عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-14-2010, 03:45 PM
 
لا.. نساء ولا.. غناء

لا.. نساء ولا.. غناء



كان الأب محقاُ عندما قال لأبنائه في أول يوم من رمضان تدرون أن مبدأ اجتماع الأسرة كلها في رمضان بعد المغرب هو الذي أتى بفكرة إنتاج الأعمال الرمضانية.
لنعد الى ماقبل ربع قرن من هذا العام او قبله بقليل وهي الفترة التى بدأت فيها التلفزيونات بإنتاج أعمال لفترة مابعد المغرب فقط ففي مصر تميزوا بالفوازير والتى كانت تلقى متابعة كبيرة على مستوى الوطن العربي وفي الخليج كان التركيز على إنتاج عمل واحد لمابعد المغرب ففي السعودية كانت مواصفات هذا العمل خالياً من النساء والغناء وينتهي في يوم عشرين من رمضان فلا مسلسلات في العشر الأواخر ولعلنا تابعنا العديد من الأعمال المحلية بهذه الموصفات فعندما تقدمت في عام 1990م لمعالي وزير الاعلام انذاك الاستاذ على الشاعر راغباً في انتاج مسلسل حكايات قصيرة قيل لي لا نساء ولا غناء وعشرين حلقه فقط وان اعجبنا اشتريناه وان لم يعجبنا فليس بيننا أي التزام وانتج العمل في فترة احتلال العراق للكويت وجمع معظم نجوم الدراما المحلية وعرض في رمضان اما القيمة كاملة فكانت 5 % من تكلفة انتاج أي عمل الآن.
اسوق هذا المثال وصولاً الى المواصفات التي تغيرت على مدار السنوات حتى وصلت الى مانراه على الشاشة الآن.
فالمعلن الذي احس بأن نسبة المشاهدة في هذا الشهر الكريم اكبر من غيرها من شهور السنة اصبح يخصص لرمضان الجزء الأكبر من الميزانية وتطور الامر الى اضافة المزيد من الاعمال لفترة مابعد المغرب وتجاوزتها لبقية ساعات البث حتى وصلنا الى مرحله تغطية كامل الاربع وعشرين ساعة بأعمال جديدة.
قبل وجود البث الفضائي كان بالإمكان إنتاج أي عدد بسيط من الأعمال وستنفرد كل قناة بعرض نسخة منها لأن مايعرض في الكويت لا يشاهد في السعودية ومايعرض في الامارات لايشاهد في الكويت وقبل الفضائيات لم يكن هناك الا القنوات الرسمية التى لا تتعدى العشرين على مستوى الوطن العربي.
اما بعد الفضائيات فأصبح مطلب الانفراد بعرض أعمال لا تعرض الا لدى هذه القناة او تلك مطلباً اساسياً مع إضافة عبارة حصرياً.
ومع تضخم ميزانيات الكثير من الأعمال أصبحت بعض القنوات تلجأ الى بيع بعض الأعمال لقناة أخرى شريطة ان يكون هنالك فاصل زمني في بث الحلقات فقد يعرض العمل على القناة المنتجة صاحبة العرض الأول عصرا ويعرض على القناة صاحبة العرض الثاني ليلاُ وهكذا.
ولضخامة ماينتج في رمضان من اعمال اصبح العدد كافياً لتغطية احتياجات القنوات على مدار العام ولهذا تحول رمضان الى موسم الإنتاج السنوي.
الإنتاج كان بالعشرات فأصبح بالمئات حتى ان تسعة عشر عاماً من الإنتاج المصري هذا العام انتصف رمضان وهي لاتزال في مراحل التصوير.
قلت في بدايه المقال: ان القنوات كانت تتحرى موافقة الأعمال التى تنتج للعرض الرمضاني مع قدسية الشهر اما الآن فللأسف لم يعد لهذا الامر وجود فالأعمال تنتج كما يجب ان تنتج وتتجاوز مايسمى في السابق بخطوط الرقيب فالرقص والغناء وشرب المسكرات والتحرر في الملابس سمة لعدد كبير من الأعمال حتى الأعمال التاريخية لم تسلم من إقحام مثل هذا الأمور منطلقين من مبدأ المصداقية (عجبي !!!).
بقي ان نقول: ان ماينتج لرمضان لن يقف عند حدود وستبقى عجلة الإنتاج تدور في فلك أنتج لرمضان حتى ولو لم يعرض ويبقى اختيار ما تشاهد مرهوناً باختيارك كمشاهد ولكنني اتمنى ان يكون لقدسية الشهر دور في ماينتج ويعرض وان لا تطغى نسبة الأعمال التى لاتراعي قدسية هذا الشهر على التى تحافظ عليها وامامنا عام لكي يصحح من بيدهم تصحيح الامور هذا الأمر وحتى يأتي رمضان القادم لا نقول الا عذراً رمضان ان اسئنا اليك انتاجاً ومشاهدة وكل عام وانتم بخير .
رد مع اقتباس