الســــلام عليكم و رحمة الله و بركاته
:
: أتمنى لكم قراءة ممتعه
:
: الفصل الأول [اليوم هو الرابع من شهر فبـراير ,الساعة الآن الواحدة صباحاً..نرجو من المسافرين إلى بوسطن التوجه إلى البوابة الخامسة فستقلع الطائرة رقم 3859 بعد قليل ]
تمتمت جيني بحنق : الجو حار ..ذكريني مجددا لِم ارتدينا هذه الملابس
زفرت جوان بملل فهذه المرة العاشرة التي تردد فيها جيني هذا السؤال : لأن بــوســطن بـــــاردة على عكـــس فلـــوريـــدا ,و كفي عن تكرار هذا السؤال فقد مللت من الإجابة عليه .
قطبت جيني حاجبيها قائلةً بحزن مصطنع : حسـناً
قالت جوان و هي تُشيـر إلى البوابة: هيا بنا
و تبعتها جيني إلى البوابة حيث ستأخذهما الطائرة إلى بوسطن
[مبنى الدفاع المدني..الساعة الثانية ظهراً ]
و صل كلاً من كاي و ليو إلى الطابق العاشر حيث يقع مكتبهم
و جدوا مارتن يخرج من المكتب و على وجهه علامات الغيظ
قطب ليو حاجبيه و همس لـ كاي : يا الهي متى سيكفان عن التصرف كالأطفال ؟
رآهم مارتن فهتف : مـــــرحبــــا..كـــــاي..اشتقت لك أيها المشاغب
ظهرت نقطه ماء على جبهة كاي و ردد : مـ مشاغب !!
ضربه ليو على ظهره قائلاً : إنه يمزح معك ..ابتسم .
مشى ليو بضع خطوات و كاد أن يفتح باب المكتب
لولا أن قال مارتن بحنق : لا تدخل ..سيطردونك ..
قطب ليو حاجبيه و سأل : من ؟
زفر مارتن : سام و الفتاة الجديدة –أكمل بسخرية – لقد عقدتا مؤتمراً للفتيات في الداخل ..إن سام تردها لنا .
تصلبت عضلات ليو و ازدادت دقات قلبه حتى لم يعد يسمع سواها و شعر أن المكان ضيق و أنه لا يستطيع التنفس
و قد أصبحت الأفكار تنهمر على عقله : أيمكن أن تكون ..؟
فتح الباب بسرعة و بحث عنها بلهفة , اتسعت عيناه إلى أقصي مدىً لهما و هو يحدق في تلك الفتاة الجالسة بجوار سام و الابتسامة تعلو ثغرها
و تمتم بدهشة و ذهـول : رو..روكســـان
ابتسمت روكسان و هي تقف له و قالت بود كبير و احترام : مرحبا سيد ليو ..كيف حالك ؟
لم يرد عليها ليو بل ظل يحدق فيها كمن رأى معجزة , ضربه كاي على كتفه عندما وجد أنه أطال النظر إلى روكسان و التي احمر وجهها و نكست رأسها للأسفل بخجل من نظرته الطويلة ..
أفاق ليو من شروده و تحرك إلى مكتبه و بعد أن جلس عاد لينظر إليها ويشرد فيها مرة أخرى ..
همست سام في أذن روكسان : هل تعرفين ليو من قبل ؟
أجابتها بخفوت و نبرة خجله : أجل , هو من أحضرني إلى هنا
تمتمت سام و كأنها تحدث نفسها : إذاً , لماذا يبدو و كأنه رأى شبحاً
همس كاي في أذن ليو : ما رأيك في المفاجأة ؟
نظر إليه ليو بشيء من الاستنكار و هتف : أ كنت تعلم ؟
لم يجب كاي و لكن لاح شبح ابتسامة على شفتيه
ضرب ليو المكتب بقبضته و صرخ بانفعال : أنا آخر من يعلم إذن –أكمل بغضب – حسناً
و ترك المكتب و خرج
هز كاي كتفيه بأسف و قال في نفسه : ليس طبيعياً بالمرة ..يبدو أنه كان يعيش ضغطاً عصبياً في الفترة الماضية ..
بينما أخذت روكسان تنظر للباب الذي خرج منه ليو بحزن واضح في عينيها اللتان تلألأتا بالدموع .
اقترب منها ليو و مسح دموعها قبل أن تغادر مقلتيها قائلاً : لا تحزني ..إنه مضطرب قليلاً فقط .
- و هل طلبت الفتاة مساعدتك ؟؟.
نظر إليها مارتن ببرود و قال بهدوء : ليس من شأنكِ .
و تركهم هو الآخر و خرج بعدما لوح لـ روكسان مودعا و مُرسلاً لها قبله في الهواء جعلتها تبتسم ,
و أدي إلى اشتعال سام غضباً !! ..
[جامعة اينربون – الكافيتيريا..الساعة الآن الخامسة مساءً]
على إحدى الطاولات يجلس كلاً من راي و أكيرا
تنهد أكيراً و تمتم : راي .
أفاق راي من شروده الذي يلازمه هذه الأيام و قال: ماذا ؟؟
ضحك أكيرا و قال ممازحاً : لِم أحضرتني إلى هنا ,إذا لم ترد التحدث ..
أجابه راي بجدية : تريد المغادرة ..غادر إذا ..
هز أكيرا كتفيه لا مبالياً و متجاهلاً لما تفوه به راي : إلى متى ؟
نظر راي إلى الطاولة و أخذ يحرك إصبعه بعشوائية : حتى تعود .
تنهد أكيرا و أردف بحنق : و إن لم تعد..
حينها نظر إليه راي بحدة و نهض من على كرسيه مغادراً الكافيتيريا ..
ذهب راي إلى البحر
أخذ ينظر إليه بأمواجه المتلاحقة التي تمحي أى آثر للذكريات على رمالها الندية , حركت الرياح خصلات شعره الشقراء و أرجع رأسه للوراء و هو يعود بذاكرته إلى ذلك اليوم
الذي احتضن فيه أني أول مرة ..
عندما بدأت مشاعره بالتأجج..
و علم ما هو الحب ..
فهنــــا آسرته آني بعينيها الحزينتين و صوتها الهادئ الخال من التصنع
شعر أن حلقه جاف و أنه مخنوق ..لا يريد الذهاب إلى أي مكان ..يتمنى لو يدري أين اختفت أني؟؟..
لقد تغلغل حبها في قلبه و لم يعد يستطيع نزعه ليتخلص من عذاب فراقها الآن
لم تكن علاقته جيده بها و لكنه على الأقل كان يراها
زفر مرة أخري بشوق لرؤيتها
ليري عينيها الحزينتين التي تأخذه إلى عالمها
ليسمع صوتها الهادئ و هي تجيب بلامبالاتها المعهودة
ليتمتع بكل شيء كانت تفعله و أي تصرف كانت تقوم به
آآآآه ..متى ؟؟...متى اللقاء , آني؟..ألا تعلمين أن هناك قلباً قد كويَّ بنار حبك و أنت لا تدرين ؟
__________________ أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد! |