رفقا بالقوارير ايها التنويريون............. تُرى هل أعار الإعلاميون والكتاب المعنيون بالمرأة في بلادنا؛ المقالتين السابقتين دقائق من حياتهم؟ هل حاولوا أن يقفوا هنيهة يراجعون مواقفهم السابقة بعد اطلاعهم على الحقائق والأرقام المخيفة، التي تأتي نتيجة طبيعية لمحاولة إخراج المرأة عن طبيعة خلقها، وإقحامها في ما لم تُخلق له؟ تقول الكاتبة الهندية (كمادا لانس) التي أسلمت وارتدت الحجاب، ورفضت حماية الشرطة لها: "أنا لا أريد الحرية، لقد ذقت منها ما كفاني، لقد أصبحت عبئاً يثقل كاهلي، أريد خطوطاً محددة لضبط حياتي، أريد سيداً يحميني، أريد الحماية لا الحرية، أريد طاعة الله". ! لقد اعترضت ابنتي الغالية ذات السنوات الثماني على مطلع هذه المقولة الرائعة، قبل أن تُستكمل، فقالت: كيف ترفض هذه المرأة الحرية؟ نعم يا ابنتي الحبيبة كلنا نحب الحرية، حتى هذه الكاتبة، ولذلك قررت الإسلام، لتتحرر من عبودية المادة، وتنخلع من رق الانحلال والإباحية، وتتخلص من طوق الشهوات المطلقة. إن الحرية التي لا حدود لها لا توجد إلاّ في الغابات بين الحيوانات، ويكفي هذه الحرية مقتاً وسوءاً أن يكون هذا موطنه. إن هذه الكاتبة رفضت حرية جعلت منها نهباً مشاعاً لكل ساقط ولاقط، وهرعت إلى الحرية التي وهبتها قيمتها بوصفها إنسانة، تختار دينها، ووجهة حياتها، والطريقة التي تعيش بها دون قيود موروثة مرهقة، تشل بها حركة التفكير، أو خلاخل مصنوعة بأيد غريبة عن بيئتها، تخدع بها، لقد فطنت إلى أن ما يسمونها (حرية) هي التي تخنق إنسانيتها، وتجعلها آلة غبية لا عقل لها، وقودها الشهرة البراقة التي تجبرها على أن تهدر قيمة المرأة على أعتاب الرجل المستغل لكل إغراءاتها، من أجل استعبادها لشهواته ونزواته، وليس من أجل إعزازها وتحريرها كما يدعي. الأنثى الطبيعية تحب أن تنضوي تحت جناح رجل؛ لا ليهينها، ويستذل كرامتها، ولكن ليلبي حاجاتها النفسية القائمة على الرغبة في احترام إنسانيتها، وتقبلها كما هي، وحبها، بل وتأكيد هذا الحب باستمرار؛ لتحس بأنها أثيرة في قلبه، وليس واحدة من عشرات العشيقات والخليلات، بل ثبت بالدراسة أنها تحب أن تكون تحت رعايته، يحميها ويدافع عنها، ومن خلال الواقع الذي تضعه الاستتشارات الأسرية بين يدي، تبين لي أن المرأة تحب أن تسمع من الرجل (لا) حين تفتقدها منه!! فلماذا نقلب الحقائق، ونناقض الفطرة. ! المرأة حين تكون ـ أولاً ـ لمملكتها المنزلية وحسب فإنها تكون قرينة رجل واحد، تتوحد معه روحاً وأهدافاً وجسداً، وهنا تهنأ المرأة ويسعد الرجل، بل ويسعد المجتمع كله، وحين تخالط الرجال في أماكن عملهم، ولو من غير احتكاك أجساد (كما يقول أحدهم) فسوف تذبل شخصيتها، وتتضاءل أنوثتها، ويتشتت بريقها، وتتمزق عواطفها، حتى لا يبقى للبيت ومن فيه من زوج وأولاد إلاّ الفتات، ورحم الله الشاعر الراحل إبراهيم طوقان حين قال: وردة تبهر العيون ولكن كثرة الشم قد أضاع شذاهاوهو ما يفسر كثرة المشكلات الأسرية والعاطفية في بيوت كثير من العاملات في وظائف مختلطة، وهو ما يفسر لي شخصياً عدداً من الحالات التي اطلعت عليها، والتي ربما همست فيها المرأة المعذبة بزوج لا يفهم مشاعرها: ألا يفهم هذا الرجل (زوجها) بأنني أعمل في جو مختلط، والرجال قريبون مني، أتعامل معهم كل يوم؟ ألا يخاف من ...؟! إنني ألفت أنظار المتباكين على المرأة في بلادنا إلىموضوعات أكثر جدارة بأقلامهم الساخنة، ليدافعوا عن جنس المرأة في العالم كله، عنالمرأة التي أصبحت نادلة في مرقص، تعصر قلبها في الكأس التي تقدمها لرجل عربيد، ثم تعود تسب كل خطوة تقودها كل يوم إلى هناك، عن المرأة الممثلة التي تقبع كل يوم فيحضن رجل، مرة في دور أبيها ومرة في دور عشيقها، ثم تعود لتشيح بوجهها عن المرآة حتىلا ترى آثار قبح ما فعلت مع كيانها الإنساني الذي لم تبق له ملامح خاصة به عنالمرأة التي أصبحت جزءاً من مئات الإناث المتمايلات كالآلات بين يدي رجل في الفيديوكليب، والذي أذل المرأة التي كرمها الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- وحوّلها إلىجسد خاوٍ بلا مشاعر ولا أحاسيس، ولا أهداف، ولا إنسانية، ولا حتى شخصية فنية خاصةبها، وإنما هي جزء صغير من لوحة بلهاء، يشمخ فيها الرجل المطرب بأنفه على عشرات(الإماء!! متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهمأحراراً؟ أريدهم أن يدافعوا عن المرأة التي أُذلّت في الدعايات التجارية لتمرر على جسدها السلع التجارية، حتى الرجالية البحتة منها، وكأنها /فترينة زجاجية/ . ألا رفقاً بالقوراير! أيها المتباكون على المرأة !! د.خالد الحليبي |