بعد غياب
جسّ نبض الباب قبل الطرقتين ، وجسّ لوحه
قال : يا كثر اليدين اللي تقول الدار خالي
ما صحى في الباب بعد الطرقتين إلا الملوحة
والغبار اللي على الدرفة حثى وجه الليالي
صاح : يا أهل الدار ، واشعل في الفراغ الشرس بوحه
وانمحى في دمعتين وحسّ شي مـن التعالي
في يدينه كان مفتاح الغياب يشد روحه
للغبار ، وخندق الجدران حول الباب عالي
قال : غاب الدار مدري غاب عني في وضوحه
هو أنا اللي جيت صوب الدار والا الدار جالي
والغبار اللي على المدخل تقضّب فـي جروحه
ما لفيت الا على ريح تذره فـي سؤالي
اسمع ايامٍ تردد مـن ورا الباب السموحة
ما نعرفك ، من تكون ؟ وليش ثاير وانفعالي ؟
كم ذبل في الروح نجم وضاقت النفـس الطموحة
والحياة اللي طوتك هناك صلفة مـا تبالي
وانمحت فيك الدروب وصارت الخطوة شحوحة
وجيت لا حادي ولا خيـّال مظهرك ارتجالي
هز راسه في برود وصمت واوغل في نزوحه
قال يلقى الـدار بعـد الطرقتين احدٍ بدالي
كان وجه الباب راكد مـا عليه الا الملوحة
والغبار اللي على الدرفة يقـول الـدار خالي
__________________ أستبدل كلمة ( أف حر ) بـ : إلهي إني أعوذ بك من نار جهنم فهي أشد حراً |