عرض مشاركة واحدة
  #45  
قديم 09-16-2010, 05:06 PM
 
[ مبنى الدفاع المدني "الساعة السادسة مساءً"– السطح ]
فتح باب السطح و أطل بنظره ليرى إن كان هناك أحد
و بالفعل وجد ضالته ..يقف قرب سور السطح شارداً ..محلقاً بنظراته إلى السماء
- مـا بـك ؟ ..
أخرجه صوت كاي من عالم ذكرياته و قال بصوت ملئه الشجن : لِم سألت عن أحوالي و أنا كنت سبب عذابها ؟
انطلقت ضحكه من حلق كاي لا إراديا مما جعل ليو يُردف بسخرية : أ قلت نكته و أنا لا أدري أم ماذا ؟
توقف كاي و قال : و من أخبرك أنك كنت سبب عذابها ؟
ليو بنفس النبرة الحزينة : أنا ..رأيت ذلك بنفسي
تنهد كاي و بدأ يشرح لـ ليو ما يعرفه عن روكسان
- اسمعني جيداً , ليو .. لقد وجد تيم جينات لورا , آمي..عند تحليل دم روكسان و من الطبيعي أن يخبر نايجل و نايجل بدوره سيخبرني , و قد أمرك نايجل بإحضارها ..ليس لأجل استجواب أو ما شابه ..ثم أن روكسان فتاة صغيرة لم تتجاوز الثامنة عشر بعد و نحن لسنا وحوشاً لنستعمل استجواب كهذا مع فتاة كهذه , و لذا قرر تيم مساعدتها حتى تتأقلم مع وضعها ..و لكي يراقب تحولها الجيني لحظةً بلحظة ..و ها أنت تراها بحالة مستقرة إلى الآن ..و هي تحمل ذكريات لورا و خبرتها و لذا رأى نايجل أنها ستفيدنا
-أكمل بشرود – في رأيي ..فهي تعتقد إنها مدينةٌ لك بحياتها
سيطر الذهول على ملامح ليو و تمتم : حقـاً ؟!!
ابتسم كاي و أجابه : نعم
قفز ليو بأقصي طاقة لديه إلى الأعلى و صرخ بأقوى ما أوتيت به حنجرته : هــــــــــــــــــــــآآآآآآآآي
بعدها بثواني رن هاتف كاي فردَّ : مرحباً نايجل ..لا لا ..إنه ليو ..ههههه..لا , لقد كان فرحاً ..حسناً سأخبره ..إلى اللقاء
ابتسم كاي و قال لـ ليو بخبث : لقد سمح لنا نايجل بالسفر إلى عمتي .
أومأ ليو برأسه فرحاً و لم ينطق بحرف من فرط سعادته ,
بينما سيطر كاي علي نفسه لكيلاً ينفجر من الضحك على شكله .
ظلا دقائق صامتين
ألقى ليو سؤاله لأنه شعر بالذنب تجاه كاي : ألا تعلم مكانها ؟
هز كاي رأسه نفياً : لم أجدها بعد ..ولا آني ..
قال ليو ممازحاً : ربما تقابلتا و اتفقتا معاً عليك
ابتسم كاي بسخرية : أتعتقد ؟.
نظر إلى السماء التي امتزج لونها الأزرق الصافي بأشعة الشمس الحمراء
و شرد بهذا التمازج الرائع بين اللونين الأحمر و الأزرق
قال بتأمل : أتعلم ,ليوناردو
صمت و قد غامت عيناه البنيتان بحزن عميق من نوع آخر
حزن جاء من فراق نصفه و قلبه الثاني
قلبه الثاني لا يدري كيف اختفت ؟
بين يوم و ليله تلاشت أنفاسها من بين جنبيه
أما نصفه الآخر فهو من تركها خلفه
آخـر مرة رآها و هو في الخامسة عشر
كانت هي حينها في الرابعة عشر ..ودعها ببرود و قسوة حتى تنساه
لم يكن يعلم إن كان سيعود سالماً مما قرر فعله هو و ليو
و لذا تركها وراءه ..
صوت بكائها و توسلاتها كان يمزق قلبه حتى الصميم
- كـــآي لا تتركني وحدي ..
لا تكن أنانياً ,لماذا تريد الرحيل ؟؟ أ – بلعت ريقها - أ ضايقتك في شيء ؟
كـــاي , توقف ..إن كنت ضايقتك بأي شيء ,فقط أخبرني و لن أكرره ..لا ترحل أرجـوكـ .
كاي أنا..أنــا أحبك –حينها توقف تنفس كاي و اتسعت حدقتاه ..لم يكن يتوقع أنها تحبه ,كاد أن يلتفت لكنه تذكر ما هو مقدمٌ عليه فأجبر قدميه على المضي –
أنا لا أمزح ..كاي أنا أحبك حقاً..فقد تراجع عن قرارك..ابق هنا ..ابق معي
- لكنه خرج من المنزل و صفق الباب وراءه تاركاً إياها منهارة من البكاء-
كــاي ..بربك,تنفس..
نظر إليه و بدأ يسعل بشده و أنفاسه تتسارع في الدخول إلى رئتيه
ضربه ليو على كتفه ممازحاً و هو يقول : كدت أن أفقدك
ابتسم كاي بشرود
دائما يشعر بعينيها الفيروزيتين تتتبعانه ,تراقبانه , ترعيانه أينما ذهب
يشعر أنها قريبة منه و بعيدة كل البعد عن مسمى القرب
زفر و خرجت أنفاسه الحارة الملتهبة تعاني من حمي الشوق و ألام الفراق..
__________________
أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!