الموضوع: القصة الصغيرة
عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 09-16-2010, 10:46 AM
 
جبير المليحان



لقد كتبت (القصة الصغيرة ) كما أسميها ، منذ وقت مبكر ، ونشرت في ملحق ( المربد ) الأدبي الصادر عن جريدة اليوم بالدمام ( السعودية ) ، و اعتماداً على ذاكرتي الهزيلة فقد كان ذلك في أوائل السبعينات ، وعلى ما أذكر ربما عام 1973 م ، حيث نشرتُ إحدى عشرة قصة صغيرة تحت عنوان : (( الطفل يريده : اللون الأبيض ) .
توقفتُ بعض الوقت عن الكتابة ، و طويلاً عن النشر ، وعدت بنشر مجموعات من القصص الصغيرة في مجلة ( النص الجديد ) و الصحف السعودية : ( اليوم ـ الجزيرة ـ الرياضي ) ، هــذا أولاً .
أما ثانياً فهو : كثرة الحديث عن هذا اللون الأدبي الجديد .. و هذه شهادتي حول القصة القصيرة جداً ، و هي كالتالي :
القصة الصغيرة:
من الطبيعي أن أشكال الإبداع تنتج نقدها ، و تنظيراتها ، و مسمياتها .. و الكتابة السردية المكثفة ليست بدعا .. و لها أن تأخذ مجراها بكل رحابة كغيرها من فنون السرد الأخرى .. ليس لأحد أن يكون وصيا على نوع أدبي ما ، أو أن يكون منافحا بحيث لا يأخذ مسارا جديدا مسمى ما .
القصة الصغيرة ـ كما اسميها ـ و لها تسميات كثيرة ـ أحسها ( صغيرة فعلاً ) ، إنها كنفس عميق جداً ، ليست حكمة ، و لا لغزاً ، إنها شفافة و عميقة كالشعر و لكنها فاجعة مثله ، و بها لوعة و بكاء و حزن ، إنها ألم في القلب : أكبر من الوخز ، و أصغر من عملية جراحية .
(( فنتازيتها )) في كونها فاجعة ، صغيرة ، مكثفة ، و غير متوقعة ، و لكنها اختصار كبير لحياة ما .
القصة ( الصغيرة ) رشيقة و رياضية في كلماتها ، ولكنها ليست أرقاماً تتساوى أمام الجميع : فدلالات رموزها واسعة كسعة العقول ، و مفاتيحها تعطي مؤشرات لمستقبِلها لتتبع ما يطرحه الكاتب ، والقارئ يمكنه إبداع قراءتها على أي مستوى يريد .
إن القصة ( الصغيرة ) تكمن عموميتها في كونها نمط لا يقول ـ كفن ـ كل شيء ، إنما يكشف وجهه الأول و عناوينه و رموزه آخذاً القارئ إلى عوالمه الداخلية الأخرى .
إن أسلوب القصة الصغيرة يعتمد على المفردة و ليس الجملة : فالكلمة في معادلة الأسلوب هذه لا مكان لها إذا كان يمكن الاستغناء عنها .
إن النموذج المثالي لهذا النوع من القصص يكمن في سطر أو سطرين ، أو عدة أسطر تكتمل بنهايتها القصة ، على أنها عند الكثيرين أطول من ذلك ، كما يرون .


نقلتها للفائدة وشكراً