:
:
أتمنى لكم قراءة ممتــعة
:
:
ذكـــريات و لقاء ..
:
:
هبطت الطائرة التي تحمل جيني و جوان في مطـار يورك ..بدأ الجميع
بالنزول ..لم يتبقى سواهما حينها هما بالخروج ..
كانا يتبادلان الأحاديث و البسمة لم تفارق شفتيهما و ..
شعرت أن الوقت قد توقف , سمعت ارتطام شيء ما بالأرض
أدارت جيني رأسها بخوف , لترى جوان ممدة وراءها و غارقة في دماءها ..
غيم الظلام على المكان فجأة و تردد صوت ضحكات شيطانيه ,كريهه و تبعث على القشعريرة .
شعرت بها جيني كأنها أتت لتحصد روحها الهائمة فى ظلام النسيان ..
اقترب شخص مـا منها
مازالت ملامحه غارقة في الظلام
- أ ظننت أنك ستهربين ؟!!..ها قد عدتِ إلى بقدميكِ .
تراجعت جيني بحده
حينها بدأ يقترب منها و بحركة واحدة قبض على عنقها و هو يصرخ بكلمات لم
تفهمها و أخذت تهز رأسها نفياً لما يحدث ..حاولت أن تصرخ و لكن صوتها
خانها ..حاولت إبعاده عنها بدون جدوى .. شعرت بألم فظيع في رأسها
لااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااااا لاااااااااااااااااااااااااااا
أضيئت الأنوار و هرعت جوان إلى سرير جيني
و احتضنتها قائلة : كابوس ..إنه كابوس ..لا تخافي
أحاطتها جيني بيديها و هي تتمتم من بين دموعها بخفوت و ألم : لا أريد
الذهاب إلى هناك ..لا أريد , لا أريد ..أرجوكِ جوان ..
أنا لست خائفة وحسب ..أنا أشعر بالرعب من فكرة العودة إلى هناك..
أخذت جوان تدير عينيها فى الغرفة و برقت الفكرة فى رأسها ,فأبعدت أنى
عنها و قد رسمت ابتسامة على محياها
و قالت بمرح : ما رأيك بأن نذهب إلى بوسطن
مسحت جيني دموعها و هي تردد : بـــوسطن...لـ لماذا ؟
ميلت جوان رأسها و قالت : أنا أسألك عن رأيك ؟ -أكملت بتذمر مصطنع – في الحقيقة لقد مللت من فلوريدا ..ثم إنه لدي أقرباء هناك –أكملت بنبرة خاصة – سيسعدون برؤيتنا كثيراً
ابتسمت جيني و أردفت بسعادة : أذهب معكِ إلى أي مكان عدا يورك .
نظرت إليها جوان بحنان ثم تركت سريرها و هي تقول بصوت نائم : حسناً نامي الآن , فقد أيقظتني من نومي –و تثاءبت – هااااااااوم .
ضحكت جيني بخفة و عادت للاستلقاء على السرير و هي تتذكر ذلك الرجل الذي لم تتبين ملامحه و انتابتها رعشه قوية و صداع مزعج في رأسها فوضعت الوسادة على رأسها و أجبرت نفسها على العودة لعالم الأحلام
أما عند جوان
بعدما دخلت إلى غرفتها ..خرجت إلى الشرفة و جلست على أحد المقاعد
و شردت باليوم الذي رأت فيه أنى
كانت الساعة قد تجاوزت الثانية عشر ليلاً ,عندما كانت عائدة إلى الفندق
فقد أُجبرت على الذهاب إلى يورك لكي تقوم بعقد صفقة مع أحد الشركات المشهورة , و بما أن والدها لديه بعض الأعمال في استراليا ..فذهبت هي
كان الطريق مزدحما
شغلت نفسها بمشاهدة الشوارع و الأبنية ..تحركت السيارة مدة و عادت لتقف مرة أخرى ..زفرت جوان بتذمر , اتسعت عيناها دهشةً و ذهولاً و هتفت بالسائق : تــــــــــــوقــف
توقفت السيارة في الحال مُصدرتاً صريراً عالياً
فتحت جوان الباب و مرت من بين السيارات الأخرى حتى وصلت إلى الرصيف
كانت هناك فتاة تجلس على مقعد مخصص للانتظار و قد انتفخت عيناها من البكاء و علا الشحوب وجهها و أنفاسها الباردة تحتضن وجهها في يأس .
همست بتردد : أ..أنــي
انتفضت الفتاة و هزت رأسها بقوة : لست أنا..لست أنا .
ابتسمت جوان و اقتربت منها : لا هذه أنتِ ..أووه أنـــى اشتقت إليك ..لقد كبُرتِ
صمتت أني لأنها استراحت لنبرة جوان فارتمت بحضنها و أخذت تبكي
خافت جوان و قالت : أنى عزيزتي ..ما بكِ ؟–توجست الأمر و همست بخوف و ذعر – هل حدث شيء لـ كاي ؟
تداركت نفسها و احمر وجهها خجلاً لكنها صُدمت بالإجابة
- و مـن هو كــاي ؟
نظرت إليها بشك : أنى أتعرفين من أنا ؟ هل نسيتني ؟
صرخت أني بألم : أنا لا أذكر أي شيء..-و هزت رأسها يميناً و يساراً و هى تردد نافيه -لا أذكر ..لا أذكر .
علت الدهشة وجه جوان و أمسكت بيدها و قالت بحزم: تعالي معي .
و سارت أنى معها بهدوء
و عندما وصلا إلى الفندق , قصت أنى على جوان كل ما تعرفه منذ استيقاظها و مكالمة هال لها إلى ذاك الشجار المرعب الذي دار بين كاي و هال .
حينها ابتسمت جوان و تركتها لتنام و اتصلت بأحد معارف والدها و طلبت منه استخراج جواز سفر باسم جيني رايموند
لم يناقشها في شيء بل كان كل ما تفوه به : سأستخرجه لكِ فى أقرب وقت ..إلى اللقاء .
و سافرت معها إلى فلوريدا بعد انتهاء تلك الصفقة
ضربت رأسها بباطن يدها و هي تتذكر : عليّ حجز تذكرتين إلى بوسطن غداً ..-أكملت بشرود – أجل علينا الذهاب إلى هناك فى أقرب وقت .