الجزء الرابع كانت صامته ولاتدري ماتقول ... فقد هالها منظره.. اقتربت منه بخوف جودي : ستيف ؟... ماذا حدث لك ؟... ستيف وقد اعتدل بجلسته ووضع رأسه على مسند السرير : لاتقلقلي شئ بسيط جودي : كل هذه الدماء وشئ بسيط ؟ ... هل قتلت احدا ؟ " قالت ذلك وجسمها يرتعش " احس ستيف بخوفها فأمسك بيدها محاولا طمأنتها ... تيف : جودي . ..إهدائي .. لم يحدث شئ ولم يمت احد ... فقد تشاجرت مع بضعة اشخاص جودي : ماللذي تقوله ؟... هل انت مجنون ؟... انظر ماذا فعلت بنفسك ... ثم ماهذه المشاجره التي تحدث كل هذه الدماء في وجهك؟ ستيف وهو يتحسس جرح في وسط خده : اه هذا هو السبب فهو يبدو عميق بالرغم من صغره جودي : ويديك ؟ ستيف وبدا صوته يبين تعبه : من اثر اللكمات ... لابأس لاشئ يستدعي الخوف .. ولكني احس بقليل من التعب جودي : سأذهب قليلا ريثما تستحم لتنظيف هذه الدماء ... ستيف : لا أريد ... غسلها يكفي جودي : لايكفي .." وامسكت بيده وسحبته" .. سأجهز لك ملابسك هيا هيا ولا تتأخر سأنتظرك دخل ستيف محاولا حسم النقاش الذي يعلم انها المنتصره في نهايته ... استحم بوقت قياسي وخرج ... واندهش عندما رآها تنتظره كما قالت " لم اعتقد انها تعني ماتقول ... ليس من عادة احد ان ينتظرني " : أمازلت هنا ؟... " وعقد حاجبيه بتساؤل " ما هذه العلبة ؟ جودي : علبة إسعافات أوليه ... تعالي إلى كي أعقم جروحك وأضمدها ... عليك أن ترتاح يبدو انك متعب ... نظر إليها ستيف نظرة لم تعلم ما مقصدها ... جلي على السرير بهدوء وأغمض عينيه وهو يحس بلمسات أناملها الرقيقة الهادئة وهي تعقم جروحه .... " ليتك تكونين بلسما لجروح قلبي " ... جودي : انتهيت .. دقائق وسأحضر لك شيئا لتأكله ثم ترتاح ستيف : لا لا أريد شيئا فقط اريد ان انام .... احس ان جسمي ثقيل من التعب جودي وقد أحست بالذنب : سأحضر لك بعضا من فطائر الدجاج لابد انك جائع فمنذ غداءك لم تذق شيئا خرجت ولم تنتظر رده خوفا من الرفض ... احضرت له طعامه .. جودي " ماكان علي ان اكذب عليه واقول انه سمين .. يبدو انه اخذ كلامي على محمل الجد ... يبدو انه جائع جدا ... اشعر بالأسف يبدو انه طيب وحنون " وابتسمت عندما احست بنظراته لها .. ستيف : يبدو انك في عالم آخر ... جودي : هل انتهيت ؟ ستيف : منذ وقت .... " تمدد على السرير " آه اول مرة احس فيها أن ظهري يؤلمني جودي : هل تريد أن أمسد لك ظهرك ؟ ستيف : اتمنى ذلك .. وقامت جودي بتمسيد ظهره حتى غالبه النوم وهو شبه مرتاح جلست على بجانبه وهي تتأمله جودي " من يرى شكله لايتوقع انه طيب ... ملامحة شرسه جدا ... عيونه صغيره وتبدو عليها الحده حتى في نظراته .. حواجبه المرسومة بدقة ... رموشه كثيفه جدا ... انفه طويل ينم عن غروره .. باختصار ... جميل جدا " ظهرت لها صورة زاك في نظرها وبدأت تقارن بينهما ... لاتعلم لماذا؟ " ملامح زاك جدية ومخيفه ويبدو من شكله انه قاس حتى مع من يحب ... بعكس ستيف الذي يبدو انه شرس وشرير ولكنه عكس ذلك .. اوه يا إلهي هل أنوي النوم هنا ... لقد اخذني الوقت " ... خرجت متجهه لغرفتها ونومها الذي قطعه عليها ستيف ... \ / \ ركبت سيارته الخاصة بجانبه ... كانت متوتره لأنها المرة الأولى التي تذهب إلى مدرسه وتينا ليست معها ... اعتادت عليها منذ اول يوم لها في السنه الأولى حتى الآن وهما لم تفترقان .. احست بدموعها تجتمع في عينيها منذره بالنزول ... ارادت أي شئ يلهيا عن ذكرياتها الجميلة ... توقفت عيناها على السائق الذي يقود السيارة رجل كبير جدا بالسن ... قسى عليه زمانه واجبره على العمل سائقا لشاب في العشرينات من عمره .. لكي يوفر لقمة العيش لأبنائه وزوجته ... تذكرت والديها ... لم أكلمهم منذ مده ... لابد انهم كانوا يتصلون على هاتفي القديم ... يجب علي أن اتصل عليهم عندما اعود من الجامعة \ / \ جودي " ياااه .. كم هي كبيرة جدا ... مساحة جامعتي الأولى مجرد ربع مساحة هذه ... " ألتفتت حولها وهي تبحث عن ستيف جودي " أين ذهب ذلك الأخرق ... هل تركني وحدي ؟؟.. ليس مهما سأتجول وحدي ..." كانت تمشي بلا علم بأي مكان ... قادتها قدماها إلى مكان فيه اشجار وبعيد قليلا عن مبنى الجامعة .. كانت الأزهار الملونة تملئ هذا المكان وتعطيه شذاً رائعا يريح به الأنفس من التفكير ويعطيه راحة نفسية عجيبة ... جودي : يبدو ان لا أحد هنا ... هل كنت اول من اكتشف هذا المكان ؟ ... لا اعتقد ذلك ولكن يبدو انه لا يهتويهم ... هذا افضل سيكون مكاني الخاص ... جودي : يجب علي ان اعود إلى المبنى حتى اتفقد ملفي واين سأدرس ... هذه فرصة نادره ان اكون في هذه الجامعه ... علي ان اتخرج منها واحمل شهادتي من جامعة " كامبري " ... سيكون من السهل علي ان اجد وظيفة مرموقة بتلك الشهادة حتى أحسن وضعنا الإقتصادي .. اكملت جولتها في في انحاء المبنى الكبير والواسع بنظرها والعادي في نظر الطلاب الآخرين \ / \ ستيف : هاقد وجدتك اين كنتي ؟ جودي : لاتلمني .. أنت من ذهب وتركني ماذا تريد ؟ ستيف : تعالي لكي أعرفك على أصدقائي تبعته بهدوء ولكن سرعان مازال ذلك الهدوء بدهشة اعترتها عند دخول مبنى مصغر يبعد عن المبنى الرئيسي بحوالي كيلو واحد ... ديفيد : اوه ستيف .. أهي رفيقتك الجديدة؟ ستيف : إنها خادمتي جودي : مرحبا .. أنا جودي سررت بمعرفتكم دوك : كل هذا الجمال وخادمه ؟ لم لا تصبحين رفيقتي ؟ كلير : دوك ما الذي تقوله وأنا أين ذهبت ؟ دوك : امزح امزح يا حلوتي هل تصدقين كل شئ..! جودي " لا أعتقد أن هذه المواضيع فيها مزاح .. يبدو أن هؤلاء الشبان لعوبين ... علي أن أحذر منهم ... مهلا ..! هل لستيف رفيقات من قبل ؟... لاشك في ذلك فهو غني وهؤلاء اصحابة اللعوبين ... ليس مهما فهو لايعني لي شيئا على الإطلاق " ديفيد : بمناسبة انضمام جودي لنا ستكون وجبه الغداء اليوم على حسابي في أفخم المطاعم ابتسمت جودي " هذا ما نربحه من الأغنياء " : لاداعي لأن تتعب نفسك ديفيد : ابدا جودي : استميحكم عذرا ... علي الذهاب لحضور محاضرتي ... كلير: لم تبذلين جهدك وان ستنجحين رغما عنهم جودي " من قال ذلك " : احب ان اتعلم فسنوات الجامعة أهم سنوات عمري .. وستنفعني فيما بعد كلير: آه صحيح نسيت انك خادمه ضحك الجميع على تعليق كلير ... احست جودي بالإحراج من كلمتها