4.الشفاعتين و الثلاث قبضات




شفاعة النـبى


الان دخل المؤمنون الجنة برحمة من الله و بإذنه تعالى
لكن هناك من كانت ذنوبهم اكثر من حسناتهم فدخلوا النار

لكن قلوب أهل الجنة كما تعلمون طيبة رقيقة محبة
و اكثر هذه القلوب رقة و رحمة
قلب حبيبنا محمد اللهم صلى و سلم عليه

فلا يرغب ان يمكث فى الجنة و هناك بقية من امته ليست معه
فيخرج من الجنة و ينادى ربه بان امته مازال منها جزء فى النار
فيسمح له رب العزة الرحمن
فيدخل الرسول النار و قد اظهر الله له من امته من يُخرجهم
فيخرجون من النار و يلقون فى نهر الحياة
فيعود الرسول الى الله عز و جل
فيأذن له الله مرة اخرى
و هكذا أربع مرات
إلى أن يستحى الرسول فى الخامسة

فتنتهى شفاعة الحبيب



شفاعة المؤمنيـن


و تأتى شفاعة المؤمنين المحبين لاهلهم و اخوانهم
و من كانوا معهم فى الدنيا
فينادون الله و يدعونه
بأن اخوانهم فى النار كانوا معهم فى الدنيا
كانوا يصلون و يصومون و يحجون و يفعلون كما كانوا هم يفعلون

فيسمح الله لهم بالدخول إلى النار
و يأمرهم بأن يخرجوا من كان فى قلبه مثقال دينار من إيمان
فيخرجونهم ثم يدعون الله مره اخرى
فيأذن الله لهم بأن يخرجوا من كان فى قلبه مثقال نصف دينار
ثم يعودون فيدعون الله فيأذن لهم
فيخرجوا من كان فى قلبه مثقال ذرة من الايمان

فيستحى المؤمنون من الله
و تنتهى بذلك شفاعتهم



شفاعة أرحـم الراحميـن


فينادى الله عز و جل و يقول: شفع النبيون و المؤمنون و بقيت شفاعة أرحم الراحمين
فيدخل الله قبضته فى النار و يخرج منها ثلاث حثيات (قبضات)
فيُخرج قوم لم يفعلوا خيرا قط
الا انهم قالوا
لا اله الا الله



لمـاذا نهـر الحيـاة؟


و كل من خرجوا من النار لُقوا فى نهر الحياة
فهو نهر على أبواب الجنة
لانهم قد حرقوا و تشوهوا من نار الجحيم
و إذا دخلوا بشكلهم و هيئتهم هذه
سيكون فى قلوبهم حزن
لان اهل الجنة ذو هيئة رائعة و انوار ساطعة و جمال لا مثيل له
و هم محرقون مشوهون

و الله من حبه لعباده و لطفه بخلقه انه جعل ذلك النهر لهم
فيلقون فيه فيخرجون و كأن لم يكن بهم شىء
ذو شكل جميل مثل اهل الجنة

و لكنهم مميزون

يلبسون طوق يكتب عليه
هؤلاء عتقاء الرحمن
و هذا فخر لهم

اما ملكهم فهو ملك ادنى من دخل الجنة و قد تم ذكره سابقا
فكل ما يروه فى الجنة فيعجبهم فهو لهم


قال الرسول صلى الله عليه و سلم:
"ما أنتم بأشد لي مناشدة في الحق ،
قد تبين لكم من المؤمن يومئذ للجبار ، وإذا رأوا أنهم قد نجوا ،
في إخوانهم ، يقولون : ربنا إخواننا ، كانوا يصلون معنا ،
ويصومون معنا ، ويعملون معنا ،
فيقول الله تعالى : اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من إيمان فأخرجوه ،
ويحرم الله صورهم على النار ، فيأتونهم وبعضهم قد غاب في النار إلى قدمه ، وإلى أنصاف ساقيه ، فيخرجون من عرفوا ، ثم يعودون ،
فيقول : اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار فأخرجوه ،
فيخرجون من عرفوا ثم يعودون ،
فيقول : اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من إيمان فأخرجوه ،
فيخرجون من عرفوا .
( فيشفع النبيون والملائكة والمؤمنون )،
فيقول الجبار : بقيت شفاعتي ، فيقبض قبضة من النار ،
فيخرج أقواما قد امتحشوا ، فليقون في نهر بأفواه الجنة يقال له : ماء الحياة ،
فينبتون في حافتيه كما تنبت الحبة في حميل السيل ،
قد رأيتموها إلى جانب الصخرة ، إلى جانب الشجرة ،
فما كان إلى الشمس منها كان أخضر ، وما كان منها إلى الظل كان أبيض ،
فيخرجون كأنهم اللؤلؤ ، فيجعل في رقابهم الخواتيم ،
فيدخلون الجنة ، فيقول أهل الجنة : هؤلاء عتقاء الرحمن ،
أدخلهم الجنة بغير عمل عملوه ، ولا خير قدموه ،
فيقال لهم : لكم ما رأيتم ومثله معه "



و اصبحت أمة النبى الأمى محمد صلى الله و سلم عليه
كلها فى الجنة برحمة من رب العالمين

فلننظر المرة القادمة
يومهم المنتظر
يوم المزيد