ساكورا" و "رينا" وقالت لهما وهي تتنفس بصعوبة:
ـ هل قرأتم المكتوب في الملصق؟
استغربت "ساكورا" من طريقة "تينا" في الكلام وسألتها:
ـ ما المكتوب فيه؟
أجابتها في سرعة وعيناها تشتعل غضباً:
ـ لقد تم حرمان "جوزيف" من الحضور إلى الجامعة لمدة أسبوع لأنه قام بإيذاء "هنري".
شعرتا كلاً من "رينا" و"ساكورا" بهالةٍ من الخوف, وعقدت "ساكورا" حاجبيها وقالت وهي تقف بجدية:
ـ يجب أن نناقش الإدارة في هذا الأمر.
واتجهوا الثلاثة إلى عميد الجامعة, وأخبروه بكل ما حدث في الليلة الماضية, وأنه من الظلم حرمان "جوزيف" بدون دليل
يثبت أنه من فعل هذا, بل على العكس كان هو الشخص الوحيد الذي اهتم بأمر "هنري" ورافقه إلى المستشفى وبعدما أنهوا
كلامهم, عقد العميد يديه على المكتب وقال بنبرةٍ حزينة:
ـ لكن ما لا تعلمونه هو أن "جوزيف" جاء إلي هذا الصباح وقال بأنه سيتحمل كامل المسؤولية بشرط ألا يعاقب البقية...
لذلك تم حرمانه من دخول الجامعة لمدة أسبوع وهذا كله من أجلكم.
بعد هذه العبارة التزموا الصمت جميعاً وغادروا الغرفة وهم يحملون في قلوبهم ألماّ كبيراً على "جوزيف" الذي أنقذهم من العقاب.
في ذلك الوقت, كان "جوزيف" حابساً نفسه في غرفته, ومتكئٌ بظهره على السرير, وقام بثني ركبتيه وبدا شاحباً للغاية
ولم يتمكن من النوم طوال الليل... ثم أغمض عينيه مسترجعاً ذكريات ما حدث وما قاله الطبيب عن حالة "هنري"....
بعدما خرج الطبيب من غرفة "هنري" سأله "جوزيف" عن حالته فأجابه قائلاً:
ـ لقد كُسرت ذراعه اليمنى وقدمه اليسرى مع بعض الجروح في بقية جسده وسيبقى هنا لمدة أسبوعين أو
حتى تتحسن حالته.
قال "جوزيف" في ترجي:
ـ هل يمكنني رؤيته الآن؟
بينما كان الطبيب على وشك الرد سمعا صوت والدة "هنري" تقول بصوتٍ باكي:
ـ لن أسمح لأحد بالدخول إلى هنا, ارحل أيها الشاب ولا تريني وجهك مرةً أخرى.
عظ "جوزيف" شفتيه حين سمع هذه العبارة وهي ما جعلته يقوم بطلب ذلك من العميد, وفكر بأنه من المحتمل أن يكون
"هنري" بخير خلال أسبوع..
دقت والدة "جوزيف" باب غرفته وحاولت فتحه لكنها وجدته مغلقاً من الداخل وسمعت "جوزيف" يقول بجفاء:
ـ هذا يكفي... كم مرةً قلت لكِ لا أود رؤية أحد؟... دعيني وشأني.
قالت له والدته وهي تحمل الفطور :
ـ لكن يجب أن تأكل...
ووضعتها على الأرض... ثم غادرت.

جلست "لوسكا" بجانب "ساكورا" و "تينا" ثم تبعها البقية وكانوا يتبادلون الأحاديث, وبقيت "رينا" في صمتٍ غير طبيعي فوجهت
"ميمي" عينيها إليها وسألتها:
ـ "رينا".. لماذا أنتِ صامته؟
أجابتها بصوتٍ جاف:
ـ لاشيء... لكني لا أشعر برغبةٍ في الكلام مطلقاً.
لوح "جيم" بيده إليهم قائلاً في مرح:
ـ مرحباً يا فتيات... كيف حالكم اليوم؟
ردت عليه "لوسكا" قائلة:
ـ "جيم"... نريد زيارة "هنري".
أجابها في سرعة:
ـ لا يمكن ذلك.
ثم قالت متابعةً كلامها:
ـ إذن "جوزيف"...
قاطعها قائلاً بنفس النبرة:
ـ لا يمكن أيضاً.
سألته "بريتي" مستغربة:
ـ لكن لماذا كل هذا؟
أجابها قائلاً في ضيقٍ شديد:
ـ والدة "هنري" منعت عنه الزيارة, أما "جوزيف" فحبس نفسه في غرفته ولا يرغب برؤية أحد.
إمتلئت وجوه الجميع بالحزن, وظلوا صامتين لبعض الوقت, وقطعت "رينا" هذا الهدوء بقولها:
ـ سأذهب لزيارة "هنري" بعد إنتهاء الدوام... من سيأتي معي؟
أجابها الجميع بصوتٍ واحد:
ـ كلنا سنذهب معكِ.
ثم نظرت إلى "جيم" بجدية فهز كتفيه قائلاً في استسلام:
ـ لا مفر من ذلك, سأوصلكم بنفسي.</b>
__________________
أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!