جودي : عذرا سأذهب ... خرجت جودي وهي تتمتم بكلمات تدل على الإحراج والغضب " مابها الخادمه ؟... أليست إنسانها بإحساسها ومشاعرها ؟... ثم انكم لايمكنكم تصور ما أحس به عندما أنام وأنا جائعه فأنتم لم ولن تجربوا ذلك والمال بين ايديكم ... كم أود أن انتقم من كل الأغنياء بجعلهم يعيشون حياتنا لمدة يوم واحد فقط ...! " \ / \ 12:30 ظهرا كانت منغمسة وهي تكتب بعض الأسئلة التي نبه عليها الأستاذ حين إلقاء المحاضرة التي لم يحضرها سوى القليل من طلاب الجامعة .. جودي : كم الساعة الآن ؟... اوه يا إلهي تأخرت يجب علي الذهاب إلى المبنى الآخر لملاقاة ستيف وأصدقائه ... جمعت كتبها واوراقها بسرعه وامسكت بها وهي تجري محاولة الوصول بوقت قياسي حتى لاتتأخر أكثر من ذلك .... جودي " آه واخيرا وصلت ..." كانت ستفتح الباب لإلقاء التحيه ولكنها ارهفت سمعها لما يقولونه دوك : هل أنت صادق بفعلك تلك الأفعال مع خادمتك ؟.... ستحبك على هذه الحال! ستيف : هل جننت ؟.. لم عساي أن أكون لطيفا لأجل خادمه ؟... أنا فقط احاول كسبها لحب والدي لها ... انت تعلم أن والدي يعتبرني طفلا لم ينضج بعد ... ولا يريد تسليمي الشركة حتى ادرس في الخارج .. ولكن اذا سمع من فتاته المحبوبة أن ابنه اصبح رجلا يعتمد عليه سيسلمني الشركه دون الحاجه إلى السفر والتعب هناك ...! كلير : وأنا التي قلت ليس من عادة ستيف أن يكون لطيفا مع عاميه ؟!... كنت تلهو معها اذا ! ديفيد : صدق من قال أن الدنيا مصالح ... ضحك الجميع ... أما جودي فوضعت يدها على فمها محاولة منع صرخة قهر وغضب أحست بشئ يدغدغ حنجرتها منبئا بدموع ستسقط إذا لم تخبئها كانت تجري لتلك الحديقة التي اعجبتها لكي لاتكون على مراء من الناس وحتى لايعلموا انها سمعت شيئا ... \ / لم تستطع منع دموعها من السيلان على خدها البرئ وهي تجلس على احد المقاعد الخشبيه الموجوده في الحديقة جودي " يالي من حمقاء غبية ... كيف لي أن صدقته وقد أحسن معاملتي منذ أول يوم لي ؟... وأنا التي أعلم أكثر من أي شخص مدى دناءة هذا الشخص وحبه لنفسه فقط .. لا أستغرب ذلك فوالدته سوزان ... كم أنت مسكين ياعمي أن يكون لك ابن وزوجة شريران ... أحس يمعاناتك حقا ... ولكن ماذا علي الآن ؟... لا أستطيع أن أترك العمل وقد تسنت لي فرصة الدراسه في هذه الجامعة المعروفة عالميا .. سأعود كما كنت ... قاسيه ورسمية في تعاملي معه .... سأتحمل ذلك حتى أتخرج من الجامعه على الأقل ... لم يبقى لي سوى سنه وأنتهي " قطع عليها أفكارها صوت رنين هاتفها جودي : أهلا تينا تينا : الجامعة ليست جميلة بدونك ... كيف سأصبر على فراقك ؟ جودي : ستعتادين على ذلك تينا : لم صوتك هكذا ؟.. هل استجد شئ ما؟ اخبرتها جودي بما سمعت وما حدث لها ليلة البارحة تينا : هل ستتركين العمل إذا ؟ جودي : لا أستطيع .. ولكني قد قررت طريقة تعاملي مع ذلك اللئيم منذ الآن تينا : فقط معاملتك ستغيرينها ؟... ألن تنتقمي ؟ ابتسمت جودي ابتسامة خبيثه وقالت : أحسنت قولا... الأنتقام هو ماعلي فعله ... ولكن كيف سأنتقم منه ؟ تينا : أجعليه يحبك واتركيه فجاءه جودي : كم أنت شريرة .. لكن لا أستطيع .. سأكون أول من يهرب ..." صمتت قليلا ثم أتبعت قائله " دعينا من هذا ... يبدو أنك نسيتيأن اليوم هو يوم الأحد سآتي إليك ... فأنا مشتاقة إليك ووالدتك كثيرا ... تينا : لا تقلقلي لم انس ذلك ... اتصلت لأني أريد أن اتأكد منك لحضورك ... جودي : حسنا موعدنا في الساعه 4 عصرا ... إلى اللقاء تينا : اراك لاحقا أغلقت جودي من تينا وقامت بإجراء إتصال لأمها سارا " والدة جودي " : جودي يا ابنتي أين أنت ؟... كنت خائفة عليك جدا ... لماذا لم تتصلي منذ فتره ... وماهذا الرقم الجديد ؟ جودي : مهلا يا أمي لا تستعجلي سأقول لك .. سقط هاتفي من على منحدر وأخذت وقتا طويلا حتى أجمع المال لشراء هاتف جديد ...أما أنا فبخير والحمد لله ... أنت ما أخبارك وأخبار نيد وأبي ؟... هل العمل يسير على خير مايرام؟ وأكملت جودي مكالمتها لوالدتها لمدة لاتقل عن النصف ساعة ثم ذهبت إلى المنزل للراحة بعد عناء الجامعة وعناءها النفسي .. \ / \ دخلت إلى المنزل وكان ستيف بانتظارها وهو بأشد حالات غضبه ستيف : وأخيرا تشرفتي آنسة جودي ... أين كنت قمنا بانتظارك لمدة ساعة كاملة ولم تأتي .. جودي وهي تضع يديها على أذنيها محاولة عدم السماع ثم قالت بلهجة رسميه وقاسية : اليوم هو يوم إجازتي .. لا أستقبل أية كلمات منك ... أجلها حتى صباح الغد ... ابتعد عن طريقي واتجهت نحو غرفتها متجاهلة نداءات ستيف الغاضبة لها .. \ / \ 6:22 في بيت تينا جودي : عمتي كريستينا كيف حالك الآن ؟.. أمازلت تشعرين ببعض الألم أحيانا ؟ كريستينا : أنا بخير عندما أراك وأرى أبنائي بخير جودي : كم أنت حنونة ... لم تقلق أمي علي بسبب وجودك معي ... فأنت أمي الثانية تينا : أمـــــــــي ... أشعر بالغيرة من جودي ... فأنت تحبينها أكثر مني كريستينا وهي تضع كلتا يديها على جودي وتينا وتضمهما : كلتاكما بناتي ولا أفرق بينكما . : فقط بناتك ؟... وأولادك ماذا عنهم ؟ اعتدلت جودي بجلستها عندما رأته يقترب من والدته لتحيتها .. جودي " لا أعلم لم أتذكر ستيف عند رؤيتي لزاك ... ذلك الأحمق المتغطرس " قطعت أفكارها عندما سمعته يحييها بطريقته الرسمية كعادته زاك : آنسة جودي .. كيف حالك؟... يبدو أنك وجدت عملا مناسبا فنحن لم نعد نرك ابدا جودي : أنا بخير ... أجل ولكنه عمل صعب قليلا لذلك لا أستطيع الخروج متى أردت واستمرت العائلة تسمر وقد اعتبروا جودي واحدة منهم .. \ / • " على قدر حب المرأة يكون انتقامها " عادت جودي إلى المنزل في الساعه 11:40 ليلا اتجهت مباشرة نحو غرفتها باحثة عن النوم بعد يوم متعب ومرهق ... سمعت نداء سماعة الخدم ... رفعتها وأجابت بطريقة قاسية بعض الشئ جودي : ماذا تريد ؟.... ستيف : أين كنت ؟... منذ ثلاث ساعات وأنا أنتظرك هيا بسرعة حضري لي شيئا آكله فأنا جائع جودي : لم ينهي يوم الأحد يعد اتصل بعد تسع دقائق وستين ثانيه عندها سيبدأ يوم الأثنين وسأكون بخدمتك ... هذا إن وجدتي لم أنم بعد ستيف : أيتها الحمــ ..... ماهذا هل قعطت الخط ؟ تلك المجنونة كيف تتجرأ على عصي أوامري ؟.. ماذا دهاها ؟ أما جودي فقط قعت خط الاتصال الرئيسي حتى لا يزعج نومها جودي : هاقد عرفت كيف أنتقم منك ... هه ماذا يعتقد لست أنا من تخدعه ياستيف سأريك من هي جودي \ / استيقظ مبكرة حتى تستطيع مساعدة باقي الخادمات على فطور العائلة اليوم .. جودي : مابال هذه العائلة ؟... فقط وجبة واحدة في الأسبوع يجلسونها سويه ؟ ردت عليها الخادمة يوفان والتي عملت لمدة سنتين : ليس وجبة واحد في الأسبوع .. فقط عندما يكون السيد مايكل موجودا ... أما الأم فلا تعرف ستيف إلا بوجود سيدي مايكل . جودي وهي تهمس لنفسها : كم أكره هذه الأم الغبية ..! ضحكت يوفان عندما سمعتها وأطردت : لست وحدك من تكرهها .. هل ترين كل من في القصر ...! الجميع يكرهها ...! هيلينا " رئيسة الخدم " : كفاكما كلاما هيا أنقلا الأطباق بهدوء وبدون إزعاج فالسيد ستيف لم يستيقظ بعد ... جودي : ماذا ؟... ألم يستيقظ عندما أيقظته قبل قليل ؟ هيلينا : اذهبي وايقظيه مرة أخرى جودي " سأريك سأجعلك تهجر النوم اسبوعا بسببي ..!" ايقظته بطريقتها القاسية وهي تبتسم بخبث لانتصارها ستيف : آآآآه ماذا تريدين ؟... لم أنم البارحة بسببك اتركيني جودي : لم يخبرك أحد ألا تنام بسببي ... هيا استيقظ ستيف : لم اعد اريد خادمة خاصة سأطردك واستريح منك جودي : إن استطعت ... هيا هيا واستمرت بمضايقته حتى رأته يجلس على طاولة الطعام وقد كان السيد مايكل والسيدة سوزان بانتظاره . ابتسمت جودي لعمها وهي تحييه : مرحبا عمي ... يبدو أنك مشغول فأنا منذ أيام لم ارك مايكل وقد ابتسم لها برضا عندما رأى طريقة معاملتها لستيف : انت محقة فالعمل متعب وشاق ... ولكنك ستحصدين حلاوته في نهايته أليس كذلك ؟ جودي : بالتأكيد .. مايكل وقد وجه كلامه للجميع : اليوم لدي رحلة عمل إلى نيوزيلندا ستستمر لمدة اسبوع تقريبا ... سوزان : لماذا تخبرنا بذلك طالما انك ستذهب جودي وقد اغاضها رد سوزان على زوجها : أليس من احترام الرجل لعائلته ان يخبرهم أين سيذهب ؟ ستيف : آخر من يتحدث عن العائلة انت جودي : لماذا ؟... هل لأن والدي ليسا بقربي ؟... الحب بالقلب وليس بالقرب أو البعد صمت الجميع لحجة جودي فقط أسكتتهم جميعا مايكل : جودي ... أريدك أن ترافقيني إلى المطار في الساعة 5 مساءا جودي : حاضر ... سأكون بانتظارك سوزان : لماذا ألا يوجد غيرها لتأخذها ستيف : خادمتي لا تتحرك إلا بأوامري جودي : من قال اني لا أتحرك إلا بأوامراك ... عمي مايكل هو من وظفني وله كل الحق فيما يأمرني ... حتى لو طردني سأتقبل الأمر.. لأن كل مايختاره لي سيكون جيدا أما مايكل فلم يعقب على كلامهم وتركهم يتجادلون وقد انشغل بهمه الجديد والذي اكتشفه منذ فتره فقط \ / \ تينا : أمي ... مارأيك بخطتي هل تعتقدين انها جيده ؟ كريستينا : لا أعلم ياتينا فأنا لم أرى ستيف هذا ولا أعرف كيف سيتصرف حيال هذا الأمر تينا : أنا واثقة ... لكن علي أن أسير على الخطة بحذر ... أجل .. سأكون من يجمع هذين الشخصين ...