09-20-2010, 04:53 PM
|
|
الحرب العراقية الايرانية
ازدادت العلاقات مع ايران سوءا بعد الثورة التي اطاحت بالشاه في عام 1979 . ولقد اعترف العراق بحكومة الثورة الاسلامية الشيعية في ايران ولكن القادة الايرانيون لم يكن حكم البعث يعنيهم، والذي نظروه نعين الاستصغار على انه علماني. اعلن اية الله روح الله الخميني القائد الروحي للثورة الايرانية سياسة "تصدير الثورة"، وكان العراق في اول القائمة التي تضم الدول المنوي الاطاحة بانظمتها وابدالها بنظام اسلامي شبيه بالنظام الموجود في ايران. اضافة الى ان ايران لا تزال تحتل ثلاثة مساحات صغيرة من الارض على امتداد الحدود العراقية الايرانية والتي كان ينبغي ان تعود الى العراق حسب معاهدة 1975 .
كانت المناوشات الحدودية تحدث باستمرار في 1979 و 1980 . وفي 17 ايلول 1980 اعلن صدام بانه لا يلتزم بمعاهدة 1975 لان ايران قد خرقتها. وفي 21 – 22 ايلول 1980 قامت القطعات العراقية بغزو ايران؛ وقام العراق بنفس الوقت بقصف القواعد الجوية الايرانية واهداف استراتيجية اخرى. وفي 28 ايلول دعا مجلس الامن لوقف اطلاق النار وطلب من كل من العراق وايران ان " يلجأوا الى الوسائل السلمية لحل خلافاتهما". فرد صدام حسين قائلا ان العراق يقبل بوقف اطلاق النار في حالة التزام ايران بذلك ايضا. وكان رد ايران سلبيا. وتمت محاولات اخرى في 1980 و 1981 ولكنها رفضت من قبل ايران. وهكذا استمرت الحرب وفي السنوات التي تلت امتدت الى منطقة الخليج ادت الى التدخل الاجنبي. وسميت على اثر ذلك بحرب الخليج.
اوقف التقدم العراقي داخل ايران في تشرين الثاني 1980 . واعقب ذلك حالة من التوتر والشد التي استمرت لغاية ايلول 1981 عندما بدات ايران بسلسلة من العمليات الهجومية الناجحة. وفي آيار 1982 كان العراقيون قد طردوا عن معظم الاراضي التي احتلوها. وبدأت القوات الايرانية تتغلغل الى محافظة البصرة. وخلال 1983 – 86 احتلوا جزيرة مجنون وهددوا مدينة البصرة، واحتلوا شبه جزيرة الفاو. اما في المحافظات الشمالية الشرقية فقد هددت القوات الايرانية االمنطقة الممتدة من كركوك وحتى الحدود التركية بتغلغلها الى مدينة حاج عمران وحلبجة بالتعاون مع الاكراد العراقيين. ولقد واجهوا مقاومة شديدة في الشمال. والحقت القوات العراقية خسائر كبيرة بالايرانيين والاكراد. واوقف الهجوم الايراني على البصرة وتكبد الطرفان خسائر كبيرة . وقابل العراق ماسمي بحرب الناقلات بقصف منصات تحميل الوقود في الخليج، وخاصة في جزيرة خرج. وبقي احتلال ايران لجزيرة مجنون وشبه جزيرة الفاو وتهديدها للبصرة يشكل هاجسا كبيرا للعراق.
في عام 1987 اصبحت كفة المعادلة في صالح العراق. حصل العراق على اسلحة اضافية من فرنسا والاتحاد السوفيتي مما حسن موقفه العسمكري بشكل ملحوظ، وطور العلاقات مع الاتحاد السوفيتي والاقطار الغربية وبالذات الولايات المتحدة الامريكية؛ واعيدت العلاقات مع الولايات المتحدة الامريكية في 1984 . وفي عام 1987وافقت امريكيا على رفع العلم الامريكي على 11 ناقلة كويتية وحمايتها في المياه الدولية من خلال مضيق هرمز. وحمت كل من بريطانيا وفرنسا ناقلات تحمل اعلامهما. وقد ساندت الولايات المتحدة العراق سياسيا في الامم المتحدة ةعسكريا بتامين معلومات عن التحركات الايرانية في منطقة الخليج بالرغم من حادثة المدمرة ستارك التي هوجمت دونما قصد من قبل القاصفات العراقية في 17 أيار 1987 . وفي تشرين اول 1987 ونيسان 1988 هاجمت القوات الامريكية السفن الايرانية ومنصات تحميل النفط.
في 20 تموز 1987 اقر مجلس الامن بالاجماع القرار 598 والذي يحث كلا من العراق وايران لقبول وقف اطلاق النار، وسحب قواتهما الى الحدود الدولية المعترف بها وتسوية خلافاتهما الحدودية بالتفاوض تحت رعاية الامم المتحدة. وافق العرلق على الالتزام بشروط القرار اذا ما التزمت ايران به. ولم تقبل ايران او ترفض القرار بل طلبت ادخال تعديلات عليه بادانة العراق على انه الطرف المعتدي في الحرب والدعوة الى مغادرة الاساطيل الاجنبية الخليج.
واستمرت العمليات العسكرية في الخليج واستعاد العراق شبه جزيرة الفاو ومنطقة الشلامجة ومجنون. اصبح واضحا ان موقف ايران العسكري في الخليج قد اصبح متعذرا. وخوفا من ثورة داخلية اشار القادة الايرانيون على الخميني بضرورة قبول بوقف اطلاق النار من اجل المحافظة على النظام من الانهيار. واعلنت ايران موافقتها الرسمية على القرار 598 في 20 آب 1988 .
عندما التقى وزيرا خارجية العراق وايران في جنيف للمرة الاولى في آب 1988 وبعد ذلك في 1989 لم يحصل اي تقدم في كيفية تطبيق القرار 598 . طلب العراق تبادل كامل للاسرى كخطوة اولى، في الوقت الذي اصرت ايران على انسحاب القوات العراقية من ايران يجب ان يسبق تبادل الاسرى. لم يتفق العراق وايران لحد 1990 حين اتفق الطرفان اخيرا لتسوية خلافاتهما على اساس معاهدة 1975 وتنفيذ بنود قرار الامم المتحدة 598
__________________ |