09-17-2010, 04:43 PM
|
|
الفصل الأول ((3))
استجواب ****************************
في بيت عمي اضطررت لتحمل صبه جام غضبه على جيل القرن الحادي والعشرين ممثلة في شخصي.. وعلى "انتو وانتو" .. وكل عيب في العالم يكون متلبسا بنا وكل حرب عصابات نكون نحن السبب الرئيسي لها،،،، حتى ظننت اخر المطاف انه سيحملنا تبعات نكبة الحادي عشر من سبتمبر ومجازر لاهور ودافع اسرائيل لامتلاك الاسلحة النووية.. بينما جيلهم هو الذي حرر السود وسيناء وأول من دعم المزارعين والعمال و .. و..
وانا طبعا كان رأسي يقاوم الانفجار.. لولا ان زوجة عمي تنقذني احيانا بالسؤال عن الدراسة والجامعة والصحة..الخ
لكن كل هذا السيل الجارف من الثرثرة والغضب من الممكن تحمله الا اللحظة التي دخل فيها الدكتور محمد البيت هو مع اخيه عبد الله يسلمان على امي ويحييانها من خلف الباب...
لم اكن اسمع ولا اميز صوت عبد الله.. كانت اذني نفسها لا تسمع غير صوت الدكتور وصوته الهادئ على عكس صوت اخيه الجهوري الاجش.. كان يسلم على امي بكل وقار ويحييها ويهلي بها ..
ودق قلبي بسرعة لما قال: "اخبار البنات.. هند وسلوى؟؟ ان شاء الله بخير؟.."
ردت امي: "الحمد لله هذا هم معي.."
جاء صوت هند بجانبي: "شخبارك محمد شخبارك عبد الله.."
شعرت كأني في مسلسل خليجي مع هذه السلامات.. لكن كنت اتمنى لو اني لم احضر.. لا يمكن طبعا ان يأتي دوري واتكلم كان هذا هو المستحيل..
وددت لو تنشق الارض وتبلعني حين سمعت اسمي على لسانه يسأل عني هند.. "اففف.. ليه الجو العائلي كذا ؟.. وليه اصلا يكون فيه صلة رحم.. استغفر الله.."
اخيرا ذهبا ورجع الجو مثلما كان.. لا .. ربما احسن مما كان لان عمي استأذن من امي وخرج معهما.. ونزعت امي حجابها وغطاءها واخذت راحتها في الكلام مع زوجة عمي..
كانت الثرثرة في البداية عن "العيال "وانهم كبروا وعن مشروع محمد الجديد وانه قرر ان يفتح له عيادة قريبا.. وعن عبد الله وشغله الذي يتعبه وانه من الممكن ان يغيره.. وسعد الذي تعذب مع ولده الصغير المريض.. كلام كثير عن العائلة يدوخ الرأس..
لكن هذا كل اذكر من الكلام.. لاني بعدها رحت في افكاري وشرودي...........................
"ايه!! ايه يا سلوى!!.. والله ان ما عندك سالفة.. ليه هالجية من اصلها.. كنتي على الاقل الحين جلستي على المسن ولا شفتي لك مسلسل بدل القعدة هنا مع الحريم بلا داعي.. لما كنت صغيرة كنت دايم احلم اني اصير دكتورة.. بس مالت على ذا الخشة اللي علي.. من شافها ما شاف دكتورة ولا بيطرية حتى.."
تنهدت بعمق وأنا اتذكر أحلامي الغابرة: "كل اللي يعرفونا أو اقاربنا دايم يقولون لو جسم سلوى على وجه منال كانت ملكة جمال.. رشاقتي ما فيه احلى منها بالعيلة.. لكن منال اجمل مني بكثير.. ولا كأنها اختي اصلا.. دايم يقولون لو تعطيك وجهها.. ولا فكر احد اني اتمنى لو اعطيها انا جسمي بدل ما اسمع هالتعليق الكريه.."
تنفست مرة أخرى بعمق وأنا أتذكر ذلك الجرح الغائر في داخلي.... جرح لم يتوقف عن النزف كلما اجتمعت العائلة وقارنت بين الاختين.. انا.. ومنال... |