^^ \ / \ استمر اليوم بطلبات ستيف التي لاتنتهي حتى في الجامعة ومعاملة جودي الرسمية معه ومحاولاتها للابتعاد عن أصدقائه ... كانت الساعه تشير إلى الواحدة ظهرا اتجه مايكل نحو غرفة الطعام التي يوجد بها ستيف وجودي مايكل : مرحبا جودي : أهلا عمي ... أما ستيف فلم يرد عليه وانشغل بطعامه مايكل : أريد أن احدثكما في عمل يهمني ولا استطيع انا فعله ... اجلسي جودي لم انت واقفه؟ جلست جودي واسترسل مايكل بإخبارهم بمهمتهم مايكل : في قرية " ألبوكيرتي " هناك رجل عجوز يسكن في كوخ صغير في نهاية القرية ... ستيف : مهلا ... هل تقصد تلك القرية المتجمدة " يقصد المشهورة بهطول الثلوج طوال العام تقريبا " مايكل : أجل ... " واستطرد " هذا الرجل العجوز يملك أرضا واسعة قد اشتراها منذ زمن بثمن زهيد أما الآن فهي محط أنظار التجار بسبب موقعها الاستراتيجي ... اريدكما ان تذهبا إلأيه وتعرضان عليه مبالغ من المال لاتتعدى الخمسة عشر مليون دولار ...لاتعودا إلا وهذه الأرض قد اصبحت ملكي ... هل هذا واضح ؟ جودي " بالرغم من طيبة عمي مايكل إلا انه يمتلك قوة الشخصية مع الحنان ... لا أعلم كيف جمعهما !..." : حاضر ستيف وقد استرخى على كرسيه : لاخوف من البرد ... فالسيارة دافئه مايكل : آه نسيت أن اخبرك .. لايوجد طرق ممهده لهذه القرية بسبب الأشجار الكثيفه والبرودة ... مايكل: ماذا تقصد .؟.. هل سنمشي ؟ جودي: يبدو ذلك \ / أنهى مايكل كلامه واستعد للذهاب إلى المطار ... وقد اصطحب جودي معه مايكل : جودي .. هل حادثتي والديك ؟ جودي : نعم واطمأننت عليهم الحمد لله مايكل : هل عملهم يسير على مايرام ؟ جودي : نعم ... فبوجود ذلك القارب معهم يستطيعون الابتعاد على الشاطئ لمسافة تسمح لهم بالصيد حتى مع برودة الطقس .. مايكل : هذا خبر رائع ... بالمناسبة جودي اريد ان احدثك بموضوع يخص ستيف جودي وقد أرهفت سمعها لما سيخبرها مايكل عن ستيف : كلي آذان صاغية .. تفضل عمي مايكل : اعتقد انك قد عرفتي ماهي طبيعة ستيف الشرسة والمحبة للسيطرة ... أعلم انك قد تتأذين بسبب عملك تحت إمرته .. لكن انت الوحيده التي لاتخاف منه ... اقصد انه لايستطيع مجاراتك في الأوامر فكلاكما عنيدين ... وهذا مادفعني لاختيارك خصيصا لأن تكوني خادمته .. ستيف مايزال طفلا في تفكيره .. فكل مايهمه اللهو واللعب ويترك المسؤوليات خلف ظهره .. أما انت بالرغم من انك اصغر منه إلا أن تفكيرك عاقل جدا وهذا ما اعجبني فيك ... جودي : ما المطلوب مني إذا ؟ مايكل : ها قد أتينا للموضوع .. لابد انك لاحظت سرعة استجابة ستيف للمؤثرات الخارجية وهذا ما يعجبني ويزعجني في نفس الوقت ... أريدك أن تكوني من يؤثر عليه وليس أي شخص آخر .. تستطعين أليس كذلك ؟... جودي : سأكون عند حسن ظنك بي ... سأستخدم أساليب مختلفة لمحاولة تغييره مايكل الذي ابتسم لردها : أنا أثق بك ... خرجت جودي من المطار بسيارة خاصة للشركة بعد توديع مايكل .. اتجهت إلى المنزل لتجهيز بعض المؤن والمتاع لرحلتهم التي ستبدأ غدا صباحا .. \ / \ ها قد أشرقت الشمس بألوانها الذهبية معلنة بدء يوم جديد .. كانت الطيور تغرد بمختلف الألحان لتنشر الراحة في قلوب من يسمعها .. والزهور ترقص مع أي نسمة هواء خفيفة تعانقها ... كانت جودي قد استعدت استعدادا كاملا لمهمتهم التي تبدو شاقة بنظر ستيف ركبا السيارة متجهين إلى بداية القرية حتى يستطيعوا المشي من هناك .. كان الطريق طويلا ومملا فكلاهما صامتان لايتحدثان احس ستيف بالملل فقال : أحس بالملل ... قومي بالغناء لي أما جودي فقد قهقهت بسخرية من كلامه : ماذا ماذا قلت ؟ ... أغني؟؟.. عندما أريد أن اغني لن يسمعه سوى شريكي المقدر لي .. وليس أنت ..! ستيف : آه جيد انني لست شريكك المقدر لك حتى لا أسمع صوتك النشاز صمتت جودي ولم ترد عليه وهي التي تعلم أن أكثر شئ يغيظه هو التظاهر بعدم سماعه ... وصلوا إلى بداية القرية وحملت جودي تلك الحقيبة المتوسطة الحجم على ظهرها بعد قطه مسافه اربعة كيلوات تقريبا تكلمت جودي جودي : ستيف احمل الحقيبة فقد تعبت ستيف : لماذا احضرتك إذا ؟ جودي : قليلا فقط حتى ارتاح ستيف : لن أفعل جودي وقد خلعت الحقيبة من على ظهرها ووضعتها بقوه على الأرض : إذا لا تحملها وعندما تحس بالجوع تذكر أين وضعت الحقيبة .. ستيف : وأنت ألن تحسي بالجوع ؟ جودي : لدي قدرة عجيبة على تحمل الجوع ... هل نسيت أنني فقيرة ؟ واكملت طريقها وهي تقول : سنفترق للبحث عن المنزل وحيدين فهذا اسرع .. عندما تجده اتصل علي واخبرني .. وسأفعل المثل ... إلى اللقاء ستيف : اه اجل لاتأتي إلي باكيه تبحثين عني وعن الحقيبة والجوع قد نهش معدتك جودي : لاتقلق لن أبحث عنك ابدا .. \ / \ جودي : هل طريقي صحيح ... في الحقيقة لا أعلم أين أنا ... لكن عندما أجد المنزل سأتصل على ذلك الأحمق وأجعل الرجل العجوز يهتم بإيصاله إلى الطريق كانت تمشي بلا هدى ولم تنتبه إلى اللوحة التي غطى نصفها الثلج ... صرخت بألم عندما أحست أن شئ قد قيد قدمها ليمنعها من إكمال مسيرها جودي : آه ماهذا ؟... لماذا يضعون الحبال في طريق الناس ؟ كان هناك خيطا رفيعا جدا ولكنه يشبه الحديد في قوته " الخيط المستخدم في صيد السمك " يضعه الصيادين البريين على شكل حلقه ويربطون جزئه الآخر بشجرة أو غصن أي انه إذا وقعت قدم وسط هذه الحلقة وارادت إكمال المسير تكون قد أحكمت الربط على القدم ولايمكن قطعه إلا بآلة حاده ... جودي : ماذا أفعل الآن ... الشمس بدأت تغرب ولايوجد الكثير من الناس ممن يسلكون هذه الطريق ... هل علي أن أطلب المساعدة منه ...؟.. ماذا سيقول عني ؟.... سأنتظر قليلا إذا لم يأتي أحد سأتصل به .. \ / \ ستيف : يبدو أن هذا هو المنزل الذي قصده أبي ... يبدو أنها لم تصل بعد .. . اخرج هاتفه المحمول بنية الاتصال بها ... ولكنه أعاد إدخاله في جيبه عندما رأى الهاتف خارج التغطيه تماما ... ستيف : لابأس سأنتظرها داخل المنزل \ / \ كان الحبل قد احكم ربط قدمها وجعل له حدا داخل جلدها وسمح للدم بتلوين جزء من بياض الثلج.... جودي وهي تحاول منع دموعها بسبب الألم : ماهذه الخيوط ؟... ألا أستطيع قطعها ؟... " مدت يدها لمحاولة فكها او قطعها ولكن سرعان ما أعادتها خائبة ".. يبدو قويا ..آه كم هو مؤلم ...... يبدو أن لاخيار أمامي سوى الاتصال به ... اخرجت هاتفها ولكن سرعان ما اعتراها الخوف عندما رأت أن الهاتف خارج التغطيه تماما جودي : ماذا أفعل الآن ؟ انتهى الجزء الرابع |