عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 09-12-2010, 12:33 AM
 
خرجت "بريتي" من القاعة بعدما أتفقت مع الجميع على الإلتقاء عند بوابة الجامعةعند إنتهاء الدوام, وبينما كانت تسير وقف "روبرت" أمامها فرفعت بصرها ورمقته بنظرات غاضبة فقال لها في أسى:
ـ أريد التحدثُ معكِ بـ ...
قاطعته قائلة بجفاء:
ـ لا أريد... أعتذر عما فعلته أولاً.
ومرت بجانبه من دون النظر إليه فقال بعصبية:
ـ أنا لم أفعل شيئاً لكي أعامل منكِ بهذه الطريقة.
ابتسمت "بريتي" في سخرية وقالت:
ـ بعد كل ما حدث, تقول لم أفعل شيئاً.
إلتفت إليها "روبرت" وقال بصوتٍ بريء:
ـ أرجوكِ, سأفعل أي شيءٍ لإرضائك.
قالت له في سرعة:
ـ طلبي الوحيد هو أن تتصالح مع "هنري".
سكت "روبرت" وعقد حاجبيه قائلاً:
ـ لا يمكنني ذلك.
أدارت "بريتي" ظهرها إليه وأبتعدت من دون أن تناقشه, فضرب بيده على الحائط بقوة وقال في داخل نفسه وهو يشتعل غضباً:
ـ "هنري"......... لن أسامحك أبداً.
في تلك اللحظة, فتح "هنري" عينيه وهو على السرير في المستشفى وتلفت حوله ببطء ولم يجد أحداً بجواره, فأخذ نفساً عميقاً, ودخلت إليه والدته وركضت بإتجاهه قائلة بسعادة:
ـ "هنري"...... حمدلله على سلامتك.... كيف تشعر الآن؟
إبتسم في وجه والدته وقال بإرتياح:
ـ أنا بخير... لكن ما الذي حدث؟
أجابته قائلة في إنزعاج:
ـ لقد سقطت من الطابق الثاني في الجامعة.
إرتسمت في مخيلة "هنري" عدة أشياء, عندما قُطع الحبل وسقط, وتذكر وجه "رينا" القلق عليه, فهمس بداخل نفسه قائلاً:
ـ "رينا"... ليتها كانت بجانبي الآن.
في تلك الأثناء, كان "مايكل" منهمكاً في ترتيب المحل. وحين أخذ ثوباً من الأرض سقطت منه ورقة فألتقطها وأتسعت عينيه قائلاً:
ـ هذا... إنه الرقم الذي أعطتني إياه تلك الفتاة.
فحاول التخلص منه, لكنه تردد وأدخلها إلى جيبه وأكمل عمله.
إلتقى "آندي" بـ "ساكورا" في حديقة الجامعة, فأتجه نحوها... ورحب بها قائلاً:
ـ أهلاً... لم أركِ منذ فترة.
قالت "ساكورا" في سعادة:
ـ كيف حالك "آندي"؟
أجابها بكل مرح:
ـ أنا بخير... لكني أشعر بالملل, هل تمشين معي قليلاً؟
قالت "ساكورا" وهي تشعر بالخجل:
ـ لا بأس.
وفي وسط حديثهما, حكت "ساكورا" له عما حدث في الليلة الماضية... وبعدما أنتهت قال "آندي" بإستغراب:
ـ كل هذا حدث وأنا لا أعلم.... وكيف حال "هنري" الآن؟
أخفضت "ساكورا" رأسها وأجابته بحزن:
ـ أعتقد بأن حالته ليست جيدة, سنذهب لزيارته عند إنتهاء الدوام.
من جهةٍ أخرى, كانت "ميمي" تسير بمحاذاة ملعب كرة القدم, فقام أحد اللاعبين بركل الكرة بكل قوته وأتجهت إلى "ميمي" فتسمرت في مكانها وجاء "روبرت" راكضاً وأبعدها عن الكرة ففتحت عينيها وهي في حضنه ورفعت رأسها ورأته يقول بعصبية:
ـ أنظر إلى أين ترمي الكرة يا هذا؟
بدا وجه "روبرت" غاضباً جداً, فأبعدت "ميمي" نفسها وحاول الإبتسام وهو يقول:
ـ هل أنت بخير؟
هزت رأسها مجيبة في خجل:
ـ نعم... شكراً لك "روبرت".
ثم مر من عندها ووضع يده على كتفها وقال بهدوء:
ـ إنتبهي في المرة القادمة.
خجلت "ميمي" كثيراً من هذا الموقف... وبقيت واقفة في مكانها بعض الوقت...
فتحت "بريتي" خزانه كتبها في الجامعة, وبينما كانت تبحث تذكرت "روبرت" وأشفقت عليه لكنها هزت رأسها نفياً وقالت بجدية:
ـ كلا.... يجب أن يتغير "روبرت" ويصفي قلبه من الحقد.
وأغلقت باب الخزانة بعدما أخرجت ما تريده, وعادت.
