عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 09-13-2010, 05:05 AM
 

( ما بعد رمضان )
الحديث الثانى: الإستقامة بعد رمضان .
عن سفيان بن عبد الله رضي الله عنه قال :
قلت يا رسول الله ( صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم ) :
( قل لي في الإسلام قولاً لا اسأل عنه أحداً غيرك )
قال صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم :
( قل: آمنت بالله ثم استقم ) (1 )
[ رواه مسلم ]
*** *** ***
الحديث دليل على أن العبد مأمور بعد الإيمان بالله تعالى ، بالاستقامة على الطاعة ،
بفعل المأمور و أجتناب المحظور ، و ذلك بملازمة سلوك الصراط المستقيم ،
و هو الدين القويم . من غير تعويج عنه يمنة و لا يسرة .
و إذا كان المسلم قد عاش رمضان فعمر نهاره بالصيام و ليله بالقيام ،
و عوّد نفسه على فعل الخير ، فعليهأن يلازم طاعة الله تعالى على الدوام ،
فهذا شأن العبد ، فإن رب الشهور واحد ، و هو مطلع على العباد و شاهد .
و إن استقامة المسلم بعد رمضان و صلاح أقواله و أفعاله
لأكبر دليل على استفادته من رمضان.
ورغبته في الطاعة . وهذا عنوان القبول وعلامة الفلاح .
و عمل المؤمن لا ينتهي بخروج شهر و دخول آخر . بل هو ممتد إلى الممات ،
قال الحق سبحانه و تعالى :
}واعبد ربّك حتى يأتيك اليقين{ ([2] )
و لئن انقضى قيام رمضان فالسنة كلها ظرف للقيام ،
و لئن انتهى وقت زكاة الفطر ،
فأوقات الزكاة المفروضة و صدقة التطوع تمتدّ طوال العام ،
و قراءة القرآن و تدبره و كل عمل صالح مطلوب في كل زمان .
و إن من فضل الله على عباده كثرة أبواب الطاعات و تنوع سبل الخيرات ،
ليدوم نشاط المسلم و يبقى ملازماً لخدمة مولاه .
و مما يؤسف عليه أن بعض الناس يتعبدون في رمضان بأنواع الطاعات .
فيحافظون على الصلوات الخمس في المساجد .
و يكثرون من تلاوة القرآن ، و يتصدقون من أموالهم ،
فإذا انقضى رمضان تكاسلوا عن الطاعة . بل ربما تركوا الواجبات ،
كصلاة الجماعة عموماً أو الفجر خصوصاً ، و أرتكبوا المحرمات ،
من النوم عن الصلاة ، و العكوف على آلات اللهو و الطرب ،
و الاستعانة بنعم الله على معاصيه ،
فهدموا ما بنوه ، و نقضوا ما أبرموه ،
و هذا دليل الحرمان و علامة الخسران ،
نسأل الله السلامة والثبات.
إن مثل هؤلاء يعتبرون التوبة و الإقلاع عن المعاصي أمراً مؤقتاً بشهر رمضان .
ينتهي بانتهائه
وكأنهم تركوا الذنوب لأجل رمضان لا خوفاً من الله تعالى .
وبئس القوم الذين لا يعرفون الله إلا في رمضان .
=================
اللهم أيقظنا من نوم الغفلة ، و نبّهنا لاغتنام أوقات المهلة ، و وفقنا لمصالحنا ،
و اعصمنا من ذنوبنا و قبائحنا ، و استعمل في طاعتك جميع جوارحنا ،
و اجعلنا هداة مهتدين ، غير ضالين و لا مضلين ،
و صلى الله و سلم على نبينا محمد
-----------------------
([1]) صحيح مسلم 38.
رد مع اقتباس