عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 09-13-2010, 05:52 AM
 
بسم الله الرحمن الرحيم
أحبتي في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ 133

الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين
134َ



رمضان لا ترحل عنا!


رمضانُ، لا ترحلْ عنَّا، فقد وجدْنا فيك ما لا نَجِد في غيْرِك.

أيُّها الضيف الكريم، لا ترحلْ عنا، فقد طهَّرْتَنا وغيَّرْتَنا، وجعلتَ منا أُناسًا آخرين غيرَ الذين كانوا عندَ وصولك إلينا.

لقدْ تعلَّمْنا منك الكثير، وحصلْنا منك على العطاء الجَزيل.

علَّمْتَنا أن نتغلبَ على شهوات بطوننا وفروجنا، وأن نجاهِدَ أنفسنا، فننتصر عليها.

علمتنا الصبرَ والحِلم، وألاَّ نجهلَ على مَن جهِل علينا، وأن نُقابل جهلَه بالصَّفْح والإحسان، وأن نعفوَ عنه؛ رجاءَ أن يعفو الله عنَّا.

علمتَنا أن نُنفِق في وجوه البِر ونفْع الناس، وأن نتغلَّب على شُحِّ نفوسنا، وأن نثقَ برِزق الله وإخلافِه لنا.

علمتَنا أن نعطيَ ونعطيَ، ونُطعِم ونَكسو، ونَجود على مَن عرفْنا وعلى مَن لا نعرِف.

علمتَنا أن نشعرَ بجوع الفقراء، ومعاناتهم وآلامهم، وأنْ نحاولَ أن نمدَّ لهم أيديَنا بكلِّ ما نستطيع مِن مساعدة.

علمتنا أن نصِلَ أقاربَنا وأرحامَنا، وأن نبدأَ صفحةً جديدةً من العلاقة بهم، ننسى فيها رواسبَ الأيام التي قبلك.

علمتنا أن نتلذَّذ بسماعِ كلام ربنا، وأن نُديم تلاوتَه آناءَ الليل، وأطرافَ النهار.

عملتنا أن نحافظَ على الصلوات جماعةً، بل وعلى التكبيرة الأولى.

أوقفتَنا بيْن يدي خالقِنا في التراويح والتهجد، نناجيه، ونسمع خطابه، ونشكو له ضعْفَنا وعجزَنا، وذنوبنا وهمومنا، ونَرْفَع إليه حاجاتِنا.

كان للمساجد فيكَ دويٌّ كدويِّ النحْل، بأصوات المسلمين التالين لكِتاب الله، المتنافسين في خَتْمه مرَّةً بعد أخرى.

كنَّا نرَى دموعَ المصلِّين، ونسمع بكاءَ الخاشعين، وابتهالاتِ القانتين، وتضرُّعاتِ الداعين.

شَعَرْنا فيك بالأمان والطُّمأنينة، والرَّاحة النفسية، فبِقَدْر ما كانت تتعب أجسامُنا بالصيام والقيام، بقدْر ما كانت تتنعَّم قلوبنا وأرواحنا بطاعةِ الرحمن.

رمضانُ، لا ترحلْ عنَّا؛ كي لا نفقد تلك الأيدي المرفوعةَ بالدعاء قبلَ الغروب، وقد أرسلتْ دموع العين؛ لتشفعَ لها عندَ ربِّها؛ ليستجيبَ لها، ويُحقِّق أمنية قلوبها بالفوز بالعِتق من النيران.

رمضانُ، لا ترحلْ عنَّا؛ كي لا تفقد المساجدُ روَّادَها مِن الرُّكَّع السُّجود، التالين آياتِ ربِّهم، المشتغلين بذِكْره عن كلِّ شواغلهم وحوائجهم.

رمضانُ، لا ترحلْ عنا، فقد ذاقت القلوب فيك من لذة الطاعة وحلاوة العبادة والأنس بالله تعالى، حتى قال قائلنا - لِمَا يَجِده في قلبه عندها -: إنْ كان أهلُ الجنة في مِثل هذا، إنَّهم لفي عَيْشٍ طيِّب!

شكرا لكاتب المقال
لأخي : علي حسن فراج
رد مع اقتباس