جلست "ساكورا" مع "آندي" تحت الشجرة وأجزاء من خيوط أشعة الشمس تغطي أجسادهم... قال "آندي" بصوتٍ لطيف:
ـ كنتٌ أتمنى إصطحابكِ معي اليوم.
سألته "ساكورا" بإستغراب:
ـ إلى أين؟
إتكئ "آندي" بظهره على جدع الشجرة ورفع رأسه قائلاً:
ـ إلى أي مكان ترغبين برؤيته, هل تحبين البحر؟
هزت رأسها قائلة بسعادة:
ـ نعم, كثيراً... أحب اللعب برمل الشاطئ وإغراق قدمي في...
وتوقفت عن الكلام حين رأت "آندي" يحدق بها بإبتسامةٍ واسعة على شفتيه فأخفضت رأسها خجلاً فقال لها في تعجب:
ـ لماذا توقفتي؟... أحب سماع المزيد منكِ.
أغمضت "ساكورا" عينيها وأبتسمت قائلة:
ـ حسناً سأكمل.
إنتهى الدوام الجامعي, فعلى حسب الإتفاق تجمع الجميع عند البوابة.. فقال "جيم" في إندهاش:
ـ هل ستذهبون جميعاً؟
كان المتواجدين كلهم فتيات ., "ساكورا" و"رينا" و"ميمي"و "تينا" و"بريتي" و"لوسكا"..
حاول "جيم" أن يكون جاداً وقال:
ـ أنا آسف, لكني لا أستطيع أخذكم جميعاً... إختاروا إثنتين فقط.
قالت "لوسكا" في عصبية:
ـ لكننا أتفقنا على الذهاب جميعاً.
رد "جيم" عليها بكل ثقة:
ـ أعلم هذا, لكن كما تعلمون والدة "هنري" لن تسمح لنا بالدخول جميعاً.
قالت "تينا" بصوت هادئ:
ـ إذن... ستذهب "رينا" فقط.
إتسعت عينا "رينا" وقالت بإندهاش:
ـ لماذا أنا؟
إبتسمت "تينا" في مرح وهي تقول:
ـ أعتقد بأن "هنري" يود رؤيتك أكثر منا.
إرتبكت "رينا" وسط عيون صديقاتها ثم أستسلمت وقالت:
ـ حسناً, سوف أذهب.
تجمعوا جميعاً حولها... وقالت لها "بريتي" بجدية:
ـ إياكِ ان تخبريه عما حدث مع جوزيف.
وتابعت "ميمي" عنها وهي تعقد ساعديها:
ـ نعم, لأن حالته لا تتحمل الصدمات.
صرخت "رينا" عليهم قائلة بصوتٍ غاضب:
ـ بالطبع لن أخبره... هل أنا غبية؟
ركب "جيم" في سيارته وشغلها وركبت معه "رينا" وفتحت النافدة وقالت:
ـ سأخبركم بكل شيءٍ لاحقاً.
وفي الطريق, كانت "رينا" تشعر بقليل من التوتر, ثم طمئنها "جيم" قائلاً:
ـ لا تقلقي...أعدك بأنكِ سترين "هنري".
وحين وصلا إلى المستشفى, دخلا إلى المصعد وأتجها إلى الطابق الثاني, وسارا في الممر وفجأةً توقف "جيم" عند الغرفة 119 وقال مشيراً إليها:
ـ هذه هي غرفته.
ثم قام بدق الباب, ففتحت له والدة "هنري" وقالت بتسائل:
ـ ما الذي تريده؟
أجابها "جيم" بطيبة:
ـ نريد رؤية "هنري"... نحن أصدقائه من الجامعة.
أُغلق الباب في وجه "جيم" فغضب كثيراً ودق الباب مجدداً, ففتحت الباب وخرجت إليهما وهي تقول:
ـ "هنري" نائم ولا يرغب برؤية أحد.
ثم سمعت صوتاً خلفها يقول بجفاء:
ـ أنتِ مخطئة.
فألتفتت للوراء, ورأت "هنري" يقف مستعيناً بالعُكاز, وساعده الأيمن مثني على صدره ومغطى بالضماد. فقالت الأم في قلقٍ شديد:
ـ لماذا نهضت يا "هنري"؟
رد عليها ببرود:
ـ لأنكِ كذبت علي وأخبرتني أنه لم يأتي أحدٌ لزيارتي, سأسمح لهما بالدخول.
صرخت والدته في وجهه قائلة:
ـ كلا... سأسمح لشخصٍ واحد فقط.
وجه "هنري" عينيه نحو "رينا" وهي تحدق به في حزن, فقال لها:
ـ تعالي إلى هنا .. "رينا".
إقتربت "رينا" بخطواتٍ مرتبكة, حتى وصلت إليه ثم قال لوالدته:
ـ دعينا لوحدنا رجاءً.
دخل وقام بإغلاق الباب, وضع "جيم " يده على رأسه وقال:
ـ لقد نسيا بأني موجودٌ هنا.
قامت "رينا" بمساعده "هنري" على الجلوس على سريره وهي تقول:
ـ ما كان عليك أن ترهق نفسك.
__________________
أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!